مادورو يعيّن شخصية من صقور النظام وزيرا للداخلية

ديوسدادو كابيلو وزير الداخلية الفنزويلي الجديد (رويترز)
ديوسدادو كابيلو وزير الداخلية الفنزويلي الجديد (رويترز)
TT

مادورو يعيّن شخصية من صقور النظام وزيرا للداخلية

ديوسدادو كابيلو وزير الداخلية الفنزويلي الجديد (رويترز)
ديوسدادو كابيلو وزير الداخلية الفنزويلي الجديد (رويترز)

أجرى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الثلاثاء، بعد شهر من فوزه بولاية ثالثة في انتخابات متنازع عليها، تعديلا وزاريا عيّن بموجبه نائب الرئيس السابق ديوسدادو كابيلو الذي يعتبر أحد صقور النظام وزيرا للداخلية.

وبموجب هذا التعديل، أصبحت نائبة الرئيس ديلسي رودريغيز وزيرة للنفط، في منصب استراتيجي في أكبر دولة في العالم من حيث الاحتياطي النفطي. كما "صدّق" مادورو على إسناد وزارة الدفاع للجنرال فلاديمير بادرينو لوبيز، الذي أثبت مراراً "ولاء مطلقاً" للسلطة على الرغم من الدعوات التي وجّهتها إليه المعارضة للوقوف إلى صفّها.

وفي الحكومة السابقة كانت رودريغيز تتولى وزارة المالية بينما كانت وزارة النفط في عهدة بيدرو تيليشيا الذي كان أيضاً رئيسا لمجلس إدارة شركة النفط العامة العملاقة "بتروليوس دي فنزويلا" وأصبح في الحكومة الجديدة وزيراً للصناعة. وبصفته وزيرا للداخلية سيكون كابيلو مسؤولاً بصورة خاصة عن التعاطي مع الاحتجاجات التي تنظمها المعارضة التي تتهم مادورو بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية وتؤكد أن الفائز في هذه الانتخابات هو مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا.

وأثار الإعلان عن إعادة انتخاب الرئيس الاشتراكي لولاية ثالثة تظاهرات احتجاجية قمعتها السلطات بالحديد والنار.

وصادقت المحكمة العليا التي يعتبرها معظم المراقبين تابعة للحكومة، على فوز مادورو (61 عاما) بولاية رئاسية ثالثة.

وأثار إعلان فوز الرئيس الاشتراكي احتجاجات عفوية، قُمعت بوحشية. وأسفرت تلك الاحتجاجات عن 27 قتيلا و192 جريحا و2400 موقوف، بحسب السلطات.

وأعلن فوز مادورو بنسبة 52% من الأصوات من قبل المجلس الوطني الانتخابي الذي لم ينشر محاضر مراكز الاقتراع بدعوى أنه تعرض لقرصنة إلكترونية، وهو ما شكّكت به المعارضة والعديد من المراقبين. وبحسب المعارضة التي نشرت محاضر لجان الفرز بعدما حصلت عليها بفضل مراقبيها، فقد فاز مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا بأكثر من 60% من الأصوات.

ولا تعترف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من دول أميركا اللاتينية بفوز مادورو.



البرازيل تكافح حرائق الغابات... وتحقق في أسبابها (صور)

صورة جوية تظهر الحريق في حقول قصب السكر قرب مدينة دومون البرازيلية (رويترز)
صورة جوية تظهر الحريق في حقول قصب السكر قرب مدينة دومون البرازيلية (رويترز)
TT

البرازيل تكافح حرائق الغابات... وتحقق في أسبابها (صور)

صورة جوية تظهر الحريق في حقول قصب السكر قرب مدينة دومون البرازيلية (رويترز)
صورة جوية تظهر الحريق في حقول قصب السكر قرب مدينة دومون البرازيلية (رويترز)

أعلنت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا، أمس (الأحد) أن البرازيل «في حالة حرب مع الحرائق والجريمة»، في وقت أُعلِنت فيه حالة الطوارئ في 45 مدينة في ولاية ساو باولو، بجنوب شرقي البلاد.

وعقب اجتماع أزمة مع الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أعلنت الوزيرة أن الشرطة الفيدرالية بدأت تحقيقاتها في أسباب حرائق الغابات التي ضربت المنطقة في الأيام الأخيرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال لولا على منصة «إكس»: «الشرطة ستقود التحقيق، والحكومة ستعمل مع كل الولايات لمكافحة الحرائق».

وكان حاكم ساو باولو تارسيسيو دي فريتاس الذي أعلن حال الطوارئ في 45 بلدية، قد أكد الأحد اعتقال شخصين، يشتبه في إشعالهما حرائق متعمدة.

وإحدى المناطق الأكثر تضرراً هي ريبيراو بريتو، وهي مدينة يقطنها أكثر من 700 ألف نسمة، وتقع على بعد نحو 300 كيلومتر من ساو باولو، وسط مركز زراعي رئيسي.

وقال المتقاعد كارلوس رودريغز البالغ 66 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أنا أعيش هنا منذ 32 عاماً، ولم أرَ شيئاً كهذا من قبل».

منظر جوي لنباتات محترقة بجوار شقق فاخرة في مدينة ريبيراو بريتو بولاية ساو باولو بالبرازيل (أ.ف.ب)

وقالت نازاري لوريرو دوس سانتوس (71 عاماً): «كنت خائفة حقاً (...) وبما أنني أعاني التهاباً في الأنف بقيت في المنزل».

وكانت السلطات تأمل بأن تساعد الأمطار التي هطلت الأحد في التخفيف من خطورة الوضع.

واضطر سكان أحد الأحياء الراقية إلى مغادرة منازلهم مع اقتراب ألسنة اللهب، وفقاً لموقع «G1» الإخباري.

وأظهر عدد من مقاطع الفيديو المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي غرق ريبيراو بريتو في الظلام، بدءاً من بعد ظهر السبت، بينما شوهدت طبقة كثيفة من الدخان، ولوحظ هبوب رياح قوية.

غرق ريبيراو بريتو في الظلام بدءاً من بعد ظهر السبت (أ.ف.ب)

وقال أحد مصوري هذه المقاطع، وقد وضع على وجهه قناعاً واقياً للخروج من منزله: «إنه أمر مروع. كثير من الرياح، وكثير من الدخان، ولم يعد بإمكانك رؤية المدينة. والساعة الآن الخامسة مساءً».

ولقي عاملان في مصنع حتفهما الجمعة في أوروبيس بشمال الولاية، أثناء مكافحتهما حريقاً.

وأُلغيت رحلات جوية وقطعت طُرق، بسبب الحرائق التي دمرت المحاصيل وأدت إلى نفوق الماشية.

تُظهر الصورة الجوية حريقاً في محيط الطريق السريع «SP-253» في ريبيراو بريتو بولاية ساو باولو بالبرازيل (أ.ف.ب)

ووصلت طائرة من طراز «إمبرايرKC-390»، وهي طائرة لنقل القوات الجوية البرازيلية، تم تحويلها إلى قاذفة مياه بسعة 12 ألف لتر، إلى ريبيراو بريتو ليل السبت- الأحد. ولكن وفقاً للوزيرة مارينا سيلفا: «لم تتمكن الطائرة من العمل حتى الآن بسبب الدخان». وأعربت عن أسفها قائلة: «هذا يعطي فكرة عن حجم المشكلة».

وقد شوهدت سحب دخان الأحد في كثير من المدن البرازيلية في مناطق أخرى، بما في ذلك العاصمة برازيليا (وسط غرب).

عنصر إطفاء يحاول إخماد الحريق في حقول قصب السكر قرب مدينة دومون البرازيلية (رويترز)

ووفق بيانات جمعتها الأقمار الصناعية التابعة للمعهد الوطني لأبحاث الفضاء (Inpe)، تشهد ولاية ساو باولو أسوأ وضع في شهر أغسطس (آب) من حيث الحرائق، منذ بدء تسجيل بيانات فيها عام 1998؛ حيث تم تحديد 3480 حريقاً. وهذا يتجاوز ضعف العدد الذي تم إحصاؤه العام الماضي.

الدخان يتصاعد في سماء ريبيراو بريتو (رويترز)

وهو وضع تربطه حكومة لولا بتغير المناخ. وقال الرئيس عبر منصة «إكس» الأحد: «لم يعد بإمكاننا الاستمرار في إنكار أزمة المناخ. علينا أن نكافح تغير المناخ بالذكاء والاستثمارات والتمويل، بما في ذلك من الدول الغنية التي سبق لها أن دُمرت غاباتها. لا يمكن لبلدان الجنوب أن تتحمل بمفردها».

وقد ساهمت في انتشار الحرائق فترة الجفاف الاستثنائي في ولاية ساو باولو، وكذلك في منطقة الأمازون (شمال)؛ حيث تستعر حرائق الغابات. وقد تم تحديد أكثر من 48674 حريقاً منذ بداية العام، في المنطقة التي تضم أكبر غابة استوائية في الكوكب، بزيادة قدرها 76 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.