تصاعد حدة الأزمة الإنسانية في هايتي وسط استمرار هجوم العصابات

سكان ينزحون من منازلهم بسبب الاشتباكات بين العصابات والشرطة في بور أو برنس 9 مارس 2024 (أ.ب)
سكان ينزحون من منازلهم بسبب الاشتباكات بين العصابات والشرطة في بور أو برنس 9 مارس 2024 (أ.ب)
TT

تصاعد حدة الأزمة الإنسانية في هايتي وسط استمرار هجوم العصابات

سكان ينزحون من منازلهم بسبب الاشتباكات بين العصابات والشرطة في بور أو برنس 9 مارس 2024 (أ.ب)
سكان ينزحون من منازلهم بسبب الاشتباكات بين العصابات والشرطة في بور أو برنس 9 مارس 2024 (أ.ب)

تصاعدت حدّة الأزمة الإنسانيّة في العاصمة الهايتيّة بور أو برنس، يوم السبت؛ حيث هوجِمت مستشفيات وأُغلِقت بنى تحتيّة وتعاظمت التهديدات المحدقة بإمدادات الغذاء، غداة ليلة أخرى من الاشتباكات بين الشرطة والعصابات المسلّحة.

وحذّر رئيس بعثة المنظّمة الدوليّة للهجرة في هايتي، فيليب برانشات، السبت، من أنّ «سكّان العاصمة يعيشون في عزلة وليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه»، واصفاً المدينة بأنها «تعيش تحت الحصار».

وقال: «الأشخاص الذين يفرّون غير قادرين على الاتّصال بأفراد عائلاتهم وأصدقائهم الموجودين في بقيّة أنحاء البلاد... العاصمة محاطة بالجماعات المسلّحة والمخاطر»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

صحافي أصيب بقنبلة غاز مسيل للدموع في بور أو برنس 9 مارس 2024 (أ.ف.ب)

وتُهاجم العصابات الإجراميّة التي تسيطر على معظم العاصمة، وكذلك على الطرق المؤدية إلى بقية أنحاء البلاد، مراكز الشرطة والسجون والمحاكم منذ أيام عدة، في غياب رئيس الوزراء أرييل هنري الذي تطالب هذه العصابات باستقالته، وهو مطلب أيضاً لدى شريحة من السكان.

وحسب آخر المعطيات، فإن هنري عالق في بورتوريكو الأميركية بعد رحلة إلى الخارج.

وأعلنت الحكومة الهايتية حالة الطوارئ في المقاطعة الغربية التي تضم بور أو برنس، ومنع التجول ليلاً الذي يصعب تنفيذه، بينما أصبح الوضع يفوق طاقة الشرطة. كما أُغلقت الإدارات والمدارس.

سيدة مسنة مصابة بطلق ناري تطلب المساعدة في بور أو برنس 9 مارس 2024 (رويترز)

ودعت مجموعة دول الكاريبي (كاريكوم) ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وكندا والأمم المتحدة إلى اجتماع، الاثنين، في جامايكا لمناقشة اندلاع أعمال العنف هذه.

وقال رئيس غويانا محمد عرفان علي الذي يتولى الرئاسة الدورية لهذه المنظمة الإقليمية، إن البحث سيتناول «قضايا حاسمة لتحقيق الاستقرار الأمني وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة».

جنود من وحدة الحماية العامة للقصر الوطني تقيم حاجزاً أمنياً قرب مركز شرطة في بور أو برنس 9 مارس 2024 (أ.ب)

وبسبب الانفلات الأمني توقف مطار العاصمة عن العمل، وكذلك الميناء الذي أوقف مشغله أنشطته الخميس.

وحذرت منظمة «ميرسي كوربس» غير الحكومية من المخاطر التي تهدد إمدادات سكان أفقر دولة في الأميركيتين.

رجلان يحملان صندوقاً للموتى في بور أو برنس 9 مارس 2024 (إ.ب.أ)

وقالت المنظمة غير الحكومية، في بيان يوم الخميس: «مع إغلاق المطار الدولي، قد لا تصل المساعدات القليلة المقدمة حالياً إلى هايتي».

وأعربت عن قلقها من أن حاويات الشحن «تنهب» أو أنها لم تعد تصل، موضحة أنه «إذا لم يعد بإمكاننا الوصول إلى هذه الحاويات، فسوف تعاني هايتي الجوع قريباً».



رئيس كوبا يحذّر من «الإخلال بالنظام» في ظل انقطاع الكهرباء

رجل ينظر إلى هاتفه المحمول في الشارع أثناء انقطاع التيار الكهربائي في هافانا (أ.ب)
رجل ينظر إلى هاتفه المحمول في الشارع أثناء انقطاع التيار الكهربائي في هافانا (أ.ب)
TT

رئيس كوبا يحذّر من «الإخلال بالنظام» في ظل انقطاع الكهرباء

رجل ينظر إلى هاتفه المحمول في الشارع أثناء انقطاع التيار الكهربائي في هافانا (أ.ب)
رجل ينظر إلى هاتفه المحمول في الشارع أثناء انقطاع التيار الكهربائي في هافانا (أ.ب)

حذر الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، اليوم (الاثنين)، من أنّ حكومته لن تتساهل مع أي إخلال بالنظام العام في الجزيرة التي تشهد منذ أيام انقطاعاً شبه تام للتيار الكهربائي، وضربتها اعتباراً من أمس العاصفة الاستوائية «أوسكار»، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي ظل أسوأ أزمة تواجهها كوبا خلال ثلاثين عاماً، قال دياز كانيل الذي كان يرتدي الزي العسكري خلال لقاء بثّه التلفزيون الرسمي، إن الأهالي خرجوا، أول من أمس، لمحاولة «الإخلال بالنظام العام».

وأكد أن كل الضالعين في الاضطرابات سيحاكمون «بالصرامة التي تلحظها القوانين الثورية»، مشيراً إلى أن العديد من هؤلاء كانوا يتصرّفون «بناء على توجيهات مشغّلي الثورة المضادة الكوبية من الخارج».

منذ ثلاثة أشهر، يعاني الكوبيون انقطاعاً متكرراً ومتزايداً للتيار الكهربائي. والخميس، وصل العجز الوطني في الطاقة إلى 50 في المائة بعدما كان نحو 30 في المائة، ما زاد من سخط السكان.

وفي الأسابيع الأخيرة، استمرّ انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من عشرين ساعة في اليوم في العديد من المناطق، وصولاً إلى انقطاعه بشكل شبه كامل في جميع أنحاء البلاد الجمعة.

ضجيج ونفايات

أفاد شهود للوكالة، مساء أمس، بأنّ سكاناً خرجوا إلى الشوارع في هافانا للتعبير عن غضبهم.

وقالت امرأة تسكن منطقة سانتو سواريز إنّ «هناك أشخاصاً في الشارع يصدرون ضجيجاً بالأواني والمقالي ويصرخون: أعيدوا الكهرباء».

وأفاد مصور الوكالة بإقامة حواجز على الطرقات من خلال مستوعبات النفايات في منطقة سنترو.

حاجز من القمامة خلال الليلة الثالثة من انقطاع التيار الكهربائي على مستوى البلاد في هافانا (أ.ف.ب)

وكان انقطاع التيار الكهربائي أحد أسباب الاحتجاجات غير المسبوقة المناهضة للحكومة في 11 يوليو (تموز) 2021. وفي سبتمبر (أيلول) 2022، شهدت الجزيرة انقطاعاً شاملاً للتيار بعد مرور الإعصار إيان الذي ضرب الجزء الغربي منها.

والأحد، ضرب الإعصار أوسكار شرق كوبا في الساعة 17:50 (21:50 ت غ) كعاصفة من الدرجة الأولى، قبل أن يضعف ويتحوّل إلى عاصفة استوائية، وفق المركز الوطني الأميركي للأعاصير.

وبالنسبة إلى سكان الجزيرة البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، تضيف هذه العاصفة مشكلة إضافية إلى معاناتهم اليومية من انقطاع الكهرباء ونقص الغذاء والدواء والتضخم المتسارع.

وبحلول الساعة 23:00 بالتوقيت المحلي، كانت العاصفة مصحوبة برياح قوية بلغت سرعتها نحو 110 كيلومترات في الساعة، ومن المتوقع أن تستمر في التحرك عبر شرق كوبا اليوم.

وفي باراكوا، ضربت أمواج يصل ارتفاعها إلى أربعة أمتار الواجهة البحرية، بينما أفادت القناة التلفزيونية الرسمية بأنّ أسقف وجدران المنازل تضرّرت، كما سقطت أعمدة الكهرباء والأشجار.

عودة التيار الاثنين

وانقطع التيار الكهربائي بشكل شبه كامل عن البلاد الجمعة جراء توقف المحطة الحرارية الرئيسية الواقعة في ماتانزاس بغرب الجزيرة.

وتواجه كوبا صعوبات في شراء الوقود اللازم لتغذية المحطات الرئيسية، جراء تشديد الحصار الذي تفرضه واشنطن على الجزيرة منذ العام 1962.

وتتغذى الجزيرة بالكهرباء من ثماني محطات حرارية متهالكة ومعطّلة في بعض الأحيان أو تخضع للصيانة، بالإضافة إلى الكثير من محطات الطاقة العائمة التي تستأجرها الحكومة من شركات تركية، ومولّدات الكهرباء.

واستفاد مئات الآلاف من السكان من الكهرباء لبضع ساعات الأحد، قبل أن تُصاب الشبكة بالشلل التام مجدداً، وفقاً لشركة الكهرباء الوطنية.

مجموعة من السكان يمشون في أحد الشوارع أثناء انقطاع التيار الكهربائي في هافانا (أ.ب)

ولا تزال شوارع هافانا غارقة في الظلام، باستثناء أنوار الفنادق والمستشفيات وعدد من المطاعم أو الحانات الخاصة التي يمكن لأصحابها تشغيل مولّدات.

وقال وزير الطاقة والمناجم فيسينتي دي لا أو ليفي للصحافيين، أمس، إنّه ستتم استعادة التيار الكهربائي في معظم أنحاء البلاد بحلول مساء اليوم، مضيفاً أنّ «آخر عميل قد يحصل على الخدمة بحلول الثلاثاء».

أقرّ الرئيس الكوبي في خطابه بأنّ الوضع في شبكة الكهرباء لا يزال «معقداً» ويتسم بـ«عدم الاستقرار».

وكان دياز كانيل أعلن الخميس أن الجزيرة تشهد «حالة طوارئ» في مجال الطاقة.

وقال سيرغي كاستيو (68 عاماً) للوكالة بغضب: «الأمر خطير حقاً، لا توجد حياة هنا، وهذا البلد لا يستطيع تحمّل أكثر من ذلك»، مضيفاً: «منذ يومين، لم أتناول سوى وجبات خفيفة وبيتزا وغيرها من الوجبات السريعة».