الأمم المتحدة تقدر أن عدد القتلى المدنيين خلال الحرب في أوكرانيا تجاوز 10 آلاف

لندن: روسيا أطلقت 50 طائرة دون طيار من طراز «شاهد» باتجاه كييف

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تقدر أن عدد القتلى المدنيين خلال الحرب في أوكرانيا تجاوز 10 آلاف

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

قتل أكثر من عشرة آلاف مدني في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) عام 2022، وفق ما أعلنه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الثلاثاء، مضيفا أن نحو نصف عدد القتلى في الآونة الأخيرة سقطوا في مناطق بعيدة عن خطوط المواجهة، فيما أفاد تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، الثلاثاء، بأنه خلال يومي السبت والأحد الماضيين، أطلقت روسيا نحو 50 طائرة من دون طيار من طراز «شاهد»، صممتها إيران للهجوم في اتجاه واحد، باتجاه كييف في المقام الأول.

دوت صفارات الإنذار ونزل الناس إلى الملاجئ في العاصمة كييف (رويترز)

وتم إطلاق الطائرات في موجات على محورين: من كورسك إلى الشرق، ومن كراسنودار إلى الجنوب الشرقي. وجاء في التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة «إكس» (تويتر سابقا)، أن أحد أهداف روسيا هو، على الأرجح، إضعاف الدفاعات الجوية الأوكرانية، لتشكيل ساحة المعركة قبيل أي حملة شتوية منسقة من الضربات ضد البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في كييف الاثنين (أ.ف.ب)

وأشار التقييم إلى أن روسيا تمتنع في الوقت الحالي عن إطلاق صواريخها الرئيسية التي تُطلق من الجو من طراز «كروز»، من أسطولها من القاذفات الثقيلة لمدة نحو شهرين، مما يسمح لها على الأرجح بتكوين مخزون كبير من هذه الأسلحة. ومن المرجح أن تستخدم روسيا هذه الصواريخ في حال كررت جهود العام الماضي لتدمير البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، وفق ما ورد في التقييم.

وقال تقرير الأمم المتحدة حول عدد قتلى الحرب الأوكرانية إن نحو نصف العدد في الآونة الأخيرة سقطوا في مناطق بعيدة عن خطوط المواجهة. وقالت بعثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أوكرانيا، والتي لديها عشرات المراقبين في البلاد، إنها تتوقع أن يكون العدد الفعلي للقتلى «أعلى بكثير» من الإحصاءات الرسمية؛ نظرا لأن عمليات التحقق لا تزال جارية. وتضم الإحصاءات أحداثاً وقعت في الشهور الأولى من الغزو؛ مثل معركة حصار ماريوبول، وحينها أبلغ السكان عن سقوط عدد كبير من الضحايا.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون 15 نوفمبر 2023 (الرئاسة الأوكرانية - أ.ب)

وقالت الأمم المتحدة: «حرب الاتحاد الروسي ضد أوكرانيا الدائرة منذ 21 شهراً قد تتحول إلى صراع طويل، وتتسبب في خسائر بشرية هائلة لا يمكن تصورها». كما قالت إن الغالبية العظمى من الوفيات نجمت عن أسلحة ذات قدرات تفجيرية وتأثير واسع النطاق من القذائف والصواريخ والقنابل العنقودية. وأضافت أن نحو نصف عدد القتلى في الشهور الثلاثة الأخيرة سقطوا في مناطق بعيدة عن خطوط المواجهة، وأرجعت ذلك إلى استخدام القوات الروسية للصواريخ بعيدة المدى والانفجار المتأخر لذخائر قديمة. وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمدا.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسط جنوده في منطقة خاركيف (الرئاسة الأوكرانية - أ.ب)

وعلى الصعيد الميداني قالت روسيا الثلاثاء إن قوات من مشاة البحرية وسلاح الجو والمدفعية أحبطت محاولات أوكرانية جديدة للحصول على موطئ قدم على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وعلى جزر عند مصب النهر في جنوب أوكرانيا. وقالت أوكرانيا هذا الشهر إن قواتها عبرت نهر دنيبرو وأقامت عدة نقاط عبور على ضفته الشرقية، لكن روسيا قالت إن قواتها قصفت المواقع الأوكرانية.

القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني يتحدث مع وزير الدفاع الأوكراني السابق أوليكسي ريزنيكوف خلال حفل الاحتفال بيوم استقلال أوكرانيا في 24 أغسطس 2023 (رويترز)

وقالت وزارة الدفاع الروسية: «يحبط مشاة البحرية التابعون لأسطول البحر الأسود كل محاولات القوات المسلحة الأوكرانية للقيام بعمليات إنزال برمائية على جزر دنيبرو والضفة اليسرى لنهر دنيبرو». وأضافت أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة وفقدت معدات في محاولات فاشلة للوصول إلى جزر في نهر دنيبرو. ولم تتمكن «رويترز» من التحقق بعد من روايات أي من الجانبين عن ساحة المعركة. ولا يزال من غير الواضح حجم ونطاق المحاولات الأوكرانية للحصول على موطئ قدم على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو. ومن شأن عبور دنيبرو أن يجعل وحدات أوكرانية مكشوفة بين النهر والمستنقعات من جهة والخطوط الروسية شديدة التحصين من جهة أخرى.

قال دبلوماسي كبير بوزارة الخارجية الروسية الثلاثاء إن روسيا لا يمكنها التعايش مع «النظام» الأوكراني الحالي، وستقاوم قوة حلف شمال الأطلسي ما دام ظلت موسكو بحاجة إلى تحقيق أهدافها. وقال السفير في وزارة الخارجية الروسية المكلف بالمهام الخاصة بالجرائم الأوكرانية روديون ميروشنيك للصحافيين في موسكو إن «النظام الحالي خبيث للغاية، ولا نرى أي خيارات للتعايش معه في الوقت الحالي».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

وأضاف ميروشنيك أن أوكرانيا ارتكبت جرائم بحق مدنيين، وأن حلف شمال الأطلسي زود أوكرانيا بأسلحة محظورة لكن الغرب سيفقد الاهتمام بأوكرانيا في نهاية المطاف. وقال ميروشنيك: «يمكننا أن نقاوم حلف شمال الأطلسي ما دام نحتاج إلى إنجاز المهام التي حددها الرئيس (الروسي)».

وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القيادة العسكرية في بلاده من الانخراط في السياسة. وضغطت صحيفة «صن» البريطانية على زيلينسكي في مقابلة بشأن علاقاته مع كبار القادة الذين يشرفون على الحرب لصد الغزو الروسي. وسرت تكهنات منذ عدة أشهر في الدوائر السياسية بكييف حول وجود خلاف بين زيلينسكي والقائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني.

القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني (رويترز)

ونال الجنرال زالوجني الثناء على حملاته العسكرية، ويعد بالفعل منافسا محتملا لزيلينسكي على منصب الرئاسة. وبموجب الدستور، يتعين إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا في 31 مارس (آذار) المقبل، لكن زيلينسكي دعا إلى تأجيل الانتخابات بسبب الحرب المستعرة على بلاده.

وقال زيلينسكي، للصحيفة البريطانية: «إذا قرر رجل عسكري العمل بالسياسة، فهذا حقه، وحينئذ عليه أن يدخل السياسة، وبعد ذلك لا يمكنه التعامل مع الحرب». وأضاف: «إذا كنت تدير الحرب مع الأخذ في الاعتبار أنك ستعمل بالسياسة أو الانتخابات غدا، فأنت تتصرف بوصفك سياسيا وليس بوصفك رجلا عسكريا، وأعتقد أن هذا خطأ فادح».

قادة الجيش في «يوم الدولة» الأوكرانية (رويترز)

وقال زيلينسكي، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية: «مع كامل الاحترام للجنرال زالوجني والقادة كافة الموجودين في ساحة المعركة، هناك فهم مطلق للتسلسل الهرمي، وهذا كل شيء، ولا يمكن أن يكون هناك اثنان، أو ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة». ويبدو أن زيلينسكي، الذي يعطي تحديثات يومية عن مسار القتال، كان يلمح إلى مقابلة أجراها زالوجني مع مجلة «الإيكونوميست» البريطانية في وقت سابق الشهر الحالي، وحذر فيها من أن الحرب قد وصلت إلى طريق مسدودة. ورد زيلينسكي حينها: «ليست هناك طريق مسدودة».


مقالات ذات صلة

الخليج الوساطة الإماراتية نجحت حتى الآن في إتمام 11 عملية تبادل أسرى حرب بين روسيا وأوكرانيا (الشرق الأوسط)

وساطة إماراتية جديدة بين روسيا وأوكرانيا تنجح في إطلاق 50 أسيراً

قالت الإمارات إنها نجحت في جهود وساطة بين روسيا وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 50 أسيراً من الجانبين الأوكراني والروسي.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
أوروبا بولندا: روسيا خططت لأعمال «إرهاب جوي» ضد شركات طيران حول العالم

بولندا: روسيا خططت لأعمال «إرهاب جوي» ضد شركات طيران حول العالم

قال رئيس وزراء بولندا دونالد توسك إن روسيا خططت لأعمال «إرهاب جوي» ضد شركات طيران حول العالم.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

روسيا لا نستبعد أي رد على العقوبات النفطية الأميركية

موسكو لا تستبعد أي احتمال من جانبها فيما يتعلق بالرد على العقوبات الأميركية الجديدة التي تستهدف قطاع النفط.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا دونالد ترمب يصافح فلاديمير بوتين خلال لقاء على هامش «قمة العشرين» باليابان في يناير 2019 (أرشيفية - د.ب.أ)

ترمب سيلتقي مع بوتين «سريعاً جداً» بعد تنصيبه

قال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، إنه سيلتقي نظيره الروسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «سريعاً جدّاً» بعد تنصيبه الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

تنصيب نيكولاس مادورو لولاية رئاسية ثالثة في فنزويلا

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يصل إلى مقر الجمعية الوطنية لحضور حفل تنصيبه (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يصل إلى مقر الجمعية الوطنية لحضور حفل تنصيبه (أ.ف.ب)
TT

تنصيب نيكولاس مادورو لولاية رئاسية ثالثة في فنزويلا

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يصل إلى مقر الجمعية الوطنية لحضور حفل تنصيبه (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يصل إلى مقر الجمعية الوطنية لحضور حفل تنصيبه (أ.ف.ب)

أدى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اليمين لولاية ثالثة تستمر 6 أعوام، اليوم (الجمعة)، ليبقى في السلطة على الرغم من نزاع استمر 6 أشهر بشأن نتائج انتخابات الرئاسة التي جرت يوليو (تموز) ودعوات دولية له بالتنحي.

وقال مادورو أمام رئيس الجمعية الوطنية خورخي رودريغيز «أقسم (...) أن هذه الولاية الرئاسية الجديدة ستكون ولاية سلام»، فبادره رودريغيز: «تم تنصيبك رئيساً بحسب الدستور».

وأشار مادورو إلى أن تنصيبه يشكّل «انتصاراً كبيراً للديمقراطية»، رافضاً اتهامات المعارضة بتزوير الانتخابات. وقال في خطاب التنصيب: «قولوا ما تشاؤون (...) لكن هذا التنصيب الدستوري تم رغم كل شيء، وهو انتصار كبير للديمقراطية الفنزويلية».

وأعلنت مفوضية الانتخابات في فنزويلا والمحكمة العليا فوز مادورو، الذي يتولى الرئاسة منذ عام 2013، بالانتخابات التي جرت في يوليو (تموز)، على الرغم من أن النتائج التفصيلية التي تؤكد فوزه لم تُنشر قط. واتسمت فترة حكم مادورو المستمرة منذ نحو 12 عاماً بأزمة اقتصادية واجتماعية عميقة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت المعارضة الفنزويلية إن نتائج فرز الأصوات على مستوى صناديق الاقتراع أظهرت فوزاً ساحقاً لمرشحها إدموندو غونزاليس الذي اعترفت به مجموعة من الحكومات، منها الولايات المتحدة، رئيساً منتخباً. وقال مراقبو الانتخابات الدوليون إن الانتخابات لم تكن نزيهة.

وفي الشهور التالية للانتخابات، فر غونزاليس إلى إسبانيا في سبتمبر (أيلول)، واختبأت حليفته ماريا كورينا ماتشادو في فنزويلا، واعتُقلت شخصيات معارضة بارزة ومحتجون.

وقال غونزاليس الذي قام بجولة في الأميركتين، هذا الأسبوع، إنه سيعود إلى فنزويلا لتولِّي منصب الرئيس، لكنه لم يَذْكُر أي تفاصيل.

وقالت الحكومة التي اتهمت المعارضة بتدبير مؤامرات فاشية ضدها، إن غونزاليس سيُعتقل إذا عاد، وعرضت مكافأة قدرها 100 ألف دولار لمن يقدِّم معلومات تؤدي إلى القبض عليه.

ومنذ سنوات، تندد المعارضة ومنظمات غير حكومية وهيئات دولية من بينها الأمم المتحدة بالقمع المتزايد ضد الأحزاب السياسية المعارضة والناشطين ووسائل الإعلام المستقلة في فنزويلا.

في الوقت نفسه، اتهمت الحكومة مراراً المعارضة بالتآمر مع حكومات وهيئات أجنبية، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، لارتكاب أعمال تخريب وإرهاب.