القتال في الكونغو الديمقراطية يتسبب في «حالة طوارئ صحية»

وكالة الصحة الأفريقية حذّرت من تفشّي الأوبئة في غوما

نازحة تتفقد الدمار الذي خلفه القتال في موقع مخيم نازحين بغوما 1 فبراير (أ.ف.ب)
نازحة تتفقد الدمار الذي خلفه القتال في موقع مخيم نازحين بغوما 1 فبراير (أ.ف.ب)
TT

القتال في الكونغو الديمقراطية يتسبب في «حالة طوارئ صحية»

نازحة تتفقد الدمار الذي خلفه القتال في موقع مخيم نازحين بغوما 1 فبراير (أ.ف.ب)
نازحة تتفقد الدمار الذي خلفه القتال في موقع مخيم نازحين بغوما 1 فبراير (أ.ف.ب)

قال رئيس المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الوضع في مدينة غوما في جمهورية الكونغو الديمقراطية يمثل «حالة طوارئ صحية عامة واسعة النطاق»، محذراً من أن القتال الدائر فيها قد يؤدي إلى تفشي الأوبئة. وتتقدم جماعة «23 مارس»، المعروفة بـ«إم 23»، المسلّحة المدعومة من رواندا، عبر شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية المضطرب، الذي شهد تفشي العديد من الأمراض المعدية، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، سيطرت الحركة على معظم أنحاء غوما عاصمة شمال كيفو، وهي مدينة ذات كثافة سكانية عالية يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة، من بينهم مليون نازح.

انتشار مقاتلي حركة «إم 23» في غوما 1 فبراير (أ.ف.ب)

وقال جان كاسيا، رئيس المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن هذه «الظروف القصوى، إلى جانب انعدام الأمن والنزوح الجماعي، هي ما غذى طفرة فيروس جدري القردة». وظهر المتحوِّر «1بي» من الفيروس، الذي رُصد في العديد من البلدان في الأشهر الأخيرة، لأول مرة في مقاطعة جنوب كيفو المجاورة في عام 2023.

وقال كاسيا في رسالة بعث بها، الجمعة، إلى الزعماء الأفارقة إن «غوما أصبحت بؤرة انتشار جدري القردة في 21 دولة أفريقية». وأضاف: «إنها ليست مسألة أمنية فحسب، بل حالة طوارئ صحية عامة واسعة النطاق أيضاً». وتابع: «يجب أن تنتهي هذه الحرب. إذا لم يتم اتخاذ إجراء حاسم، فلن يكون الرصاص وحده هو الذي يحصد الأرواح، بل سيكون الانتشار غير المحدود لتفشي أمراض وأوبئة محتملة (...) ستدمّر اقتصادات ومجتمعات عبر قارتنا». وأدت الظروف أيضاً إلى «انتشار الحصبة والكوليرا وأمراض أخرى على نطاق واسع، ما أدّى إلى مقتل آلاف آخرين». ويُشكِّل الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية تصعيداً كبيراً في منطقة شهدت عقوداً من الصراع، الذي شاركت فيه جماعات مسلحة متعددة، وأودى بحياة ما يُقدَّر بنحو 6 ملايين شخص على مدى العقود الـ3 الماضية.



نيجيريا: 7 قتلى في هجمات إرهابية نفّذتها «بوكو حرام»

امرأة تنعى أحد أفراد أسرتها بعد هجوم شنّه مسلحون على مجتمع زيكي الزراعي شمال وسط نيجيريا الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)
امرأة تنعى أحد أفراد أسرتها بعد هجوم شنّه مسلحون على مجتمع زيكي الزراعي شمال وسط نيجيريا الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)
TT

نيجيريا: 7 قتلى في هجمات إرهابية نفّذتها «بوكو حرام»

امرأة تنعى أحد أفراد أسرتها بعد هجوم شنّه مسلحون على مجتمع زيكي الزراعي شمال وسط نيجيريا الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)
امرأة تنعى أحد أفراد أسرتها بعد هجوم شنّه مسلحون على مجتمع زيكي الزراعي شمال وسط نيجيريا الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)

أكّدت السلطات المحلية في منطقة «هونغ»، بولاية أداماوا، الواقعة شمال شرقي نيجيريا، الأربعاء، مقتل 7 أشخاص على الأقل في سلسلة هجمات إرهابية نفّذتها عناصر من جماعة «بوكو حرام» ضمن موجة جديدة من العنف في البلد الواقع غرب أفريقيا.

وقال رئيس المجلس المحلي لمنطقة «هونغ»، عثمان واكاندا، في اتصال هاتفي مع صحف محلية أمس، إن سلسلة الهجمات الإرهابية خلّفت 7 قتلى في صفوف المدنيين.

في غضون ذلك، قال سكان محليون، في حديث مع صحف محلية، إن قريتي «بانغا» و«لاره» في منطقة «هونغ»، كانتا مسرحاً للهجمات الأخيرة، حيث اجتاح المسلحون القريتين، يوم الثلاثاء، وخلّفوا وراءهم عدداً من القتلى في صفوف المدنيين، ودماراً كبيراً في القريتين.

وأكدت نفس المصادر أن من بين القتلى أحد أفراد الحراسة الأهلية، وهي ميليشيا محلية لحماية القرى ولمساندة الجيش في حربه على الإرهاب، وقد قتل هذا الحارس إثر انفجار قنبلة في قرية «بانغا».

كما قتل 3 أشخاص في قرية «بانغا»؛ وقالت المصادر المحلية إن القتلى هم رجلان أُطلق عليهما مقاتلو «بوكو حرام» النار مباشرة، وامرأة توفيت بعد سقوطها أثناء محاولة الفرار.

وفي قرية «لاره» المجاورة قتل شخصان، ما رفع حصيلة الضحايا في القريتين إلى 6 أشخاص، غير أن مصدراً موثوقاً أكّد في وقت لاحق أن العدد الحقيقي للقتلى ارتفع إلى 7 قتلى.

من جهة أخرى، خلّفت الهجمات خسائر مادية، حيث دُمّرت سيارة شرطة تابعة لمركز «غاراها» كانت متمركزة في قرية «بانغا»، وجرى تفجير السيارة باستخدام قنبلة زرعها عناصر من «بوكو حرام»، ونجا جميع أفراد الطاقم، إذ كانوا قد غادروا المركبة قبل الانفجار.

وتحدثت مصادر محلية عن اختفاء طفل أثناء الهجمات الإرهابية، وقال شاهد عيان: «هاتفه يرن... لكن لا أحد يجيب».

وتأتي هذه الهجمات بعد أقل من أسبوع على تصريحات زعيم تقليدي بارز في منطقة «هونغ»، تعهّد فيها بأن جماعة «بوكو حرام» لن تجد موطئ قدم في منطقته بعد اليوم، لتكون بذلك الهجمات رسالة من التنظيم الإرهابي للردّ على تصريحات الزعيم التقليدي.

تصاعد العنف

وتشهد نيجيريا منذ عدة أشهر تصاعد وتيرة العنف في شمال شرقي البلاد، حيث قتل 8 أشخاص، وأصيب 21 آخرون، السبت الماضي، في انفجار لغم أرضي بحافلة في ولاية «بورنو» شمال شرقي البلاد.

وقال حاكم الولاية، باباغانا أومارا زولوم، إن لغماً أرضياً يشتبه بأن عناصر «بوكو حرام» زرعوه على الطريق السريع، البالغ طوله 100 كيلومتر، الذي يربط بين عاصمة الولاية «مايدوغوري» وبلدة «دامبوا»، انفجر لدى مرور الحافلة.

وأضاف الحاكم أن الطريق السريع «دامبوا - مايدوغوري» كان يشهد فترة هدوء بعد سلسلة انفجارات لألغام أرضية استهدفت مركبات العام الماضي، ما دفع القوات التي تقاتل الإرهابيين إلى إغلاقه لعدة أشهر لأسباب أمنية.

وأشار زولوم إلى أن الجهاديين تمكّنوا من «زرع عبوة ناسفة بسبب انعدام حركة المركبات على طول الطريق». وأضاف: «سنضمن استمرار حركة السير من مايدوغوري إلى دامبوا».

استهداف أنابيب النفط

على صعيد آخر، أعلنت مجموعتان مسلحتان من منطقة دلتا النيجر الغنية بالنفط في جنوب نيجيريا مسؤوليتهما، الأحد، عن هجمات مسلحة استهدفت مؤخراً منشآت نفط. وقال «جيش تحرير دلتا النيجر وباكاسي» و«حركة تحرير دلتا النيجر»، في بيان، إنهما هاجمتا «خط أنابيب رئيسياً» يؤدي إلى محطة نفط في ولاية بايلسا.

وأعلن المسلحون، في البيان، أن «هذه الهجمات بداية حملة تهدف إلى طرد مغتصبي السلطة الشرعية للشعب من ولاية ريفرز».

وتخوض هذه الحركات تمرداً مسلحاً ضد السلطات المركزية في نيجيريا، لكنها غير مرتبطة بالجماعات الإرهابية في شمال وشرق البلاد، رغم أنها تستغل الوضع الأمني الصعب في نيجيريا، وانشغال الجيش في حربه ضد «بوكو حرام» و«داعش».

في غضون ذلك، أعلنت شركة النفط النيجيرية «أواندو»، التي اشترت منشآت كانت تديرها مجموعة أجيب الإيطالية، لوكالة الأنباء النيجيرية الرسمية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن «3 هجمات منفصلة استهدفت خطوط الأنابيب التابعة لها الأسبوع الماضي».

وأعلن وزير البترول هاينكن لوكبوبيري، في بيان، بعد تفقد الموقع المستهدف: «إنه خط أنابيب رئيسي، وكل يوم إغلاق يؤدي إلى خسائر فادحة في الإيرادات، ليس للحكومة الفيدرالية فقط، لكن للشركة والمجتمعات المحلية أيضاً».