مالي والنيجر وبوركينا فاسو تتهم كييف بدعم «الإرهاب الدولي»

دول الساحل تشكوا أوكرانيا لمجلس الأمن الدولي

أرشيفية لعناصر «فاغنر» في مالي (متداولة)
أرشيفية لعناصر «فاغنر» في مالي (متداولة)
TT

مالي والنيجر وبوركينا فاسو تتهم كييف بدعم «الإرهاب الدولي»

أرشيفية لعناصر «فاغنر» في مالي (متداولة)
أرشيفية لعناصر «فاغنر» في مالي (متداولة)

وجّهت دول الساحل الأفريقي الثلاث (مالي والنيجر وبوركينا فاسو)، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي تتهم فيها أوكرانيا بمساندة «الإرهاب الدولي»، وتدعوه إلى «تحمل مسؤولياته» تجاه مخطط الحكومة الأوكرانية «لزعزعة أمن واستقرار منطقة الساحل»، وفق نص الرسالة.

الرسالة التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، كانت موقعة من طرف كراموكو جان ماري تراوري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإقليمي وشؤون المغتربين في بوركينا فاسو، وعبد الله ديوب، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لدولة مالي، وبكاري ياو سانغاري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون وشؤون المغتربين في النيجر.

مجلس الأمن الدولي (الشرق الأوسط)

وقال الوزراء الثلاثة إنهم يبعثون رسالتهم إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، بناء على تعليمات من «السلطات العليا» في الدول الثلاث المنخرطة ضمن «تحالف الساحل»، وإنها تأتي بعد «إعلان أوكرانيا دعمها للإرهاب في منطقة الساحل».

وأوضحت الرسالة أن دول الساحل الثلاث «تندد بشدة وتدين الدعم العلني والمباشر الذي قدمته حكومة جمهورية أوكرانيا للإرهاب الدولي، وبخاصة في منطقة الساحل»، وذلك في إشارة إلى تصريحات مسؤول استخباراتي أوكراني ودبلوماسي أوكراني حول دعم بلادهما للحركات المسلحة في شمال مالي، خلال معركة وقعت نهاية يوليو (تموز) الماضي، وقتل فيها العشرات من مقاتلي «فاغنر» والجيش المالي، على يد مسلحين من الطوارق والعرب.

آثار المعارك مع الجيش ومجموعة «فاغنر» في صحراء مالي (متداولة)

ودول الساحل قطعت علاقاتها مع أوكرانيا بعد المعركة التي خسرها جيش مالي، ودعت مجلس الأمن الدولي، في رسالة وجهتها إليه، «إلى أن يتحمل مسؤولياته تجاه اختيار أوكرانيا المتعمد لدعم الإرهاب، من أجل منع هذه الأعمال التخريبية التي تهدد استقرار منطقة الساحل، بل القارة الأفريقية بأكملها».

الرسالة الموقعة من طرف وزراء خارجية مالي والنيجر وبوركينا فاسو، كانت موجهة إلى السفير الدائم لدولة سيراليون لدى الأمم المتحدة، مع دعوته إلى «نقل مضمون الرسالة ومرفقاتها إلى أعضاء مجلس الأمن ونشرها بصفتها وثائق رسمية للمجلس»، وفق ما جاء في ختام الرسالة.

ميليشيا «فاغنر» تتحرك على أرض مالي ومنطقة الساحل (رويترز)

ودول الساحل الثلاث تحكمها أنظمة عسكرية عطلت العمل بالدستور، وأوقفت المؤسسات الديمقراطية، بحجة أنها تخوض «حرباً شرسة ضد المتمردين والإرهاب»، وقررت الدخول في تحالف عسكري مع موسكو منذ سنوات، بعد أن توترت علاقاتها مع الدول الغربية، بقيادة فرنسا التي كانت القوة الاستعمارية ذات النفوذ التقليدي في غرب أفريقيا، ولكنها خسرت نفوذها منذ أن دخلت روسيا على الخط في المنطقة.

وبدعم من روسيا، حاول الجيش المالي أن يستعيد السيطرة على مناطق من البلاد ظلت لأكثر من عشر سنوات خارج سيطرة الدولة المركزية، ولكنه نهاية الشهر الماضي، دخل في مواجهة مباشرة مع تحالف للحركات المسلحة التي يقودها الطوارق والعرب، في قرية «تينزواتين» على الحدود مع الجزائر، وخسر الجيش العشرات من جنوده، كما قُتل عدد من مقاتلي «فاغنر»، ووقع بعضهم في الأسر.

العلم الروسي مع صور حكام مالي العسكريين في شوارع العاصة باماكو (أرشيفية - رويترز)

وفي أعقاب المعركة، جرى تداول تصريحات منسوبة لمسؤول في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية يدعى أندريه يوسوف، قال فيها، إن كييف «قدّمت معلومات إلى المتمردين مكّنتهم من الإيقاع بمقاتلي فاغنر والجيش المالي». ومنحت المتمردين «كل المعلومات الضرورية التي يحتاجون إليها».

وبدوره، نشر يوري بيفوفاروف، السفير الأوكراني لدى السنغال، مقطع فيديو ذكر فيه أن كييف «لعبت دوراً» في المعركة التي هُزمت فيها قوات الجيش المالي و«فاغنر»، ودعمت المسلحين الطوارق والعرب.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
TT

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

استعادت جماعة «بوكو حرام» الموالية لـ«تنظيم داعش» الإرهابي، قدرتها على المبادرة والهجوم في مناطق مختلفة بشمال نيجيريا، وشنّت هجوماً استهدف قاعدة عسكرية تابعة للجيش، قُتل فيه خمسة جنود على الأقل، وأُصيب عشرة جنود، فيما قال الجيش إنه قتل أكثر من خمسين من عناصر الجماعة الإرهابية.

وقالت قيادة الجيش النيجيري في بيان، إن الهجوم الإرهابي الذي شنّه فرع من جماعة «بوكو حرام»، في غرب أفريقيا، استهدف القوات المتمركزة بموقع عمليات التثبيت بقرية «كاريتو»، بولاية بورنو، في أقصى شمال شرقي نيجيريا، على الحدود مع دولة النيجر.

البيان الصادر عن مدير الإعلام العسكري، اللواء إدوارد بوبا، قال إن الهجوم الإرهابي وقع بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، ووصفه بأنه «كان منسقاً»، قبل أن يؤكد «مقتل خمسة جنود وإصابة عشرة آخرين بجروح، بالإضافة إلى فقدان أربعة جنود آخرين».

من عملية ضد جماعة «بوكو حرام» (أرشيفية متداولة)

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم قيادة الجيش إن «القوات المسلحة نجحت في القضاء على عدد من الإرهابيين، واستعادة أسلحة كانت بحوزتهم»، مشيراً إلى تكبد الجيش خسائر مادية «فادحة»، حيث إن منفذي الهجوم الإرهابي أحرقوا بعض المعدات «بما في ذلك شاحنة محملة بالأسلحة، وثلاث مركبات تكتيكية، وجرافة».

وأطلق الجيش النيجيري عملية تعقب بقيادة وحدة من قوات الدعم مع غطاء جوي، وقال إن الهدف هو «استكشاف المنطقة بشكل عام، ومسارات انسحاب الإرهابيين»، وفق تعبير البيان.

وتسعى القوات النيجيرية إلى قطع الطريق أمام منفذي الهجوم الإرهابي، بهدف استعادة الجنود المفقودين، في ظل توقعات بأن الإرهابيين «اختطفوهم» ليكونوا دروعاً بشرية تحميهم من أي قصف جوي.

صورة أرشيفية لهجوم شنّته جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا (رويترز)

الهجوم الإرهابي استهدف قرية «كاريتو»، التي لا تبعد سوى 153 كيلومتراً عن العاصمة الإقليمية مايدوجوري، وهي المقر الرئيس لـ«الكتيبة 149» التابعة للجيش النيجيري، التي تشارك بنشاط في عمليات محاربة الإرهاب، كما استهدف معاقل فرعي جماعة «بوكو حرام»، الموالية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة».

وقالت قيادة الجيش النيجيري إن «هذا الهجوم لن يثني القوات المسلحة النيجيرية عن القضاء على الإرهاب والتمرد والتحديات الأمنية الأخرى التي تواجه البلاد»، وأعربت عن تعويلها على تعاون السكان المحليين في ملاحقة الإرهابيين.

وأعلن حاكم ولاية بورنو، باباغانا زولوم، عن وقوفه إلى جانب القوات المسلحة النيجيرية، وأضاف في بيان صحافي أن الهجوم «يعيد إلى الأذهان مستوى وحشية العناصر الإرهابية لجماعة (بوكو حرام)».

وبينما أعلن عدد من كبار قادة الجيش في نيجيريا عن انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»، والاقتراب من القضاء عليها بشكل نهائي، بدأت الجماعة تعيد ترتيب صفوفها، وإظهار قدرات جديدة على المبادرة والهجوم.

ففي حادث منفصل، نصب مسلحون من «بوكو حرام»، الثلاثاء، كميناً لفريق مراقبة من قوات الأمن والدفاع المدني النيجيرية، كان يتفقد منشآت الشبكة الوطنية للكهرباء والطاقة في إقليم النيجر التابع لنيجيريا.

مسلحو «بوكو حرام» خلَّفوا الخراب والدمار في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال المتحدث باسم قوات الأمن والدفاع المدني أفولابي باباوالي، إن خطوط الشبكة الوطنية للطاقة تعرضت مؤخراً لهجمات إرهابية تخريبية، وقد أسفرت عن انقطاع واسع للتيار الكهربائي في أقاليم شمال نيجيريا.

وأوضح المتحدث أنه «حينما كانت فرق الأمن تتفقد خطوط الشبكة الوطنية، تعرضت لهجوم إرهابي نفذه أكثر من 200 مسلح نصَبوا كميناً من قمة أحد التلال»، مشيراً في السياق ذاته إلى أن المواجهات بين الطرفين «أسفرت عن مقتل أكثر من خمسين إرهابياً، فيما يوجد سبعة جنود في عداد المفقودين».

وتتزامن هذه الهجمات الإرهابية المتفرقة، مع معارك طاحنة تجري منذ أسابيع ما بين جيش تشاد ومقاتلي «بوكو حرام» في منطقة حوض بحيرة تشاد، التي تُوصف بأنها «العمق الاستراتيجي» للتنظيم الإرهابي، حيث توجد قواعده الخلفية وسط الغابات والجزر المترامية في واحدة من أكبر المناطق الرطبة في أفريقيا.