مالي والنيجر وبوركينا فاسو تتهم كييف بدعم «الإرهاب الدولي»

دول الساحل تشكوا أوكرانيا لمجلس الأمن الدولي

أرشيفية لعناصر «فاغنر» في مالي (متداولة)
أرشيفية لعناصر «فاغنر» في مالي (متداولة)
TT
20

مالي والنيجر وبوركينا فاسو تتهم كييف بدعم «الإرهاب الدولي»

أرشيفية لعناصر «فاغنر» في مالي (متداولة)
أرشيفية لعناصر «فاغنر» في مالي (متداولة)

وجّهت دول الساحل الأفريقي الثلاث (مالي والنيجر وبوركينا فاسو)، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي تتهم فيها أوكرانيا بمساندة «الإرهاب الدولي»، وتدعوه إلى «تحمل مسؤولياته» تجاه مخطط الحكومة الأوكرانية «لزعزعة أمن واستقرار منطقة الساحل»، وفق نص الرسالة.

الرسالة التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، كانت موقعة من طرف كراموكو جان ماري تراوري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإقليمي وشؤون المغتربين في بوركينا فاسو، وعبد الله ديوب، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لدولة مالي، وبكاري ياو سانغاري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون وشؤون المغتربين في النيجر.

مجلس الأمن الدولي (الشرق الأوسط)
مجلس الأمن الدولي (الشرق الأوسط)

وقال الوزراء الثلاثة إنهم يبعثون رسالتهم إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، بناء على تعليمات من «السلطات العليا» في الدول الثلاث المنخرطة ضمن «تحالف الساحل»، وإنها تأتي بعد «إعلان أوكرانيا دعمها للإرهاب في منطقة الساحل».

وأوضحت الرسالة أن دول الساحل الثلاث «تندد بشدة وتدين الدعم العلني والمباشر الذي قدمته حكومة جمهورية أوكرانيا للإرهاب الدولي، وبخاصة في منطقة الساحل»، وذلك في إشارة إلى تصريحات مسؤول استخباراتي أوكراني ودبلوماسي أوكراني حول دعم بلادهما للحركات المسلحة في شمال مالي، خلال معركة وقعت نهاية يوليو (تموز) الماضي، وقتل فيها العشرات من مقاتلي «فاغنر» والجيش المالي، على يد مسلحين من الطوارق والعرب.

آثار المعارك مع الجيش ومجموعة «فاغنر» في صحراء مالي (متداولة)
آثار المعارك مع الجيش ومجموعة «فاغنر» في صحراء مالي (متداولة)

ودول الساحل قطعت علاقاتها مع أوكرانيا بعد المعركة التي خسرها جيش مالي، ودعت مجلس الأمن الدولي، في رسالة وجهتها إليه، «إلى أن يتحمل مسؤولياته تجاه اختيار أوكرانيا المتعمد لدعم الإرهاب، من أجل منع هذه الأعمال التخريبية التي تهدد استقرار منطقة الساحل، بل القارة الأفريقية بأكملها».

الرسالة الموقعة من طرف وزراء خارجية مالي والنيجر وبوركينا فاسو، كانت موجهة إلى السفير الدائم لدولة سيراليون لدى الأمم المتحدة، مع دعوته إلى «نقل مضمون الرسالة ومرفقاتها إلى أعضاء مجلس الأمن ونشرها بصفتها وثائق رسمية للمجلس»، وفق ما جاء في ختام الرسالة.

ميليشيا «فاغنر» تتحرك على أرض مالي ومنطقة الساحل (رويترز)
ميليشيا «فاغنر» تتحرك على أرض مالي ومنطقة الساحل (رويترز)

ودول الساحل الثلاث تحكمها أنظمة عسكرية عطلت العمل بالدستور، وأوقفت المؤسسات الديمقراطية، بحجة أنها تخوض «حرباً شرسة ضد المتمردين والإرهاب»، وقررت الدخول في تحالف عسكري مع موسكو منذ سنوات، بعد أن توترت علاقاتها مع الدول الغربية، بقيادة فرنسا التي كانت القوة الاستعمارية ذات النفوذ التقليدي في غرب أفريقيا، ولكنها خسرت نفوذها منذ أن دخلت روسيا على الخط في المنطقة.

وبدعم من روسيا، حاول الجيش المالي أن يستعيد السيطرة على مناطق من البلاد ظلت لأكثر من عشر سنوات خارج سيطرة الدولة المركزية، ولكنه نهاية الشهر الماضي، دخل في مواجهة مباشرة مع تحالف للحركات المسلحة التي يقودها الطوارق والعرب، في قرية «تينزواتين» على الحدود مع الجزائر، وخسر الجيش العشرات من جنوده، كما قُتل عدد من مقاتلي «فاغنر»، ووقع بعضهم في الأسر.

العلم الروسي مع صور حكام مالي العسكريين في شوارع العاصة باماكو (أرشيفية - رويترز)
العلم الروسي مع صور حكام مالي العسكريين في شوارع العاصة باماكو (أرشيفية - رويترز)

وفي أعقاب المعركة، جرى تداول تصريحات منسوبة لمسؤول في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية يدعى أندريه يوسوف، قال فيها، إن كييف «قدّمت معلومات إلى المتمردين مكّنتهم من الإيقاع بمقاتلي فاغنر والجيش المالي». ومنحت المتمردين «كل المعلومات الضرورية التي يحتاجون إليها».

وبدوره، نشر يوري بيفوفاروف، السفير الأوكراني لدى السنغال، مقطع فيديو ذكر فيه أن كييف «لعبت دوراً» في المعركة التي هُزمت فيها قوات الجيش المالي و«فاغنر»، ودعمت المسلحين الطوارق والعرب.


مقالات ذات صلة

الجيش الباكستاني يعلن قتل «54 متطرفاً» على الحدود مع أفغانستان

آسيا جندي من قوة أمن الحدود يفحص جوازات سفر مواطنين باكستانيين استعداداً لمغادرة الهند بعد أن ألغت الهند تأشيراتهم الممنوحة عند معبر أتاري - واجاه الحدودي قرب أمريتسار بالهند في 27 أبريل 2025 (رويترز)

الجيش الباكستاني يعلن قتل «54 متطرفاً» على الحدود مع أفغانستان

أعلن الجيش الباكستاني، الأحد، أنه قتل في 3 أيام «54 متشدداً» حاولوا التسلل عبر حدود أفغانستان، موجهاً أصابع الاتهام إلى الهند بعد أيام من التوتر بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الولايات المتحدة​ تظهر الصورة سيارة المشتبه به وباب السائق مفتوح بينما جثث الضحايا ملقاة على الأرض بعد أن اقتحمت السيارة حشداً في مهرجان لابو لابو حيث تقول الشرطة إن كثيراً من الأشخاص قُتلوا وجُرحوا في فانكوفر بكندا في 27 أبريل 2025 (رويترز)

كندا: مقتل 9 أشخاص عقب دهس سيارة حشداً في مهرجان بمدينة فانكوفر

لقي 9 أشخاص حتفهم عندما دهست سيارة حشداً في مهرجان للجالية الفلبينية في مدينة فانكوفر بغرب كندا، طبقاً لما ذكرته الشرطة.

«الشرق الأوسط» (برلين )
أفريقيا استنفار أمني بعد هجوم إرهابي في النيجر (أرشيفية - متداولة)

مقتل 12 جندياً بهجوم إرهابي في النيجر

قُتل 12 جندياً نيجرياً الجمعة في هجوم إرهابي بغرب البلاد قرب مالي، وفق ما أعلن الجيش السبت، في نشرة عملياته.

«الشرق الأوسط» (نيامي (النيجر) - نيروبي)
آسيا أفراد من قوات الأمن الهندية يقفون حراساً على ضفاف بحيرة دال في أعقاب هجوم مسلح مشتبه به بالقرب من باهالغام بجنوب كشمير في سريناغار - 27 أبريل 2025 (رويترز) play-circle

شهباز شريف: منفتحون على المشاركة في تحقيق محايد بشأن هجوم كشمير

أكد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إدانة بلاده القوية للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وقال إنه بلاده منفتحة للمشاركة «في أي تحقيق محايد» حول حادث كشمير الأخير

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الولايات المتحدة​ يواجه حاجي نجيب الله (49 عاماً) وهو مواطن أفغاني اتُّهم في عام 2020 باختطاف ديفيد رود مراسل «رويترز» السابق عقوبة السجن مدى الحياة (رويترز)

قائد سابق في «طالبان» يعترف باحتجاز صحافي أميركي رهينة

قالت وزارة العدل الأميركية، الجمعة، إن قائداً سابقاً في حركة «طالبان» أقر بالذنب في احتجاز صحافي أميركي واثنين من المواطنين الأفغان، رهائن في أفغانستان وباكستان


مقتل 12 جندياً بهجوم إرهابي في النيجر

استنفار أمني بعد هجوم إرهابي في النيجر (أرشيفية - متداولة)
استنفار أمني بعد هجوم إرهابي في النيجر (أرشيفية - متداولة)
TT
20

مقتل 12 جندياً بهجوم إرهابي في النيجر

استنفار أمني بعد هجوم إرهابي في النيجر (أرشيفية - متداولة)
استنفار أمني بعد هجوم إرهابي في النيجر (أرشيفية - متداولة)

قُتل 12 جندياً نيجرياً الجمعة، في هجوم إرهابي بغرب البلاد قرب مالي، وفق ما أعلن الجيش السبت، في نشرة عملياته.

وقُتل الجنود الاثنا عشر، وهم عناصر في عملية «الماهاو» لمكافحة الإرهاب، عندما تعرضت وحدتهم «لهجوم جبان من عناصر إرهابيين متخفّين في مخيمات مدنيين»، على بعد نحو 10 كلم شمال ساكويرا، وهي بلدة قريبة من تيلابيري، المدينة الكبيرة في غرب النيجر.

عناصر من الجيش النيجري (متداولة)
عناصر من الجيش النيجري (متداولة)

وأضاف الجيش أن «المهاجمين شنوا هجوماً مباغتاً على الدورية» التي «ردت» عليهم، قبل وصول تعزيزات برّية وجوّية. وأشار إلى أن هذه التعزيزات «أجبرت العدوّ على الفرار باتجاه الشمال»، بالقرب من مالي.

وتابع أن «12 من جنودنا البواسل قدّموا التضحية الكبرى دفاعاً عن الوطن».

وقال الجيش إن «عملية مطاردة واسعة النطاق قد أُطلِقت»، وإنه «اعتقل رجُلين يُشتبه بضلوعهما في الهجوم».

وفي منتصف فبراير (شباط)، قُتل 5 جنود من عملية «الماهاو» أيضاً بالقرب من ساكويرا، عندما «استُهدفت وحدتهم من جانب إرهابيين مختبئين بين سكان مدنيين»، وفقاً للجيش.

الاتحاد الأفريقي: هجوم بنين «عمل جبان»

في غضون ذلك، ندد الاتحاد الأفريقي السبت، بـ«عمل جبان» بعد الهجوم الإرهابي الذي نفذ الأسبوع الماضي في شمال بنين، وخلف 54 قتيلاً في صفوف الجيش، مؤكداً مجدداً تصميم المنظمة على «مواجهة الإرهاب» بمنطقة الساحل.

وأعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الجيبوتي محمود علي يوسف، في بيان، أنه «يدين بحزم الهجوم الإرهابي الذي ارتكب في 17 أبريل (نيسان) 2025 ضد جيش بنين». ويؤكد مجدداً تصميم الاتحاد الأفريقي على مواجهة الإرهاب في منطقة الساحل.

وفي 17 أبريل، هاجم مقاتلون متشددون مفترضون، موقعين للجنود المناهضين للمتطرفين من عملية «ميرادور» في بارك دبليو الذي كان منطقة سياحية وعند شلالات كودو، والمنطقة الحدودية بين بنين والنيجر وبوركينا فاسو.

وأعلنت حكومة بنين الأربعاء، مقتل 54 جندياً، في أعلى حصيلة بهذه المنطقة التي يستهدفها بشكل مزداد المتطرفون من بوركينا فاسو والنيجر.

وأضاف الاتحاد الأفريقي في بيانه: «هذا العمل الجبان الذي أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح وسقوط كثير من الجرحى (...) يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز التعاون بين الدول المجاورة لمواجهة التهديد المزداد الذي تشكله الجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل».

وأعربت حكومة بنين الأربعاء، عن أسفها للتعاون الفاشل مع سلطات واغادوغو ونيامي، الدولتين الساحليتين اللتين تنشط فيهما جماعات مسلحة مرتبطة بـ«القاعدة» أو تنظيم «داعش»، من دون تسميتهما.

وتتهم بوركينا فاسو والنيجر بقيادة المجلسين العسكريين اللذين أخذا مسافة من الغرب، بنين بإيواء قواعد عسكرية أجنبية لزعزعة استقرارهما، وهو ما تنفيه كوتونو.

وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة»، مسؤوليتها عن الهجوم زاعمة مقتل 70 جندياً من بنين.