النيجر تقطع علاقاتها مع أوكرانيا بسبب تعليقات عن قتال «فاغنر» في مالي

كييف ترفض اتهامها بدعم الإرهاب الدولي

عناصر من مجموعة «فاغنر» الروسية (أ.ب)
عناصر من مجموعة «فاغنر» الروسية (أ.ب)
TT

النيجر تقطع علاقاتها مع أوكرانيا بسبب تعليقات عن قتال «فاغنر» في مالي

عناصر من مجموعة «فاغنر» الروسية (أ.ب)
عناصر من مجموعة «فاغنر» الروسية (أ.ب)

قطع المجلس العسكري في النيجر العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا بسبب تصريحات مسؤولين قال المجلس إنها أظهرت دعم كييف لجماعات شاركت في قتال في مالي المجاورة أسفر عن مقتل عشرات من الجنود ومقاتلي مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة في يوليو (تموز).

دورية عسكرية للجيش المالي في العاصمة باماكو (أرشيفية)

جاءت هذه الخطوة الثلاثاء في أعقاب قرار مالي الأحد قطع العلاقات مع كييف بعد تعليقات من وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بشأن القتال في شمال البلاد، الذي قال المتمردون الطوارق إنهم قتلوا خلاله ما لا يقل عن 84 من مرتزقة «فاغنر» و47 جندياً مالياً.

ويبدو أن الواقعة تشكل أثقل هزيمة تتكبدها مجموعة «فاغنر» منذ تدخلها قبل عامين لمساعدة السلطات العسكرية في مالي في قتال الجماعات المتمردة.

جنود ماليون في دورية مع قوة تاكوبا الجديدة بالقرب من حدود النيجر بدائرة دانسونجو 23 أغسطس 2021 (رويترز)

وفي خطاب بثه التلفزيون، قال المتحدث باسم المجلس العسكري إن النيجر قررت التحرك تضامناً مع حكومة وشعب مالي من خلال قطع العلاقات مع أوكرانيا بأثر فوري.

وكانت أوكرانيا قد نددت يوم الاثنين بقرار مالي قطع العلاقات ووصفته بأنه قصير النظر ومتسرع، وقالت إن كييف ترفض اتهامها بدعم الإرهاب الدولي.

أشخاص ينتظرون عند محطة للحافلات على طريق سريع في لاغوس نيجيريا 6 أغسطس 2024 (رويترز)

ويأتي الخلاف بسبب تصريحات بثها التلفزيون لأندريه يوسوف المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، والذي قال إن المتمردين الماليين تلقوا المعلومات «الضرورية» لتنفيذ الهجوم.

كما أدانت النيجر ومالي ودول أخرى في غرب أفريقيا تصريحات أدلى بها سفير أوكرانيا لدى السنغال وغينيا وغينيا بيساو وساحل العاج وليبيريا بشأن القتال.

واستدعت وزيرة الخارجية السنغالية السفير الأوكراني يوري بيفوفاروف يوم الجمعة بسبب مقطع مصور قالت دكار إن السفارة الأوكرانية نشرته على صفحتها على «فيسبوك» وقدم فيه بيفوفاروف «دعماً لا لبس فيه وغير مشروط للهجوم الإرهابي» في مالي. وتشهد مالي منذ العام 2012 نشاطاً إرهابياً وأزمات أمنية وسياسية وإنسانية خطيرة، ولا تزال التهديدات الأمنية قائمة لا سيّما بعد تفكك تحالفات مكافحة الإرهاب، وعدم جاهزية القوات المحلية التي لا تزال في طور إعادة ترتيب الصفوف وتكوين جبهة بديلة لمواجهة التحديات الأمنية.

أشخاص ينتظرون عند محطة للحافلات على طريق سريع في لاغوس نيجيريا 6 أغسطس 2024 (رويترز)

وقال المجلس العسكري في النيجر الثلاثاء إنه اتخذ هذا القرار تضامناً مع مالي التي قطعت في وقت سابق علاقاتها مع كييف على خلفية تصريحات لمسؤول في المخابرات العسكرية الأوكرانية قال المجلس إنها أظهرت دعم كييف للمتمردين الذين يقاتلون في شمال مالي. وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية «من المؤسف أن سلطات النيجر قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا دون أي تحقيق في الواقعة التي جرت في مالي أو تقديم أدلة على ما أدى إلى هذا القرار». وقال متمردو الطوارق إنهم قتلوا 84 على الأقل من مرتزقة مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة خلال معارك في يوليو، وهو ما يُعتبر أكبر خسارة لـ«فاغنر» منذ تدخلها قبل عامين لمساعدة السلطات العسكرية في مالي في محاربة الجماعات المتمردة. وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيانها إن كييف ترفض أي مزاعم بدعمها لـ«لإرهاب الدولي». وأضافت «الاتهامات الموجهة لأوكرانيا والتي وردت في تصريح ممثل حكومة (النيجر) لا تستند إلى أي أدلة، ولا أساس لها من الصحة ولا تتسق مع الواقع».

وكانت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» الموالية لـ«القاعدة» وتسيطر على مناطق واسعة من شمال مالي، بعضها قريب جداً من الحدود الموريتانية... قد أعلنت قبل أسابيع فرض حصار على مدينة تمبكتو التاريخية، بسبب دخول «جيش مالي» و«فاغنر» إلى المدينة. ووجهت الجماعة الإرهابية تحذيرات جدية إلى التجار وأصحاب الشاحنات الذين ينقلون البضائع والأشخاص من وإلى تمبكتو، وطلبت منهم التوقف عن الحركة، لأن ذلك سيعرِّض حياتهم للخطر، وفق بيانات صادرة عن التنظيم الإرهابي الأخطر في مالي.


مقالات ذات صلة

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية».

غازي الحارثي (الرياض)
أفريقيا جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

سبق أن أعلن عدد من كبار قادة الجيش بنيجيريا انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا القاتل النرويجي أندرس بيرينغ بريفيك (إ.ب.أ)

«سفاح النرويج» يطلب الإفراج المشروط للمرة الثانية

مَثُل القاتل النرويجي، أندرس بيرينغ بريفيك، الذي قتل 77 شخصاً في حادث تفجير وإطلاق نار عشوائي عام 2011، أمام المحكمة، الثلاثاء، لحضور جلسة استماع بشأن إطلاق

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى حليفه دولت بهشلي الخميس الماضي وسط تأكيدات عن خلافات بينهما (الرئاسة التركية)

حليف إردوغان استبعد الخلاف معه... وهاجم مَن يخدمون «أولاد بايدن» بالتبني

أشعل رئيس حزب «الحركة القومية»، شريك حزب «العدالة والتنمية» في «تحالف الشعب»، جدلاً جديداً حول حلّ المشكلة الكردية في تركيا، ونفى وجود أي خلاف مع الرئيس إردوغان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
TT

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

استعادت جماعة «بوكو حرام» الموالية لـ«تنظيم داعش» الإرهابي، قدرتها على المبادرة والهجوم في مناطق مختلفة بشمال نيجيريا، وشنّت هجوماً استهدف قاعدة عسكرية تابعة للجيش، قُتل فيه خمسة جنود على الأقل، وأُصيب عشرة جنود، فيما قال الجيش إنه قتل أكثر من خمسين من عناصر الجماعة الإرهابية.

وقالت قيادة الجيش النيجيري في بيان، إن الهجوم الإرهابي الذي شنّه فرع من جماعة «بوكو حرام»، في غرب أفريقيا، استهدف القوات المتمركزة بموقع عمليات التثبيت بقرية «كاريتو»، بولاية بورنو، في أقصى شمال شرقي نيجيريا، على الحدود مع دولة النيجر.

البيان الصادر عن مدير الإعلام العسكري، اللواء إدوارد بوبا، قال إن الهجوم الإرهابي وقع بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، ووصفه بأنه «كان منسقاً»، قبل أن يؤكد «مقتل خمسة جنود وإصابة عشرة آخرين بجروح، بالإضافة إلى فقدان أربعة جنود آخرين».

من عملية ضد جماعة «بوكو حرام» (أرشيفية متداولة)

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم قيادة الجيش إن «القوات المسلحة نجحت في القضاء على عدد من الإرهابيين، واستعادة أسلحة كانت بحوزتهم»، مشيراً إلى تكبد الجيش خسائر مادية «فادحة»، حيث إن منفذي الهجوم الإرهابي أحرقوا بعض المعدات «بما في ذلك شاحنة محملة بالأسلحة، وثلاث مركبات تكتيكية، وجرافة».

وأطلق الجيش النيجيري عملية تعقب بقيادة وحدة من قوات الدعم مع غطاء جوي، وقال إن الهدف هو «استكشاف المنطقة بشكل عام، ومسارات انسحاب الإرهابيين»، وفق تعبير البيان.

وتسعى القوات النيجيرية إلى قطع الطريق أمام منفذي الهجوم الإرهابي، بهدف استعادة الجنود المفقودين، في ظل توقعات بأن الإرهابيين «اختطفوهم» ليكونوا دروعاً بشرية تحميهم من أي قصف جوي.

صورة أرشيفية لهجوم شنّته جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا (رويترز)

الهجوم الإرهابي استهدف قرية «كاريتو»، التي لا تبعد سوى 153 كيلومتراً عن العاصمة الإقليمية مايدوجوري، وهي المقر الرئيس لـ«الكتيبة 149» التابعة للجيش النيجيري، التي تشارك بنشاط في عمليات محاربة الإرهاب، كما استهدف معاقل فرعي جماعة «بوكو حرام»، الموالية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة».

وقالت قيادة الجيش النيجيري إن «هذا الهجوم لن يثني القوات المسلحة النيجيرية عن القضاء على الإرهاب والتمرد والتحديات الأمنية الأخرى التي تواجه البلاد»، وأعربت عن تعويلها على تعاون السكان المحليين في ملاحقة الإرهابيين.

وأعلن حاكم ولاية بورنو، باباغانا زولوم، عن وقوفه إلى جانب القوات المسلحة النيجيرية، وأضاف في بيان صحافي أن الهجوم «يعيد إلى الأذهان مستوى وحشية العناصر الإرهابية لجماعة (بوكو حرام)».

وبينما أعلن عدد من كبار قادة الجيش في نيجيريا عن انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»، والاقتراب من القضاء عليها بشكل نهائي، بدأت الجماعة تعيد ترتيب صفوفها، وإظهار قدرات جديدة على المبادرة والهجوم.

ففي حادث منفصل، نصب مسلحون من «بوكو حرام»، الثلاثاء، كميناً لفريق مراقبة من قوات الأمن والدفاع المدني النيجيرية، كان يتفقد منشآت الشبكة الوطنية للكهرباء والطاقة في إقليم النيجر التابع لنيجيريا.

مسلحو «بوكو حرام» خلَّفوا الخراب والدمار في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال المتحدث باسم قوات الأمن والدفاع المدني أفولابي باباوالي، إن خطوط الشبكة الوطنية للطاقة تعرضت مؤخراً لهجمات إرهابية تخريبية، وقد أسفرت عن انقطاع واسع للتيار الكهربائي في أقاليم شمال نيجيريا.

وأوضح المتحدث أنه «حينما كانت فرق الأمن تتفقد خطوط الشبكة الوطنية، تعرضت لهجوم إرهابي نفذه أكثر من 200 مسلح نصَبوا كميناً من قمة أحد التلال»، مشيراً في السياق ذاته إلى أن المواجهات بين الطرفين «أسفرت عن مقتل أكثر من خمسين إرهابياً، فيما يوجد سبعة جنود في عداد المفقودين».

وتتزامن هذه الهجمات الإرهابية المتفرقة، مع معارك طاحنة تجري منذ أسابيع ما بين جيش تشاد ومقاتلي «بوكو حرام» في منطقة حوض بحيرة تشاد، التي تُوصف بأنها «العمق الاستراتيجي» للتنظيم الإرهابي، حيث توجد قواعده الخلفية وسط الغابات والجزر المترامية في واحدة من أكبر المناطق الرطبة في أفريقيا.