مظاهرة في الصومال ضد «حركة الشباب» بعد هجوم على شاطئ شعبي

أسفر عن مقتل 37 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات

مئات المتظاهرين يتجمعون على شاطئ «ليدو» بمقديشو في 5 أغسطس 2024 للتعبير عن التضامن والحداد بعد الهجوم الأخير الذي أودى بحياة 37 شخصاً قبل ذلك بيومين (أ.ف.ب)
مئات المتظاهرين يتجمعون على شاطئ «ليدو» بمقديشو في 5 أغسطس 2024 للتعبير عن التضامن والحداد بعد الهجوم الأخير الذي أودى بحياة 37 شخصاً قبل ذلك بيومين (أ.ف.ب)
TT

مظاهرة في الصومال ضد «حركة الشباب» بعد هجوم على شاطئ شعبي

مئات المتظاهرين يتجمعون على شاطئ «ليدو» بمقديشو في 5 أغسطس 2024 للتعبير عن التضامن والحداد بعد الهجوم الأخير الذي أودى بحياة 37 شخصاً قبل ذلك بيومين (أ.ف.ب)
مئات المتظاهرين يتجمعون على شاطئ «ليدو» بمقديشو في 5 أغسطس 2024 للتعبير عن التضامن والحداد بعد الهجوم الأخير الذي أودى بحياة 37 شخصاً قبل ذلك بيومين (أ.ف.ب)

تظاهر مئات الصوماليين تلبية لدعوة من الحكومة ضد متمردي «حركة الشباب»، على أحد شواطئ مقديشو حيث نفذ متطرفون هجوماً دامياً مساء الجمعة.

وشن انتحاري يحمل قنبلة وعدد من المسلحين هجوماً على الشاطئ الشعبي في العاصمة؛ ما أسفر عن مقتل 37 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، في واحدة من كبرى الهجمات الدموية في السنوات الأخيرة بالبلد المضطرب في القرن الأفريقي.

وصرح عبد السلام أحمد عبد الله، أحد المتظاهرين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «جئنا إلى هنا لنظهر أنهم لا يستطيعون ترهيبنا».

صوماليون يتجمعون الاثنين على طول شاطئ «ليدو» خلال احتجاج وحداد وصلاة على الأشخاص الذين قتلوا بتفجير قنابل في مقديشو بالصومال (أ.ب)

وأضاف أن «سكان مقديشو ليسوا خائفين من العدو الخوارج» مستخدماً مصطلح الحكومة لوصف «حركة الشباب»؛ الجماعة المتطرفة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» والمسؤولة عن هجمات لا حصر لها شهدتها البلاد على مدى 17 عاماً.

وقال ناجون من هجوم الجمعة إنهم بعد سماع دوي انفجار، رأوا مسلحين يصلون إلى الشاطئ المزدحم «لقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص». وأظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي جثثاً ملطخة بالدماء على الشاطئ.

مئات المتظاهرين يتجمعون على شاطئ «ليدو» بمقديشو في 5 أغسطس 2024 للتعبير عن التضامن والحداد بعد الهجوم الأخير الذي أودى بحياة 37 شخصاً قبل ذلك بيومين (أ.ف.ب)

ونفذت «حركة الشباب» كثيراً من التفجيرات والهجمات في مقديشو ومناطق أخرى بالبلاد. ورغم طردهم من العاصمة من قبل قوات الاتحاد الأفريقي عام 2011، فإن المتطرفين لا يزالون موجودين في المناطق الريفية.

وقال وزير الثروة الحيوانية، حسن حسين، أحد أعضاء الحكومة الذين شاركوا في المظاهرة: «على الصوماليين عموماً وسكان مقديشو خصوصاً أن يتحدوا في مواجهة العدو».

وصرحت أمينة إبراهيم حلان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنها شاركت في المظاهرة تضامناً مع ضحايا هجوم الجمعة الذين كانوا، وفق قولها، «مجرد أبرياء يستمتعون في مدينتهم».

صوماليات على شاطئ «ليدو» تجمعن يوم الاثنين 5 أغسطس 2024 للاحتجاج وللحداد والصلاة على الأشخاص الذين قتلوا بتفجير بقنابل في مقديشو بالصومال (أ.ب)

وهاجم متطرفون فندقاً وشاطئ «ليدو» الشهير في العاصمة الصومالية مقديشو، ما أسفر عن مقتل أكثر من 32 شخصاً على الأقل، بينهم 5 سائحين، وفق ما أفاد به متحدث باسم الشرطة. ووصف المتحدث، عبد الفتاح عدن، الهجوم بأنه «دون رحمة». وتلقى أكثر من 60 شخصاً، بعضهم في حالة خطرة، العلاج في المستشفيات، بينهم ضابط استخبارات بارز وحراسه الشخصيون الذين كانوا يقضون المساء في الفندق الساحلي. ومن المحتمل أن ترتفع حصيلة القتلى، حيث دخلت قوات الأمن في معركة حتى ساعات الصباح الأولى. وأعلنت حركة «الشباب» الإرهابية مسؤوليتها عن الهجوم.

وقالت شمس العبدي، التي قضت المساء في فندق «ليدو بيتش» مع أصدقائها: «لقد أصبت في الذراع بقذيفة مدفعية». وأوضحت العبدي أن أحد أصدقائها أصيب بجروح في الرأس وأنه يرقد في حالة خطرة، مشيرة في تصريحات لـ«وكالة الأنباء الألمانية» إلى أن حالة من الذعر انتشرت في الفندق.

وفجر انتحاري نفسه عند مدخل الفندق مساء الجمعة، وحاول المهاجمون الآخرون اقتحام الفندق وأطلقوا النار كذلك على الأشخاص على الشاطئ، حيث كان كثير من المقيمين يتجولون أو يجلسون. وانتشرت صور مفزعة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ما بين أشخاص يفرون من الشاطئ في حالة ذعر، وآخرين ينزفون ويصرخون على الرمال، وذلك وفق ما أظهرت صور ومقاطع فيديو من شهود عيان.


مقالات ذات صلة

تونس: تمديد حبس 20 أمنياً في قضية «تهريب إرهابيين من السجن»

شمال افريقيا صور الإرهابيين الخمسة الذين فروا من سجن المرناقية قبل عام وتسبب تهريبهم في إيقاف عشرات الأمنيين  (صور وزارة العدل التونسية أرشيف)

تونس: تمديد حبس 20 أمنياً في قضية «تهريب إرهابيين من السجن»

كشفت مصادر أمنية تونسية عن إيقاف 5 من «التكفيريين» وعشرات من المشتبه في تعاونهم مع «الإرهابيين» ومهربي البشر ومع العصابات المتورطة في جرائم عديدة.

كمال بن يونس (تونس)
أوروبا ضابط شرطة من كوسوفو يقف حارساً على طريق يؤدي إلى دير بانيسكا في أعقاب حادث إطلاق نار بالقرب من زفيكان كوسوفو 25 سبتمبر 2023 (رويترز)

كوسوفو توجه اتهامات لـ45 صربياً بالهجوم على الشرطة بالقرب من الحدود

وجَّه الادعاء العام في كوسوفو اتهامات إلى 45 صربياً على خلفية هجوم استهدف الشرطة العام الماضي بالقرب من الحدود مع صربيا.

«الشرق الأوسط» (بريشتينا )
آسيا صورة من العاصمة دوشنبه (موقع وزارة الخارجية)

إصابة مفتي طاجيكستان في هجوم خارج مسجد

قالت وزارة الداخلية في طاجيكستان إن مفتي البلاد سيد مكرم عبد القادر زاده أصيب في هجوم خارج مسجد رئيسي في العاصمة دوشنبه اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (دوشنبه)
شمال افريقيا وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي وقائد القوات الأميركية في أفريقيا الجنرال مارك لانغلي في اجتماع قبل أيام بتونس (السفارة الأميركية في تونس)

تونس تستلم 4 طائرات أميركية لمراقبة الحدود ومكافحة التهريب والإرهاب

كشف مصدر من السفارة الأميركية في تونس لـ«الشرق الأوسط»، عن أن مقرّ السفارة الأميركية استضاف مؤخراً جلسات عمل ومشاورات أمنية سياسية حول ليبيا وتونس.

كمال بن يونس (تونس)
أوروبا تصطف الفتيات الأفغانيات في المدرسة الابتدائية بعد عودتهن من العطلة الصيفية في قندهار بأفغانستان في 8 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

الأمم المتحدة تندد بقانون «بغيض» يحدّ من حقوق النساء في أفغانستان

وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان (الاثنين) القانون الذي صدر أخيراً في أفغانستان ويحد بشكل أكبر من حقوق المرأة والمجتمع بأنه «بغيض».

«الشرق الأوسط» (جنيف)

الكاميرون: حالتا وفاة و46 إصابة مشبوهة بجدري القردة منذ أبريل

طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
TT

الكاميرون: حالتا وفاة و46 إصابة مشبوهة بجدري القردة منذ أبريل

طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)

أعلنت وزارة الصحة في الكاميرون، اليوم (الأربعاء)، أن فيروس جدري القردة تسبب في وفاة شخصين منذ أبريل (نيسان) في البلاد، حيث أبلغت أيضاً عن 46 حالة مشتبه بها؛ منها ست حالات مؤكدة خلال هذه الفترة، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأورد بيان نشر الأربعاء بعد تقرير نشره مساء الثلاثاء الوزير الكاميروني المكلف الصحة، ملاشي مانودا، أنه «منذ عودة ظهور هذا المرض في أبريل (نيسان) 2024، سجلت البلاد 46 حالة مشبوهة بجدري القردة منها ست حالات مؤكدة، مع الإبلاغ عن حالتي وفاة».

لكن الوباء «غير مرتبط بالسلالة الجديدة الأكثر فتكاً (Clade 1b)»، بحسب وزارة الصحة.

ومنذ إعلان المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض (Africa CDC) تفشي جدري القردة حالة طوارئ صحية عامة قارية في أغسطس (آب)، «عززت السلطات الكاميرونية إجراءات المراقبة والتطعيم وتدابير التوعية لمنع انتشار المرض محلياً»، حسبما جاء في البيان.

في أفريقيا تفشى فيروس جدري القردة نهاية أغسطس (آب) في 14 دولة، بينها بوروندي (796 حالة) والكونغو برازافيل (162 حالة) وجمهورية أفريقيا الوسطى (45 حالة)، وفقاً للمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض.

وتعد جمهورية الكونغو الديمقراطية بؤرة الوباء بنحو 22 ألف إصابة و716 حالة وفاة مرتبطة بالمرض منذ يناير (كانون الثاني)، وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن معهد الصحة العامة الكونغولي المسؤول عن تنظيم الاستجابة للوباء.

وتم تأمين نحو 3.6 مليون لقاح للبلدان الأفريقية، بحسب «وكالة الاتحاد الأفريقي»، وقد بدأت تصل إلى الدول المتضررة.