«بوكو حرام» تخطط للتسلل إلى احتجاجات شعبية في نيجيريا

الشرطة ترفع حالة التأهب وتحذِّر المواطنين من «هجمات إرهابية»

المتحدث باسم قيادة الشرطة النيجيرية في ولاية يوبي (صحافة محلية)
المتحدث باسم قيادة الشرطة النيجيرية في ولاية يوبي (صحافة محلية)
TT

«بوكو حرام» تخطط للتسلل إلى احتجاجات شعبية في نيجيريا

المتحدث باسم قيادة الشرطة النيجيرية في ولاية يوبي (صحافة محلية)
المتحدث باسم قيادة الشرطة النيجيرية في ولاية يوبي (صحافة محلية)

رفعت الشرطة حالة التأهب في ولاية يوبي، شمال شرقي نيجيريا، بسبب معلومات استخباراتية تفيد بأن جماعة «بوكو حرام» تخطط لشن هجمات إرهابية، خلال احتجاجات شعبية دعت لها منظمات سياسية وهيئات من المجتمع المدني في عموم البلاد.

وتقع ولاية يوبي ضمن الولايات الأكثر تضرراً من الهجمات الإرهابية في نيجيريا خلال السنوات الأخيرة، بسبب قربها من معاقل الجماعة الموالية لتنظيم «داعش»، في حوض بحيرة تشاد، على الحدود بين دول تشاد ونيجيريا والنيجر والكاميرون.

وقالت قيادة الشرطة في الولاية إنها «قلقة» حيال إمكانية تسلل عناصر من جماعة «بوكو حرام» إلى الاحتجاج المخطط له منذ فترة على مستوى ولايات نيجيريا. وقال المتحدث باسم قيادة الشرطة، النقيب دنغوس عبد الكريم، إن «هناك مرتزقة أجانب قد يكونون متورطين في محاولات لتعطيل الاحتجاج وإلحاق الأذى بالمواطنين».

وطلب عبد الكريم من المواطنين الذين يعتزمون الانضمام إلى الاحتجاج «توخي الحذر»؛ مشيراً إلى أن الشرطة بحوزتها «معلومات استخباراتية تشير إلى وجود مؤامرة لاستخدام التظاهرة غطاءً للعنف والتدمير»، على حد تعبيره.

وأضاف المتحدث باسم قيادة الشرطة أنه «رغم تعافي ولاية يوبي من التمرد الإرهابي، فإن مفوض الشرطة، اللواء غاربا أحمد، يعبِّر عن قلقه، ولكنه في الوقت ذاته يعترفُ بحق المواطنين الدستوري في التجمع السلمي».

ولكن المتحدث باسم الشرطة خلص إلى تأكيد أن قائد الشرطة يود «تنبيه المواطنين إلى النيات الخبيثة. حتى الاحتجاجات السلمية في هذا الوقت قد تكون غير ملائمة»؛ مشيراً إلى أن ذلك الإحساس يتعزز بسبب ما قال إنه «أنشطة إرهابية وتمردية حصلت مؤخراً في منطقة الحكومة المحلية غوجبا، بما في ذلك انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع، أثارت كثيراً من القلق والرعب».

وخلص المتحدث باسم الشرطة إلى التأكيد: «لسنا مستعدين لمواجهة تحديات أمنية إضافية»، وقال: «في الوقت الذي نعترف فيه بحق المواطنين في التجمع السلمي، نحذِّر من أن الاحتجاجات ذات النيات الحسنة قد تكون مشكلة كبيرة، بالنظر إلى الوضع الأمني الحالي».

ورغم تحذيرات الشرطة، فلا تزال الاحتجاجات مرتقبة خلال الأيام المقبلة، في ظل حديث منظميها عن ضرورة أن تتولى الشرطة وأفراد الأمن تأمين المحتجين، وعدم محاولة اتخاذ الأمن ذريعة لمنع المظاهرات التي تحتج على الأوضاع الصعبة في البلاد.

وتنشط جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا منذ 2009، وتحاول أن تقيم إمارة إسلامية في البلد الأفريقي الأغنى بالنفط والغاز الطبيعي، والبلد الأكثر تعداداً سكانياً في القارة الأفريقية، بما يقارب 230 مليون نسمة، حسب إحصائيات 2021.

وسبق أن نفذت جماعة «بوكو حرام» كثيراً من الهجمات الإرهابية ضد مسيرات ذات طابع سياسي، خلال السنوات الماضية، واستخدمت في ذلك العبوات الناسفة محلية الصنع، والانتحاريات، والسيارات المفخخة.

ولكن «بوكو حرام» فقدت كثيراً من قوتها خلال الفترة الأخيرة، بسبب الضربات التي تلقتها على يد قوة عسكرية إقليمية مشتركة، شكَّلتها دول نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون وبنين، واستطاعت أن تحد من خطورة التنظيم الإرهابي الذي يوصف بأنه الأكثر دموية في أفريقيا.


مقالات ذات صلة

السجن مدى الحياة للداعية البريطاني أنجم تشودري في تُهَم تتعلّق بالإرهاب

أوروبا صورة أرشيفية لأنجم تشودري (الشرق الأوسط)

السجن مدى الحياة للداعية البريطاني أنجم تشودري في تُهَم تتعلّق بالإرهاب

قضت محكمة في لندن، الثلاثاء، على الداعية البريطاني المتشدّد أنجم تشودري بالسجن مدى الحياة، في تهمة إدارة منظمة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (لندن )
آسيا مسؤولو الأمن الباكستانيون يراقبون عند نقطة تفتيش على جانب الطريق في كويتا عاصمة مقاطعة بلوشستان بباكستان في 29 يوليو 2024 (إ.ب.أ)

حصيلة المعارك القبلية في باكستان ترتفع الى 42 قتيلاً

ارتفعت حصيلة المعارك القبلية التي اندلعت، الأربعاء الماضي، في شمال غربي باكستان إلى 42 قتيلاً، وفق حصيلة جديدة أعلنها مسؤول محلي.

«الشرق الأوسط» (بيشاور (باكستان))
أفريقيا عناصر «فاغنر» في مالي (متداولة)

قناة «تلغرام» مرتبطة بـ«فاغنر» الروسية تؤكد تكبد المجموعة خسائر بشرية في مالي

نشرت قناة «تلغرام» مرتبطة بـ«فاغنر» الاثنين تفاصيل الاشتباكات الأخيرة في شمال مالي، مؤكدة وقوع خسائر في صفوف المجموعة العسكرية الروسية ومقتل أحد قادتها

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أفريقيا أنصار المعارضة الأوغندية يلوّحون بأيديهم بعد اتهامهم بارتكاب جرائم تتعلّق بالإرهاب بعد ترحيلهم من كينيا المجاورة بعد سفرهم لحضور دورة تدريبية بها في محكمة ناكاوا الرئيسية في كامبالا بأوغندا في 29 يوليو 2024 (رويترز)

توجيه تهمة «الإرهاب» إلى أكثر من 30 معارضاً في أوغندا

وُجّهت إلى 36 عضواً في حزب أوغندي معارض، الاثنين، تهمة «الإرهاب»، بعد طردهم من كينيا التي توجهوا إليها للتدريب، حسبما أعلن محاميهم لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

«الشرق الأوسط» (كامبالا)
شمال افريقيا دار القضاء العالي بوسط العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)

الإعدام لمصريَّين أُدينا بالانضمام إلى «داعش كرداسة»

قضت محكمة مصرية، الاثنين، بـ«الإعدام شنقاً» لشخصين اثنين، أُدينا بالانضمام إلى خلية «داعش كرداسة»، فيما عاقبت 4 آخرين بالسجن المشدد من 5 إلى 15 سنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

قناة «تلغرام» مرتبطة بـ«فاغنر» الروسية تؤكد تكبد المجموعة خسائر بشرية في مالي

عناصر «فاغنر» في مالي (متداولة)
عناصر «فاغنر» في مالي (متداولة)
TT

قناة «تلغرام» مرتبطة بـ«فاغنر» الروسية تؤكد تكبد المجموعة خسائر بشرية في مالي

عناصر «فاغنر» في مالي (متداولة)
عناصر «فاغنر» في مالي (متداولة)

نشرت قناة «تلغرام» مرتبطة بـ«فاغنر» الاثنين تفاصيل الاشتباكات الأخيرة في شمال مالي، مؤكدة وقوع خسائر في صفوف المجموعة العسكرية الروسية ومقتل أحد قادتها.

آثار المعارك على مجموعة «فاغنر» في صحراء مالي (متداولة)

واندلع الخميس في بلدة تينزاواتن قتال على نطاق لم يسبق له مثيل منذ أشهر. وأعلن تحالف من الجماعات المسلحة الانفصالية الطوارق الأحد تحقيق «انتصار كبير» على الجيش المالي وحلفائه الروس من مجموعة «فاغنر».

ونشرت قناة «رازغروزكا فاغنيرا» على «تلغرام» بيانا منسوبا إلى مجموعة «فاغنر»، تناقلته وسائل إعلام روسية رسمية، لكن «وكالة الصحافة الفرنسية» لم تتمكن من التأكد من صحته.

وجاء في البيان: «في الفترة من 22 إلى 27 يوليو (تموز) 2024، خاض جنود القوات المسلحة المالية ومقاتلو المجموعة الهجومية 13 من فاغنر معارك عنيفة مع مسلحي تنسيقية حركات أزواد والجماعة الإرهابية المحظورة في روسيا (تنظيم القاعدة في الساحل)».

وكان يقود مقاتلي «فاغنر» سيرغي شيفتشينكو الذي يلقب «براود»، بحسب النص. وتابع البيان: «في اليوم الأول، قامت مجموعة براود بالقضاء على قسم كبير من الإسلامويين ودفعت الباقين للفرار. إلا أن عاصفة رملية حدثت وسمحت للمتطرفين بإعادة تجميع صفوفهم وزيادة أعدادهم إلى 1000 شخص».

ثم تم إرسال تعزيزات إلى المكان بناء على قرار قائد مفرزة في «فاغنر» التي صدت هجوما في 25 يوليو، وفق نفس المصدر.

لكن في 26 و27 يوليو «زاد المتطرفون من عدد الهجمات الواسعة باستخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيّرة والسيارات المفخخة، ما أدى إلى خسائر في صفوف فاغنر والقوات المسلحة المالية»، حسبما يوضح البيان.

ويختم النص: «تم تلقي آخر رسالة عبر اللاسلكي من مجموعة براود في 27 يوليو الساعة 17:10 ومفادها: (لم يبق منا سوى ثلاثة، ونحن نواصل القتال. قائد المجموعة الهجومية 13 سيرغي +براود+ شيفتشينكو قضى في المعارك)».

كثير من الجثث

من جهتهم، أصدر الانفصاليون عدة مقاطع فيديو تظهر كثيرا من الجثث، ولكن لم تصدر حصيلة للقتلى حتى الآن. وتظهر الصور أيضا مركبات، من بينها طائرة مروحية، دمرت أثناء القتال.

وأعلنت عدة مصادر مقربة من الأوساط العسكرية الروسية مقتل مؤسس قناة «غراي زون» على تطبيق «تلغرام» التي تبث معلومات عن نشاط المجموعة الروسية حول العالم ويتابعها أكثر من 550 ألف شخص.

وتواجه مالي، حيث سيطرت سلطات عسكرية على الحكم في انقلابين عامي 2020 و2021، تمردا من جماعات متشددة منذ سنوات.

وتنفي أن تكون القوات الروسية الموجودة على أراضيها تابعة لـ«فاغنر» وتقول إنهم مدربون يساعدون القوات المحلية في استخدام المعدات المشتراة من روسيا.

وقالت حركة «الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية» المتمردة في بيان السبت إنها استولت على مركبات مدرعة وشاحنات وناقلات خلال القتال الذي دار في بلدة تينزاوتين الحدودية.

مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)

وكانت السفارة الروسية في باماكو قد نشرت بياناً صحافياً، مساء السبت الماضي، بالتزامن مع انقطاع الاتصال بفصيل «فاغنر» في أقصى شمالي البلاد، وقالت في البيان إن روسيا «متمسكة بدعمها الكامل لمالي».

وجددت السفارة التزام موسكو بما قالت إنه «البقاء إلى جانب شركائها الاستراتيجيين؛ من أجل تحقيق انتصارات جديدة ضد الجماعات الإرهابية المسلّحة».