عشرات الضحايا في هجمات نفذتها «نسوة مفخخات» بنيجيريا

رئيس البلاد يتوعد «الإرهابيين» بدفع الثمن باهظاً

الرئيس النيجيري بولا تينوبو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس النيجيري بولا تينوبو (أرشيفية - رويترز)
TT

عشرات الضحايا في هجمات نفذتها «نسوة مفخخات» بنيجيريا

الرئيس النيجيري بولا تينوبو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس النيجيري بولا تينوبو (أرشيفية - رويترز)

قال رئيس نيجيريا، بولا تينوبو، إن الإرهابيين الذين يقفون خلف هجوم بالقنابل في ولاية بورنو، قُتل فيه 18 شخصاً على الأقل، «سيدفعون ثمناً باهظاً»، واصفاً الهجمات المتزامنة بأنها «عمل إرهابي بائس».

وجاءت تصريحات الرئيس النيجيري في بيان صادر عن مستشاره الخاص للإعلام، قال فيه إن الهجمات الإرهابية «دليل واضح على الضغوط التي نجح الجيش في ممارستها على الإرهابيين، والنجاح الذي تحقق في إضعاف قدرتهم على شن الهجمات».

هجوم انتحاري سابق في نيجيريا (أ.ف.ب)

ملاحقة المتورطين

وأوضح تينوبو أن الهجمات التي وقعت مؤخراً «مجرد حلقة معزولة»، مشيراً إلى أن «مروجي العنف المتعمد سيدفعون الثمن غالياً، وسيواجهون العدالة لأن الحكومة لن تسمح للأمة بالانزلاق إلى عصر من الخوف والدموع والحزن والدماء».

وأكد تينوبو أن الحكومة اتخذت «التدابير اللازمة لتأمين المواطنين»، وشدد على أن «الجهود ستتضاعف لضمان القضاء تماماً على أولئك الذين يقلقلون طمأنينة الأمة، ويزهقون الأرواح الغالية، ويعطلون القانون والنظام».

وكانت هجمات انتحارية عدة، استُخدمت فيها قنابل، قد وقعت بشكل متزامن، السبت، في مدينة غووزا بولاية بورنو، وشملت حفل زفاف محلياً، ما زاد من عدد الضحايا، ليصل إلى 18 شخصاً على الأقل، وفق حصيلة أولية صادرة عن فرق الحماية المدنية.

ورغم أنه لم تتبنَّ أي جهة الهجمات، فإن طريقتها وآلية تنفيذها تعيد إلى الأذهان، أسلوب جماعة (بوكو حرام) الإرهابية التي تنشط في نيجيريا منذ عام 2009، ولكن نشاطها خفت كثيراً خلال السنوات الأخيرة، مع أنها لم تفقد قوتها بشكل تام.

نساء مفخخات

وفق التقارير الواردة من المنطقة التي وقعت فيها الهجمات الإرهابية، فإن 6 أشخاص على الأقل قُتلوا في حفل زفاف محلي، حين فجرت انتحاريّة كانت تحمل طفلاً على ظهرها نفسها بين الضيوف، وفق ما قال ناحوم كينيث داسو، المتحدّث باسم شرطة ولاية بورنو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي تقرير، قال باركيندو سعيدو، رئيس خدمات الإنقاذ المحلّية الذي كان في مدينة غووزا خلال الهجمات، إن «نحو الساعة 3 بعد الظهر، وقع أوّل انفجار قنبلة في غووزا، تسبّبت به انتحاريّة في حفل زفاف».

وذكر التقرير أنّه «حتّى الآن، قُتل في الهجمات 18 شخصاً، بينهم أطفال ورجال ونساء وحوامل»، مضيفاً أنّ 19 جريحاً آخر «مصابون بجروح خطرة» نُقلوا في 4 سيّارات إسعاف إلى العاصمة الإقليميّة مايدوغوري، بينما ينتظر 23 آخرون إجلاءهم.

وبينما كانت الصلوات تُتلى على ضحايا هجوم الزفاف، «هُرعت انتحاريّة أخرى، وفجّرت عبوة ناسفة تسبّبت في سقوط كثير من الضحايا»، وفق التقرير.

وبعد بضع دقائق، وقع انفجار «بعبوة ناسفة أخرى» قرب المستشفى العام في المدينة، وفق ما ذكر سعيدو في تقريره.

مصادرة أسلحة الإرهابيين (الجيش)

ضربة للإرهاب

تأتي هذه الهجمات الإرهابية بعد يومين من إعلان الجيش النيجيري أن وحدات مكافحة الإرهاب في ولاية سوكوتو نجحت في إحباط محاولة اختطاف بعد معركة مع مجموعة إرهابية، أسفرت عن تحييد 5 إرهابيين، وإنقاذ رهينتين كانتا محتجزتين لدى المجموعة الإرهابية.

وقال بيان صادر عن الجيش إن «القوات استجابت لنداء استغاثة من منطقة غابات بانيجونتو وغوهاناو في منطقة حكومة جودو المحلية، واشتبكت مع الإرهابيين في معركة نارية شرسة؛ ما أدى إلى تحييد الإرهابيين، بينما فر آخرون مصابون بجروح نتيجة تبادل إطلاق النار».

وأضاف الجيش أنه حرر رهينتين تدعى إحداهما نورا إيسيا والأخرى سالوهو حمزة، وأشار إلى أنه سلم الرهينتين بأمان إلى رئيس منطقة الحكم المحلي في جودو لتلقي الرعاية الطبية، ولمّ شملهم مع أسرهم.

تحرير رهائن وتحييد إرهابيين ومصادرة أسلحة على يد جيش نيجيريا الخميس الماضي (الجيش)

وعرض الجيش صور الرهينتين، بالإضافة إلى أسلحة رشاشة كانت بحوزة المجموعة الإرهابية، واصفاً عمل الوحدة العسكرية التي تدخلت بأنه «عمل بطولي يسلط الضوء على عزم الجيش النيجيري على مكافحة الإرهاب، وضمان سلامة وأمن المواطنين».


مقالات ذات صلة

تركيا: القبض على 45 «داعشياً» بعمليات متزامنة في 16 ولاية

شؤون إقليمية وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا أكد استمرار العمليات ضد تنظيم «داعش» حتى القضاء على آخر عناصره (من حسابه على «إكس»)

تركيا: القبض على 45 «داعشياً» بعمليات متزامنة في 16 ولاية

ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 45 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في عمليات متزامنة في 16 ولاية في أنحاء مختلفة من البلاد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا موظف يتحقق من وثائق رجل لاستلام جواز سفره في مكتب البريد الرئيسي في مدينة كابل، أفغانستان، الأربعاء، 3 يوليو، 2024 (أ.ب)

علماء دين في أفغانستان يطالبون بتشديد الأمن قبل شهر المحرم

عقد عددٌ من علماء الدين وسكانٌ من ولايات شمالية وشمالية شرقية من أفغانستان ومسؤولون محليون اجتماعات تشاورية في مدينة مزار شريف، استعداداً لشهر المحرم.

«الشرق الأوسط» (كابل )
آسيا قررت حكومة «البنجاب» تشديد الترتيبات الأمنية إلى جانب حجب وسائل التواصل الاجتماعي (متداولة)

إقليم «البنجاب» الباكستاني يوصي بحظر وسائل التواصل الاجتماعي 6 أيام خلال محرم

أوصت حكومة إقليم «البنجاب» الباكستاني وزير الداخلية الاتحادي، بحظر وسائل التواصل الاجتماعي، من السادس حتى 11 من شهر محرم، للسيطرة على انتشار مواد الكراهية.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )
آسيا انتشار أمني باكستاني إثر انفجار نجم قنبلة مزروعة على الطريق (أرشيفية)

باكستان: مقتل شخصين وجرح 8 آخرين بانفجار قنبلة مزروعة على أحد الجسور

قال مسؤولون إن قنبلة مزروعة على أحد الجسور أصابت عربة ركاب في شمال غربي باكستان، يوم الجمعة، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 8 آخرين.

«الشرق الأوسط» (بيشاور (باكستان))
أفريقيا أفراد من الجيش النيجري (أرشيفية)

جيش النيجر يعلن مقتل أكثر من 100 «إرهابي» بعد هجوم أوقع قتلى

أعلن جيش النيجر أنه قتل أكثر من 100 «إرهابي» في عمليات جوية وبرية؛ رداً على هجوم استهدف جنوداً قرب الحدود مع بوركينا فاسو، موقعاً قتلى.

«الشرق الأوسط» (نيامي (النيجر))

جيش النيجر يعلن مقتل أكثر من 100 «إرهابي» بعد هجوم أوقع قتلى

أفراد من الجيش النيجري (أرشيفية)
أفراد من الجيش النيجري (أرشيفية)
TT

جيش النيجر يعلن مقتل أكثر من 100 «إرهابي» بعد هجوم أوقع قتلى

أفراد من الجيش النيجري (أرشيفية)
أفراد من الجيش النيجري (أرشيفية)

أعلن جيش النيجر أنه قتل أكثر من 100 «إرهابي» في عمليات جوية وبرية؛ رداً على هجوم استهدف جنوداً قرب الحدود مع بوركينا فاسو، موقعاً قتلى.

وقال الجيش (الخميس) إن تحالف جماعات مسلحة قتل 20 جندياً، ومدنياً واحداً في منطقة تيرا بغرب النيجر، حيث توجد مجموعات جهادية في 25 يونيو (حزيران).

صور من المناورات العسكرية نشرها جيش النيجر عبر تطبيق «إكس»

وقال الجيش في نشرته الأخيرة إن «أكثر من 100 إرهابي قتلوا منذ ذلك الحين»، مؤكداً مواصلة عملياته.

وكان الجيش قال في نشرته السابقة إنه قتل نحو 30 «إرهابياً» في المنطقة غداة الهجوم في تيرا و«دمر وسائلهم الحربية» في غارة جوية.

تقع تيرا في منطقة تيلابيري على الحدود مع مالي وبوركينا فاسو، حيث يشنّ متمردون مرتبطون بتنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش» منذ قرابة عقد تمرداً أوقع قتلى.

وكثيراً ما يستهدف الجهاديون مدنيين في المنطقة؛ ما دفع بعدد كبير من الأهالي إلى الفرار من ديارهم.

وتمرّ شاحنات النقل من النيجر أيضاً عبر تيرا، وتصل كل شهر من ميناء لومي التوغولي عبر شمال بوركينا فاسو.

أحد أعضاء لجنة مراقبة «بالا كوتون تشاد» المكلفة تحديد المسؤولين عن الاختطاف للحصول على فدية يتدرب في غابة في بالا غرب مايو كيبي في 15 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

مقتل 70 متطرفاً في منطقة بحيرة تشاد

في غضون ذلك، أدى هجوم عسكري إلى مقتل 70 متطرفاً في منطقة بحيرة تشاد الممتدة بين نيجيريا والكاميرون وتشاد، وفق ما أعلن تحالف عسكري إقليمي. ونفّذت القوة المختلطة المتعددة الجنسيات المكونة من القوات المسلحة لنيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون بالإضافة إلى الجيش التشادي، هجمات جوية وبحرية وبرية على مواقع جهادية تقع في منطقة بحيرة تشاد؛ مما أسفر عن مقتل 70 متشدداً، كما ذكرت هذه القوة في بيان. وتشكّلت هذه القوة عام 1994 لمكافحة الجريمة عبر الحدود أساساً، لكن تم توسيع تفويضها لاحقاً ليشمل محاربة الجهاديين الذين توسّعت هجماتهم المسلحة من قاعدتهم النيجيرية إلى الدول الثلاث المجاورة. وأعلن الجيش التشادي الحصيلة نفسها، في بيان نشر الأحد، مشيراً إلى أنه «تم القضاء على أكثر من 70 إرهابياً» من قبل «قوة التدخل السريع»، وهي وحدة النخبة التي أنشأها الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي أخيراً. بدأ النزاع الجهادي عام 2009 في شمال شرقي نيجيريا مع جماعة «بوكو حرام»، ثم مع تنظيم «داعش» في غرب أفريقيا، وخلّف 40 ألف قتيل ونحو مليونَي نازح في نيجيريا. وقال اللفتنانت كولونيل أبو بكر عبد الله، المتحدث باسم القوة المتعددة الجنسيات، إن ضربات وجّهتها القوة المتعددة الجنسيات في الجانب النيجيري أرغمت المقاتلين على الفرار إلى التشاد، حيث تمت مطاردتهم وقتل 70 منهم على يد الجيش التشادي. ولم يحدد عبد الله ما إذا كانت الجماعات المستهدفة من «بوكو حرام» أو تنظيم «داعش» في غرب أفريقيا.

وتم تدمير 5 معسكرات للمسلحين ومستودعات ذخيرة، بالإضافة إلى 8 سيارات مفخخة لتنفيذ هجمات انتحارية. وأدت هجمات انتحارية متعددة (السبت) في بلدة غوزا النيجيرية (شمالي شرق) قرب الحدود مع الكاميرون إلى مقتل 32 من السكان وإصابة 40 آخرين. وقال الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو، إن هذه الهجمات الانتحارية كانت «دليلاً واضحاً للضغوط على الإرهابيين والنجاحات المسجلة لإضعاف قدراتهم الهجومية». في الأسابيع الأخيرة، كثّف الجيش النيجيري عمليات القصف الجوي على معسكرات الجهاديين في بحيرة تشاد، مما زاد الضغوط على المسلحين الذين ردوا بهجمات دامية طالت صيادين لاتهامهم بتزويد الجيش بمعلومات حول مواقعهم.