جنوب أفريقيا: انتخابات تهدّد الحزب الحاكم

استطلاعات تشير إلى خسارة «المؤتمر الوطني» الغالبية البرلمانية

مندوبو أحزاب ينتظرون الناخبين للإدلاء بأصواتهم في التصويت المبكر الثلاثاء (إ.ب.أ)
مندوبو أحزاب ينتظرون الناخبين للإدلاء بأصواتهم في التصويت المبكر الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

جنوب أفريقيا: انتخابات تهدّد الحزب الحاكم

مندوبو أحزاب ينتظرون الناخبين للإدلاء بأصواتهم في التصويت المبكر الثلاثاء (إ.ب.أ)
مندوبو أحزاب ينتظرون الناخبين للإدلاء بأصواتهم في التصويت المبكر الثلاثاء (إ.ب.أ)

يتوجه نحو 27.6 مليون ناخب مسجل في جنوب أفريقيا إلى صناديق الاقتراع، الأربعاء، للإدلاء بأصواتهم في استحقاق قد يغيّر المشهد السياسي في البلاد؛ إذ يواجه الحزب الحاكم خطر خسارة غالبيته البرلمانية للمرة الأولى منذ نهاية نظام الفصل العنصري قبل ثلاثين عاماً.

وتوعدت المعارضة أمام مؤيديها بالإطاحة بحزب «المؤتمر الوطني الأفريقي»، رافعة شعار «إنقاذ جنوب أفريقيا».

ويختار الناخبون في جنوب أفريقيا نوابهم الأربعمائة، ثم يختار النواب الرئيس المقبل. ويتنافس نحو خمسين حزباً في الانتخابات.

وفي ملعب يتسع لـ20 ألف شخص، بالقرب من جوهانسبرغ، جمع أكبر حزب معارض، التحالف الديمقراطي، مؤيديه الأحد الماضي.

ويقود هذا الحزب ائتلافاً يضم نحو عشر حركات سياسية صغيرة أخرى، ويدعو إلى إصلاحات ليبرالية مثل خصخصة القطاع العام، وقد حصل على نحو 25 في المائة من نوايا التصويت في استطلاعات الرأي.

ويقود جون ستينهويزن (48 عاماً) الحزب، الذي ما زال يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حركة بيضاء، بينما يكافح من أجل توسيع قاعدته.

رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا يخطب أمام مؤيدي حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» بجوهانسبورغ في 25 مايو 2024 (رويترز)

وقال ستينهاوزن أمام الحشود: «الأربعاء، سيخسر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الغالبية التي أساء استغلالها لعقود، الغالبية التي استخدمها لإغراق هذا البلد في البطالة والفساد وسوء الإدارة... سننهي الأربعاء حكم المؤتمر الوطني الأفريقي وسيُفتح فصل جديد في البلاد».

وتسعى أحزاب المعارضة، التي توعّد كل منها بإسقاط حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، إلى حشد أكبر قدر ممكن من الدعم في صفوف الناخبين.

وقالت آن آدامز لوكالة الصحافة الفرنسية، وهي خبازة تبلغ 69 عاماً: «أنا هنا حتى يحظى أحفادي وأحفاد أحفادي بمستقبل أفضل».

وقالت ماريا تشويني (42 عاماً)، وهي أم لثلاثة أطفال وعاطلة عن العمل: «أريد أن تتغيّر الأمور، لقد سئمت الأكاذيب» بعد ثلاثين عاماً من حكم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.

وفي اليوم نفسه، دعا حزب الرئيس السابق جاكوب زوما (2009 - 2018) المثير للجدل أنصاره إلى استعراض للقوة في إقليم مبومالانغا الريفي (شرق)، المعقل التقليدي لـ«المؤتمر الوطني».

مركز اقتراع يستقبل ناخبين كباراً بالسن المشمولين بالتصويت المبكر بكنيسة في جوهانسبورغ الثلاثاء (إ.ب.أ)

ويتزعّم زوما حزب «أومكونتو فيسيزوي»، وما زال يحاكم بتهم فساد.

وشكّل زوما (82 عاماً)، مفاجأة بحصد ما بين 10 و14 في المائة من نوايا التصويت.

لكن ترشحّه أبطل بسبب حكم صدر بحقّه في العام 2021، إلا أن صورته ستكون مدرجة في البطاقات الانتخابية التي طُبعت قبل صدور القرار.

وقال زوما: «سنأخذ البلاد من خلال الفوز بأغلبية الثلثين ونحولها شيئاً أفضل».

وفي خطاب للأمة بثه التلفزيون مساء الأحد، سلط رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوزا (71 عاماً) الساعي للفوز بولاية ثانية، الضوء مرة جديدة على إنجازات «المؤتمر الوطني» والتقدم الذي أُحرز في مجالات التعليم ومكافحة العنف ضد النساء والفساد، منذ نهاية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

وفقاً لأحدث استطلاعات الرأي، فإن «المؤتمر الوطني» سيحصل على ما بين 40 و46 في المائة من نوايا التصويت؛ ما من شأنه أن يجبره على تشكيل تحالفات للبقاء في السلطة، لأن البرلمان المنتخب هو الهيئة التي ستختار الرئيس المقبل.

وينقسم الكثير من الناخبين بين الوفاء لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي حرر البلاد من الفصل العنصري، وبين خيبات متزايدة تعززها الحياة اليومية التي تشهد بطالة ونقصاً في المياه والكهرباء؛ ما يجعل ناخبين يتراجعون عن دعم الحزب الحاكم.

كما أدى تزايد قضايا فساد اتهمت شخصيات من الحزب الحاكم بالتورط فيها إلى زعزعة ثقة الناخبين بشدة.


مقالات ذات صلة

«كادوريم»... مغني «راب» يعلن الترشح لرئاسة تونس

شمال افريقيا مغني الراب ورجل الأعمال التونسي كريم الغربي من صفحته الرسمية على فيسبوك

«كادوريم»... مغني «راب» يعلن الترشح لرئاسة تونس

أعلن مغني الراب، كريم الغربي، في فيديو، ترشحه للانتخابات الرئاسية في تونس، والمقررة  في السادس من شهر أكتوبر المقبل.

كوثر وكيل (تونس)
أميركا اللاتينية رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو يسعى للفوز بولاية ثالثة أمام خصمه السفير السابق إدموندو غونزاليس أوروتيا (أ.ب)

منع مراقبين من دخول فنزويلا عشية الاستحقاق الرئاسي

ساهم قيام كراكاس بمنع رحلة جوية تقل رؤساء دول سابقين من أميركا اللاتينية لمراقبة الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد في تفاقم الأجواء المتوترة أصلاً في فنزويلا.

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
الولايات المتحدة​ الممثلة الشهيرة جينيفر أنيستون (أ.ب)

«نساء القطط»... جينيفر أنيستون تهاجم فانس لانتقاده هاريس «غير المنجبة»

انتقدت الممثلة الشهيرة، جينيفر أنيستون، جي دي فانس، بعد أن وصف بعض السيدات من الحزب الديمقراطي، بمن في ذلك كامالا هاريس بـ«نساء القطط بلا أطفال».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يحذر: الأبقار قد تحل مكان البشر

يعتقد الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب أن الأبقار ستحل مكان البشر في النهاية إذا تم حظر تناول اللحوم الحمراء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الوزير السابق بلقاسم ساحلي يعلن رفع طعون في قرار رفض ترشحه للرئاسة (إعلام الحملة)

وزير جزائري سابق يطعن في أسباب رفض ترشحه للرئاسة

رفض وزير جزائري سابق المسوّغات التي قدمتها «سلطة الانتخابات» لتفسير رفض ترشحه لاستحقاق الرئاسة، فيما أعلن مرشحان تم قبول ملفهما عزمهما خوض الحملة الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

انزلاق التربة في جنوب إثيوبيا يتسبب في مقتل نحو 229 شخصاً

انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
TT

انزلاق التربة في جنوب إثيوبيا يتسبب في مقتل نحو 229 شخصاً

انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

لقي قرابة 229 شخصاً حتفهم جراء انزلاق للتربة الإثنين عقب هطول أمطار غزيرة في جنوب أثيوبيا، وفق ما أفادت السلطات المحلية الثلاثاء، محذّرة من أن العدد مرشح للارتفاع.

وأفادت إدارة شؤون الاتصالات في منطقة غوفا أنه حتى الآن، لقي 148 رجلاً و81 امرأة حتفهم في الكارثة.

صورة من مكان حادث انزلاق للتربة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وهذا أسوأ انزلاق للتربة تشهده إثيوبيا، ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في القارة الأفريقية (120 مليون نسمة) والواقعة في القرن الأفريقي.

إجلاء الضحايا بعد انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وأشارت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبية إلى أنه وفق مسؤول منطقة غوفا داغيماوي أييلي، طمر معظم الضحايا، الاثنين، بينما كانوا يساعدون سكان منزل تضرر بانزلاق أول للتربة.

ووقعت الكارثة في كيبيلي (أصغر قسم إداري) في كينشو الواقعة في منطقة وريدا في غيزي - غوفا، وهي منطقة ريفية جبلية يصعب الوصول إليها، وتبعد أكثر من 450 كيلومتراً و10 ساعات بالسيارة عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

البحث مستمر عن الضحايا بعد انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 23 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وقال داغيماوي: «الأشخاص الذين سارعوا لإنقاذ الأرواح ماتوا (...) بمن فيهم المسؤول المحلي وأساتذة وعاملون في مجال الصحة ومزارعون».

ووصف إثيوبي يعيش في نيروبي، ينحدر من منطقة مجاورة لغوفا، ولم يرغب في كشف اسمه، المنطقة المنكوبة بأنها «ريفية ومعزولة وجبلية. الأرض هناك ليست ثابتة، لذلك عندما تهطل أمطار غزيرة، تخسف التربة على الفور».

طين سميك

وأشار إلى أن «هذه الكارثة ليست الأولى من نوعها. العام الماضي، قُتل أكثر من 20 شخصاً، وفي السابق، خلال كل موسم أمطار، مات أشخاص بسبب انزلاقات تربة والأمطار الغزيرة في هذه المنطقة».

من جهته، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد إنه «متضامن مع الشعب والحكومة الإثيوبية». وأضاف على منصة «إكس»: «نصلي من أجل عائلات أكثر من 157 شخصاً فقدوا حياتهم بشكل مأساوي في انزلاقات تربة مدمّرة».

وأظهرت صور نشرتها شبكة «فانا برودكاستينغ كوربوريشن» الإعلامية التابعة للدولة على «فيسبوك» مئات الأشخاص قرب أكوام من التراب الأحمر المقلوب، وأشخاصاً يحفرون بأيديهم في التراب بحثاً عن ناجين، بينما ينقل آخرون جثثاً مغطاة بقماش مشمع أو ملاءات على نقالات صنعت بأغصان أشجار.

انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 23 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وكان جنوب إثيوبيا من المناطق التي تضررت جراء الفيضانات في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، خلال موسم الأمطار «القصير». وبدأ موسم الأمطار «الطويل» في البلاد الواقعة في شرق أفريقيا في يونيو (حزيران).

وفي مايو 2016، قُتل 41 شخصاً في انزلاق تربة عقب هطول أمطار غزيرة على منطقة ولاييتا الإدارية، الواقعة أيضاً في منطقة الأمم الجنوبية.

في عام 2017، لقي 113 شخصاً حتفهم بانهيار جبل من القمامة في مقلب نفايات على مشارف أديس أبابا.