أعلنت سلطات الأمن التونسية عن إيقافات في محافظات تونسية عدة شملت عشرات المفتش عنهم بتهم الضلوع في «جرائم خطيرة»، أو بسبب إصدار أحكام غيابية ضدهم بسبب الاشتباه بـ«الانتماء إلى تنظيم إرهابي» أو إلى «التكفيريين».
كما أعلنت عن حجز عدد من بنادق الصيد والذخيرة «غير المرخصة» وكميات من الكوكايين ومخدر «الحشيش» (القنب الهندي) ومواد معدة للتهريب.
الانتماء إلى تنظيم إرهابي
وجاء في بلاغ رسمي أصدرته الإدارة العامة للحرس الوطني أنه في سياق «تعقب العناصر التكفيرية المفتش عنها» تمكنت قوات تابعة لوحدات مكافحة الإرهاب ومصالح الاستخبارات وقوات «التدخل السريع» في 6 محافظات من إلقاء القبض على 10 عناصر تكفيرية مفتش عنهم لفائدة وحدات أمنية وهياكل قضائية مختلفة من أجل «الانتماء إلى تنظيم إرهابي» سبق أن صدرت ضد بعضهم أحكام بالسجن لفترات تتراوح بين 40 عاماً وعام واحد.
كما أورد نفس المصدر أن قوات أمنية أوقفت في 3 محافظات أخرى «3 عناصر تكفيرية» من بين المفتش عنهم من قبل المؤسسات القضائية والأمنية بتهمة «الانتماء إلى تنظيم إرهابي». وكانت قد صدرت ضدهم أحكام غيابية بالسجن لمدة تتراوح بين عام و4 أعوام.
في السياق نفسه، كشفت مصادر وزارة الداخلية عن إيقاف 11 متهماً «بالانتماء إلى تنظيم إرهابي بينهم عنصر نسائي» سبق أن حوكموا غيابياً بالسجن مدة تتراوح بين 8 أعوام وسنة واحدة.
وينتمي هؤلاء الموقوفون إلى 9 محافظات في الجنوب والساحل والعاصمة تونس.
أسلحة ومخدرات
ومن جهة أخرى، أعلنت السلطات الأمنية عن اعتقالات شملت عشرات المتهمين بـ«جرائم خطيرة» في محافظة القصرين الحدودية مع الجزائر، بينهم 44 مفتشاً عنهم من قبل مصالح الأمن والقضاء سبق أن صدر ضدهم 34 منشور تفتيش لفائدة المحاكم والسلطات الأمنية.
وقد حجزت لدى عدد من هؤلاء الموقوفين 6 بنادق صيد وذخيرة من دون رخصة تتمثل في 165 خرطوشة صيد وأزياء عسكرية «مزركشة» يرجح أن تكون مزيفة، ومواد مختلفة معدة للتهريب، وكمية من المخدرات، ودراجتين ناريتين، ومنظار نهاري وآلة حادة.
94 عاماً سجناً
وفي محافظة المنستير الساحلية، 170 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة تونس، أعلنت مصالح الأمن عن إيقافات لمتهمين في قضايا خطيرة كثيرة بينهم امرأة صدرت ضدها أحكام غيابياً بالسجن بلغت 94 عاماً، وسبق للمحاكم ومصالح الأمن أن أصدرت ضدها 63 منشور تفتيش.
ولم يكشف البلاغ الرسمي الاتهامات الموجهة إلى هذه المرأة، واكتفى بالإشارة إلى كونها متهمة في «قضايا مختلفة».
لكن نفس المصادر كشفت أن محافظات الساحل والوسط شهدت في المدة الماضية حملات إيقاف كثيرة في قضايا التهريب والمخدرات والمتهمين بالإرهاب والفساد المالي، وتسهيل عمليات الهجرة غير النظامية.
معركة ضد التطرف
يُذكر أنه على هامش زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الجزائر قبل أيام، للمشاركة في قمة البلدان المصدرة للغاز، انتظمت محادثات تونسية جزائرية ليبية شارك في جانب منها رؤساء البلدان الثلاثة شملت التنسيق والشراكة في كل المجالات بما فيها «التحديات الأمنية والاقتصادية»، وتنمية المناطق الحدودية.
وكشف الرئيس التونسي أنه سوف ينظم لقاءً بعد شهر رمضان في تونس بحضور الرؤساء الثلاثة، تمهيداً للقاءات تنظم بالتداول في طرابلس والجزائر وتونس.
وكان المؤتمر السنوي لوزراء الداخلية العرب الذي عُقد بتونس قبل أيام أوصى بتطوير التنسيق بين السلطات الأمنية العربية في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة والمخدرات.
وأوصت كلمات وزراء داخلية تونس كمال الفقي والبحرين راشد بن عبد الله آل خليفة والمملكة العربية السعودية عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز ببذل «مزيد من الجهود للوقاية من التطرف والإرهاب والجماعات التي قد تروج لـ«أفكار مستوردة» تروج «لثقافة العنف والكراهية، وافتعال صراعات داخلية تحت شعارات هدامة».
وأكدت كلمات عدد من وزراء الداخلية العرب بالمناسبة على ضرورة «الإصلاح التربوي والثقافي» لكسب ورقة الوقاية من الغلو والتطرف والنزعات التكفيرية ومقولات التنظيمات الإرهابية.