استفتاء الدستور في تشاد: موافقة 86 % ... والمعارضة تحتج

خارج مركز اقتراع في نجامينا في 17 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
خارج مركز اقتراع في نجامينا في 17 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

استفتاء الدستور في تشاد: موافقة 86 % ... والمعارضة تحتج

خارج مركز اقتراع في نجامينا في 17 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
خارج مركز اقتراع في نجامينا في 17 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)

وافق 86 في المائة من الناخبين التشاديين على مشروع الدستور الجديد، الذي قدمته المجموعة العسكرية الحاكمة منذ عامين ونصف العام، بعد استفتاء دعت المعارضة إلى مقاطعته واعترضت على نتائجه.

وقالت المفوضية الوطنية المكلفة تنظيم الاستفتاء الدستوري، الذي جرى في 17 ديسمبر (كانون الأول) إن الدستور الجديد لقي تأييد 86 في المائة من المقترعين، بينما رفضه 14 في المائة. وبلغت نسبة المشاركة 63,75 في المائة.

ويشكل هذا الاستفتاء خطوة أساسية لعودة المدنيين إلى السلطة، التي وعد بها المجلس العسكري وتم تأجيلها في نهاية المطاف حتى نهاية 2024.

ورحبت المفوضية بحسن سير التصويت، الذي لم يشهد سوى «مشاكل طفيفة».

والدستور الجديد الذي يدعو إلى «دولة موحدة ولامركزية» لا يختلف عن الدستور الذي اعتُمد من قبل، إذ لا يزال رئيس الدولة يتمتع بالصلاحيات الأساسية، ويمكنه الترشح للانتخابات المقبلة.

رئيس وزراء تشاد صالح كبزابو يدلي بصوته في نجامينا في 17 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)

وقال المتحدث باسم التحالف المؤيد للدستور الجديد إن «التشاديين صوتوا بنسبة 86 في المائة لصالح دولة وحدوية شديدة اللامركزية، ومع ذلك، يجب علينا أيضاً الاستماع إلى 14 في المائة من التشاديين الذين صوتوا بلا عبر الرسالة التي يريدون نقلها».

واعترضت المعارضة التي دعت إلى مقاطعة التصويت، على النتائج على الفور.

وقال يويانا بانيارا، رئيس «الكتلة الفيدرالية» التي دعت إلى التصويت بـ«لا» في الانتخابات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «قاموا بتغيير النتائج التي تم تجميعها منذ فترة طويلة، لإعلانها اليوم. إنه عار على البلاد». وتدعو هذه المجموعة المعارضة إلى نظام فيدرالي في تشاد.

الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو (أرشيفية: رويترز)

وقال ماكس كيمكوي، رئيس «المجموعة الاستشارية للفاعلين السياسيين» التي دعت إلى مقاطعة الاستفتاء إن «نسبة المشاركة أقل مما أعلنت المفوضية، والجميع رأوا يوم التصويت أن المقاطعة احترمت».

ويعتقد الموظف المتقاعد، جاك أناكل، أنها نتائج «تم التلاعب بها لأن الجميع لاحظوا المقاطعة وغياب الحماس يوم الانتخابات»، وتحدث عن نتيجة كاذبة بعيدة كل البعد عن الواقع.

وقال محمد عيسى، مدرس اللغة الفرنسية في مدرسة ثانوية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في نجامينا، إنه يأمل في «معالجة المخاوف (...) لصالح جميع التشاديين».

حظر مظاهرات

يرى جزء من المعارضة والمجتمع المدني أن هذا الاستفتاء يهدف إلى التحضير لانتخاب الرئيس الانتقالي، الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو (37 عاما).

وكان الجيش أعلن في 20 أبريل (نيسان) 2021 محمد إدريس ديبي رئيساً انتقالياً على رأس مجموعة عسكرية من 15 جنرالا، بعد وفاة والده إدريس ديبي إتنو، الذي قتل على يد متمردين وهو في طريقه إلى الجبهة.

تشاديات ينتظرن للإدلاء بأصواتهن في نجامينا في 17 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)

وكان رئيس الدولة السابق حكم هذا البلد الواقع في وسط أفريقيا، وتقول الأمم المتحدة إنه يحتل المرتبة الثانية بين الدول الأقل نموا في العالم، بقبضة من حديد لأكثر من ثلاثين عاما.

وهذا يكفي لإثارة مخاوف المعارضة ومنظمات غير حكومية محلية ودولية من استمرار «سلالة» ديبي في الحكم.

وفي 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، قُتل بين مائة و300 متظاهر شاب بالرصاص في نجامينا على يد الشرطة والجنود، حسب المعارضة ومنظمات غير حكومية وطنية ودولية.

وكان الشبان يتظاهرون سلمياً ضد تمديد الفترة الانتقالية لمدة عامين. وسجن أكثر من ألف شخص قبل العفو عنهم وما زال آخرون في عداد المفقودين وفق المنظمات نفسها.

ومنذ هذا «الخميس الأسود» في 2022، منعت كل مظاهرة معادية للسلطة بشكل منهجي، باستثناء مظاهرة أحد المعارضين الرئيسيين، سوكسيه ماسرا، الذي عاد من المنفى بعد توقيع «اتفاق مصالحة» مع محمد ديبي. ويفترض أن تعلن المحكمة العليا النتائج النهائية في 28 ديسمبر.


مقالات ذات صلة

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

المشرق العربي الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الجديدة للبرلمان الأردني (رويترز)

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

مع بدء الدورة العشرين لمجلس النواب الأردني، الذي انتخب في العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي، بدأ الشحن الداخلي في معادلة الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

محمد خير الرواشدة (عمّان)
شمال افريقيا ممثلو دول أوروبية داخل مركز العدّ والإحصاء التابع لمفوضية الانتخابات الليبية (المفوضية)

ليبيا: إجراء الانتخابات المحلية ينعش الآمال بعقد «الرئاسية» المؤجلة

قال محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي» إن إجراء الانتخابات المحلية «مؤشر على قدرة الشعب على الوصول لدولة مستقرة عبر الاستفتاءات والانتخابات العامة».

جمال جوهر (القاهرة)
الولايات المتحدة​ الملياردير إيلون ماسك (رويترز)

هل يمكن أن يصبح إيلون ماسك رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل؟

مع دخوله عالم السياسة، تساءل كثيرون عن طموح الملياردير إيلون ماسك وما إذا كان باستطاعته أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزير الداخلية جيرالد دارمانان (اليمين) متحدثاً إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (رويترز)

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي، إلا أن البديل جاهز بشخص رئيس «حزب التجمع الوطني» جوردان بارديلا.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا جلسة برلمانية في «البوندستاغ»... (إ.ب.أ)

أكثر من 100 برلماني يتقدمون باقتراح لحظر حزب «البديل من أجل ألمانيا»

تقدم أكثر من 100 نائب ألماني باقتراح لرئيسة البرلمان لمناقشة حظر حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف.

راغدة بهنام (برلين)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.