المجتمع المدني في بوركينا فاسو يشعر بقلق من ملاحقة المعارضين بالتجنيد الإجباري

وسط معركة دامية ضد متشددين مرتبطين بتنظيمي «القاعدة» و«داعش»

جنود موالون لزعيم الانقلاب الأخير في بوركينا فاسو الكابتن إبراهيم تراوري في واغادوغو ببوركينا فاسو الجمعة 14 أكتوبر 2022 بينما أصدرت أهم جماعات حقوق الإنسان تقارير جديدة وثقت فيها حالات «جرائم حرب» ضد المدنيين في الصراع العنيف في منطقة الساحل الأفريقي (أ.ب)
جنود موالون لزعيم الانقلاب الأخير في بوركينا فاسو الكابتن إبراهيم تراوري في واغادوغو ببوركينا فاسو الجمعة 14 أكتوبر 2022 بينما أصدرت أهم جماعات حقوق الإنسان تقارير جديدة وثقت فيها حالات «جرائم حرب» ضد المدنيين في الصراع العنيف في منطقة الساحل الأفريقي (أ.ب)
TT

المجتمع المدني في بوركينا فاسو يشعر بقلق من ملاحقة المعارضين بالتجنيد الإجباري

جنود موالون لزعيم الانقلاب الأخير في بوركينا فاسو الكابتن إبراهيم تراوري في واغادوغو ببوركينا فاسو الجمعة 14 أكتوبر 2022 بينما أصدرت أهم جماعات حقوق الإنسان تقارير جديدة وثقت فيها حالات «جرائم حرب» ضد المدنيين في الصراع العنيف في منطقة الساحل الأفريقي (أ.ب)
جنود موالون لزعيم الانقلاب الأخير في بوركينا فاسو الكابتن إبراهيم تراوري في واغادوغو ببوركينا فاسو الجمعة 14 أكتوبر 2022 بينما أصدرت أهم جماعات حقوق الإنسان تقارير جديدة وثقت فيها حالات «جرائم حرب» ضد المدنيين في الصراع العنيف في منطقة الساحل الأفريقي (أ.ب)

حذر محامون وصحافيون ومنظمة «هيومن رايتس ووتش» هذا الأسبوع من أن المجلس العسكري في بوركينا فاسو يستغل قانون الطوارئ استغلالاً سيئاً بتجنيده معارضين ومنتقدين للانضمام إلى صفوف المقاتلين في معركة دامية ضد متشددين مرتبطين بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».

واتهمت مجموعات المجتمع المدني ونقابتا الصحافيين والمحامين، في سلسلة من البيانات، المجلس العسكري بالسعي لإخراس صوت المعارضة السلمية في الوقت الذي يكافح فيه لاحتواء الأزمة الأمنية، كما وعد حين استولى على السلطة في انقلاب سبتمبر (أيلول) 2022.

احتجاج على تدهور الوضع الأمني ​​المرتبط بهجمات الجهاديين في واغادوغو ببوركينا فاسو في 3 يوليو 2021 (أ.ف.ب)

وقال أحد أعضاء نقابة الصحافيين اشترط عدم نشر اسمه خشية ملاحقته لـ«رويترز» في وقت متأخر، الأربعا،ء إن المجلس العسكري «يكشف عن وجهه الحقيقي، وإنه لم يأت بالضرورة لإنقاذ بوركينا فاسو كما قال».

ورفض متحدث باسم المجلس العسكري الرد على طلب للتعليق.

وتعد هذه الإجراءات جزءاً من حملة قمع أوسع نطاقاً ضد حرية التعبير ووسائل الإعلام المستقلة شهدت وقف السلطات ما لا يقل عن 5 من وسائل إعلام وترحيل مراسلين أجانب وترهيب منتقدين، وفقاً لمنظمة (مراسلون بلا حدود)، ولجنة حماية الصحافيين المعنيتين بمراقبة نشاط الإعلام في العالم.

وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان، الأربعاء، إنه بين الرابع والخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، أخطرت قوات الأمن في بوركينا فاسو ما لا يقل عن 12 صحافياً وناشطاً وعضواً في أحزاب المعارضة بأنهم سيُجَنَّدون للمشاركة في العمليات الأمنية الحكومية في جميع أنحاء البلاد.

وأضافت المنظمة: «استهداف الأفراد الذين أعلنوا انتقاداتهم للمجلس العسكري بالتجنيد الإجباري في بوركينا فاسو ينتهك حقوق الإنسان الأساسية». وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود» في بيان في سبتمبر الماضي: «تمر بوركينا فاسو بعملية خطيرة تتمثل في التحول إلى منطقة لا أخبار فيها». وأدت أعمال عنف الجماعات الإرهابية المسلحة التي تشهدها بوركينا فاسو إلى مقتل أكثر من 17 ألف شخص منذ عام 2015، بين مدنيين وعسكريين، بينهم 6 آلاف منذ بداية عام 2023، وفق منظمة «أكليد» غير الحكومية التي تحصي ضحايا النزاعات. كما يضم البلد أيضاً أكثر من مليوني نازح.

شخص يحمل لافتة عليها صورة الكابتن إبراهيم تراوري أثناء حضوره مسيرة حاشدة لأنصار المجلس العسكري في بوركينا فاسو للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للانقلاب الذي أوصل تراوري إلى السلطة في واغادوغو ببوركينا فاسو في 29 سبتمبر 2023 (رويترز)

ورأى تقرير منظمة العفو أن «الوضع الإنساني تدهور بحدة» منذ «توسع» اللجوء «لتكتيك» فرض الحصار على القرى والمدن في عام 2022.

جنود بوركينا فاسو يحرسون مدخل محطة التلفزيون الوطنية في العاصمة واغادوغو الاثنين 24 يناير 2022 (أ.ب)

و«وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يحتاج بوركينابي من أصل 5، أي 4.7 مليون شخص، لمساعدة إنسانية»، وفق المنظمة. ويؤكد التقرير أيضاً أن «373 مركزاً طبياً أُغلقت بسبب النزاع»، وهو وضع يعقّد «الوصول للعلاج لـ3.5 مليون شخص».


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
TT

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

استعادت جماعة «بوكو حرام» الموالية لـ«تنظيم داعش» الإرهابي، قدرتها على المبادرة والهجوم في مناطق مختلفة بشمال نيجيريا، وشنّت هجوماً استهدف قاعدة عسكرية تابعة للجيش، قُتل فيه خمسة جنود على الأقل، وأُصيب عشرة جنود، فيما قال الجيش إنه قتل أكثر من خمسين من عناصر الجماعة الإرهابية.

وقالت قيادة الجيش النيجيري في بيان، إن الهجوم الإرهابي الذي شنّه فرع من جماعة «بوكو حرام»، في غرب أفريقيا، استهدف القوات المتمركزة بموقع عمليات التثبيت بقرية «كاريتو»، بولاية بورنو، في أقصى شمال شرقي نيجيريا، على الحدود مع دولة النيجر.

البيان الصادر عن مدير الإعلام العسكري، اللواء إدوارد بوبا، قال إن الهجوم الإرهابي وقع بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، ووصفه بأنه «كان منسقاً»، قبل أن يؤكد «مقتل خمسة جنود وإصابة عشرة آخرين بجروح، بالإضافة إلى فقدان أربعة جنود آخرين».

من عملية ضد جماعة «بوكو حرام» (أرشيفية متداولة)

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم قيادة الجيش إن «القوات المسلحة نجحت في القضاء على عدد من الإرهابيين، واستعادة أسلحة كانت بحوزتهم»، مشيراً إلى تكبد الجيش خسائر مادية «فادحة»، حيث إن منفذي الهجوم الإرهابي أحرقوا بعض المعدات «بما في ذلك شاحنة محملة بالأسلحة، وثلاث مركبات تكتيكية، وجرافة».

وأطلق الجيش النيجيري عملية تعقب بقيادة وحدة من قوات الدعم مع غطاء جوي، وقال إن الهدف هو «استكشاف المنطقة بشكل عام، ومسارات انسحاب الإرهابيين»، وفق تعبير البيان.

وتسعى القوات النيجيرية إلى قطع الطريق أمام منفذي الهجوم الإرهابي، بهدف استعادة الجنود المفقودين، في ظل توقعات بأن الإرهابيين «اختطفوهم» ليكونوا دروعاً بشرية تحميهم من أي قصف جوي.

صورة أرشيفية لهجوم شنّته جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا (رويترز)

الهجوم الإرهابي استهدف قرية «كاريتو»، التي لا تبعد سوى 153 كيلومتراً عن العاصمة الإقليمية مايدوجوري، وهي المقر الرئيس لـ«الكتيبة 149» التابعة للجيش النيجيري، التي تشارك بنشاط في عمليات محاربة الإرهاب، كما استهدف معاقل فرعي جماعة «بوكو حرام»، الموالية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة».

وقالت قيادة الجيش النيجيري إن «هذا الهجوم لن يثني القوات المسلحة النيجيرية عن القضاء على الإرهاب والتمرد والتحديات الأمنية الأخرى التي تواجه البلاد»، وأعربت عن تعويلها على تعاون السكان المحليين في ملاحقة الإرهابيين.

وأعلن حاكم ولاية بورنو، باباغانا زولوم، عن وقوفه إلى جانب القوات المسلحة النيجيرية، وأضاف في بيان صحافي أن الهجوم «يعيد إلى الأذهان مستوى وحشية العناصر الإرهابية لجماعة (بوكو حرام)».

وبينما أعلن عدد من كبار قادة الجيش في نيجيريا عن انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»، والاقتراب من القضاء عليها بشكل نهائي، بدأت الجماعة تعيد ترتيب صفوفها، وإظهار قدرات جديدة على المبادرة والهجوم.

ففي حادث منفصل، نصب مسلحون من «بوكو حرام»، الثلاثاء، كميناً لفريق مراقبة من قوات الأمن والدفاع المدني النيجيرية، كان يتفقد منشآت الشبكة الوطنية للكهرباء والطاقة في إقليم النيجر التابع لنيجيريا.

مسلحو «بوكو حرام» خلَّفوا الخراب والدمار في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال المتحدث باسم قوات الأمن والدفاع المدني أفولابي باباوالي، إن خطوط الشبكة الوطنية للطاقة تعرضت مؤخراً لهجمات إرهابية تخريبية، وقد أسفرت عن انقطاع واسع للتيار الكهربائي في أقاليم شمال نيجيريا.

وأوضح المتحدث أنه «حينما كانت فرق الأمن تتفقد خطوط الشبكة الوطنية، تعرضت لهجوم إرهابي نفذه أكثر من 200 مسلح نصَبوا كميناً من قمة أحد التلال»، مشيراً في السياق ذاته إلى أن المواجهات بين الطرفين «أسفرت عن مقتل أكثر من خمسين إرهابياً، فيما يوجد سبعة جنود في عداد المفقودين».

وتتزامن هذه الهجمات الإرهابية المتفرقة، مع معارك طاحنة تجري منذ أسابيع ما بين جيش تشاد ومقاتلي «بوكو حرام» في منطقة حوض بحيرة تشاد، التي تُوصف بأنها «العمق الاستراتيجي» للتنظيم الإرهابي، حيث توجد قواعده الخلفية وسط الغابات والجزر المترامية في واحدة من أكبر المناطق الرطبة في أفريقيا.