ماذا نعرف عن زعيم الانقلاب في النيجر الجندي السابق بقوات حفظ السلام؟

الجنرال عبد الرحمن تياني (رويترز)
الجنرال عبد الرحمن تياني (رويترز)
TT

ماذا نعرف عن زعيم الانقلاب في النيجر الجندي السابق بقوات حفظ السلام؟

الجنرال عبد الرحمن تياني (رويترز)
الجنرال عبد الرحمن تياني (رويترز)

قالت «بي بي سي» إن الجنرال عبد الرحمن تياني زعيم الانقلاب في النيجر شارك في جهود حفظ السلام في البلدان المتضررة من الحرب، لكنه أثار الآن أزمة كبيرة في غرب أفريقيا من خلال القيام بانقلاب في النيجر.

وأضافت أنه كان غير معروف حتى الآن خارج دائرته المباشرة، وكان قائد الحرس الرئاسي في النيجر حتى خرج من الظل للإطاحة بالرجل الذي كان مكلفاً حمايته، الرئيس محمد بازوم، فقد أعلن نفسه رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن، المجلس العسكري الذي تم تشكيله بعد استيلائه على السلطة. في هذه الأثناء، يقبع رئيسه السابق تحت الإقامة الجبرية.

وقد رفض الجنرال تياني، حتى الآن، كل اقتراحات التسوية.

وأبقى معظم المبعوثين الدوليين في مأزق، ولم تتمكن نائبة وزيرة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، التي تزور النيجر يوم الاثنين، من لقاء الجنرال.

ولم يشارك في التجمع الحاشد الذي نظمه المجلس العسكري في نيامي عاصمة النيجر يوم الأحد. لم يظهر على شاشة التلفزيون إلا في 3 مناسبات منذ الانقلاب، وتحدث مرتين؛ مرة لتقديم نفسه زعيماً جديداً للنيجر، ومرة لإلقاء خطاب في يوم الاستقلال.

ربما يرجع ذلك جزئياً إلى أنه حتى هو لا يعرف حقاً إلى أين ستذهب هذه الأزمة بعد ذلك.

وفي مواجهة هذه الشكوك، وبتشجيع من نجاح زملائه من قادة الانقلاب في مالي وبوركينا فاسو وغينيا في التغلب على الضغوط الإقليمية، يبدو أن الجنرال تياني قرر في الوقت الحالي التمسك وأعلن مجلسه العسكري عن تعيين رئيس الوزراء ووزير المالية السابق والمسؤول في بنك التنمية الأفريقي علي مهمان لمين الزيني، في إشارة إلى طموحاته في إقامة انتقال سياسي طويل الأمد.

ومع ذلك، فإن الجنرال تياني ليس فوق المخاطرة الكبيرة من نوع مختلف. كان قرار اعتقال بازوم وتنظيم الانقلاب في حد ذاته مقامرة عالية المخاطر. لو فشلت، فإن الجنرال نفسه هو الذي سيكون الآن في زنزانة السجن.

وعلى مدار 40 عاماً تقريباً من حياته المهنية، تدرَّب الجنرال تياني في أكاديميات عسكرية في السنغال وفرنسا والمغرب ومالي.

كما عمل في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في ساحل العاج ومنطقة دارفور بالسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

قوة إيكواس في ساحل العاج وقوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات التي تتعاون فيها قوات من النيجر وتشاد ونيجيريا والكاميرون في الحملة ضد جماعة «بوكو حرام» المتشددة.

لذا فمن المثير للسخرية أنه يخاطر الآن بمواجهة عسكرية مع إيكواس بتجاهل إنذاره لتسليم السلطة إلى بازوم.


مقالات ذات صلة

الجيش الأميركي أنهى سحب قواته من آخر قاعدة في النيجر

الولايات المتحدة​ قاعدة أغاديز (أرشيفية - أ.ب)

الجيش الأميركي أنهى سحب قواته من آخر قاعدة في النيجر

أعلن الجيش الأميركي، الاثنين، إنهاء سحب كل قواته من قاعدته الأخيرة في النيجر؛ تلبية لمطلب قادة الانقلاب العسكري في الدولة الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أفريقيا متظاهرون يهتفون تأييداً للقوات النيجرية أثناء تجمعهم أمام السفارة الفرنسية في نيامي (أ.ف.ب)

مقتل 15 جندياً في النيجر قرب الحدود مع بوركينا فاسو

قتل 15 جنديا في النيجر على الأقل أمس (الاثنين) خلال معارك في منطقة تير (جنوب غرب) قرب بوركينا فاسو.

«الشرق الأوسط» (نيامي)
أفريقيا مجموعة أفراد يحملون شبكة صيد في طريقهم لبحيرة الثعبان لجمع الأسماك بمالي (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تدعو إلى «تحرك دولي فوري» لحل أزمة منطقة الساحل الأفريقي

دعت الأمم المتحدة، الجمعة، إلى تحرك دولي فوري لوضع حد للنزوح القسري للمدنيين في منطقة الساحل الأفريقي التي تشهد أزمة إنسانية تزداد سوءا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
أفريقيا جنود فرنسيون يتأهبون لركوب طائرة عسكرية بعد انسحابهم من النيجر في 22 ديسمبر 2023 (رويترز)

السماح للجيش الألماني بالاحتفاظ بقاعدة جوية في النيجر

أعلنت وزارة الدفاع الألمانية أن الجيش الألماني سيتمكن من الاحتفاظ بقاعدته للنقل الجوي في النيجر في إطار «اتفاق مؤقت» أبرم مع الدولة الواقعة في منطقة الساحل.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ صورة عامة للعاصمة نيامي (أرشيفية - رويترز)

أميركا تستكمل سحب قواتها من النيجر بحلول 15 سبتمبر

قالت النيجر والولايات المتحدة في بيان مشترك إنهما توصلتا إلى اتفاق بشأن انسحاب القوات الأميركية من الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (نيامي )

الخناق يضيق على جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا

القيادي في جماعة «بوكو حرام» بعد أن سلم نفسه (القوات العسكرية متعددة الجنسيات)
القيادي في جماعة «بوكو حرام» بعد أن سلم نفسه (القوات العسكرية متعددة الجنسيات)
TT

الخناق يضيق على جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا

القيادي في جماعة «بوكو حرام» بعد أن سلم نفسه (القوات العسكرية متعددة الجنسيات)
القيادي في جماعة «بوكو حرام» بعد أن سلم نفسه (القوات العسكرية متعددة الجنسيات)

أعلنت القوات العسكرية متعددة الجنسيات التي تحارب جماعة «بوكو حرام» في منطقة حوض بحيرة تشاد، أن قيادياً بارزاً في الجماعة الإرهابية سلم نفسه لوحدة عسكرية تتمركز في منطقة كوكوا، التابعة لولاية بورنو، شمال شرقي نيجيريا.

القوات العسكرية متعددة الجنسيات، يوجدُ مركز قيادة عملياتها في العاصمة التشادية أنجمينا، وتشارك فيها دول تشاد ونيجيريا والنيجر والكاميرون وبنين، حيث تخوض منذ عدة سنوات حرباً شرسة ضد مقاتلي جماعة «بوكو حرام»، الموالين لتنظيم «داعش»، والساعين لإقامة ما يسمونه «إمارة غرب أفريقيا».

وقال الضابط المقدم أولانيي أوسابا، وهو المسؤول عن الإعلام العسكري في القوة العسكرية متعددة الجنسيات، إن «إرهابياً معروفاً في المنطقة بسمعته السيئة، يدعى بوتشو أباتشا استسلم، وسلم نفسه وسلاحه لقوة عسكرية متمركزة في شمال شرقي نيجيريا».

شخصية محورية في التنظيم الإرهابي

وأضاف الضابط أن «أباتشا شخصية محورية في التنظيم الإرهابي، ولعب أدواراً رئيسية في العديد من العمليات الإرهابية»، مشيراً إلى أنه «اعترف بمشاركته في عمليات إرهابية متعددة على محور مونغونو-باغا».

وأوضح الضابط أن القيادي في التنظيم حين سلم نفسه برر ذلك بتضييق الخناق على التنظيم بسبب العمليات العسكرية المكثفة التي تشنها القوة العسكرية متعددة الجنسيات، كما أعلن أنه «لم يعد مؤمناً بأفكار وعقيدة التنظيم الإرهابي».

وقال الضابط إن القيادي الإرهابي كانت بحوزته حين استسلم «بندقية من نوع (آكا 47)، ومخزن ذخيرة يحتوي على 11 رصاصة من عيار 7.62 مم، وهاتف جوال، وشريحة إحدى شركات الاتصال المحلية، ومبلغ من المال».

وبدأ التحقيق مع القيادي الإرهابي حول العمليات التي أشرف على تنفيذها والتخطيط لها، وقال الضابط أولانيي أوسابا إنه «بالفعل بدأ يقدم معلومات استخباراتية قيمة للسلطات»، حول خطط التنظيم الإرهابي وأساليب عمله.

وفي سياق متصل، أعلن الضابط أولانيي أوسابا أن وحدة تابعة للقوات العسكرية متعددة الجنسيات «بالتعاون مع عملاء الاستخبارات، نصبت كميناً لإرهابيين من جماعة (بوكو حرام) كانوا ينقلون إمدادات لوجستية كبيرة في ثلاث مركبات من نوع (تويوتا) تحت جنح الظلام».

وأوضح الضابط أن «الوحدة العسكرية اشتبكت مع الإرهابيين في معركة شرسة»، مشيراً إلى أن الاشتباك «أسفر عن مقتل أحدهم وفرار الآخرين، في حين صادرت القوة العسكرية المعدات والإمدادات التي كانت بحوزة الإرهابيين»، مشيراً إلى أنها تمثلت في «ثلاث مركبات (تويوتا) محملة بمواد غذائية متنوعة ومستلزمات أخرى ومبلغ مالي معتبر».

ونجحت هذه القوة العسكرية المشكلة من طرف دول حوض بحيرة تشاد في تقليص كثير من قوة «بوكو حرام»، ولكن التنظيم ما يزال قادراً على شن هجمات عنيفة بين الفينة والأخرى، وهو الذي يسعى منذ 2009 لإقامة إمارة إسلامية في شمال نيجيريا، الدولة الغنية بالنفط وصاحبة الاقتصاد الأقوى في غرب أفريقيا.