متمردون متحالفون مع «داعش» يهاجمون قرى الكونغو الديمقراطية

قتلوا 9 مدنيين... والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر

عشرات القتلى إثر هجوم إرهابي شرق الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)
عشرات القتلى إثر هجوم إرهابي شرق الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)
TT

متمردون متحالفون مع «داعش» يهاجمون قرى الكونغو الديمقراطية

عشرات القتلى إثر هجوم إرهابي شرق الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)
عشرات القتلى إثر هجوم إرهابي شرق الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)

لقي 9 أشخاص على الأقل مصرعهم، وأصيب 16 آخرون، في هجوم بعبوة ناسفة اليوم (الجمعة)، استهدف قرية تقع شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في استمرار لدوامة عنف متصاعد يعيشها البلد الأفريقي منذ عدة أشهر، ووسط تحذيرات أممية من تفاقم الوضع.

وقالت وسائل إعلام محلية في الكونغو الديمقراطية، إن الهجوم استهدف قرية لوبوي، وأودى بحياة 9 أشخاص على الفور، وهي حصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود مصابين في «وضعية حرجة»، على حد تعبير مصادر إعلامية محلية.

وقالت المصادر نفسها إنَّ منطقة روتشورو التي توجد بها القرية، تعيشُ منذ عدة أشهر على وقع اشتباكات عنيفة ما بين الجيش ومجموعات مسلحة متمردة، بعضها موالٍ لتنظيم «داعش».

وتشير إحصاءات صادرة الشهر الماضي، عن منظمات دولية (غير حكومية)، إلى أن ضحايا العنف في هذه المنطقة من الكونغو الديمقراطية يقدر عددهم بنحو 3 آلاف من المدنيين، قتلوا منذ بداية العام الحالي (2023)، أي في غضون 6 أشهر فقط، بمعدل 500 قتيل في كل شهر.

الأمم المتحدة تتابع ميدانياً الوضع في الكونغو الديمقراطية، من خلال مكتب لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وقال يوم الثلاثاء الماضي إنه رصد خلال 3 أيام من الأسبوع الماضي، مقتل 40 مدنياً على الأقل في هجمات شنتها جماعات مسلحة في إيتوري، الواقعة شمال شرقي الكونغو الديمقراطية.

المكتب الأممي دق «ناقوس الخطر» بشأن ما سماه في بيان صحافي، «تصعيداً كبيراً للعنف في إيتوري»، مشيراً في السياق ذاته، إلى أن المنطقة نفسها قتل فيها خلال العام الحالي «أكثر من 600 مدني، ونزح 345 ألف شخص».

في المنطقة نفسها، قُتل الأسبوع الماضي 12 شخصاً على الأقل، إثر هجوم استهدف قريتين صغيرتين، ونُسب إلى حركة متمردي «القوات الديمقراطية المتحالفة» الموالية لتنظيم «داعش» الإرهابي، وقال مصدر محلي إن المتمردين هاجموا قرويين في حقولهم و«أحرقوا منازل ونهبوا ممتلكات».

وتشكلت القوات الديمقراطية المتحالفة في البداية من متمردين أوغنديين، استقروا في الكونغو الديمقراطية خلال تسعينات القرن الماضي، ولكن هذه القوات بايعت عام 2019 تنظيم «داعش» الإرهابي الذي أعلن مسؤوليته عن بعض من هجماته، ويطلق عليه تسمية «ولاية وسط أفريقيا».

وعادت القوات مؤخراً لشن هجمات في شمال وشرق الكونغو الديمقراطية، ودخلت في مواجهات مع الجيش، قالت منظمات دولية غير حكومية، إن هذه المواجهات تسببت في قتل أكثر من 2750 مدنياً منذ بداية العام الحالي (2023).

وجاء في بيان صادر عن هذه المنظمات قبل أسابيع، أن الوضع الإنساني في الكونغو الديمقراطية آخذ في «تدهور سريع ومثير للقلق»، وسط قلق من «تقلّص حيّز العمل الإنساني»، المرتبط بـ«عودة العنف الدامي الناجم عن النزاعات وعسكرة المنطقة».

وأمام هذا الوضع الصعب، قالت مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي، إن الوضع الأمني في شرق الكونغو الديمقراطية مستمر في التدهور بمنطقتي إيتوري وكيفو الشمالية.

وقدمت المسؤولة الأممية، قبل 3 أسابيع، إحاطة لمجلس الأمن حول تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الوضع في الكونغو الديمقراطية، قالت فيها إن وقف إطلاق النار بين المتمردين والجيش «أسهم في بعض المكاسب الأمنية»، قبل أن تشير إلى أن انسحاب المتمردين من بعض المناطق «كان جزئياً وتكتيكياً وسياسياً».


مقالات ذات صلة

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية».

غازي الحارثي (الرياض)
أفريقيا جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

سبق أن أعلن عدد من كبار قادة الجيش بنيجيريا انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»

الشيخ محمد (نواكشوط)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
TT

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

استعادت جماعة «بوكو حرام» الموالية لـ«تنظيم داعش» الإرهابي، قدرتها على المبادرة والهجوم في مناطق مختلفة بشمال نيجيريا، وشنّت هجوماً استهدف قاعدة عسكرية تابعة للجيش، قُتل فيه خمسة جنود على الأقل، وأُصيب عشرة جنود، فيما قال الجيش إنه قتل أكثر من خمسين من عناصر الجماعة الإرهابية.

وقالت قيادة الجيش النيجيري في بيان، إن الهجوم الإرهابي الذي شنّه فرع من جماعة «بوكو حرام»، في غرب أفريقيا، استهدف القوات المتمركزة بموقع عمليات التثبيت بقرية «كاريتو»، بولاية بورنو، في أقصى شمال شرقي نيجيريا، على الحدود مع دولة النيجر.

البيان الصادر عن مدير الإعلام العسكري، اللواء إدوارد بوبا، قال إن الهجوم الإرهابي وقع بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، ووصفه بأنه «كان منسقاً»، قبل أن يؤكد «مقتل خمسة جنود وإصابة عشرة آخرين بجروح، بالإضافة إلى فقدان أربعة جنود آخرين».

من عملية ضد جماعة «بوكو حرام» (أرشيفية متداولة)

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم قيادة الجيش إن «القوات المسلحة نجحت في القضاء على عدد من الإرهابيين، واستعادة أسلحة كانت بحوزتهم»، مشيراً إلى تكبد الجيش خسائر مادية «فادحة»، حيث إن منفذي الهجوم الإرهابي أحرقوا بعض المعدات «بما في ذلك شاحنة محملة بالأسلحة، وثلاث مركبات تكتيكية، وجرافة».

وأطلق الجيش النيجيري عملية تعقب بقيادة وحدة من قوات الدعم مع غطاء جوي، وقال إن الهدف هو «استكشاف المنطقة بشكل عام، ومسارات انسحاب الإرهابيين»، وفق تعبير البيان.

وتسعى القوات النيجيرية إلى قطع الطريق أمام منفذي الهجوم الإرهابي، بهدف استعادة الجنود المفقودين، في ظل توقعات بأن الإرهابيين «اختطفوهم» ليكونوا دروعاً بشرية تحميهم من أي قصف جوي.

صورة أرشيفية لهجوم شنّته جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا (رويترز)

الهجوم الإرهابي استهدف قرية «كاريتو»، التي لا تبعد سوى 153 كيلومتراً عن العاصمة الإقليمية مايدوجوري، وهي المقر الرئيس لـ«الكتيبة 149» التابعة للجيش النيجيري، التي تشارك بنشاط في عمليات محاربة الإرهاب، كما استهدف معاقل فرعي جماعة «بوكو حرام»، الموالية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة».

وقالت قيادة الجيش النيجيري إن «هذا الهجوم لن يثني القوات المسلحة النيجيرية عن القضاء على الإرهاب والتمرد والتحديات الأمنية الأخرى التي تواجه البلاد»، وأعربت عن تعويلها على تعاون السكان المحليين في ملاحقة الإرهابيين.

وأعلن حاكم ولاية بورنو، باباغانا زولوم، عن وقوفه إلى جانب القوات المسلحة النيجيرية، وأضاف في بيان صحافي أن الهجوم «يعيد إلى الأذهان مستوى وحشية العناصر الإرهابية لجماعة (بوكو حرام)».

وبينما أعلن عدد من كبار قادة الجيش في نيجيريا عن انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»، والاقتراب من القضاء عليها بشكل نهائي، بدأت الجماعة تعيد ترتيب صفوفها، وإظهار قدرات جديدة على المبادرة والهجوم.

ففي حادث منفصل، نصب مسلحون من «بوكو حرام»، الثلاثاء، كميناً لفريق مراقبة من قوات الأمن والدفاع المدني النيجيرية، كان يتفقد منشآت الشبكة الوطنية للكهرباء والطاقة في إقليم النيجر التابع لنيجيريا.

مسلحو «بوكو حرام» خلَّفوا الخراب والدمار في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال المتحدث باسم قوات الأمن والدفاع المدني أفولابي باباوالي، إن خطوط الشبكة الوطنية للطاقة تعرضت مؤخراً لهجمات إرهابية تخريبية، وقد أسفرت عن انقطاع واسع للتيار الكهربائي في أقاليم شمال نيجيريا.

وأوضح المتحدث أنه «حينما كانت فرق الأمن تتفقد خطوط الشبكة الوطنية، تعرضت لهجوم إرهابي نفذه أكثر من 200 مسلح نصَبوا كميناً من قمة أحد التلال»، مشيراً في السياق ذاته إلى أن المواجهات بين الطرفين «أسفرت عن مقتل أكثر من خمسين إرهابياً، فيما يوجد سبعة جنود في عداد المفقودين».

وتتزامن هذه الهجمات الإرهابية المتفرقة، مع معارك طاحنة تجري منذ أسابيع ما بين جيش تشاد ومقاتلي «بوكو حرام» في منطقة حوض بحيرة تشاد، التي تُوصف بأنها «العمق الاستراتيجي» للتنظيم الإرهابي، حيث توجد قواعده الخلفية وسط الغابات والجزر المترامية في واحدة من أكبر المناطق الرطبة في أفريقيا.