بسبب الإرهاب... بوركينا فاسو تعلق بث قناة فرنسية 3 أشهر

الهيئة التنظيمية: التصريحات الإعلامية «مجرد تكهنات وتلميحات»

جندي من الجيش الفرنسي في شمال بوركينا فاسو 10 نوفمبر 2019 (أ.ف.ب)
جندي من الجيش الفرنسي في شمال بوركينا فاسو 10 نوفمبر 2019 (أ.ف.ب)
TT

بسبب الإرهاب... بوركينا فاسو تعلق بث قناة فرنسية 3 أشهر

جندي من الجيش الفرنسي في شمال بوركينا فاسو 10 نوفمبر 2019 (أ.ف.ب)
جندي من الجيش الفرنسي في شمال بوركينا فاسو 10 نوفمبر 2019 (أ.ف.ب)

قررت هيئة تنظيم وسائل الإعلام في بوركينا فاسو تعليق بثّ القناة الإخبارية الفرنسية «إل سي آي» ثلاثة أشهر، بعد تصريحات لإحدى صحافياتها حول الوضع المرتبط بالعنف الجهادي وصفتها السلطات بأنها «معلومات زائفة».

وأعلن المجلس الأعلى للاتصالات، في بيان، الخميس، أن برامج القناة التلفزيونية «معلقة لمدة ثلاثة أشهر في بوركينا فاسو على باقات جميع موزعي الخدمات السمعية والبصرية منذ الإخطار بهذا القرار».

وأضاف أن القناة الخاصة التابعة لمجموعة «تي إف 1» الفرنسية «بثّت في 25 أبريل (نيسان) 2023 برنامجاً... قدمت خلاله صحافيتها أبنوس شلماني عدداً من المعلومات بشأن الأزمة الأمنية في منطقة الساحل بشكل عام ولكن أيضاً في بوركينا فاسو».

وأخذ مجلس الاتصالات على الصحافية خصوصاً تأكيدها أن «الجهاديين يتقدمون بأقصى سرعة في غياب الدولة في المناطق المحتلة»، موضحاً أنها قالت من دون ذكر مصدر إن «40 في المائة من أراضي البلد يحتلها متطرفون».

كما انتقد تصريحها بأن «نحو 90 ألف مدني تطلق عليهم تسمية متطوعين للدفاع عن الوطن يُستخدمون (رأس حربة) لحماية جنود بوركينا فاسو من الإرهابيين».

واعتبرت الهيئة التنظيمية أن هذه التصريحات «مجرد تكهنات وتلميحات خبيثة» و«من المحتمل أن يؤدي بعضها إلى اضطرابات بين السكان وإضعاف التعاون الضروري المطلوب بين الجيش والمدنيين من أجل حماية الوطن».

كانت السلطات الانتقالية في بوركينا فاسو التي يقودها العسكري إبراهيم تراوري منذ انقلاب سبتمبر (أيلول)، قد طردت مطلع أبريل مراسلتي صحيفتي «ليبراسيون» و«لوموند» الفرنسيتين.

جنود أمام فندق بعد هجوم على فندق ومطعم في واغادوغو في 18 يناير 2016 (رويترز)

كما قررت في نهاية مارس (آذار) وقف بثّ قناة «فرانس24» إلى أجل غير مسمى بعد تعليقها في ديسمبر (كانون الأول) 2022 بثّ «إذاعة فرنسا الدولية».

رغم ذلك، أكدت الحكومة أنها تلتزم باحترام حرية التعبير والرأي.

وتشهد بوركينا فاسو منذ عام 2015 دوامة عنف جهادي ظهر في مالي والنيجر قبل ذلك ببضع سنوات وانتشر خارج حدودهما.

وخلّف العنف أكثر من 10 آلاف قتيل من المدنيين والعسكريين خلال ثماني سنوات، وفق منظمات غير حكومية، وأكثر من مليوني نازح داخلياً.

عناصر من جيش بوركينا فاسو (أرشيفية - رويترز)

ونزح ما يربو على مليوني شخص وقُتل الآلاف في أعمال العنف في بوركينا فاسو، وهي إحدى أفقر دول العالم. وتسببت الاضطرابات في انقلابين نفذهما الجيش العام الماضي، متعهداً باستعادة السيطرة على البلاد، لكنه فشل في وقف إراقة الدماء. وبدأت الاضطرابات في المنطقة من مالي في عام 2012 عندما اختطف المتشددون انتفاضة قبائل الطوارق الانفصالية. وانتشر العنف منذ ذلك الحين إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين ويهدد بزعزعة استقرار بلدان ساحلية أبعد.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.