الجيش الأوغندي يكثف جهوده لإنقاذ الطلاب المختطفين عقب «مذبحة المدرسة»

الأمم المتحدة دعت إلى «شراكات إقليمية» لمعالجة انعدام الأمن بالمنطقة

صبي في حالة تأثر بعد مجزرة مدرسة «لوبيريرا» الثانوية في بلدة مبوندوي (أف.ب)
صبي في حالة تأثر بعد مجزرة مدرسة «لوبيريرا» الثانوية في بلدة مبوندوي (أف.ب)
TT

الجيش الأوغندي يكثف جهوده لإنقاذ الطلاب المختطفين عقب «مذبحة المدرسة»

صبي في حالة تأثر بعد مجزرة مدرسة «لوبيريرا» الثانوية في بلدة مبوندوي (أف.ب)
صبي في حالة تأثر بعد مجزرة مدرسة «لوبيريرا» الثانوية في بلدة مبوندوي (أف.ب)

كثف الجيش الأوغندي إجراءاته الأمنية، بعد أن قتل مسلحون مرتبطون بتنظيم «داعش» ما لا يقل عن 41 شخصاً، معظمهم من طلاب مدرسة ثانوية، في الأجزاء الغربية من البلاد بالقرب من الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيما وسع نطاق البحث لإنقاذ 6 طلاب ما زالوا مختطفين من قبل المسلحين.

وقال المتحدث باسم قوات الدفاع الشعبية الأوغندية، فيليكس كولايجي، إن «المختطفين نُقلوا باتجاه حديقة فيرونجا الوطنية، وهي منطقة شاسعة تمتد عبر الحدود»، مضيفاً «شرعت قوات الدفاع الشعبية الأوغندية في ملاحقة الجناة لإنقاذ الطلاب المخطوفين».

صدمة وحزن على وجوه الأقارب وهم ينتظرون جمع جثث الطلاب والقرويين الذين قتلوا على يد متمردين السبت (أ.ب)

وفي وقت تواصلت فيه الإدانات الدولية لمذبحة مدرسة «لوبيريرا» الثانوية الواقعة في بلدة مبوندوي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى «الإفراج الفوري عن المختطفين»، مشدداً على أهمية «الشراكات الإقليمية المعززة، لمعالجة انعدام الأمن عبر الحدود بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا واستعادة السلام الدائم في المنطقة».

وكانت السلطات الأوغندية أعلنت، السبت، انتشال جثث 41 شخصاً؛ من بينهم 38 طالباً، حُرقوا أو أُطلقت النار عليهم أو ضُربوا حتى الموت بعد أن هاجم متمردون مدرسة ثانوية بالقرب من الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، ليل الجمعة، كما اختطف نحو 6 أشخاص في الأقل. وألقت السلطات الأوغندية باللوم في المذبحة على «القوات الديمقراطية المتحالفة»، التي تشن هجمات منذ سنوات من قواعد في شرق الكونغو المضطرب.

وقال الناطق باسم الشرطة الأوغندية، فريد إنانغا، إن «(القوات الديمقراطية المتحالفة) المنتشرة في شرق الكونغو الديمقراطية، هاجمت المدرسة الثانوية»، مشيراً إلى أن المهاجمين «أضرموا النار في مهجع ونهبوا متجراً للمواد الغذائية».

قريبة أحد الضحايا في انتظار جمع جثث الذين قتلوا على يد متمردين مشتبه فيهم في أثناء انسحابهم من هجوم السبت على مدرسة «لوبيريرا» الثانوية الأحد (أ.ب)

وتضم «القوات الديمقراطية المتحالفة» متمردين في أوغندا، ومن ثم انتشرت في شرق الكونغو الديمقراطية في التسعينات، وهي متهمة منذ ذلك الحين بقتل آلاف المدنيين. ومنذ 2019، أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن عدد من هجمات «القوات الديمقراطية المتحالفة» التي يطلق عليها اسم «الدولة الإسلامية - ولاية وسط أفريقيا». ومنذ عام 2021، بدأت عملية عسكرية مشتركة بين القوات الكونغولية والأوغندية لاستهداف عناصر «القوات الديمقراطية المتحالفة» في الأراضي الكونغولية، لكن الهجمات الدامية مستمرة.

قريبة أحد الضحايا (أ.ف.ب)

وقالت السيدة الأولى للبلاد، جانيت موسيفيني، في أثناء تحديثها أنباء الوضع الحالي مساء السبت إن «الحكومة ما زالت تحقق في الحادث برمته»، موضحة: «تحاول الحكومة عبر الأجهزة الأمنية متابعة ما حدث بالفعل... نعتقد أن العدالة ستسود».

وأكد الجيش أنه «كان يلاحق مهاجمين من (القوات الديمقراطية المتحالفة)، التي اختطفت أيضا 6 أشخاص خلال مداهمة مدرسة في وقت متأخر من الجمعة قبل أن يفروا عائدين صوب جمهورية الكونغو الديمقراطية».

من جهته، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إدانة الهجوم «بشدة» وقدم «التعازي إلى أسر الضحايا». وقال غوتيريش، في بيان أوردته الأمم المتحدة، إنه يدعو إلى «الإفراج الفوري عن المختطفين»، مشدداً على «أهمية الجهود الجماعية؛ بما في ذلك عبر الشراكات الإقليمية المعززة، لمعالجة انعدام الأمن عبر الحدود بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا، واستعادة السلام الدائم في المنطقة»، كما شدد على «ضرورة تقديم المسؤولين عن هذا العمل المروع إلى العدالة».

الأقارب في مؤخرة شاحنة مع توابيت القرويين الذين قُتلوا على أيدي متمردين مشتبه فيهم في أثناء انسحابهم من هجوم السبت على مدرسة «لوبيريرا» الثانوية خارج مشرحة المستشفى (أ.ب)

في السياق ذاته، أعلنت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس أدانت الهجوم الدامي «بأشد العبارات الممكنة».

كما أدانت الإمارات الهجوم، وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية أن «دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب، التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية».


مقالات ذات صلة

«طالبان» حليف غير متوقَّع في مكافحة الإرهاب

تحليل إخباري يقف أعضاء «طالبان» التابعون لوزارة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في نقطة تفتيش على طول طريق على مشارف ولاية هرات... 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

«طالبان» حليف غير متوقَّع في مكافحة الإرهاب

بعد 3 سنوات على خروج الائتلاف الغربي من أفغانستان وسط فوضى عارمة مع سيطرة «طالبان» على كابل، باتت الحركة محاوراً غير متوقَّع في مكافحة الإرهاب.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)

تحريك دعوى قضائية في ألمانيا ضد 3 مراهقين للاشتباه بإعدادهم لهجوم إرهابي إسلاموي

حرك الادعاء العام الألماني دعوى قضائية ضد 3 مراهقين من ولاية شمال الراين-ويستفاليا بتهمة الإعداد لهجوم إرهابي إسلاموي.

«الشرق الأوسط» (دوسلدورف )
شمال افريقيا الرئيس التونسي قيس سعيّد في اجتماع قبل أيام حول ملف الهجرة غير النظامية مع وزير الداخلية خالد النوري وكاتب الدولة للأمن سفيان بالصادق (من موقع الرئاسة التونسية)

تونس: إيقافات ومحاكمات لتونسيين وأفارقة متهمين بتهريب البشر

كشفت مصادر أمنية وقضائية رسمية تونسية أن الأيام الماضية شهدت حوادث عديدة في ملف «تهريب البشر» من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نحو تونس.

كمال بن يونس (تونس)
شؤون إقليمية مجلس الأمن القومي التركي برئاسة إردوغان أكد استمرار العمليات العسكرية ودعم الحل في سوريا (الرئاسة التركية)

تركيا ستواصل عملياتها ضد «الإرهاب» ودعم الحل السياسي في سوريا

أكدت تركيا أنها ستواصل عملياتها الهادفة إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا إلى جانب تكثيف جهود الحل السياسي بما يتوافق مع تطلعات ومصالح الشعب السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

استمر العنف في الارتفاع بمقاطعتين مضطربتين في باكستان مع مواصلة الجيش المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في شمال غربي وجنوب غربي البلاد

عمر فاروق (إسلام آباد )

إثيوبيا قلقة بعد تأكيد مصر دعم الصومال عسكرياً

وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور يشهد عملية تفريغ شحنة مساعدات عسكرية مصرية (مديرة مكتب رئيس الوزراء الصومالي - إكس)
وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور يشهد عملية تفريغ شحنة مساعدات عسكرية مصرية (مديرة مكتب رئيس الوزراء الصومالي - إكس)
TT

إثيوبيا قلقة بعد تأكيد مصر دعم الصومال عسكرياً

وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور يشهد عملية تفريغ شحنة مساعدات عسكرية مصرية (مديرة مكتب رئيس الوزراء الصومالي - إكس)
وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور يشهد عملية تفريغ شحنة مساعدات عسكرية مصرية (مديرة مكتب رئيس الوزراء الصومالي - إكس)

دفع تأكيد مصر تقديمها دعماً عسكرياً للصومال، إثيوبيا إلى الإعراب عن «القلق»، وسط تصاعد للتوتر بين القاهرة وأديس أبابا.

وخلافات مصر وإثيوبيا متواصلة على خلفية بناء الأخيرة لـ«سد النهضة»، بينما اتفقت أديس أبابا مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي على استخدام ميناء بحري، وهو ما ترفضه القاهرة ومقديشو.

وإلى جانب إعلان مصر، الاثنين، للمرة الأولى، توجيهها «شحنة مساعدات عسكرية» إلى الجيش الصومالي، اجتمع وزراء خارجية مصر، والصومال، وإريتريا، في نيويورك، وأكدوا «التنسيق المشترك»، والعمل على «حفظ الاستقرار، واحترام سيادة ووحدة الأراضي الصومالية».

في المقابل، أعربت الخارجية الإثيوبية، أمس، عن القلق من أن «إمداد الذخائر من قبل قوى خارجية من شأنه أن يزيد تفاقم الوضع الأمني الهش وينتهي بها الأمر في أيدي الإرهابيين بالصومال».