أسعار الوقود «تحرق» النيجيريين... وتينوبو يدعو لـ«تضحيات»

الرئيس الجديد وعد بتعويض رفع الدعم بمشروعات تنموية

الرئيس النيجيري بولا تينوبو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس النيجيري بولا تينوبو (أرشيفية - رويترز)
TT

أسعار الوقود «تحرق» النيجيريين... وتينوبو يدعو لـ«تضحيات»

الرئيس النيجيري بولا تينوبو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس النيجيري بولا تينوبو (أرشيفية - رويترز)

سعى الرئيس النيجيري المنتخب حديثاً بولا أحمد تينوبو، إلى امتصاص غضب مواطنيه، جراء الارتفاع القياسي في أسعار الوقود، مؤكداً، (الاثنين)، أن قراره رفع الدعم سينعكس على تحسين الخدمات العامة وزيادة المشاريع التنموية في البلاد، خصوصاً في مجالَي الصحة والتعليم، مطالباً بـ«قبول مزيد من التضحيات».

رجل يعدّ ماله فيما يقوم عامل بنزين بتزويد سيارته بالوقود في محطة بترول التجزئة في أبوجا - نيجيريا (رويترز)

وفي أول يوم له في منصبه، نهاية مايو (أيار) الماضي، أوفى تينوبو بوعده الانتخابي، معلناً رفع الدعم عن الوقود، ورغم أن الإجراء متوقع منذ سنوات، إلا أنه ترك أثراً كبيراً على النيجيريين الذين اعتادوا الحصول على البنزين بسعر رخيص.

ورغم أنها تعد أكبر اقتصاد في القارة، وهي غنية بالنفط، ما زالت قدرة التكرير لدى نيجيريا محدودة. وظلت لسنوات تبيع النفط الخام وتشتري البنزين الذي توفره بسعر مدعوم لسوقها المحلية، مما تسبب في استنزاف الإيرادات والعملات الأجنبية وأسهم في تضخم الديون.

ولم ينجح أيٌّ من أسلاف تينوبو في التخلص من هذا النظام الذي يتمتع بشعبية كبيرة وظل عبئاً على الخزانة العامة لعقود. ففي العام الماضي، أنفقت البلاد أكثر من 96 في المائة من إيراداتها على خدمة ديونها.

وقال الرئيس النيجيري في خطاب بمناسبة يوم الديمقراطية في نيجيريا، (الاثنين)، إن «إنهاء دعم الوقود ضرورة مؤلمة لسلامة اقتصاد البلاد»، داعياً إلى «قبول مزيد من التضحيات مقابل استثمارات ستأتي في وقت لاحق».

وأضاف: «طلبت منكم بألمٍ يا أبناء بلدي التضحية أكثر بقليل من أجل بقاء بلدنا... وأؤكد لكم أن تضحياتكم لن تذهب سُدى».

وحسب تينوبو، فإن «الحكومة ستدفع باستثمارات ضخمة في النقل والبنى التحتية والتعليم وإمدادات الطاقة المنتظمة والرعاية الصحية وغيرها من المرافق العامة».

ووفق تقارير محلية، ارتفعت أسعار المحروقات، الأسبوع الماضي، بنسبة 3 أضعاف تقريباً بالمحطات في نيجيريا.

وأعلنت شركة النفط الوطنية «إن إن بي سي (NNPC)»، قبل أسبوع، أنها «عدّلت أسعارها في نقاط بيعها المختلفة، بما يتماشى مع واقع السوق»، ما وضع حدا ًفعلياً للوقود المدعوم في نيجيريا.

وقررت المؤسسة زيادة الأسعار إلى 557 نايرا ( 1.21 دولاراً أميركياً) للّتر من 189 نايرا، حسبما ورد في تعميم أرسلته المؤسسة إلى محطات التزود بالوقود، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة. (النايرا النيجيرية = 0.0022 دولار أميركي).

وجاء التعميم في أعقاب عمليات شراء جنونية مدفوعة بالهلع، تسببت في نهاية المطاف بارتفاع أسعار الوقود في نيجيريا إلى هذا المستوى تقريباً، في حين يسارع النيجيريون إلى تزويد مركباتهم بالوقود قبل إنهاء الدعم حكومي، نهاية يونيو (حزيران) الجاري.

ووفق أرقام البنك الدولي فإن أكثر من 80 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر في نيجيريا.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

صحتك طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
رياضة عالمية منتخب سيدات المغرب من المرشحات لجائزة الأفضل في القارة الأفريقية (الشرق الأوسط)

«كاف» يعلن قوائم المرشحات للفوز بجوائز السيدات 

أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، اليوم (الأربعاء)، القوائم المرشحة للحصول على جوائزه لعام 2024 في فئة السيدات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية كولر مدرب الأهلي المصري ينافس 4 مدربين لمنتخبات على الأفضل في أفريقيا (أ.ف.ب)

«كاف»: 5 مرشحين لجائزة أفضل مدرب في أفريقيا

أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) عن القائمة النهائية للمرشحين لجائزة أفضل مدرب في القارة السمراء في عام 2024.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية أشرف حكيمي (أ.ب)

حكيمي يتصدر قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

ينافس المغربي الدولي أشرف حكيمي بقوة على جائزة أفضل لاعب في أفريقيا للعام الثاني على التوالي بعد دخوله القائمة المختصرة للمرشحين، التي أعلنها الاتحاد الأفريقي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
حصاد الأسبوع بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

خطفت بوتسوانا (بتشوانالاند سابقاً) أنظار العالم منذ أشهر باكتشاف ثاني أكبر ماسة في العالم، بيد أن أنظار المراقبين تخاطفت الإعجاب مبكراً بتلك الدولة الأفريقية

«الشرق الأوسط» ( القاهرة)

إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
TT

إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)

وقع إطلاق نار كثيف، الخميس، في جوبا عاصمة جنوب السودان بمقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، أكول كور، الذي أقيل الشهر الماضي، حسبما أكد مصدر عسكري، فيما تحدّثت الأمم المتحدة عن محاولة لتوقيفه.

وبدأ إطلاق النار نحو الساعة السابعة مساء (17.00 ت.غ) قرب مطار جوبا واستمر زهاء ساعة، بحسب مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأبلغت الأمم المتحدة في تنبيه لموظفيها في الموقع، عن إطلاق نار «مرتبط بتوقيف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات»، ناصحة بالبقاء في أماكن آمنة.

وقال نول رواي كونغ، المتحدث العسكري باسم قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان، لإذاعة بعثة الأمم المتحدة في البلاد (مينوس) إنه «حصل إطلاق نار في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق».

وأضاف: «شمل ذلك قواتنا الأمنية التي تم نشرها هناك لتوفير مزيد من الأمن».

وتابع: «لا نعرف ماذا حدث، وتحول سوء التفاهم هذا إلى إطلاق نار»، و«أصيب جنديان بالرصاص». وأضاف: «بعد ذلك هرعنا إلى مكان الحادث... وتمكنا من احتواء الموقف عبر إصدار أمر لهم بالتوقف».

وقال: «مصدر عسكري مشارك في العملية» لصحيفة «سودانز بوست» اليومية، إن أكول كور أوقف بعد قتال عنيف خلف «عشرات القتلى والجرحى من عناصره»، لكن التوقيف لم يتأكد رسمياً حتى الآن.

وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأخرى نشرتها الصحيفة شبه توقف لحركة المرور بالقرب من مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، حيث فر سائقون خائفون بعد سماع إطلاق النار تاركين سياراتهم، وفقاً لصحيفة «سودانز بوست».

وأقال رئيس جنوب السودان سلفاكير في أكتوبر (تشرين الأول) رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية أكول كور الذي تولى منصبه منذ استقلال البلاد عام 2011، وكلّفه تولي منصب حاكم ولاية واراب التي تشهد اضطرابات.

ولم تُحدّد أسباب هذه الخطوة. ويأتي هذا القرار بعد أسابيع من إعلان الحكومة تأجيلاً جديداً لعامين، لأول انتخابات في تاريخ البلاد، كان إجراؤها مقرراً في ديسمبر (كانون الأول).

بعد عامين على استقلاله، انزلق جنوب السودان إلى حرب أهلية دامية عام 2013 بين الخصمين سلفاكير (الرئيس) ورياك مشار (النائب الأول للرئيس)، ما أسفر عن مقتل 400 ألف شخص وتهجير الملايين.