(تحليل إخباري) يتعين على واشنطن وقف الإرهاب والانقلابات في الساحل الأفريقي

بوركينا فاسو ومالي شكلتا وحدهما جزءاً كبيراً من العنف عام 2022

راعٍ نيجيري وسط منطقة من البحيرة طالها الجفاف (الأمم المتحدة)
راعٍ نيجيري وسط منطقة من البحيرة طالها الجفاف (الأمم المتحدة)
TT

(تحليل إخباري) يتعين على واشنطن وقف الإرهاب والانقلابات في الساحل الأفريقي

راعٍ نيجيري وسط منطقة من البحيرة طالها الجفاف (الأمم المتحدة)
راعٍ نيجيري وسط منطقة من البحيرة طالها الجفاف (الأمم المتحدة)

تشهد منطقة الساحل الأفريقي تصعيداً للأنشطة الإرهابية والانقلابات، ويرى المحلل الأميركي ألكسندر نويز أن هذا اتجاه مثير للقلق، يتعين على الولايات المتحدة العمل على إيقافه. ولتحقيق ذلك تحتاج واشنطن إلى زيادة الدعم الذي يهدف إلى تحسين الحوكمة الأمنية وجعل الجيوش احترافية، وفرض عقوبات بشكل قوي على كل أشكال العمليات العسكرية التي تسعى للاستيلاء على السلطة في المنطقة.

وقال نويز (وهو عالم سياسي في مؤسسة «راند» الأميركية، ومستشار أول سابق لتقييم التعاون الأمني ومراقبته وتقييمه، في مكتب وزير الدفاع الأميركي للسياسات) إن هذا سوف يتطلب تحولاً حقيقياً عن النهج الأمني الحالي للولايات المتحدة في المنطقة.

أشخاص نازحون ينتظرون في طابور توزيع الطعام عليهم في بوركينا فاسو (الأمم المتحدة)

وأوضح نويز في تقرير نشرته مؤسسة «راند» أن منطقة الساحل هي الآن مركز الإرهاب عالمياً. ووفقاً لأحدث البيانات في مؤشر الإرهاب العالمي، شكلت المنطقة 43 في المائة من الوفيات في العالم الناجمة عن الأنشطة الإرهابية.

وشكلت بوركينا فاسو ومالي وحدهما جزءاً كبيراً من العنف في عام 2022؛ حيث شهدتا 73 في المائة من الوفيات الناجمة عن الأنشطة الإرهابية في منطقة الساحل في عام 2022، و52 في المائة من إجمالي الوفيات من الإرهاب في أفريقيا جنوب الصحراء.

وأضاف نويز أن هذا الارتفاع الأخير للعنف المتطرف في المنطقة يتماشى مع اتجاهات أطول مدى؛ حيث زادت معدلات الأنشطة الإرهابية بأكثر من 2000 في المائة في منطقة الساحل، على مدار الـ15 عاماً الماضية.

وإضافة إلى هذا الارتفاع المقلق في العنف المتطرف، شن مدبرو الانقلابات أيضاً موجة من التدخلات العسكرية الناجحة في المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية، بما في ذلك انقلابان في كل من مالي وبوركينا فاسو.

ودفع التصعيد من جديد لمثل هذا النوع من الانقلابات العنيفة أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى التنديد بما وصفه بـ«وباء «الانقلابات الذي يمثل خروجاً عن هدوء سابق في المنطقة.

وردت الولايات المتحدة على هذه التطورات المزدوجة بعدد من الوسائل. فمن أجل التصدي للتهديد الإرهابي، إضافة إلى دعم العمليات العسكرية الإقليمية والدولية، استخدمت الولايات المتحدة عدداً كبيراً من أدوات المساعدات الأمنية.

وقد أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 3.‏3 مليار دولار في صورة مساعدات أمنية على مدار عقدين في منطقة الساحل، وفقاً لبرنامج «سيكورتي أسيستانس مونيتور»، وهو أحد برامج مركز السياسة الدولية.

وبدأت هذه المساعدات في كثير من الأحيان بتدريب تكتيكي وتجهيز الجيوش الشريكة، ووحدات نخبة خاصة لمكافحة الإرهاب في المنطقة، إضافة إلى تدريبات عسكرية واسعة النطاق، ومهام للمشورة والمساعدة على نطاق أصغر.

عمال بناء في سيراليون... نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

وعلى جبهة الانقلابات، كان رد الولايات المتحدة على نحو جازم مختلطاً، فقد أدانت الولايات المتحدة عمليات الاستيلاء المسلحة على السلطة، وعلقت بعض المساعدات الأمنية في مالي وبوركينا فاسو وغينيا منذ عام 2021، ولكن في تشاد -وهي شريك أمني منذ فترة طويلة للولايات المتحدة- تجنبت واشنطن مناقشة الانقلاب، ولم تطبق عقوبات ولم تعلق المساعدات.

ومما يزيد الأمور تعقيداً هو أن هناك تدخلاً متزايداً من قوى خارجية تتنافس على الوصول إلى المنطقة وبسط النفوذ فيها، وتحديداً الصين وروسيا.

وأكد بحث من مؤسسة «راند» أنه بينما ظل النفوذ الأميركي والروسي في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء كما هو بشكل كبير على مدار العقدين الماضيين، زاد النفوذ الصيني بشكل كبير.

ومع سحب الفرنسيين مؤخراً وجودهم العسكري في منطقة الساحل، يحاول الروس على نحو نشط، غالباً من خلال مجموعة «فاغنر» الغامضة، ملء الفراغ وزيادة نفوذهم مع الحكومات الانقلابية والزعماء غير الديمقراطيين الآخرين في المنطقة.

والسؤال المطروح هو: ما الذي يجب عمله من أجل المساعدة في تغيير مسار هذه الاتجاهات المحفوفة بالمخاطر على نحو متزايد في المنطقة؟

وبينما تتصدى للأنشطة الصينية والروسية، يتعين على السياسة الأمنية الأميركية أن تمثل بديلاً أكثر وضوحاً لأهداف التوسع الاستبدادي لبكين وموسكو في المنطقة.

وتابع نويز بأنه للقيام بذلك يتعين على الولايات المتحدة، أولاً، أن تغير سياستها الأمنية، بعيداً عن نقل أسلحة تكتيكية وصوب سياسة «الحوكمة أولاً» التي تبدأ بدعم بناء المؤسسات الهادفة إلى تعزيز السيطرة المدنية، والاستخدام المسؤول للقوة داخل جيوش منطقة الساحل.

وفي الحقيقة، أثبت تركيز الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) على بناء المؤسسات وإصلاح إدارة الدفاع قبل الغزو الروسي الكامل، نجاحه بشكل لافت في أوكرانيا. وساعد هذا التأكيد على الحوكمة الدفاعية الجيدة والعقيدة واللوجيستيات في بناء قوات أكثر احترافية وفعالة، على نحو يثير الدهشة في أوكرانيا، مع فوائد استراتيجية كبيرة واضحة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها.

وثانياً، يجب أن يكون رد الولايات المتحدة على كل أنواع الانقلابات العسكرية أقوى كثيراً ومتسقاً. ومن غير المفيد أيضاً على المدى الطويل، أن يتم في المستقبل تقديم حافز للانقلابات التي يقوم بها العسكريون. ويرى المدبرون المحتملون للانقلابات أن بإمكانهم أيضاً تجنب وصمة الانقلاب، وما يستتبعه من فرض عقوبات، ما دامت بلادهم لها روابط أمنية قوية مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

وبالإضافة إلى إدانة الانقلابات بعبارات واضحة لا لبس فيها، يتعين على الولايات المتحدة أن تعلق أيضاً المساعدات وتطبق قيوداً بشأن التأشيرات على قادة الانقلاب. وسوف يتطلب التحرك في هذا الاتجاه تنسيقاً قوياً عبر الحكومة الأميركية، بصفة خاصة بين وزارتي الدفاع والخارجية. ويعد إطلاق شراكة القرن الحادي والعشرين للأمن الأفريقي في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2022 بمثابة بداية، ولكن الشيطان سيكمن في التفاصيل والتطبيق.

ومن المرجح بشكل كبير أن يؤدي تحول جوهري صوب سياسة أمنية على أساس الحوكمة أولاً في الساحل، تبدأ بدعم الحوكمة الأمنية وبناء المؤسسات، إلى شركاء أكثر احترافية وديمقراطيين ومستقرين، إضافة إلى فوائد استراتيجية للولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)
TT

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباحثات هاتفية مع الرئيس السنغالي بشيرو ديوماي فاي، ناقشا خلالها الوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء، حيث يتصاعد خطر الجماعات الإرهابية، حسب ما أعلن الكرملين. وقال الكرملين في بيان صحافي، إن المباحثات جرت، الجمعة، بمبادرة من الرئيس السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل».

الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي (أ.ب)

الأمن والإرهاب

وتعاني دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو، المحاذية للسنغال، من تصاعد خطر الجماعات الإرهابية منذ أكثر من عشر سنوات، ما أدخلها في دوامة من عدم الاستقرار السياسي والانقلابات العسكرية المتتالية.

وتوجهت الأنظمة العسكرية الحاكمة في كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، نحو التحالف مع روسيا التي أصبحت الشريك الأول لدول الساحل في مجال الحرب على الإرهاب، بدلاً من الحلفاء التقليديين؛ فرنسا والاتحاد الأوروبي.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)

وبموجب ذلك، نشرت روسيا المئات من مقاتلي مجموعة (فاغنر) في دول الساحل لمساعدتها في مواجهة تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما عقدت صفقات سلاح كبيرة مع هذه الدول، حصلت الأخيرة بموجبها على طائرات حربية ومعدات عسكرية متطورة ومسيرات.

ومع ذلك لا تزالُ الجماعات الإرهابية قادرة على شن هجمات عنيفة ودامية في منطقة الساحل، بل إنها في بعض الأحيان نجحت في إلحاق هزائم مدوية بمقاتلي «فاغنر»، وقتلت العشرات منهم في شمال مالي.

في هذا السياق، جاءت المكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، حيث قال الكرملين إن المباحثات كانت فرصة لنقاش «الوضع في منطقة الصحراء والساحل وغرب أفريقيا، على خلفية عدم الاستقرار المستمر هناك، الناجم عن أعمال الجماعات الإرهابية».

وتخشى السنغال توسع دائرة الأعمال الإرهابية من دولة مالي المجاورة لها لتطول أراضيها، كما سبق أن عبرت في كثير من المرات عن قلقها حيال وجود مقاتلي «فاغنر» بالقرب من حدودها مع دولة مالي.

الرئيس إيمانويل ماكرون مودعاً رئيس السنغال بشير ديوماي فاي على باب قصر الإليزيه (رويترز)

وفي تعليق على المباحثات، قال الرئيس السنغالي في تغريدة على منصة «إكس» إنها كانت «ثرية وودية للغاية»، مشيراً إلى أنه اتفق مع بوتين على «العمل معاً لتعزيز الشراكة الثنائية والسلام والاستقرار في منطقة الساحل، بما في ذلك الحفاظ على فضاء الإيكواس»، وذلك في إشارة إلى (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا)، وهي منظمة إقليمية تواجه أزمات داخلية بسبب تزايد النفوذ الروسي في غرب أفريقيا.

وكانت الدول المتحالفة مع روسيا (مالي والنيجر وبوركينا فاسو) قد جمدت عضويتها في المنظمة الإقليمية، واتهمتها بأنها لعبة في يد الفرنسيين يتحكمون فيها، وبدأت هذه الدول الثلاث، بدعم من موسكو، تشكيل منظمة إقليمية جديدة تحت اسم (تحالف دول الساحل)، هدفها الوقوف في وجه منظمة «إيكواس».

صورة جماعية لقادة دول مجموعة «إكواس» في أبوجا السبت (رويترز)

علاقات ودية

وفيما يزيد النفوذ الروسي من التوتر في غرب أفريقيا، لا تتوقف موسكو عن محاولة كسب حلفاء جدد، خاصة من بين الدول المحسوبة تقليدياً على فرنسا، والسنغال تعد واحدة من مراكز النفوذ الفرنسي التقليدي في غرب أفريقيا، حيث يعود تاريخ الوجود الفرنسي في السنغال إلى القرن السابع عشر الميلادي.

ولكن السنغال شهدت تغيرات جذرية خلال العام الحالي، حيث وصل إلى الحكم حزب «باستيف» المعارض، والذي يوصف بأنه شديد الراديكالية، ولديه مواقف غير ودية تجاه فرنسا، وعزز هذا الحزب من نفوذه بعد فوزه بأغلبية ساحقة في البرلمان هذا الأسبوع.

وفيما وصف بأنه رسالة ودية، قال الكرملين إن بوتين وديوماي فاي «تحدثا عن ضرورة تعزيز العلاقات الروسية السنغالية، وهي علاقات تقليدية تطبعها الودية، خاصة في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية».

ميليشيا «فاغنر» تتحرك على أرض مالي ومنطقة الساحل (رويترز)

وأضاف بيان الكرملين أن الاتفاق تم على أهمية «تنفيذ مشاريع مشتركة واعدة في مجال الطاقة والنقل والزراعة، خاصة من خلال زيادة مشاركة الشركات الروسية في العمل مع الشركاء السنغاليين».

وفي ختام المباحثات، وجّه بوتين دعوة إلى ديوماي فاي لزيارة موسكو، وهو ما تمت الموافقة عليه، على أن تتم الزيارة مطلع العام المقبل، حسب ما أوردت وسائل إعلام محلية في السنغال.

وسبق أن زارت وزيرة الخارجية السنغالية ياسين فال، قبل عدة أشهر العاصمة الروسية موسكو، وأجرت مباحثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، حول قضايا تتعلق بمجالات بينها الطاقة والتكنولوجيا والتدريب والزراعة.

آثار الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين بدكار في 9 فبراير (رويترز)

حياد سنغالي

رغم العلاقة التقليدية القوية التي تربط السنغال بالغرب عموماً، وفرنسا على وجه الخصوص، فإن السنغال أعلنت اتخاذ موقف محايد من الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وطلبت قبل أشهر من السفير الأوكراني مغادرة أراضيها، بعد أن أدلى بتصريحات اعترف فيها بدعم متمردين في شمال مالي، حين كانوا يخوضون معارك ضد الجيش المالي وقوات «فاغنر».

من جانب آخر، لا تزالُ فرنسا الشريك الاقتصادي الأول للسنغال، رغم تصاعد الخطاب الشعبي المعادي لفرنسا في الشارع السنغالي، ورفع العلم الروسي أكثر من مرة خلال المظاهرات السياسية الغاضبة في السنغال.

ومع ذلك، لا يزالُ حجم التبادل التجاري بين روسيا والسنغال ضعيفاً، حيث بلغت صادرات روسيا نحو السنغال 1.2 مليار دولار العام الماضي، وهو ما يمثل 8 في المائة من إجمالي صادرات روسيا نحو القارة الأفريقية، في المرتبة الثالثة بعد مصر (28 في المائة) والجزائر (20 في المائة). ولا يخفي المسؤولون الروس رغبتهم في تعزيز التبادل التجاري مع السنغال، بوصفه بوابة مهمة لدخول أسواق غرب أفريقيا.