هجوم إرهابي يودي بحياة 33 مزارعاً في بوركينا فاسو

بعد أسبوع من مظاهرات شعبية داعمة للحرب على الإرهاب

ناشطة سياسية تحتج وتطالب بالقضاء على الإرهاب في بوركينا فاسو (صحيفة لو فاسو المحلية)
ناشطة سياسية تحتج وتطالب بالقضاء على الإرهاب في بوركينا فاسو (صحيفة لو فاسو المحلية)
TT

هجوم إرهابي يودي بحياة 33 مزارعاً في بوركينا فاسو

ناشطة سياسية تحتج وتطالب بالقضاء على الإرهاب في بوركينا فاسو (صحيفة لو فاسو المحلية)
ناشطة سياسية تحتج وتطالب بالقضاء على الإرهاب في بوركينا فاسو (صحيفة لو فاسو المحلية)

يزداد الوضعُ الأمني تعقيداً في دولة بوركينا فاسو، مع تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية، التي كان آخرها مقتل 33 مدنياً على الأقل، خلال هجوم إرهابي شنه مسلحون مجهولون، على إحدى القرى، في وسط البلاد، وذلك بعد أسبوع من مظاهرات شعبية لدعم الجيش في حربه على الجماعات الإرهابية.

وقال حاكم دائرة (موهون) بابو بيير باسينغا، في بيان صحافي أمس (السبت)، إن إرهابيين مسلحين أطلقوا، مساء الخميس الماضي، النار بشكل مباشر على مجموعة من مزارعي الخضار في بوركينا فاسو، وأضاف أن الحصيلة المؤقتة للهجوم تشير إلى مقتل 33 مزارعاً، جرى دفنهم يوم الجمعة.

وأوضح الحاكمُ أن الهجوم استهدف قرية (يولو) في محافظة (شيريبا) الواقعة ضمن دائرة (موهون) التي تتبعه إدارياً، واصفاً الهجوم بأنه «إرهابي جبان ووحشي»، وقال إن «المسلحين استهدفوا المدنيين المسالمين الذين كانوا يزرعون على طول النهر»، ويتعلق الأمر برافدٍ متفرعٍ من «فولتا السوداء»، وهو واحد من أشهر أنهار غرب أفريقيا ينبع من بوركينا فاسو، ويصب في المحيط الأطلسي بدولة كوت ديفوار.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر محلية أن منفذي الهجوم كانوا «مدججين بالسلاح وعلى متن دراجات نارية» حين أطلقوا النار «بشكل عشوائي على المزارعين»، قبل أن يضرموا النيران في المزارع والممتلكات ثم الانسحاب من المنطقة.

ومع أن حاكم دائرة (موهون) بابو بيير باسينغا أكد في بيانه الصحافي أن تعزيزات أمنية وصلت إلى المنطقة لملاحقة الإرهابيين وتأمين القرى المجاورة، فإن اللافت في هذا الهجوم هو أنه استهدف منطقة تقع وسط البلاد، غير بعيد من العاصمة واغادوغو، وهي المنطقة نفسها التي تعيشُ منذ شهر مارس (آذار) الماضي حالة طوارئ أعلنتها السلطات بسبب تصاعد الإرهاب فيها، وعمليات يقودها الجيش لاستعادة الاستقرار.

ويأتي هذا الهجوم بعد أسبوع من مظاهرات شعبية خرجت يوم السبت في العاصمة واغادوغو، وبعض المدن الكبيرة في البلاد، لدعم النقيب إبراهيم تراوري، الذي يحكم البلاد منذ نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، إثر انقلاب عسكري، وأعلن أن هدفه الأول هو القضاء على الإرهاب.

وكان الشعار الأبرز لهذه المظاهرات هو مساندة تراوري في حربه على الإرهاب، ودعم مساعيه لاستعادة الأمن والاستقرار، ولكن المتظاهرين وأغلبهم من الشباب المتحمسين، أضرموا النيران في أعلام فرنسا والاتحاد الأوروبي، وردد بعض المتظاهرين هتافات من قبيل: «نرفض التدخل الخارجي... لتسقط فرنسا... ليسقط حلف شمال الأطلسي».

وتأتي هذه المظاهرات بعد يومين من مقابلة تلفزيونية خرج فيها النقيب تراوري ليدافع عن حصيلة سبعة أشهر قضاها في الحكم، وركز فيها على ما تحقق على صعيد الأمن والاستقرار، ومحاربة الإرهاب، وهي المقابلة التي وصف فيها كلاً من روسيا وتركيا بـ«الحليف الاستراتيجي».

ولكن الوضع في بوركينا فاسو يزداد تعقيداً، وهو البلد الذي يواجه منذ 2015 موجة عنف متصاعدة أودت بحياة أكثر من 10 آلاف شخص خلال السنوات السبع الماضية، من مدنيين وعسكريين، وفقاً لمنظمات غير حكومية، كما أسفرت عن نزوح مليوني شخص، وفقدت الدولة السيطرة على 40 في المائة من أراضيها لصالح مجموعات محسوبة على تنظيمي «داعش» و«القاعدة».

وهذه الأزمة الأمنية تسببت في أزمة سياسية خانقة، أدخلت البلد في موجة من عدم الاستقرار، أسفرت في النهاية عن انقلابين عسكريين في عام 2022.



7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.