صادر مدّعون عامون في تايوان وهونغ كونغ وسنغافورة مئات الملايين من الدولارات من أصول رجل أعمال كمبودي تتهمه الولايات المتحدة برئاسة شبكة احتيال عالمية.
تُعَد هذه القضية الأحدث في سلسلة من التحقيقات وعمليات مصادرة الأصول التي بدأت، عندما اتهم مدّعون عامون أميركيون تشين تشي، مؤسس مجموعة «برينس» القابضة الكمبودية، بإدارة شبكة احتيال إلكتروني واسعة النطاق تمتد عملياتها عبر دول تشمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبالاو، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».
ووجّهت السلطات الأميركية إلى تشين تُهم التآمر للاحتيال الإلكتروني والتآمر لغسل الأموال في لائحة اتهام كُشف عنها في 14 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى جانب مصادرة كميات هائلة من أصول العملات المشفّرة، شملت نحو 14 مليار دولار من عملة بيتكوين. كما أعلنت حكومتا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن عقوبات مشتركة ضد تشين ومعاونيه، بالإضافة إلى شركته. أثارت شبكات المحتالين المتمركزة في كمبوديا ولاوس وميانمار والفلبين قلقاً متزايداً في السنوات الأخيرة، حيث قدّرت «الأمم المتحدة» أنهم يحصلون على عشرات المليارات من الدولارات سنوياً من ضحايا في جميع أنحاء العالم عبر مخططات تتراوح بين الاستثمارات الوهمية وعمليات الاحتيال القائمة على العلاقات العاطفية.
ويزعم المدّعون العامون أن شبكة مجموعة «برينس» القابضة الإجرامية احتالت على 250 ضحية في الولايات المتحدة، وفقاً للائحة الاتهام.
بدأت سنغافورة تحقيقاً، في 30 أكتوبر، بعد إعلانها عن مصادرة أصول مالية تابعة لتشين بقيمة تزيد عن 150 مليون دولار سنغافوري (114 مليون دولار)، بالإضافة إلى يخت ورفوف من الخمور.
ويوم الثلاثاء، صادر مدّعون تايوانيون أصولاً من تشين تشي بقيمة 150 مليون دولار أثناء احتجاز 25 مشتبَهاً بهم. وقال ممثلو الادعاء إن ذلك شمل 26 سيارة فاخرة، بما في ذلك فيراري وبوغاتي وبورش، بالإضافة إلى 11 شقة في مبنى راقٍ في تايبيه. وحددت وسائل الإعلام التايوانية المبنى على أنه المبنى نفسه الذي يعيش فيه نجم البوب الصيني الشهير جاي تشو.
وفي اليوم نفسه، أعلنت شرطة هونغ كونغ عن مصادرة أصول بقيمة 2.75 مليار دولار هونغ كونغي (353 مليون دولار) تتكون، في الغالب، من النقد والأسهم وصناديق أخرى حدّدتها وسائل الإعلام المحلية على أنها مملوكة لتشين تشي.
وأعلنت السلطات البريطانية عن مصادرة قصر لتشين تشي بقيمة 12 مليون جنيه إسترليني (15.6 مليون دولار) في شمال لندن، ومبنى مكاتب بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني (130 مليون دولار) في 14 أكتوبر.
تشين مواطن صيني حصل على الجنسية الكمبودية ومكانة بين النخبة الكمبودية. تمتلك مجموعته «برينس» عدداً من الأعمال التجارية وتدير بنكاً واستثمارات في العقارات بالبلاد.
ومع ذلك يقول المدّعون إن الجزء الأكبر من ثروته جاء من الاحتيال. ووفقاً للائحة الاتهام الأميركية، فاخر تشين، ذات مرة، بأن عمليات كانت تُدرّ 30 مليون دولار يومياً. شَغل تشين منصب مستشار لرئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، ووالده رئيس الوزراء السابق هون سين، ومُنح لقب «نيك أوكنها» وهو ما يُعادل لقب اللورد الإنجليزي.


