الغموض يحيط بانقطاع الإنترنت في أفغانستان بعد كشف زيف بيان منسوب لـ«طالبان»

أدى إلى شلّ قطاعات حيوية منها الأنشطة المصرفية والملاحة الجوية

أبراج الاتصالات تعود للعمل تدريجياً بعد إغلاق دام قرابة 3 أيام في قندهار 1 أكتوبر 2025 (إ.ب.أ)
أبراج الاتصالات تعود للعمل تدريجياً بعد إغلاق دام قرابة 3 أيام في قندهار 1 أكتوبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

الغموض يحيط بانقطاع الإنترنت في أفغانستان بعد كشف زيف بيان منسوب لـ«طالبان»

أبراج الاتصالات تعود للعمل تدريجياً بعد إغلاق دام قرابة 3 أيام في قندهار 1 أكتوبر 2025 (إ.ب.أ)
أبراج الاتصالات تعود للعمل تدريجياً بعد إغلاق دام قرابة 3 أيام في قندهار 1 أكتوبر 2025 (إ.ب.أ)

تسود حالة من الغموض وضع خدمة الإنترنت في أفغانستان بعد أن شهدت بعض الشبكات عودة جزئية للعمل، الأربعاء، وذلك في أعقاب انقطاع شبه شامل بدأ الاثنين.

يستخدم الناس الهواتف المحمولة مع عودة خدمات الإنترنت والاتصالات تدريجياً في قندهار 1 أكتوبر 2025 (إ.ب.أ)

وكانت وكالة «أسوشييتد برس» قد تناقلت في وقت سابق بياناً منسوباً إلى حركة «طالبان»، ينفي أن يكون الانقطاع متعمداً، ويعلل أسبابه بتقادم كابلات الألياف الضوئية وبدء عمليات استبدالها. مع ذلك كشفت التحقيقات اللاحقة عن أن البيان مزوّر.

وتتواصل «طالبان» أحياناً مع الصحافيين الباكستانيين عبر مجموعة رسمية على تطبيق «واتساب».

بيد أن البيان المزيف ورد رسالةً فردية إلى بعض أعضاء المجموعة، دون أن يُنشر في المجموعة الرسمية المذكورة. وقد صدر البيان من مستخدم أفغاني اتخذ اسماً شبيهاً باسم المجموعة الرسمية على الـ«واتساب»، ثم اختفى، دون إمكانية التحقق من هويته الحقيقية. كذلك تم تداول البيان ذاته على منصة «إكس» (سابقاً تويتر) عبر حساب يدار من قِبل أحد المتعاطفين مع «طالبان»، وليس عبر الحسابات الرسمية للحركة، حسب تقرير لـ«أسوشييتد برس»، الخميس.

رجل في أحد أكشاك الصرافة يتفقد هاتفه المحمول بعد استعادة بعض الشبكات بعد انقطاع بدأ الاثنين في جلال آباد يوم الأربعاء 1 أكتوبر 2025 (أ.ب)

ونتيجة للانقطاع واسع النطاق لخدمة الإنترنت داخل أفغانستان، واجهت وكالة «أسوشييتد برس» صعوبة في الاتصال المباشر بالمُتحدث الرسمي باسم «طالبان» لاستيضاح المزيد من التفاصيل حول أعمال إصلاح الألياف الضوئية.

وبعد ساعات من انتشار البيان المزيف الأربعاء، أصدرت مجموعة «واتساب» الرسمية التابعة لـ«طالبان» أول رد رسمي منها بشأْن الانقطاع، أكدت فيه أن خدمات الهاتف المحمول تشهد عودة تدريجية. وأكد مسؤولو المجموعة لوكالة «أسوشييتد برس» أن البيان الجديد حقيقي. ونقل البيان عن مسؤولين في القسم الفني للاتصالات قولهم إن الفرق المختصة تعمل بشكل متواصل لإعادة الخدمات بالكامل.

وفي الإطار ذاته، نشرت منظمة «نت بلوكس» المختصة برصد الإنترنت تحديثاً على منصة «إكس» جاء فيه: «تُظهر البيانات المباشرة للشبكات عودة جزئية لخدمات الإنترنت في أفغانستان، وذلك في أعقاب موجة احتجاجات على انقطاع شامل استمر يومين؛ وذلك في وقت تفرض فيه قيادة «طالبان» قيوداً جديدة على شركات الاتصالات في إطار مكافحة المحتوى «غير الأخلاقي».

برج اتصالات في جلال آباد الأربعاء 1 أكتوبر 2025 بعد استعادة بعض الشبكات بعد انقطاع بدأ يوم الاثنين (أ.ب)

وكانت «نت بلوكس» قد أشارت يوم الاثنين إلى انهيار الاتصال بالإنترنت في عموم أنحاء أفغانستان، بما في ذلك العاصمة كابل، كما طال التأثير خدمات الهاتف. وأدى هذا الانقطاع إلى شلّ الحركة في القطاعات الحيوية ومنها الأنشطة المصرفية والتجارية والملاحة الجوية.

وصرحت شركة الطيران الأفغانية «كام إير» لمحطة «تولو نيوز» التليفزيونية المحلية بأنها على الأرجح ستستأنف رحلاتها إلى كابل الأربعاء، بعد أن أوقفت عملياتها تماماً منذ الاثنين بسبب الانقطاع.

وحذّر مسؤولو الإغاثة مما تواجهه المنظمات الإنسانية من تحديات كبيرة نتيجة الانقطاع، مطالبين السلطات بإعادة الخدمة.

وجاء في بيان صادر عن منظمة «أنقذوا الأطفال» يوم الأربعاء: «تُعد الاتصالات الموثوق بها ركيزة أساسية لقدرتنا على العمل، وتقديم المساعدات المنقذة للحياة، والتنسيق الفعال مع الشركاء».

رجال أفغان يستخدمون هواتفهم المحمولة في كابول 1 أكتوبر 2025. عادت شبكات الهاتف المحمول والإنترنت إلى جميع أنحاء أفغانستان في الأول من أكتوبر بعد 48 ساعة من قطع سلطات «طالبان» للاتصالات (أ.ف.ب)

وصرح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، لصحافيين بأن سلطات «طالبان» نفذت القطع «من دون تفسير واضح... ويبدو أنه قد تم التراجع عنه أيضاً من دون تفسير».

وأضاف أن هذا الانقطاع يهدّد بإحداث تداعيات سلبية متعددة على الشعب الأفغاني، وعلى استقرار الاقتصاد، وعلى الوضع الهش للنساء والفتيات، فضلاً عن كونه انتهاكاً للحق الأساسي لجميع الأفغان في حرية التعبير والحصول على المعلومات والتمتع بالخصوصية.

وجاءت تصريحات دوجاريك بعد أن أعلنت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان أن حالة الانقطاع، التي قاربت الـ48 ساعة، قد انتهت، وأن خدمات الإنترنت قد عادت إلى العمل على مستوى البلاد.

رجل أفغاني يستخدم هاتفاً محمولاً بينما تعود خدمات الإنترنت والاتصالات تدريجياً بعد انقطاع دام قرابة 3 أيام في كابول 1 أكتوبر 2025 (إ.ب.أ)

وعادت خدمة الاتصالات والإنترنت في العاصمة كابل وعدد من الولايات الأفغانية، الأربعاء، بعد 48 ساعة من انقطاع شامل فرضته سلطات «طالبان» في البلاد. وكانت البلاد قد شهدت الاثنين حالة من الارتباك بعدما انقطعت خدمات الهواتف المحمولة والإنترنت بشكل مفاجئ من دون سابق إنذار. ويأتي هذا الانقطاع الواسع بعد أسابيع من بدء السلطات بقطع خدمات الإنترنت السريع عن بعض الولايات بذريعة منع «الرذيلة»؛ بناءً على أوامر القائد الأعلى لـ«طالبان» هبة الله أخوندزاده. وأفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن إشارات الهاتف المحمول أصبحت متاحة أيضاً من مشغّلين عديدين في ولايات قندهار وخوست وغزني وهرات.

وما إن عادت الخدمة حتى خرج المئات إلى الشوارع احتفالاً، وتبادلوا الأخبار عبر هواتفهم. كما أطلق السائقون العنان لأبواق سياراتهم، على ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال محمد تواب فاروق الذي يدير مطعما «عادت الحياة إلى المدينة».

وكانت هذه المرة الأولى تقطع الاتصالات منذ عودة «طالبان» إلى الحكم في 2021 وفرضها قوانين تستند إلى رؤية متشددة للشريعة. في حين عدَّت منظمة «نت بلوكس» لرصد الإنترنت والأمن السيبراني أن الانقطاع «يتوافق مع فصل متعمّد للخدمة»، مشيرة إلى أن إشارة الهاتف المحمول وخدمة الإنترنت انخفضت إلى 1 في المائة (من المستويات الطبيعية).

وقبيل انقطاع الخدمة، الاثنين، أفاد مصدر حكومي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بأن شبكة الألياف البصرية سيتم قطعها؛ ما سيؤثر على خدمات الهاتف المحمول «حتى إشعار آخر».

أضرار جسيمة

وتوقفت معظم الأنشطة الاقتصادية، بما فيها عمل المصارف ومكاتب البريد والأسواق، في حين اضطرت المستشفيات إلى الاستمرار من دون إمكان الوصول إلى السجلات الطبية للمرضى. وأُلغيَت الثلاثاء جميع الرحلات الجوية في مطار كابل.

ولم يعد الأفغان قادرين على الاتصال ببعضهم بعضاً، وأصاب الشلل أنظمة التسوق عبر الإنترنت والخدمات المصرفية، وبات متعذراً على المغتربين إرسال التحويلات المالية التي تشكّل حاجة لا غنى عنها للعائلات. وتوجّه سكان هرات وقندهار إلى المدن الحدودية لالتقاط إشارات من إيران وباكستان المجاورتين.

عَلم «طالبان» يرفرف على قمة تل وسط عودة تدريجية للاتصالات في جميع أنحاء البلاد في كابل 30 سبتمبر 2025 (رويترز)

ودعت الأمم المتحدة، الثلاثاء، حكومة «طالبان» إلى إعادة تشغيل شبكة الاتصالات والإنترنت بشكل فوري في جميع أنحاء البلاد. وجاء في بيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان أن فصل الشبكة «جعل أفغانستان مقطوعة في شكل شبه كامل عن العالم الخارجي وقد يلحِق ذلك أضراراً جسيمة بالشعب الأفغاني، بما في ذلك من خلال تهديد الاستقرار الاقتصادي ومفاقمة إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم».

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت اتصالات الإنترنت بطيئة جداً أو متقطعة. وفي 16 سبتمبر (أيلول) أعلن الناطق باسم ولاية بلخ (شمال) عطا الله زيد حظر الإنترنت عبر الألياف الضوئية بالكامل و«فصل الشبكة» بأمر من القائد الأعلى لـ«طالبان» هبة الله أخوندزاده. وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي «اتُخذ هذا الإجراء لمكافحة الرذيلة، وسيتم توفير خيارات بديلة في كل أنحاء البلاد لتلبية حاجات الاتصال».


مقالات ذات صلة

باكستان: القضاء على 10 إرهابيين مدعومين من الهند

آسيا يقف شرطي حارساً خارج كاتدرائية القديس يوحنا المركزية في بيشاور خلال قداس عيد الميلاد (د.ب.أ)

باكستان: القضاء على 10 إرهابيين مدعومين من الهند

أعلنت إدارة العلاقات العامة بالجيش الباكستاني، الخميس، أن قوات الأمن تمكنت من تحييد 10 إرهابيين مدعومين من الهند، بينهم «زعيم عصابة من الخوارج».

«الشرق الأوسط» (روالبندي (باكستان) )
شؤون إقليمية أكرم الدين سريع القائد السابق لشرطة ولايتي بغلان وتخار (إكس)

اغتيال مسؤول أمني أفغاني سابق في العاصمة الإيرانية

قتل أكرم الدين سريع، مسؤول أمني سابق في الحكومة الأفغانية السابقة، في هجوم مسلح وقع في العاصمة الإيرانية طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
أوروبا أفغان ضمن برامج الاستقبال الفيدرالية في مطار هانوفر... وقد نقلت رحلة طيران مستأجرة نظمتها الحكومة الألمانية 141 أفغانياً إلى ألمانيا يوم الاثنين (د.ب.أ)

ألمانيا تستقبل دفعة جديدة تضم 141 أفغانياً ضمن «برنامج الإيواء»

وصل 141 أفغانياً إلى ألمانيا على متن رحلة طيران مستأجرة (شارتر) نظمتها الحكومة الألمانية.

«الشرق الأوسط» (هانوفر (ألمانيا))
آسيا قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)

رئيس أركان الجيش: 70 % من مقاتلي «طالبان باكستان» مواطنون أفغان

ذكر رئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، أن 70 في المائة من مقاتلي حركة «طالبان باكستان» الذين يدخلون باكستان هم «مواطنون أفغان».

«الشرق الأوسط» (كابل )
آسيا صورة غير مؤرخة لمنظر طبيعي وبحيرة في ريف كابل بأفغانستان (شاتر ستوك)

المعادلة العابرة لأفغانستان... ساحة تنافس أم مجال لمصلحة مشتركة؟

لم تعد عودة إحياء «الممر العابر لأفغانستان» مجرد مشروع نقل بديل، بل باتت مؤشراً حاسماً على الكيفية التي ستتموضع بها دول آسيا الوسطى جيوسياسياً في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل )

تايلاند وكمبوديا تعلنان الاتفاق على وقف «فوري» لإطلاق النار

أرشيفية لآليات عسكرية تايلاندية تتوجه نحو الحدود مع كمبوديا (إ.ب.أ)
أرشيفية لآليات عسكرية تايلاندية تتوجه نحو الحدود مع كمبوديا (إ.ب.أ)
TT

تايلاند وكمبوديا تعلنان الاتفاق على وقف «فوري» لإطلاق النار

أرشيفية لآليات عسكرية تايلاندية تتوجه نحو الحدود مع كمبوديا (إ.ب.أ)
أرشيفية لآليات عسكرية تايلاندية تتوجه نحو الحدود مع كمبوديا (إ.ب.أ)

أعلنت تايلاند وكمبوديا في بيان مشترك، اليوم (السبت)، اتفاقهما على وقف «فوري» لإطلاق النار، متعهدتين بإنهاء أسابيع من الاشتباكات الحدودية الدامية.

وأفاد البيان الصادر عن اللجنة العامة المختصة بالحدود بين البلدين والذي نشره الجانب الكمبودي: «يتفق الطرفان على وقف فوري لإطلاق النار فور توقيع هذا البيان المشترك، ويصبح ساريا اعتبارا من الساعة 12,00 ظهرا (بالتوقيت المحلي) في 27 ديسمبر (كانون الأول) 2025.

وأضاف البيان أن وقف النار يشمل جميع أنواع الأسلحة والأهداف المدنية والعسكرية لكلا الجانبين وفي جميع الحالات وجميع المناطق.


«الخارجية» الباكستانية تستدعي دبلوماسياً بريطانياً بسبب تهديد لقائد الجيش خلال تجمع

قائد الجيش الباكستاني عاصم منير يتحدث في الميكروفون خلال زيارته أحد التمارين العسكرية (رويترز)
قائد الجيش الباكستاني عاصم منير يتحدث في الميكروفون خلال زيارته أحد التمارين العسكرية (رويترز)
TT

«الخارجية» الباكستانية تستدعي دبلوماسياً بريطانياً بسبب تهديد لقائد الجيش خلال تجمع

قائد الجيش الباكستاني عاصم منير يتحدث في الميكروفون خلال زيارته أحد التمارين العسكرية (رويترز)
قائد الجيش الباكستاني عاصم منير يتحدث في الميكروفون خلال زيارته أحد التمارين العسكرية (رويترز)

استدعت وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم الجمعة، نائب المفوض السامي البريطاني في باكستان، مات كانيل، بعد أن أظهر مقطع فيديو متداول امرأةً، خلال تجمع في مدينة برادفورد البريطانية، وهي تردد أن قائد الجيش الباكستاني سيموت في هجوم محتمل.

وقال مسؤولون ووسائل إعلام محلية إن وزارة الخارجية الباكستانية استدعت مات كانيل، للمطالبة بإجراء تحقيق حول المرأة التي تحدثت عن احتمال اغتيال قائد قوات الدفاع رئيس أركان الجيش الباكستاني، عاصم منير، في هجوم بسيارة مفخخة.

ووفق ما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس»، كانت المرأة تشارك في تجمع، بمدينة برادفورد الواقعة شمال بريطانيا، دعماً لرئيس الوزراء الباكستاني السابق المعتقل عمران خان.

ويقضي خان، الذي جرت الإطاحة به في تصويتٍ بحجب الثقة خلال أبريل (نيسان) 2022، عامه الثاني في السجن بعد إدانته بالفساد. ولا يزال خان يحظى بشعبية لدى عدد من أنصاره.

وجاء تجمُّع برادفورد بعد أيام من إصدار محكمة باكستانية حكماً على خان وزوجته بشرى بيبي بالسجن لمدة 17 عاماً لكل منهما بتهمة الاحتفاظ بهدايا مقدَّمة للدولة، وبيعها بأسعار أقل من قيمتها السوقية أثناء فترة تولي خان منصبه.

وجرى نشر مقطع الفيديو بواسطة الفرع البريطاني لحزب حركة الإنصاف الباكستانية، الذي يقوده خان، على منصة «إكس»، وحُذف لاحقاً.

وقال نائب وزير الداخلية الباكستاني، طلال شودري، لقناة «جيو» التلفزيونية الباكستانية، اليوم الجمعة، إنه رغم تحريض حزب خان أنصاره ضد الجيش، فإن «تهديد السيارة المفخخة» في تجمع برادفورد «تجاوز كل الحدود».

وأضاف: «هذا لا يندرج ضمن حرية التعبير»، داعياً الحكومة البريطانية إلى التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية.

في غضون ذلك، قالت المفوضية السامية البريطانية بإسلام آباد، في بيان موجز: «عندما تعتقد حكومة أجنبية أن جريمة ارتُكبت، يجب عليها تزويد ضابط الاتصال في الشرطة البريطانية بجميع الأدلة ذات الصلة. وأي دليل يبدو أنه ينتهك القانون البريطاني سيخضع لمراجعة الشرطة، وقد يؤدي إلى فتح تحقيق جنائي».

كانت التوترات قد تفاقمت مؤخراً بين حزب حركة الإنصاف الباكستانية والجيش. ووصف المتحدث باسم الجيش أحمد شريف شودري، خلال مؤتمر صحافي في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، خان بأنه «مريض عقلياً»، وذلك بعد ظهور منشورات على الحساب الرسمي لخان على منصة «إكس»، اتهم فيها منير بأنه «مضطرب عقلياً».

ويوجّه عدد من أنصار خان اتهاماً لمنير بأنه وراء سجن قائدهم.


ما هو تنظيم «داعش» الذي استهدفته ضربة أميركية في نيجيريا؟

تُعرض الصفحات الأولى من الصحف التي تُغطي الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي «داعش» في نيجيريا وفقاً لتصريحات الرئيس دونالد ترمب والجيش الأميركي بكشك لبيع الصحف في لاغوس 26 ديسمبر 2025 (رويترز)
تُعرض الصفحات الأولى من الصحف التي تُغطي الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي «داعش» في نيجيريا وفقاً لتصريحات الرئيس دونالد ترمب والجيش الأميركي بكشك لبيع الصحف في لاغوس 26 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

ما هو تنظيم «داعش» الذي استهدفته ضربة أميركية في نيجيريا؟

تُعرض الصفحات الأولى من الصحف التي تُغطي الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي «داعش» في نيجيريا وفقاً لتصريحات الرئيس دونالد ترمب والجيش الأميركي بكشك لبيع الصحف في لاغوس 26 ديسمبر 2025 (رويترز)
تُعرض الصفحات الأولى من الصحف التي تُغطي الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي «داعش» في نيجيريا وفقاً لتصريحات الرئيس دونالد ترمب والجيش الأميركي بكشك لبيع الصحف في لاغوس 26 ديسمبر 2025 (رويترز)

سلَّطت الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة لمسلحي تنظيم «داعش» في نيجيريا؛ بناءً على طلب من حكومة البلاد، الضوء على التنظيم، وسط مخاوف من عودته من جديد بعد هزيمته على يد تحالف بقيادة واشنطن في الشرق الأوسط.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في منشور على موقع «تروث سوشيال» إن التنظيم يستهدف المسيحيين ​في نيجيريا بشكل أساسي «بمستويات لم نشهدها منذ سنوات عدة».

يقرأ الناس الصحف التي تنشر تقارير عن الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي تنظيم «داعش» بنيجيريا وفقاً لما ذكره الرئيس دونالد ترمب والجيش الأميركي في لاغوس 26 ديسمبر 2025 (رويترز)

ما هو تنظيم «داعش»؟

ظهر التنظيم في العراق وسوريا، وسرعان ما أسس ما أُطلق عليها دولة «خلافة» وحلّ إلى حد كبير محل تنظيم «القاعدة» المتشدد.

وفي أوج قوته بين عامي 2014 و2017، سيطر التنظيم على مساحات شاسعة من البلدين وفرض حكمه على ملايين. ولم يكن معقله يبعد سوى 30 دقيقة بالسيارة عن بغداد، كما سيطر لفترة على مدينة سرت على ساحل ليبيا.

وسعى تنظيم «داعش » إلى الحكم في المناطق التي سيطر عليها بأسلوب حكومة مركزية وفرض تفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية، واستخدم أساليب وحشية مروعة تشمل تنفيذ عمليات إعدام علنية إضافة إلى التعذيب.

ووقعت هجمات في عشرات المدن حول العالم نفذها التنظيم بشكل مباشر أو ألهم من نفذوها.

وفي نهاية المطاف أسفرت حملة عسكرية شنها تحالف تقوده الولايات المتحدة عن انهيار ما يسمى «الخلافة» التي أسسها التنظيم في العراق وسوريا.

من ​أين يعمل التنظيم الآن؟

بعد طرده من معقليه الرئيسيين في الرقة السورية والموصل العراقية، لجأ التنظيم إلى المناطق النائية في البلدين.

ولا يزال لعناصر من التنظيم وجود في سوريا والعراق، وأجزاء من أفريقيا بما في ذلك منطقة الساحل، وفي أفغانستان وباكستان.

ويتفرق المسلحون المتشددون التابعون للتنظيم في خلايا مستقلة، وتتسم قيادته بالسرية ويصعب تقدير حجمه الإجمالي. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد أعضاء التنظيم يبلغ نحو 10 آلاف في مواقعه الأساسية.

وانضم الكثير من الأجانب إلى تنظيم «داعش - ولاية خراسان»، في إشارة لاسم قديم لمنطقة كانت تضم أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان.

ولا تزال جماعات مرتبطة بتنظيم «داعش» نشطة في مناطق بجنوب الفلبين، خاصة في مينداناو، حيث سيطر مسلحون موالون ⁠للتنظيم على مدينة ماراوي في 2017.

الأهداف والأساليب

يسعى تنظيم «داعش» إلى نشر نسخته المتطرفة من الشريعة، لكنه تبنى أساليب جديدة منذ انهيار قواته وبعد أن مُني بسلسلة من الانتكاسات الأخرى في الشرق الأوسط.

وأصبح التنظيم الآن جماعة مختلفة ومتفرقة تعمل من خلال مجموعات أخرى تابعة أو من خلال من يستلهمون أفكاره.

لكنه احتفظ بقدرة على تنفيذ هجمات مؤثرة وواسعة النطاق يعلن مسؤوليته عنها على قنواته على تطبيق «تلغرام»، وعادة ما ينشر مع تلك الإعلانات صوراً في سعي لبث الرعب.

ورغم تشارك مقاتلي التنظيم الذين يعملون في مناطق عدة في الآيديولوجية نفسها، لا توجد أي دلائل على أنهم يتبادلون الأسلحة أو التمويل.

ويعتقد الجيش الأميركي أن الزعيم الحالي للتنظيم هو عبد القادر مؤمن، الذي يقود فرع الصومال.

هجمات نفذها «داعش» في الآونة الأخيرة

أثار هجوم إطلاق النار في حفل بمناسبة عيد الأنوار اليهودي (حانوكا) في شاطئ ​بونداي في سيدني تساؤلات حول ما إذا هناك أفراد يستلهمون مجدداً فكر التنظيم في شن هجمات.

وقالت الشرطة إن التنظيم ألهم على ما يبدو المسلحيَن اللذين قتلا 15 شخصاً. وقضى المتهمان بتنفيذ أسوأ إطلاق ⁠نار عشوائي في أستراليا منذ ما يقرب من 30 عاماً بعض الوقت في الفلبين، حيث من المعروف أن هناك شبكات مرتبطة بتنظيم «داعش» تعمل هناك.

شوهدت شباشب تعود للمصلين في أعقاب انفجار مميت بمسجد في شمال شرقي مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو - نيجيريا الخميس 25 ديسمبر 2025 (أ.ب)

ويواصل تنظيم «داعش» التآمر وشن الهجمات في سوريا، حيث أعلنت الحكومة الشهر الماضي أنها وقَّعت اتفاقية تعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم.

وفي هذا الشهر، قُتل جنديان ومترجم مدني جميعهم أميركيون في سوريا على يد أحد أفراد قوات الأمن السورية يشتبه في أنه تابع لتنظيم «داعش». وشن الجيش الأميركي ضربات واسعة النطاق على عشرات الأهداف التابعة لتنظيم «داعش» في سوريا، بعد تعهد ترمب بالرد في أعقاب الهجوم. وعبر التنظيم عن كراهيته للرئيس السوري أحمد الشرع، ووصفه بأنه «فتى ترمب»، وذلك قبل يومين من مقتل الجنديين والمترجم الأميركيين في سوريا.

ونفذ تنظيم «داعش» هجمات أيضاً في أفريقيا؛ ما يظهر أنه لا يزال موجوداً في مناطق مختلفة من العالم.

فقد أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) مسؤوليته عن هجوم قالت بعثة تابعة للأمم المتحدة إنه أسفر عن مقتل 43 على الأقل خلال قداس ليلي في كنيسة بشرق الكونغو.

وفي فبراير (شباط)، قال مسؤول عسكري إن تنظيم «داعش» هاجم قواعد عسكرية في ولاية بونتلاند شمال شرقي الصومال بسيارة ودرَّاجات نارية مفخخة؛ ما أدى إلى شن غارات جوية أسفرت عن مقتل 70 مسلحاً.