لماذا يزداد عدد شركات الطيران التي تمنع استخدام بنوك الطاقة على متن رحلاتها؟

 طائرة (رويترز)
طائرة (رويترز)
TT

لماذا يزداد عدد شركات الطيران التي تمنع استخدام بنوك الطاقة على متن رحلاتها؟

 طائرة (رويترز)
طائرة (رويترز)

سلَّطت شبكة «سي إن إن» الأميركية الضوء على تشدُّد الكثير من شركات الطيران الآسيوية بشأن قواعد حمل بطاريات الليثيوم على متن الطائرات، وذلك بعد سلسلة من حوادث ارتفاع درجة الحرارة والحرائق على متنها.

كانت وزارة النقل الكورية الجنوبية قد أعلنت في بيان، نقلاً عن لجنة التحقيق وخدمات الأدلة الجنائية، أن بنك الطاقة المزود ببطارية ليثيوم قد يكون مصدراً محتملاً للحريق الذي اندلع في طائرة تابعة لشركة طيران بوسان في يناير (كانون الثاني) في أثناء انتظارها للإقلاع. وأضاف البيان أن المحققين عثروا على «علامات ذوبان لبقايا بنك الطاقة».

توجد بطاريات الليثيوم أيون في كل مكان بحياتنا اليومية... من الهواتف الذكية إلى المركبات الكهربائية (جامعة «غراتس للتكنولوجيا»)

ولفتت الشبكة إلى أن المسافرين غالباً ما يحملون بنوك طاقة مزوَّدة ببطاريات ليثيوم لشحن هواتفهم وأجهزتهم اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وكاميراتهم، لضمان تشغيلها خلال الرحلات الطويلة لكن مشكلات الشركة المصنِّعة، وسوء الاستخدام، والقِدَم، قد تزيد من خطر البطاريات، التي تستخدم مواد قابلة للاشتعال، مما قد يشكِّل خطر حريق على متن الرحلات الجوية.

كانت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية قد سجلت أكثر من 500 حادثة لبطاريات ليثيوم على متن الطائرة، شملت دخاناً أو حريقاً أو حرارة شديدة، خلال العقدين الماضيين.

ما شركات الطيران التي غيَّرت قواعدها؟

طبَّقت كوريا الجنوبية قيوداً دخلت حيز التنفيذ هذا الشهر، حيث منعت الركاب من تخزين أجهزة الشحن السريع والسجائر الإلكترونية في كبائن الركاب العلوية على جميع شركات الطيران، ويمكن للمسافرين تخزين أجهزة الشحن السريع إما في جيب المقعد وإما تحته، كما يُحظر شحن جهاز الشحن السريع على متن الطائرة عن طريق توصيله بمنفذ USB في المقعد، وفقاً للوائح الجديدة.

وقالت وزارة النقل: «تجب تغطية مقابس جهاز الشحن السريع بشريط أو وضعها في جراب واقٍ أو كيس بلاستيكي (مثل كيس بسحاب) حتى لا تلامس معادن أخرى».

وأعلنت الخطوط الجوية التايلاندية أنه لم يعد يُسمح للمسافرين باستخدام أو شحن بنوك الطاقة على متن رحلاتها اعتباراً من 15 مارس (آذار)، وذلك عقب «حوادث حرائق على متن رحلات جوية دولية، يُشتبه في ارتباطها باستخدام بنوك الطاقة».

ابتداءً من أبريل (نيسان)، تمنع الخطوط الجوية السنغافورية الركاب من استخدام بنوك الطاقة لشحن هواتفهم وأجهزتهم الشخصية في أثناء الرحلات. كما لا يُسمح بشحن بنوك الطاقة باستخدام منافذ USB في الطائرات.

وأعلنت شركة «طيران آسيا» منخفضة التكلفة، أنها ستُلزم الركاب بتخزين بنوك الطاقة تحت المقعد أو في جيب المقعد، وتحظر شحن الأجهزة الإلكترونية المحمولة طوال الرحلة.

كما حظرت شركة طيران تايوانية (إيفا إير)، والخطوط الجوية الصينية، استخدام الشواحن المحمولة على متن الرحلات.

وأعلنت هيئة تنظيم الطيران في هونغ كونغ أنها ستمنع الركاب من استخدام بنوك الطاقة خلال الرحلات الجوية ومن تخزين بطاريات الليثيوم في كابينة الركاب العلوية اعتباراً من 7 أبريل.

بطاريات الليثيوم (رويترز)

يأتي هذا التغيير بعد أن اضطرت رحلة تابعة لشركة طيران هونغ كونغ قادمة من مدينة هانغتشو الصينية إلى تحويل مسارها بعد أن تسبب جهاز شحن محمول في حريق في كابينة الركاب العلوية، وفقاً للتقارير.

ووفقاً لكريستال تشانغ، الأستاذة في كلية العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بجامعة RMIT الأسترالية، تُستخدم بطاريات الليثيوم بشكل شائع في بنوك الطاقة نظراً لكثافة طاقتها العالية وتكلفتها المنخفضة نسبياً، وتتميز هذه البطاريات بقدرتها على تخزين كميات كبيرة من الطاقة دون أن تكون ضخمة الحجم، مما يجعلها خياراً شائعاً لبنوك الطاقة عالية السعة.

وأضافت أن بنوك الطاقة ضرورية في الرحلات الطويلة، ولرجال الأعمال، ولمن يعتمدون على الأجهزة المحمولة، نظراً لافتقار معظم المطارات لمحطات شحن كافية.

وتابعت أن فرض حظر شامل على استخدامها في أثناء الرحلات الجوية سيُسبب إزعاجاً للركاب.

هل ما زال بإمكاني اصطحاب بنك طاقة في رحلتي؟

وفقاً لقواعد إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية وإدارة أمن النقل يجب أن تُحمل بطاريات الليثيوم، مثل بنوك الطاقة، في حقائب اليد فقط.

وبشكل عام، يسمح معظم شركات الطيران لكل راكب بحمل بطاريتين من بنوك الطاقة الليثيوم أيون، بسعة تتراوح بين 100 و160 واط/ساعة، كحد أقصى، داخل مقصورة الطائرة.

مع ذلك، تستخدم معظم بنوك الطاقة المتوفرة في السوق وحدة المللي أمبير/ساعة لقياس سعة البطارية. لذا، ابحث عن بنوك طاقة لا تزيد سعتها على 43000 مللي أمبير/ساعة تقريباً، وذلك وفقاً لقواعد معظم شركات الطيران.

ويكفي بنك طاقة واحد بسعة 100 واط/ساعة (27000 مللي أمبير/ساعة لبطارية 3.7 فولت نموذجية) لشحن هاتف آيفون 13 برو نحو ثلاث إلى أربع مرات.

ولكن إمكانية استخدامها على متن الطائرة تعتمد على شركة الطيران، وهناك أيضاً استثناءات للأجهزة الطبية المحمولة.

واستعرضت الشبكة ما يمكنك إحضاره في حقيبة يدك:

الخطوط الجوية الكورية: يُسمح لكل راكب بحمل خمس بطاريات سعة 100 واط/ساعة كحد أقصى، سواءً في حقيبة اليد أو الأمتعة المسجلة معاً.

خطوط آسيانا الجوية: يجب تعبئة بطاريات الليثيوم الاحتياطية والبطاريات الإضافية التي تبلغ سعتها 160 واط/ساعة أو أقل في عبوات مقاومة للماس الكهربائي.

الخطوط الجوية السنغافورية: يُسمح للمسافرين بإحضار بنوك طاقة بسعة تصل إلى 100 واط/ساعة، بينما تتطلب البطاريات التي تتراوح سعتها بين 100 و160 واط/ساعة موافقة شركة الطيران.

وتنطبق القواعد نفسها على شركة «سكوت»، وهي شركة طيران منخفضة التكلفة تابعة لها.

«كاثي باسيفيك»: يجب ألا تتجاوز سعة بنوك الطاقة 100 واط/ساعة.

«هونغ كونغ إكسبريس»: يجب ألا تتجاوز سعة بطاريات الليثيوم أيون 100 واط/ساعة، ويجب حماية كل بطارية على حدة لمنع حدوث ماس كهربائي.

«كانتاس أستراليا»: لا يُسمح بأكثر من بطاريتين ليثيوم احتياطيتين تتجاوز سعتهما 100 واط/ساعة ولا تتجاوز 160 واط/ساعة.

«فيرجن أستراليا»: يجب أن تكون البطاريات الاحتياطية (المفككة)، بما في ذلك بنوك الطاقة، في الأمتعة المحمولة فقط.

ويجب حمايتها بوضعها في عبوتها الأصلية، أو في كيس بلاستيكي منفصل، أو في حقيبة واقية، أو بعزل أطرافها بشريط لاصق فوق الأطراف المكشوفة.

«طيران آسيا»: يُسمح للمسافرين بحمل بنوك طاقة لا تتجاوز سعتها 100 واط/ساعة أو 20000 مللي أمبير/ساعة.

وتتطلب بنوك الطاقة التي تتراوح سعتها بين 100 و160 واط/ساعة موافقة شركة الطيران عند مكتب تسجيل الوصول.

على صعيد آخر، لا توجد قيود على حمل بطاريات الخلايا الجافة، وفقاً لإدارة الطيران الفيدرالية، ما دام الجهد لا يتجاوز 12 فولتاً وأن تكون «محمية من التلف».

ويمكن فعل ذلك عن طريق ترك البطاريات في عبوتها الأصلية، وتغطية أطرافها بشريط لاصق غير معدني، أو وضعها في كيس بلاستيكي مغلق أو حقيبة واقية.

بطاريات الليثيوم المعدنية يمكنها تعزيز كفاءة السيارة الكهربائية (المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا)

ما مشكلة بطاريات الليثيوم؟

تعمل الهواتف المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والطائرات من دون طيار، بالإضافة إلى الدراجات الكهربائية، والاسكوتر الكهربائي، والمركبات الكهربائية، جميعها ببطاريات الليثيوم أيون.

ووفقاً لسونيا براون، المحاضرة في علوم الطيران بجامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، قد ترتفع درجة حرارة هذه البطاريات نتيجة ظاهرة تُعرف باسم «الهروب الحراري»، وهي تفاعل متسلسل قد يؤدي إلى حريق أو انفجار.

وتحتوي بطاريات الليثيوم أيون، المستخدمة في بنوك الطاقة، على مواد شديدة التفاعل والاشتعال.

وقالت براون: «يمكن أن تكون بطاريات الليثيوم بحد ذاتها مصدر اشتعال، أو مصدر وقود لحريق اندلع في مكان آخر، ويزداد الخطر المحتمل كمصدر اشتعال عند تلف بطاريات الليثيوم، أو انتفاخها، أو وجود عيوب تصنيع فيها، أو شحنها الزائد، أو ارتفاع درجة حرارتها».

وأضافت أيضاً أن ملامسة أطراف البطارية الأخرى عن طريق الخطأ «قد تُسبب تفريغاً غير مقصود».

وتقترح تغليف بنوك الطاقة والبطاريات الاحتياطية بمادة غير موصلة أو تعبئتها بشكل منفصل لتجنب ملامستها للمعادن الأخرى.

كما تُوصي المسافرين بفحص بنوك الطاقة الخاصة بهم قبل السفر، بحثاً عن أي علامات انتفاخ أو تلف خارجي، والتخلص منها وفقاً للوائح المحلية في حال وجود أي شيء يبدو غير عادي.


مقالات ذات صلة

«إيرباص» تدفع ثمن الاعتماد المفرط على نموذج طائرة واحد

تحليل إخباري شعار «إيرباص» خلف نموذج لطائرة يورودرون خلال المعرض الدولي للفضاء في مطار برلين (د.ب.أ)

«إيرباص» تدفع ثمن الاعتماد المفرط على نموذج طائرة واحد

تلقت شركة «إيرباص» الأسبوع الماضي تذكيراً قاسياً بأن طائرتها الأكثر مبيعاً في العالم، وهي سلسلة «إيه 320»، ليست محصنة ضد الصدمات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد طائرة «إيرباص إيه 320» تابعة لشركة «لاتام إيرلاينز» على مدرج مطار إلدورادو في بوغوتا (أ.ف.ب)

بعد «عيوب» في الـ«إيه 320»... «إيرباص» تخفض مستهدف تسليم الطائرات هذا العام

خفضت شركة «إيرباص» العملاقة لصناعة الطائرات مستهدف تسليمها للطائرات التجارية لعام 2025 إلى نحو 790 طائرة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد طائرة «إيرباص إيه 320 نيو» تابعة لـ«ساس سكاندينافيان إيرلاينز» تهبط في مطار بروكسل في زافينتيم (أ.ف.ب)

«إيرباص» تعيد أساطيلها للعمل بعد تعديل البرمجيات بسرعة غير متوقعة

عادت أساطيل «إيرباص» إلى عملياتها الطبيعية يوم الاثنين بعد أن أجرت الشركة الأوروبية لصناعة الطائرات تغييرات مفاجئة في البرمجيات بوتيرة أسرع من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (باريس)
خاص طائرة تابعة لشركة «أديل» السعودية (واس)

خاص «طيران أديل» لـ«الشرق الأوسط»: خسائرنا الاقتصادية «محدودة» بعد تحديثات «إيه 320»

أوضح الرئيس التنفيذي لـ«طيران أديل» أن التأثير على الشركة والخسائر الاقتصادية الناجمة عن التوجيه العالمي الأخير لطائرات «إيرباص إيه 320» كان «محدوداً».

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد ركاب في مطار إلدورادو في بوغوتا حيث أعلنت شركة «أفيانكا» الكولومبية تأثر 70 % من أسطولها (أ.ف.ب)

استدعاء «إيرباص أيه 320» يعصف بالطيران العالمي

شهد قطاع الطيران العالمي اضطراباً واسعاً مع نهاية الأسبوع، بعد استدعاء شركة «إيرباص» لنحو 6 آلاف طائرة من طراز «أيه 320»، أي أكثر من نصف الأسطول العالمي.

«الشرق الأوسط» ( عواصم)

ارتفاع عدد قتلى فيضانات إندونيسيا إلى أكثر من 900

سيدة إندونيسية مغطاة بالطمي بعدما أغرقت الفيضانات إقليم آتشيه تاميانغ الإندونيسي (أ.ف.ب)
سيدة إندونيسية مغطاة بالطمي بعدما أغرقت الفيضانات إقليم آتشيه تاميانغ الإندونيسي (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع عدد قتلى فيضانات إندونيسيا إلى أكثر من 900

سيدة إندونيسية مغطاة بالطمي بعدما أغرقت الفيضانات إقليم آتشيه تاميانغ الإندونيسي (أ.ف.ب)
سيدة إندونيسية مغطاة بالطمي بعدما أغرقت الفيضانات إقليم آتشيه تاميانغ الإندونيسي (أ.ف.ب)

تسلّق السكان في إقليم آتشيه تاميانغ الإندونيسي فوق جذوع الأشجار الزلقة، وساروا لمدة ساعة تقريباً، السبت، للحصول على مساعدات، في حين بلغت حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية التي ضربت جزيرة سومطرة هذا الشهر أكثر من 900 شخص.

وأظهرت بيانات حكومية أن العدد المعروف للقتلى نتيجة الفيضانات والانهيارات الناجمة عن إعصار في 3 مقاطعات إندونيسية في سومطرة ومنها آتشيه، بلغ 916 شخصاً، السبت، فضلاً عن تسجيل 274 شخصاً في عداد المفقودين. وقتلت العاصفة أيضاً نحو 200 شخص في جنوب تايلاند وماليزيا.

ناجون من فيضانات في إقليم آتشيه تاميانغ الإندونيسي يحصلون على مساعدات غذائية من مروحية تابعة للجيش الإندونيسي (أ.ب)

وقال ناجون في منطقة آتشيه تاميانغ، على الساحل الشمالي الشرقي لسومطرة، لوكالة «رويترز»، إنهم ساروا لمدة ساعة، السبت، فوق جذوع أشجار متناثرة ومروا فوق سيارات مقلوبة للوصول إلى مركز توزيع مساعدات أقامه متطوعون.

وروى شهود من «رويترز» أن المتطوعين وزّعوا ملابس نظيفة، وأحضروا شاحنة صهريج محملة بالمياه العذبة حتى يتمكن الناس من ملء زجاجات بلاستيكية.

سيدة تحمل قطة بعدما أغرقت الفيضانات إقليم آتشيه تاميانغ الإندونيسي (أ.ف.ب)

ودعا مسؤولون محليون في سومطرة الحكومة في جاكرتا إلى إعلان حالة طوارئ وطنية لتوفير أموال إضافية لجهود الإنقاذ والإغاثة.

الجماعات البيئية تلوم إزالة الغابات

وتعدّ جماعات مدافعة عن البيئة أن إزالة الغابات في أنشطة مرتبطة بالتعدين وقطع الأشجار فاقمت من تأثير الفيضانات. وتحقق إندونيسيا مع الشركات التي يُشتبه في قيامها بإزالة الغابات حول المناطق المتضررة من الفيضانات.

جنود من جيش إندونيسيا يفرغون مساعدات موجهة للمتضررين من فيضانات إقليم آتشيه تاميانغ كانت على متن مروحية عسكرية (أ.ب)

وقالت وزارة البيئة الإندونيسية إنها أوقفت مؤقتاً عمليات الشركات المشتبه بها، وإنها ستطلب منها إجراء عمليات تدقيق بيئي.

وذكرت الوزارة أن المسوحات الجوية تظهر عمليات تطهير للأراضي في باتانغ تورو التي ربما تكون قد فاقمت الفيضانات.


باكستان: مقتل 9 إرهابيين في عمليتين منفصلتين بإقليم خيبر بختونخوا

عناصر أمنية من «طالبان» تقف في دورية للحراسة داخل المنطقة الحدوية بين باكستان وأفغانستان (إ.ب.أ)
عناصر أمنية من «طالبان» تقف في دورية للحراسة داخل المنطقة الحدوية بين باكستان وأفغانستان (إ.ب.أ)
TT

باكستان: مقتل 9 إرهابيين في عمليتين منفصلتين بإقليم خيبر بختونخوا

عناصر أمنية من «طالبان» تقف في دورية للحراسة داخل المنطقة الحدوية بين باكستان وأفغانستان (إ.ب.أ)
عناصر أمنية من «طالبان» تقف في دورية للحراسة داخل المنطقة الحدوية بين باكستان وأفغانستان (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الباكستاني، اليوم السبت، أن قواته نفذت عمليتين منفصلتين، استناداً إلى معلومات استخباراتية أفادت بوجود «إرهابيين» في منطقتي تانك ولاككي مروت، حسبما أفاد موقع قناة «جيو نيوز» الباكستاني. وقال الجيش في تصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الألمانية»، إن العمليتين أسفرتا عن «مقتل تسعة إرهابيين» ينتمون لجماعة «فتنة الخوارج»، المدعومة من الهند في إقليم خيبر باختونخوا.

وحسب بيان صحافي أصدره الجهاز الإعلامي العسكري، فقد تم تنفيذ العمليتين المنفصلتين أمس الجمعة في المنطقتين، بإقليم خيبر باختونخوا. وأضاف الجيش موضحاً أنه خلال العملية في منطقة تانك، «اشتبكت القوات الأمنية بفعالية مع موقع الخوارج، وبعد تبادل كثيف للنيران، لقي سبعة إرهابيين حتفهم».

وشهدت الهجمات الإرهابية زيادة حادة في باكستان، خصوصاً في إقليمَي خيبر باختونخوا وبلوشستان الحدوديين، منذ عام 2021، منذ عودة حركة «طالبان» الأفغانية للسلطة، حسب «جيو نيوز».

وقال المتحدث العسكري الباكستاني، الفريق أول أحمد شريف شودري، في بيان يوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إنه جرى خلال العام الحالي تنفيذ 67023 عملية في أنحاء البلاد، استناداً لمعلومات استخباراتية، معظمها في خيبر باختونخوا وبلوشستان، وذلك في إطار جهود مكافحة الإرهاب.

وناشدت باكستان بشكل متكرر نظام «طالبان» في كابول العمل من أجل منع استخدام الإرهابيين أراضيها في تنفيذ هجمات ضد باكستان، وأدت هذه القضية مؤخراً إلى تصاعد حدة التوتر بين الجانبين، وشن هجمات عبر الحدود من الجانب الأفغاني، أدت إلى رد من القوات الباكستانية.

وفي نوفمبر الماضي، قالت إدارة العلاقات العامة للجيش الباكستاني إن القوات الأمنية قتلت ما لا يقل عن 15 «إرهابياً»، بينهم زعيم شبكة على صلة بتنظيم «فتنة الخوارج»، الذي يعمل بالوكالة لصالح الهند، في عمليتين منفصلتين اعتمدتا على معلومات استخباراتية في إقليم خيبر بختونخوا.

ونقلت «قناة جيو» الباكستانية عن الجناح الإعلامي للجيش القول في بيان، إن العمليات تمت يومي 8 و9 نوفمبر الماضي ضد إرهابيين مدعومين من الهند.

وقالت إدارة العلاقات العامة في بيان، إنه بعد ورود معلومات بوجود أفراد من تنظيم «فتنة الخوارج»، نفذت القوات الأمنية عملية، بناء على معلومات استخباراتية في منطقة كولاشي العامة في مدينة ديرة إسماعيل خان، مضيفة أنه أثناء تنفيذ العملية تم قتل 10 إرهابيين، بينهم زعيم الشبكة علام محسود.

وأضاف البيان أنه تم تحييد خمسة إرهابيين آخرين بنجاح في عملية أخرى تم تنفيذها في داتا خيل بمنطقة وزيرستان الشمالية، حسب «وكالة الأنباء الألمانية».


4 قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية - الباكستانية

خلال تشييع أفراد من الشرطة الباكستانية في 3 ديسمبر 2025 قُتلوا في هجمات تعرضت لها منطقة قريبة من الحدود الأفغانية (أ.ف.ب)
خلال تشييع أفراد من الشرطة الباكستانية في 3 ديسمبر 2025 قُتلوا في هجمات تعرضت لها منطقة قريبة من الحدود الأفغانية (أ.ف.ب)
TT

4 قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية - الباكستانية

خلال تشييع أفراد من الشرطة الباكستانية في 3 ديسمبر 2025 قُتلوا في هجمات تعرضت لها منطقة قريبة من الحدود الأفغانية (أ.ف.ب)
خلال تشييع أفراد من الشرطة الباكستانية في 3 ديسمبر 2025 قُتلوا في هجمات تعرضت لها منطقة قريبة من الحدود الأفغانية (أ.ف.ب)

أسفر تبادل إطلاق النار على الحدود الأفغانية - الباكستانية ليل الجمعة، عن مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين بجروح، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية في منطقة سبين بولداك الأفغانية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتبادلت سلطات «طالبان» في أفغانستان والحكومة الباكستانية الجمعة، الاتهامات بالمسؤولية عن هذا الهجوم «غير المبرر»، بعد نحو شهرين من سقوط عدد كبير من القتلى في أسوأ اشتباكات عابرة للحدود منذ عقود. وتحدثت تقارير غير مؤكدة عن وقوع إصابات على جانبي الحدود.

وقال مسؤول باكستاني لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن الأعمال العدائية الأخيرة التي اشتملت على إطلاق قذائف مدفعية وأسلحة أخرى، وقعت بين مقاطعة بلوشستان الباكستانية ومنطقة قندهار الأفغانية.

وصرّح مسؤول من قوات حرس الحدود الباكستانية التي تراقب الحدود: «استمر إطلاق النار لمدة ساعتين، وكان مكثفاً وشرساً».

وقال متحدث باسم حكومة «طالبان» الأفغانية إن قواتهم ردّت على إطلاق النار الذي بدأته باكستان. بينما قال مسؤولون باكستانيون إن مقاتلي «طالبان» هم الذين بدأوا إطلاق النار على المدنيين عبر الحدود.

وتأتي الاشتباكات بعد أشهر من مناوشات دامية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التي أثارتها غارات جوية باكستانية على أهداف داخل أفغانستان، بينها العاصمة كابل، استهدفت زعيم ميليشيا يُزعم أنها وراء هجمات عابرة للحدود.

وتم التوصل إلى هدنة هشّة توسطت فيها قطر، ولا تزال سارية منذ ذلك الحين.