كوريا الشمالية تؤكد أنها فجرت طرقا وسكك حديدية تربطها بالجنوب «المعادي»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/5071853-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%A4%D9%83%D8%AF-%D8%A3%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%81%D8%AC%D8%B1%D8%AA-%D8%B7%D8%B1%D9%82%D8%A7-%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%83-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D8%B7%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%8A
كوريا الشمالية تؤكد أنها فجرت طرقا وسكك حديدية تربطها بالجنوب «المعادي»
مواطنون يشاهدون تفجيرات أجرتها كوريا الشمالية لطرق تربطها بكوريا الجنوبية عبر الشاشات (أ.ف.ب)
سيول:«الشرق الأوسط»
TT
20
سيول:«الشرق الأوسط»
TT
كوريا الشمالية تؤكد أنها فجرت طرقا وسكك حديدية تربطها بالجنوب «المعادي»
مواطنون يشاهدون تفجيرات أجرتها كوريا الشمالية لطرق تربطها بكوريا الجنوبية عبر الشاشات (أ.ف.ب)
أكّدت كوريا الشمالية الأربعاء أنّها فجّرت طرقا وخطوط سكك حديد تربطها بـ"الدولة المعادية" كوريا الجنوبية، مؤكدة بذلك ما أعلنته سيول الثلاثاء.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إنّ هذه الطرق التي كانت تستخدم في السابق للتجارة بين البلدين باتت "مغلقة تماما بواسطة التفجيرات". وكانت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية قالت الثلاثاء إنّ "كوريا الشمالية فجّرت أجزاء من طريق غيونغوي ودونغهاي شمال خط ترسيم الحدود العسكري"، في حلقة جديدة من مسلسل التوتر المتصاعد بين البلدين.
ونشر الجيش الكوري الجنوبي مقاطع فيديو تظهر القوات الشمالية وهي تقوم بتفجير أجزاء من مسلكي الطريق وحفارات في أحدهما. وندّدت وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية باستفزاز "غير طبيعي بتاتا"، مذكّرة بأنّ سيول هي التي موّلت إلى حدّ بعيد بناء هذه الطرق.
هل تفتح كشمير «صندوق باندورا» نووياً في جنوب آسيا؟https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/5137128-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D9%83%D8%B4%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B5%D9%86%D8%AF%D9%88%D9%82-%D8%A8%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%B1%D8%A7-%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%9F
هل تفتح كشمير «صندوق باندورا» نووياً في جنوب آسيا؟
سيَّاح في الشطر الذي تديره باكستان من كشمير يطلون على الشطر الذي تديره الهند منها (إ.ب.أ)
إن مجموع الرؤوس النوويّة، بين الهند والصين وباكستان يبلغ نحو 630 رأساً. تسعى الصين إلى زيادة ترسانتها النوويّة من 320 إلى 1500 بحلول عام 2035. وبذلك، يمكن القول إن هذه الدول الثلاث تُشكّل ما يُسمّى «مثلثّ الرُعب النوويّ»، وذلك بسبب مستوى العدائيّة المُفرط بين هذه الدول. وإذا كان مركز ثقل النظام العالميّ خصوصاً الاقتصاديّ قد بدأ بالانتقال إلى الشرق، فإن الصين والهند ستُشكّلان العمودين الأساسيّين للنظام العالميّ المُتخيّل (ديموغرافياً: الصين+الهند= 36.21 في المائة من سكان العالم). وإذا كانت الصين لا تزال مُحتواةً من الولايات المتحدة عبر خطّ الجزر الأوّل، حيث تشكّل جزيرة تايوان جوهرة التاج لاستراتيجيّة الاحتواء. فإن الهند تطلّ على المحيط الهندي من دون عوائق، خصوصاً أن هذا المحيط سيكون محور النظام العالميّ الجديد حسب المفكّر الأميركيّ روبرت. د كابلان (الإندو-باسفيك).
عَلَم باكستاني على موقع عسكري قرب الحدود مع الهند (رويترز)
تحاول الصين الخروج من قرن الإذلال، الذي وضعها فيه المستعمر الغربيّ، ضمناً روسيا. كما تحاول خلق مناطق نفوذ في المحيط المباشر، كما في القارات الأخرى. وإلا فما معنى مشروع الرئيس الصيني شي جينبينغ تحت مُسمّى «الحزام والطريق»؟ في المقابل، تسعى الهند إلى تأمين مُسلّماتها الجيوسياسيّة عبر درء المخاطر والتهديدات الحيويّة على أمنها القوميّ، من ثلاثة اتجاهات: الجبهة الشمالية الغربيّة حيث باكستان، خصوصاً أن هذه المنطقة تعد الخاصرة الطريّة، إذ جاء المغول من هذه المنطقة السهليّة ليحكموا الهند لـ300 عام (سلطنة مغول الهند)؛ أما من الجهة الشمالية الشرقيّة، فإن الهند على خلاف حدوديّ مع الصين، لكن الخبراء يشكرون الطبيعة التي أسَّست لقيام سلسلة جبال الهيمالايا الفاصلة بين الجبارين. وأخيراً وليس آخراً، يبلغ طول الشواطئ الهندية نحو 7516 كيلومتراً، الأمر الذي يُشكّل خطراً مُستداماً على الأمن القومي الهندي من الجهّة البحرية. ألم يُسقط الإنجليز إمبراطورية المغول من جهة البحر؟ ألم يُقسّم الإنجليز عبر اللورد لويس مونتباتن، الهند، الأمر الذي خلق باكستان؛ العدو اللدود للهند؟ ألم يرسم اللورد الإنجليزي مورتمر دوراند الخط الفاصل خلال اللعبة الكبرى (Great Game) في آسيا الوسطى بين الإنجليز وروسيا (خطّ دوراند) ليؤسّس لقيام أفغانستان الحالية، كدولة عازلة بين القوى الكبرى آنذاك؟
وعليه تتظهّر اللعبة الجيوسياسيّة التالية في جنوب آسيا، وبمشاركة شرق آسيا:
نشطاء هنود يحرقون عَلم باكستان في أحمد آباد يوم الاثنين (رويترز)
تتحرك الصين لاحتواء الهند، إنْ كان من البرّ أو البحر. وسعت الصين إلى الهيمنة غير المباشرة على جزيرة سريلانكا، الأمر الذي يحدّ من حركيّة الهند في المحيط الهندي. وبذلك، تُركّز الصين نفسها في المحيط المباشر للصين وفي مناطق نفوذها المباشر، لتسيطر على مضيق بالك وعلى مسافة لا تزيد على 80 كلم عن جنوب الهند.
قامت الصين، ومن ضمن استثمارات مشروع «الحزام والطريق» باستثمار بنحو 60 مليار دولار في باكستان، وذلك بهدف الوصول برّاً إلى مرفأ غوادار الباكستاني الذي يطلّ مباشرةً على خليج عُمان. وبذلك، تتجاوز الصين كل القوة البحريّة الأميركيّة المهيمنة على بحار العالم، كما تتجاوز كل المضايق البحريّة. لكنْ الأهمّ هو تطويق الهند واحتواؤها.
صينيون يرفعون أعلاماً لبلدهم (أ.ف.ب)
تسعى الهند إلى التحالف مع الغرب، خصوصاً أميركا، مع السعي دائماً للحفاظ على ثقافة عدم الانحياز التاريخيّة. وهي تسعى إلى التحالف مع اليابان، كما تسهم في مناورات بحريّة مشتركة. كما تسعى الهند إلى التحالف مع أفغانستان، مستغلّةً العداء التاريخي بين أفغانستان وباكستان بسبب الخط الذي رسمه مورتمر عام 1893 وقسمّ الأمة البشتونية إلى قسمين: قسم في أفغانستان الحالية، وقسم آخر في شرق باكستان. والهدف الهندي هو بالطبع احتواء باكستان.
تسعى الهند إلى تحديث وتطوير قواها البحرية عبر صنع مزيد من حاملات الطائرات (تملك حالياً اثنتين)، كونها دولة قارية-بحرية على غرار الصين. كما تسعى إلى تنويع مصادر أسلحتها عبر التوجّه غرباً.
تسعى الهند أيضاً وبالتعاون مع أميركا إلى إبطال مفعول مشروع «الحزام والطريق» عبر القبول مبدئيّاً، وإذا توفّرت الظروف الملائمة، المشاركة في الكوريدور البحريّ - البريّ الاقتصادي، الذي يبدأ من مومباي الهند، إلى أوروبا، مروراً بمنطقة الخليج العربيّ. هذا بالإضافة إلى عضويّة الهند في تجمّع «كواد»، (Quad).
في الختام، يبدو أن ردّة فعل الهند على العملية الإرهابية الأخيرة في كشمير الهندية مبالغ فيها، لكنها وفي عمقها الجيوسياسيّ تعكس فعلاً الشرور التي كانت كامنة في صندوق باندورا لجنوب آسيا.