الصين تؤكد رغبتها في «تعميق التعاون» مع كوريا الشمالية

بعد التحالف الأخير بين موسكو وبيونغ يانغ

الرئيس الصيني شي جينبينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في أحد شوارع بيونغ يانغ 20 يونيو 2019 (أ.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في أحد شوارع بيونغ يانغ 20 يونيو 2019 (أ.ب)
TT

الصين تؤكد رغبتها في «تعميق التعاون» مع كوريا الشمالية

الرئيس الصيني شي جينبينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في أحد شوارع بيونغ يانغ 20 يونيو 2019 (أ.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في أحد شوارع بيونغ يانغ 20 يونيو 2019 (أ.ب)

أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ، للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الأحد، أن بكين تأمل في «تعميق التعاون الودي» مع بيونغ يانغ، حسبما أوردت وسائل الإعلام الرسمية، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

«فصل جديد»

وأفادت وسائل الإعلام الرسمية في كلا البلدين بأن شي وكيم تبادلا رسائل التهنئة، الأحد، بهذه المناسبة. وقال شي، بحسب ما نقلت عنه وكالة «شينخوا»: «إن الصين مستعدة للعمل مع الجانب الكوري الشمالي... لتعزيز الاتصالات والتنسيق الاستراتيجي، وتعميق التبادلات الودية والتعاون، وكتابة فصل جديد في الصداقة الثنائية التقليدية». وأضاف أن البلدين «عملا بشكل وثيق لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين، والحفاظ على العدالة والإنصاف الدوليين».

من جانبها، أوردت «وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية»، نقلاً عن كيم، أن بلاده «ستسعى جاهدة إلى تعزيز وتطوير العلاقات الودية والتعاونية بين (كوريا الشمالية) والصين». وكثفت الصين وكوريا الشمالية جهودهما الدبلوماسية منذ رفع القيود التي فرضت على الحدود لسنوات في إطار مكافحة تفشي وباء «كوفيد». وتتصدر الصين بفارق كبير قائمة الشركاء التجاريين لكوريا الشمالية. ويعود تاريخ العلاقات بين البلدين إلى دعم بكين لبيونغ يانغ خلال الحرب الكورية 1950-1953 التي أسفرت عن قيام كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. لكن الصين ردت بحذر في يونيو (حزيران) عندما عزز كيم العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ووقّعت كوريا الشمالية وروسيا العام الحالي معاهدة استراتيجية تتضمن بنوداً تتعلق بالدفاع المشترك. ومن جهته تعهد كيم في رسالته للرئيس الصيني «بالسعي جاهداً إلى تعزيز وتطوير العلاقات الودية والتعاونية بين البلدين وفقاً لما يتطلبه العصر الجديد».

بيونغ يانغ تعتزم مراجعة دستورها

ومن المتوقع أن تراجع كوريا الشمالية دستورها؛ للتخلي عن الهدف القديم المتمثل في توحيد سلمي مع الجنوب ليحل مكانه إعادة ترسيم الحدود بين الكوريتين، وهي خطوة يقول الخبراء إنها قد تؤدي إلى تصعيد التوتر في شبه الجزيرة. وستعقد كوريا الشمالية جلسة برلمانية لمناقشة التعديل، الاثنين. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، دعا كيم إلى تغيير الدستور لضمان النظر إلى كوريا الجنوبية، بوصفها «العدو الرئيسي»، وأن تخطط كوريا الشمالية «لاحتلال وإخضاع واستعادة» كوريا الجنوبية في حالة الحرب.

ويرى محللون أن التقارب الصيني ـ الكوري الشمالي سيأخذ طابع الحذر بعد الاتفاقات الأخيرة بين موسكو وبيونغ يانغ. وكتب المحلل الكوري الجنوبي داي أون هونغ في تقرير نشرته مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية، أن إبرام الاتفاق الأخير بين موسكو وبيونغ يانغ، يعني أن روسيا أنهت «دبلوماسية المسافة المتساوية» من الكوريتين الشمالية والجنوبية، التي حافظت عليها عادة منذ حقبة تسعينات القرن الماضي عقب تفكك الاتحاد السوفياتي.

ويضيف أنه رغم التقارب الأخير بين روسيا وكوريا الشمالية، فإن العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية ظلت باردة باستمرار، ما يشير إلى أن الأخيرة، على النقيض من فترة الحرب الباردة، لها تأثير محدود في علاقتها مع بكين. وأوضح أنه لكي تنجح «دبلوماسية المسافة المتساوية»، يجب أن تكون الدولتان المستهدفتان في حالة مواجهة وتسعيان إلى احتواء كل منها الأخرى. غير أنه من الصعب بالنسبة لكوريا الشمالية أن تتبع «دبلوماسية المسافة المتساوية» على نحو مؤثر بسبب المشهد الجيوسياسي الحالي، الذي يختلف عن التوترات التي تم مشاهدتها خلال الحرب الباردة.

وتدرك الصين أن روسيا لا تستطيع أن تضطلع بالكامل بدورها في كوريا الشمالية، وعندما تنتهي الحرب الروسية - الأوكرانية في يوم ما، ولن تكون روسيا بحاجة إلى الحصول على أسلحة على نطاق واسع من كوريا الشمالية، فإنه من غير المرجح أن تحتفظ روسيا باهتمام كبير بكوريا الشمالية، حسب هونغ.



آلاف الأفغان يفرون من إيران بسبب الحرب والترحيل

لاجئات أفغانيات يدخلن مركزاً صحياً في مخيم كابابايان للاجئين في بيشاور بباكستان... 8 أبريل 2025 (أ.ب)
لاجئات أفغانيات يدخلن مركزاً صحياً في مخيم كابابايان للاجئين في بيشاور بباكستان... 8 أبريل 2025 (أ.ب)
TT

آلاف الأفغان يفرون من إيران بسبب الحرب والترحيل

لاجئات أفغانيات يدخلن مركزاً صحياً في مخيم كابابايان للاجئين في بيشاور بباكستان... 8 أبريل 2025 (أ.ب)
لاجئات أفغانيات يدخلن مركزاً صحياً في مخيم كابابايان للاجئين في بيشاور بباكستان... 8 أبريل 2025 (أ.ب)

يفرُّ آلاف الأفغان من إيران يومياً هرباً من الترحيل والحرب، بحسب ما قال مسؤول بارز في «طالبان»، وفي مؤسسة إغاثة دولية، يوم الجمعة.

مئات الأشخاص اليائسين من الهروب من أفغانستان يركضون بجانب طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية خلال تحركها على مدرج المطار الدولي في كابل... الاثنين 16 أغسطس 2021 (أ.ب)

لطالما عدّ ملايين الأفغان إيران وطنهم لعقود، لكنهم يغادرونها بأعداد كبيرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد إعلان السلطات ملاحقة الأجانب الذين تزعم أنهم موجودون في البلاد بشكل غير قانوني، بحسب تقرير لـ«أسوشييتد برس»، السبت.

وشنّت دولة الجوار باكستان أيضاً حملةً مماثلةً في الوقت نفسه تقريباً. كذلك تضطرهم حرب إيران مع إسرائيل، إلى الهروب في ظل استهداف الهجمات الإسرائيلية للبلاد.

لاجئون أفغان عائدون يصلون إلى مخيم بعد عبور الحدود الباكستانية - الأفغانية في تورخام بأفغانستان... السبت 31 مايو 2025 (أ.ب)

ويعود نحو 5 آلاف أفغاني يومياً عبر معبر «إسلام قلعة» الحدودي في غرب ولاية هرات، بحسب منظمة «وورلد فيغن إنترناشونال» للإغاثة. وصرَّحت المنظمة: «هناك أشخاص في خطر، وفي وضع بائس، ولديهم احتياجات كبيرة» من بين الـ500 ألف الذين اضطروا إلى العودة من إيران إلى هرات خلال العام الحالي.

شاحنة باكستانية تحمل لاجئين أفغاناً عائدين إلى وطنهم تصل إلى مخيم بالقرب من الحدود الباكستانية - الأفغانية في تورخام بأفغانستان... السبت 31 مايو 2025 (أ.ب)

وقال مارك كالدر، مدير العلاقات والدعم لشؤون أفغانستان في المنظمة: «يحتاج الكثيرون إلى الدعم للعثور على الطعام والملجأ، وتلبية الاحتياجات اليومية الضرورية، والتواصل مع أسرهم وعائلاتهم قبل العودة إلى بلداتهم أو قراهم، لكنهم يعودون إلى بلد تواجه فيها الخدمات الأساسية أزمة بالفعل».

مقاتلو «طالبان» يقفون حراساً على تل نادر خان في كابل... 10 يونيو 2025 (أ.ب)

وتسبَّب تأرجح وضع المساعدات الأميركية، والنقص في تمويل المساعدات الإنسانية، في إغلاق مئات المنشآت الطبية، وتقليص حجم خدمات ضرورية أخرى مثل التعليم. وصرَّحت الأمم المتحدة، يوم الخميس، بأن «خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة الأفغانية» تلقت 18 في المائة فقط من تمويلها السنوي بحلول 19 يونيو (حزيران)، مما عرقل توصيل المساعدات إلى ملايين، من بينهم نساء وأطفال وعائدون ولاجئون ونازحون وغيرهم من الفئات المحرومة والمهمشة.

وحذَّر كالدر من «ازدياد» عدد المحتاجين إلى مساعدات منقذة للحياة إذا لم يسعَّ المجتمع الدولي إلى دعم الاحتياجات الملّحة وجهود الأفغان لبدء حياة جديدة في وطنهم. وصرَّح أحمد الله متقي، رئيس لجنة معلومات اللاجئين والعلاقات العامة في هرات، يوم الجمعة لوكالة أنباء «أسوشييتد برس» بأنه قبل 13 يونيو (حزيران) كان بين 3500 و4000 أفغاني يدخلون الولاية دون وثائق يومياً؛ بسبب رغبة إيران في ترحيلهم، وتضاعف هذا العدد منذ اندلاع الحرب. وكان يصل إلى هرات يومياً قبل الحرب بين 800 وألف أفغاني ممن لديهم جوازات سفر، في حين وصل هذا الرقم حالياً إلى نحو 4 آلاف، بحسب ما قال متقي.

ورحَّلت إيران، خلال أسبوعين، 4 آلاف مهاجر أفغاني غير مسجلين من إقليم كرمان جنوب شرقي البلاد، في أبريل (نيسان) الماضي، مما يسلط الضوء على عمليات الترحيل المتزايدة من البلاد.

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أنه في عام 2024 وحده، عاد أكثر من 1.2 مليون مهاجر أفغاني من إيران، 67 في المائة منهم «تم ترحيلهم بشكل قسري».

وفي وقت سابق، كشف نادر يار أحمدي، رئيس مركز الهجرة بوزارة الداخلية الإيرانية، عن ترحيل أكثر من 3 ملايين مهاجر أفغاني من إيران في السنوات الثلاث الماضية، مما يؤكد حجم أزمة المهاجرين.