للمرة الأولى... كوريا الشمالية تنشر صوراً لمنشأة لتخصيب اليورانيوم

كيم جونغ أون يدعو لتعزيز القوة النووية لبلاده

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتفقد منشأة لتخصيب اليورانيوم (د.ب.أ)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتفقد منشأة لتخصيب اليورانيوم (د.ب.أ)
TT

للمرة الأولى... كوريا الشمالية تنشر صوراً لمنشأة لتخصيب اليورانيوم

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتفقد منشأة لتخصيب اليورانيوم (د.ب.أ)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتفقد منشأة لتخصيب اليورانيوم (د.ب.أ)

نشرت كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، للمرة الأولى صوراً لمنشأة لتخصيب اليورانيوم، ظهر فيها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يتجول في أرجائها، بينما دعا إلى تركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي لتعزيز ترسانته النووية.

وبثّت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية صوراً لكيم وهو يتفقد صفوفاً من أجهزة الطرد المركزي، ونقلت عنه تشديده الحاجة إلى زيادة عدد هذه الأجهزة «من أجل تسريع زيادة الأسلحة النووية بهدف الدفاع عن النفس».

وتنتج هذه المرافق اليورانيوم عالي التخصيب، وهو ضروري لإنتاج الرؤوس الحربية النووية، عن طريق تدوير المادة في أجهزة الطرد المركزي بسرعات عالية.

وحض الزعيم الكوري الشمالي مسؤولي المنشأة على «المضي قدماً في إدخال نوع جديد من أجهزة الطرد المركزي... من أجل تعزيز أسس إنتاج مواد نووية تدخل في صناعة الأسلحة».

وأضافت وكالة الأنباء أن «كيم أكد أيضاً ضرورة تحديد هدف أعلى على المدى البعيد لإنتاج المواد النووية الضرورية».

لقطة من شاشة تلفزيون تُظهر الزعيم الكوري الشمالي وهو يكشف عن منشأة لتخصيب اليورانيوم لأول مرة (أ.ب)

وتخضع برامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية لعقوبات دولية لكن بيونغ يانغ كثيراً ما تنتهك الحظر بفضل الدعم المقدم من حليفتيها روسيا والصين خصوصاً.

ويأتي التقرير الإعلامي بعد يوم من إطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستية عدة قصيرة المدى باتجاه البحر، قبالة سواحلها الشرقية، وفق ما أفاد الجيش الكوري الجنوبي، في أول اختبار رئيسي للدولة النووية منذ أوائل يوليو (تموز).

وذكرت «وكالة الأنباء المركزية» الكورية الشمالية، أن كيم شجّع خلال جولته «العلماء النوويين المخلصين للحزب على تنفيذ سياسة الحزب في بناء قوة نووية دون قيد أو شرط، ودون أن يحيدوا ولو بوصة واحدة، وذلك بإيمانهم القوي، وقدراتهم العملية العالية».

كيم جونغ أون (وسط) يزور منشأة للأسلحة النووية (أ.ب)

وأشار إلى أن التهديدات النووية من الولايات المتحدة وحلفائها «أصبحت أكثر وضوحاً، وتجاوزت الخط الأحمر»، قائلاً إن كوريا الشمالية يجب أن «تُوسّع بثبات قدراتها الدفاعية وتعززها (...) وكذلك قدراتها على شنّ هجوم استباقي، تكون نقطة ارتكازه القوة النووية».

ونفّذ نظام كيم جونغ أون عشرات عمليات الإطلاق لصواريخ هذا العام، في حين يتّهمه الغرب بتسليم شحنات من الذخائر والصواريخ لموسكو؛ لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

ونفت كوريا الشمالية ضلوعها في أي صفقات سلاح مع روسيا في خرق للعقوبات، ولكن مع توقف المفاوضات مع سيول منذ فترة طويلة، أعلنت بيونغ يانغ هذا العام أن كوريا الجنوبية هي «عدوها الرئيسي»، ونقلت أخيراً أسلحة قادرة على حمل رؤوس نووية إلى مناطق حدودية.

وقالت رئاسة الأركان المشتركة في سيول إنها رصدت إطلاق صواريخ باليستية قصيرة المدى من بيونغ يانغ في وقت مبكر من صباح الخميس باتجاه البحر الشرقي، في إشارة إلى بحر اليابان.

وأضافت أن الصواريخ تحطّمت بعد اجتيازها نحو 360 كيلومتراً، مشيرة إلى أنها «رصدت وتابعت وراقبت» عملية الإطلاق، وتبادلت معلومات مع حليفتَي سيول؛ طوكيو وواشنطن.

ونددت رئاسة الأركان المشتركة «بشدة بإطلاق كوريا الشمالية الصواريخ، وهو أمر يشكّل استفزازاً واضحاً، ويهدد السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية».

وأكدت وزارة الدفاع اليابانية أيضاً حصول التجربة الصاروخية.

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون خلال زيارته أكاديمية عسكرية يوم الجمعة الماضي (رويترز)

وفي إشارة واضحة إلى التجربة، ذكرت «وكالة الأنباء المركزية» الكورية الشمالية، اليوم، أن كيم «أشرف على تجربة الإطلاق؛ للتحقق من أداء قاذفة صواريخ متعددة من نوع جديد عيار 600 ملم». وقالت إن القذائف «أصابت الهدف على جزيرة في بحر الشرق».

وتابعت أن «التجربة أُجريت بهدف تطوير نظام قيادة القاذفة بشكل أكبر، والتحقق من فاعليتها القتالية؛ خصوصاً أن عملية إطلاق النار آلية بشكل كامل».


مقالات ذات صلة

أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي بعد استهدافها بصاروخ باليستي روسي

أوروبا صورة نشرتها مؤسسة أوكرانية تُظهر لحظة الهجوم بالصاروخ الباليستي الروسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية (أ.ف.ب) play-circle 01:12

أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي بعد استهدافها بصاروخ باليستي روسي

أعلن الرئيس الأوكراني، الجمعة، أن بلاده تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة حديثة للدفاع الجوي، بعدما استهدفتها روسيا، هذا الأسبوع، بصاروخ باليستي فرط صوتي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يأمر بـ«اختبارات» في الوضع القتالي للصاروخ «أوريشنيك»

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنتاج كمية كبيرة من الصاروخ الباليستي الجديد فرط الصوتي «أوريشنيك» ومواصلة اختباره في الأوضاع القتالية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا صاروخ «يارس» الباليستي الروسي خلال إطلاق تجريبي (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

ماذا نعرف عن الصاروخ فرط الصوتي الروسي الذي أُطلق على أوكرانيا؟

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، بإطلاق بلاده صاروخاً جديداً فرط صوتي على مصنع أوكراني. وهذا السلاح استخدمته روسيا للمرة الأولى.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)

زيلينسكي: الضربة الروسية بصاروخ جديد تمثل تصعيداً واضحاً

ذكر الرئيس الأوكراني، الخميس، أن الهجوم الروسي على أوكرانيا بنوع جديد من الصواريخ الباليستية يمثّل «تصعيدا واضحا وخطيرا» في الحرب، ودعا إلى إدانة عالمية قوية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

تسعى روسيا إلى تصعيد التهديد النووي، في محاولة لتثبيط الدعم الغربي لأوكرانيا بانتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض، آملة التوصل إلى اتفاق سلام بشروطها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
TT

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)

قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إن التواصل الدبلوماسي السابق بين بيونغ يانغ وواشنطن أكد عداء الولايات المتحدة «الثابت» تجاه بلاده، وفق ما ذكرت وكالة الإعلام الرسمية الكورية الشمالية الجمعة، قبل عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قريبا، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وخلال ولايته الأولى، التقى ترمب وكيم ثلاث مرات لكنّ واشنطن فشلت في إحراز تقدم كبير في الجهود الرامية إلى نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.

ومنذ انهيار القمة الثانية بين كيم وترمب في هانوي عام 2019، تخلّت كوريا الشمالية عن الدبلوماسية وكثّفت جهودها لتطوير الأسلحة ورفضت العروض الأميركية لإجراء محادثات.

وخلال تحدّثه الخميس في معرض دفاعي لبعض أقوى أنظمة الأسلحة في كوريا الشمالية، لم يذكر كيم ترمب بالاسم، لكن آخر محادثات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة جرت تحت إدارته.

وقال كيم وفق وكالة الأنباء المركزية الكورية: «ذهبنا إلى أبعد ما يمكن مع الولايات المتحدة كمفاوضين، وما أصبحنا متأكدين منه هو عدم وجود رغبة لدى القوة العظمى في التعايش»، وأضاف أنه بدلا من ذلك، أدركت بيونغ يانغ موقف واشنطن وهو «سياسة عدائية ثابتة تجاه كوريا الشمالية».

وأظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية ما يبدو أنه صواريخ باليستية عابرة للقارات وصواريخ فرط صوتية وراجمات صواريخ وطائرات مسيّرة في المعرض.

وذكرت الوكالة أن المعرض يضم «أحدث منتجات بيونغ يانغ لمجموعة الدفاع الوطني العلمية والتكنولوجية لكوريا الديمقراطية مع الأسلحة الاستراتيجية والتكتيكية التي تم تحديثها وتطويرها مجددا».

وقال كيم أيضا في كلمته إن شبه الجزيرة الكورية لم يسبق أن واجهت وضعا كالذي تواجهه راهنا و«قد يؤدي إلى أكثر الحروب النووية تدميرا».

وفي الأشهر الأخيرة، عززت كوريا الشمالية علاقاتها العسكرية مع موسكو، فيما قالت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إن بيونغ يانغ أرسلت آلاف الجنود إلى روسيا لدعمها في حربها ضد أوكرانيا.

خلال لقاء سابق بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ف.ب)

زعيمان «في الحب»

بعد أشهر من القمة التاريخية الأولى بين كيم وترمب في سنغافورة في يونيو (حزيران) 2018، قال الرئيس الأميركي وقتها خلال تجمع لمناصريه إنه والرئيس الكوري الشمالي وقعا «في الحب».

وكشف كتاب صدر في عام 2020 أن كيم استخدم الإطراء والنثر المنمق وتوجه إلى ترمب مستخدما تعبير «سُموّك» في الرسائل التي تبادلها مع الرئيس السابق.

لكنّ قمتهما الثانية في عام 2019 انهارت على خلفية تخفيف العقوبات وما سيكون على بيونغ يانغ التخلي عنه في المقابل.

وفي يوليو (تموز) من العام الحالي، قال ترمب متحدثا عن كيم: «أعتقد أنه يفتقدني»، و«من الجيد أن أنسجم مع شخص لديه الكثير من الأسلحة النووية».

وفي تعليق صدر في الشهر ذاته، قالت كوريا الشمالية إنه رغم أن ترمب حاول أن يعكس «العلاقات الشخصية الخاصة» بين رئيسَي البلدين، فإنه «لم يحقق أي تغيير إيجابي جوهري».