آلاف الهنود ينظمون احتجاجات حول العالم للمطالبة بالعدالة في واقعة اغتصاب وقتل طبيبة

متظاهرون في سيدني للاحتجاج على اغتصاب وقتل طبيبة مقيمة في مستشفى حكومي أوائل أغسطس في كلكتا بالهند (أ.ب)
متظاهرون في سيدني للاحتجاج على اغتصاب وقتل طبيبة مقيمة في مستشفى حكومي أوائل أغسطس في كلكتا بالهند (أ.ب)
TT

آلاف الهنود ينظمون احتجاجات حول العالم للمطالبة بالعدالة في واقعة اغتصاب وقتل طبيبة

متظاهرون في سيدني للاحتجاج على اغتصاب وقتل طبيبة مقيمة في مستشفى حكومي أوائل أغسطس في كلكتا بالهند (أ.ب)
متظاهرون في سيدني للاحتجاج على اغتصاب وقتل طبيبة مقيمة في مستشفى حكومي أوائل أغسطس في كلكتا بالهند (أ.ب)

قال منظمون إن آلاف الهنود المغتربين شاركوا في احتجاجات بأكثر من 130 مدينة في 25 دولة للمطالبة بالعدالة بعد اغتصاب وقتل طبيبة متدربة في مستشفى بمدينة كلكتا الهندية الشهر الماضي.

بدأت الاحتجاجات في مجموعات كبيرة وصغيرة في أنحاء اليابان وأستراليا وتايوان وسنغافورة، قبل أن تنتشر إلى مدن في العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة.

وتضاف الاحتجاجات إلى مظاهرات جارية في أنحاء الهند بعد مقتل طالبة الدراسات العليا البالغة من العمر 31 عاماً يوم التاسع من أغسطس (آب). وألقت السلطات القبض على مشتبه به بجانب المدير السابق لكلية آر.جي كار للطب حيث كانت تدرس الطبيبة المتدربة.

متظاهرون في سيدني للاحتجاج على اغتصاب وقتل طبيبة مقيمة في مستشفى حكومي أوائل أغسطس في كلكتا بالهند (أ.ب)

وقالت ديبتي جين، وهي من منظمي الاحتجاجات العالمية: «لقد أصابتنا أنباء هذه الجريمة الشنيعة التي ارتكبت بحق طبيبة متدربة شابة أثناء تأديتها لواجبها بالذهول والصدمة إزاء القسوة والوحشية وعدم الاكتراث بالحياة البشرية».

وكانت الطبيبة ضحية القتل قد خلدت للراحة قليلاً على قطعة من السجاد في غرفة للندوات بعد أن أرهقها العمل لمدة 36 ساعة متواصلة، وذلك لعدم وجود مهاجع أو غرف مخصصة للاستراحة. وذكر تقرير استجواب لطبيب اطلعت عليه «رويترز» أنه عُثر عليها بعد ذلك تنزف من عينيها وفمها ومصابة بجروح بالغة في الساقين والمعدة والكاحلين إلى جانب إصابات أخرى.

محتجون يحملون هواتفهم المضاءة بينما يحيطون بأضواء الشموع والملصقات على الطريق احتجاجاً على اغتصاب وقتل طبيبة مقيمة في مستشفى حكومي أوائل أغسطس في كلكتا بالهند (أ.ب)

وتجمع مئات المحتجين في عدة مدن في منطقة خليج سان فرانسيسكو وهم يطالبون بتحقيق العدالة وحماية النساء الهنديات.

وفي دبلن بولاية كاليفورنيا على بعد 56 كيلومتراً إلى الشرق من سان فرانسيسكو شكل المحتجون سلسلة بشرية وهم يهتفون بشعارات ويرفعون لافتات تطالب بتحقيق العدالة.

متظاهرون في دبلن بولاية كاليفورنيا (رويترز)

وفي أحد الاحتجاجات في العاصمة السويدية ستوكهولم، تجمع عشرات النساء يرتدين ملابس سوداء في ساحة وغنين أغاني باللغة البنغالية وحملن لافتات تطالب بمحاسبة مرتكبي الجريمة وسلامة النساء الهنديات.

ويقول نشطاء إن الجريمة البشعة التي وقعت في كلكتا تظهر استمرار معاناة النساء في الهند من العنف الجنسي على الرغم من تطبيق قوانين تغلظ العقوبات بعد واقعة اغتصاب جماعي وقتل طالبة تبلغ من العمر 23 عاماً في حافلة بنيودلهي في 2012.

يطالب المتظاهرون بالعدالة السريعة (أ.ب)

وتحقق الشرطة الاتحادية في الهند في الجريمة لكنها لم تصدر لائحة اتهامات بعد. وشكلت المحكمة العليا في البلاد فريق عمل الشهر الماضي لرفع توصيات بخطوات يمكن اتخاذها لضمان سلامة الطواقم الطبية.



لماذا تُخرج مجموعة عِرقية إندونيسية جثث الموتى من المقابر؟

في جزيرة سيليبس شمال إندونيسيا يجري منذ أسابيع الاحتفال بـ«مانيني» وهي مناسبة خاصة بمجموعة توراجا (أ.ف.ب)
في جزيرة سيليبس شمال إندونيسيا يجري منذ أسابيع الاحتفال بـ«مانيني» وهي مناسبة خاصة بمجموعة توراجا (أ.ف.ب)
TT

لماذا تُخرج مجموعة عِرقية إندونيسية جثث الموتى من المقابر؟

في جزيرة سيليبس شمال إندونيسيا يجري منذ أسابيع الاحتفال بـ«مانيني» وهي مناسبة خاصة بمجموعة توراجا (أ.ف.ب)
في جزيرة سيليبس شمال إندونيسيا يجري منذ أسابيع الاحتفال بـ«مانيني» وهي مناسبة خاصة بمجموعة توراجا (أ.ف.ب)

يلتقط أفراد عائلة إندونيسية صورة مع قريب لهم يرتدي زيّاً مدرسيّاً، ثم يُلبِسون آخَر بحنان مئزراً وقميصاً أبيض... هذان القريبان ماتا منذ فترة طويلة، لكنّ جُثتيهما أُخرجتا من القبر لإجراء طقوس تكريم لهما.

في جزيرة سيليبس، شمال إندونيسيا، يجري، منذ أسابيع عدة، الاحتفال بـ«مانيني»، وهي مناسبة خاصة بمجموعة توراجا. يجري إخراج مئات الجثث؛ بينها جثث أطفال، بعضها من قبور تسمى «باتاني»؛ لإجراء طقوس تكريم لها.

وتقول يوليانا كومبونغ بالينو (51 عاماً) من قرية كابالا بيتو، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ «مختلف المجموعات العائلية تتجمّع، ويأتي كل شخص لمعرفة ما إذا كان آباؤه وجدّاته وأقاربه موجودين في باتاني».

وتضيف القروية المنتمية إلى توراجا: «نجتمع ونعمل معاً، وننظف الجثث، ونبدّل ملابسها». وتُسحب التوابيت التي تحتوي على جثث من كهف يشكل مدفناً محفوراً في جانب الجبل.

ثم تُعاد الجثث إلى مكانها، وتُغلَق المقابر حتى موعد الطقوس التالية. وقد بقيت بعض الجثث سليمة نسبياً، خلال عملية التحنيط، بينما بدا البعض الآخر على شكل هياكل عظمية.

ويقيم الاحتفالَ بشكل دوري أفراد توراجا وهي مجموعة عِرقية تضم نحو مليون نسمة في جزيرة سيليبس الإندونيسية (أ.ف.ب)

رابط قوي

ويقيم هذا الاحتفالَ بشكل دوري أفرادُ توراجا؛ وهي مجموعة عِرقية تضمّ نحو مليون نسمة في جزيرة سيليبس.

ويعتقد أفراد توراجا أن أرواح الموتى تبقى في عالم الأحياء حتى جنازاتهم التي غالباً ما تكون ضخمة، ثم تبدأ رحلتها إلى عالم الأرواح.

ويوضح صمويل ماتاساك، أحد سكان بينتينغ مامولو، أنّ «توراجا يتذكرون أسلافهم دائماً، حتى بعد وفاتهم».

ويشير إلى أن مهرجان «مانيني» يُقام عموماً، كل عامين، بعد حصاد الأرز، في أغسطس (آب)، أو سبتمبر (أيلول)، وفق كل قرية.

لكنّها المرة الأولى منذ 40 عاماً التي يجري فيها تنظيم هذه الطقوس في قريتين بشمال ولاية توراجا، هما كابالا بيتو وبنتينغ مامولو، على ما يوضح عدد من السكان، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وبينما كان يجري تحنيط الجثث سابقاً عن طريق عملية تحنيط طبيعية باستخدام منتجات مثل الخلّ وأوراق الشاي، باتت عائلات كثيرة راهناً تحقن محلول الفورمالديهايد في الجثث للحفاظ عليها.

وقد تشكّل الجثث مشهداً صادماً للسياح الغربيين، لكن بالنسبة للسكان المحليين، تُظهر هذه الطقوس المودّة التي يكنّونها لأحبائهم المتوفّين.

وتقول يوليانا: «عندما نؤدي طقوس مانيني، أشعر شخصياً بفرحة غامرة؛ لكوني قادرة على التعبير عن حبّي لآبائنا وجدّاتنا وأطفالنا وأحبائنا المتوفّين».

وتضيف: «قد تكون هناك أشياء لم تُتَح لنا فرصة القيام بها عندما كانوا أحياء. يمكننا أن ننجزها الآن».