الصين توقف تبنّي الخارج لأطفالها

أب يحمل طفليه في ضواحي شنغهاي بالصين - 3 يونيو 2021 (رويترز)
أب يحمل طفليه في ضواحي شنغهاي بالصين - 3 يونيو 2021 (رويترز)
TT

الصين توقف تبنّي الخارج لأطفالها

أب يحمل طفليه في ضواحي شنغهاي بالصين - 3 يونيو 2021 (رويترز)
أب يحمل طفليه في ضواحي شنغهاي بالصين - 3 يونيو 2021 (رويترز)

قال متحدث باسم الحكومة الصينية، الخميس، إن الحكومة لم تعد تسمح بتبني الخارج لأطفال الصين، وفق ما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، إن الاستثناء الوحيد سيكون لأقارب الدم الذين يتبنون طفلاً، أو طفلاً من الزوج أو الزوجة.

ولم تشرح القرار بخلاف القول إنه يتماشى مع روح الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

وتبنى كثير من الأجانب أطفالاً من الصين على مدى عقود من الزمان، وزاروا البلاد لاستلامهم ثم أحضروهم إلى منزل جديد في الخارج.

علّقت الصين التبني الدولي أثناء جائحة «كورونا». وقالت وزارة الخارجية الأميركية في أحدث تقرير سنوي لها عن التبني، إن الحكومة استأنفت لاحقاً تبني الأطفال الذين حصلوا على تصريح سفر قبل التعليق في عام 2020.

وذكر تقرير وزارة الخارجية الأميركية أن قنصلية أميركية أصدرت 16 تأشيرة للتبني من الصين في الأشهر الـ12 -من أكتوبر (تشرين الأول) 2022 إلى سبتمبر (أيلول) 2023- وهي الأولى منذ أكثر من عامين. ولم يتضح ما إذا كان قد جرى إصدار مزيد من التأشيرات منذ ذلك الحين.

وفي يناير (كانون الثاني)، قالت وكالة التبني الخارجية الوحيدة في الدنمارك إنها أوقفت عملياتها، بعد إثارة مخاوف بشأن الوثائق والإجراءات المزيفة، وأوصت أعلى هيئة تنظيمية في النرويج بوقف التبني في الخارج لمدة عامين في انتظار التحقيق في عدة حالات.


مقالات ذات صلة

البرهان يطالب برفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي

شمال افريقيا الرئيس الصيني يرحب بالبرهان خلال المأدبة المسائية التي أقامها للقادة المشاركين بالمنتدى (مجلس السيادة)

البرهان يطالب برفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي

قال إن «ميليشيا الدعم السريع» هدفت من تمردها إلى الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح؛ خدمةً لأطماع قوى إقليمية غير راشدة.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
آسيا مقر شركة «أسترازينيكا» في هامبورغ (د.ب.أ)

الصين تعتقل موظفين في شركة «أسترازينيكا» البريطانية

ذكرت مصادر مطلعة أن الشرطة الصينية اعتقلت خمسة موظفين حاليين وسابقين في شركة «أسترازينيكا» البريطانية لصناعة الأدوية لاستجوابهم بشأن أنشطة غير قانونية محتملة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد الرئيس الصيني يلقي كلمته الرئيسية في حفل افتتاح القمة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي (رويترز)

«إنفوغراف»: كيف تتوزع القروض الصينية إلى بلدان أفريقيا؟

ضخت الصين أكثر من 180 مليار دولار من القروض الممولة من الحكومة، عن طريق مبادرتها «الحزام والطريق» على مدى أكثر من عقدين من الزمن.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ منظر جوي لطائرة «بوينغ سي-17 غلوبماستر 3» تابعة للقوات الجوية الأميركية (رويترز)

خبراء يحذرون من تهديد الاستقرار العالمي بسبب تفوق السلاح الأميركي على روسيا والصين

الولايات المتحدة وحلفاؤها قادرون على تهديد وتدمير جميع مواقع الإطلاق النووية في روسيا والصين بالأسلحة التقليدية، مما يخلق وضعاً جيوسياسياً غير مستقر محتملاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد زعماء أفارقة يصفقون للرئيس الصيني شي جينبينج (وسط) بعد خطابه في حفل افتتاح منتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك) في قاعة الشعب الكبرى في بكين (أ.ف.ب)

الصين تتعهد تمويل مشروعات في أفريقيا بـ50 مليار دولار

تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ، في افتتاح «منتدى التعاون الصيني-الأفريقي» ببكين، اليوم، تمويل مشروعات بأفريقيا بقيمة 50 مليار دولار على مدى السنوات الـ3 المقبلة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

في أفغانستان... استخراج الذهب من الإلكترونيات عمل مربح لكن بلا مستقبل (صور)

أفغاني يفصل الذهب عن المعادن الأخرى في ورشة عمل بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية في منطقة سبين بولداك (أ.ف.ب)
أفغاني يفصل الذهب عن المعادن الأخرى في ورشة عمل بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية في منطقة سبين بولداك (أ.ف.ب)
TT

في أفغانستان... استخراج الذهب من الإلكترونيات عمل مربح لكن بلا مستقبل (صور)

أفغاني يفصل الذهب عن المعادن الأخرى في ورشة عمل بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية في منطقة سبين بولداك (أ.ف.ب)
أفغاني يفصل الذهب عن المعادن الأخرى في ورشة عمل بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية في منطقة سبين بولداك (أ.ف.ب)

يعمل عدد من الأفغان، وهم قاعدون أرضاً في ورشة عمل متهالكة بمدينة سبين بولداك، على الحدود مع باكستان، على إعادة تدوير الذهب من النفايات الإلكترونية المتأتية من بلدان غنية، وهو نشاط مربح، ولكن لا مستقبل له، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

من دون قفازات ولا أقنعة واقية، ينكبّ هؤلاء الرجال بالكماشات أو بأيديهم العارية، مرتدين الـ«شالوار قميص» التقليدي، على تفكيك أجهزة تلفزيون قديمة أو حواسيب أو هواتف محمولة، تصل في صناديق قمامة مخصصة لها من اليابان أو هونغ كونغ.

لكنّ هذه الأجهزة لم تعد في كثير من الأحيان تحتوي على الذهب الذي يبحث عنه هؤلاء، لأن المعدن الأصفر بات يُستخدم بدرجة أقل، حتى لا يُستخدم إطلاقاً، في تصنيع الإلكترونيات، نظراً إلى تكلفته العالية.

رجل أفغاني يستخرج الذهب من الكاميرات وأجهزة شاشة الملاحة في السيارات في ورشة عمل بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية في منطقة سبين بولداك (أ.ف.ب)

وبالتالي، تحتاج مهمة هؤلاء الأفغان إلى كثير من الصبر، وخصوصاً أن بلدهم من أقل دول العالم «رقمية»، إذ إن نسبة الأفغان الذين يتمتعون بإمكان استخدام الإنترنت كانت تقتصر في مطلع سنة 2024 على 18.4 في المائة.

ويقول سيد والي آغا، البالغ 50 عاماً، وهو مدير ورشة عمل في المدينة الحدودية التي تضج بمختلف أنواع التجارة، وتزدحم طرقها المتربة بالدراجات البخارية والحافلات الصغيرة ومركبات البضائع الثقيلة المتهالكة: «في شهر واحد، نستخرج 150 غراماً من الذهب».

ويضيف، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: «نبيع كل غرام مقابل 5600 أفغاني»، أي ما يعادل نحو 80 دولاراً.

عامل أفغاني يستخدم حمضاً لفصل الذهب عن المعادن الأخرى بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية (أ.ف.ب)

«عمل متعب جداً»

ويشير إلى أن هذه التجارة انتعشت مجدداً مع استعادة حركة «طالبان» السلطة عام 2021، لأن استخدام الحمض الذي يتيح فصل الذهب عن المعادن الأخرى «كان محظوراً من الحكومة السابقة». كذلك شكّل ارتفاع أسعار الذهب حافزاً أيضاً.

لكن استخراج هذا المعدن الثمين - وهو موصل جيد للحرارة والكهرباء - من المكوّنات الإلكترونية، «يستغرق كثيراً من الوقت»، بحسب والي آغا، نظراً إلى عدم توفر «كثير من المعدات» في متناول العاملين في هذا المجال.

ويقرّ بأنه «عمل متعب جداً»، ناهيك عما ينبعث من أبخرة، وخصوصاً الحمضية منها، فيما يشير أحد موظفيه العشرين إلى أنه يحصل على 165 دولاراً شهرياً، وهو دخل يعدّ لائقاً بشكل عام في أفغانستان.

عامل أفغاني يستخرج الذهب من الكاميرات وأجهزة شاشة الملاحة في ورشة عمل بمنطقة سبين بولداك (أ.ف.ب)

وبعد استخراج الذهب من الأجهزة، يرمي العمال القطع التي لا يحتاجون إليها فتتكدس أكواماً، إحداها مخصصة للمعادن الأخرى التي يعاد بيعها إلى شركات إعادة التدوير الأخرى.

وفي نهاية خط سلسلة العمال، جمع أحدهم ميكروغرامات من الذهب في حوض من الصفيح، فيما كان آخر يتولى معالجتها بالحمض.

وخارج الورشة، يتصاعد دخان أصفر شديد السمية إلى السماء الزرقاء، بفعل عملية تنقية الذهب من شوائبه.

في الدول الغنية، تنفّذ كل هذه العمليات بتقنيات متقدمة، وبسرعة ومن دون عناء ولا خطر.

وفي الورشة المجاورة، يعمل نحو 20 رجلاً أيضاً لدى رحمة الله، في ظروف مهنية لا تقل صعوبة.

ويوضح المدير، البالغ 28 عاماً، أن «العثور على غرام واحد من الذهب يتطلب (تفكيك) 10 أجهزة تلفزيون». ومثل منافسه، يرى أن إعادة تدوير الذهب «عمل جيد».

لكنه يضيف أن «هذه المهنة ليس لها مستقبل».

عمال يستخرجون الذهب من الأجهزة في ورشة عمل بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية (أ.ف.ب)

ويُنقل الذهب المُستخرَج في سبين بولداك إلى ورش المجوهرات في وسط مدينة قندهار، عاصمة الإقليم، على بعد نحو 100 كيلومتر، ومن أبرزها ورشة محمد ياسين.

ويقول الصائغ، البالغ 34 عاماً، وهو يصهر المعدن الثمين في أطباق من الطين بموقد لحام يعود تاريخه إلى العصور القديمة: «إنه ذهب ذو نوعية جيدة جداً، عيار 24 قيراطاً».

أعراس ذهبية

لكنّ ياسين يلاحظ أن «كميات الذهب التي تتلقاها السوق من سبين بولداك آخذة في التناقص»، إذ لا تتعدى «30 إلى 40 غراماً في الأسبوع»، على ما يقول الصائغ الذي يذيب كيلوغراماً واحداً أو 1.2 كيلوغرام من المعدن الأصفر يومياً بفضل مورّدين آخرين، أو من خلال إعادة شراء مجوهرات قديمة.

ويوضح أن «الإلكترونيات اليابانية تحتوي على الذهب، خلافاً لتلك الصينية». ويلاحظ أن «حصة الإلكترونيات اليابانية من السوق تتناقص يوماً بعد يوم، بينما تزيد حصة الصين».

كذلك يَتوقع أن «تتوقف» إعادة التدوير في سبين بولداك، إذ «تعاني أصلاً».

رجل أفغاني يستخرج الذهب من الكاميرات في ورشة عمل بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية (أ.ف.ب)

ومع أن أفغانستان أحد أفقر بلدان العالم، تزدهر فيها تجارة هذا المعدن الثمين، بفصل الحفلات، ومنها تلك المخصصة للزفاف، وغالباً ما يغرق حتى أفقر الأفغان في الديون لسنوات بسببها.

يقول محمد رضا، وهو صائغ يبلغ 36 عاماً، خلال انهماكه في ورشته بصنع تاج من الذهب الوردي لخطوبة: «كلما زاد عدد حفلات الزفاف، تحسنت أعمالنا».

ويشرح نائب رئيس نقابة صائغي قندهار، أحمد شكيب مشفيكي، إن «التقليد في أفغانستان هو امتلاك الذهب».

وفي متجره بالقرب من السوق القديمة في قندهار، يقول الرجل البالغ 38 عاماً: «لدينا نوعان من الزبائن: سكان المدن الذين يحبون النماذج المتقنة، وأولئك من الريف الذين يحبون النماذج الأبسط».

ويضيف: «عند الحاجة، يمكنهم إعادة بيع ذهبهم».