رغم القوانين الجديدة ضد النساء... «الأمم المتحدة» ستواصل التعامل مع «طالبان» في أفغانستان

أصدروا حظراً على إظهار أصوات النساء أو كشف وجوههن في الأماكن العامة

تتحدث روزا أوتونباييفا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة البعثة الموجهة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) خلال اجتماع لمجلس الأمن بمقر الأمم المتحدة بنيويورك 6 مارس 2024 (الأمم المتحدة)
تتحدث روزا أوتونباييفا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة البعثة الموجهة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) خلال اجتماع لمجلس الأمن بمقر الأمم المتحدة بنيويورك 6 مارس 2024 (الأمم المتحدة)
TT

رغم القوانين الجديدة ضد النساء... «الأمم المتحدة» ستواصل التعامل مع «طالبان» في أفغانستان

تتحدث روزا أوتونباييفا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة البعثة الموجهة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) خلال اجتماع لمجلس الأمن بمقر الأمم المتحدة بنيويورك 6 مارس 2024 (الأمم المتحدة)
تتحدث روزا أوتونباييفا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة البعثة الموجهة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) خلال اجتماع لمجلس الأمن بمقر الأمم المتحدة بنيويورك 6 مارس 2024 (الأمم المتحدة)

قال متحدث باسم «الأمم المتحدة» إن المنظمة ستستمر في الانخراط مع جميع أصحاب المصلحة في أفغانستان، بمن في ذلك حركة «طالبان»، وذلك على الرغم من أن رجال الحركة المسيطرة على الحكم في كابل أصدروا حظراً على إظهار أصوات النساء أو كشف وجوههن في الأماكن العامة، كما قطعوا العلاقات مع بعثة الأمم المتحدة بعد انتقادها إياهم.

أفغانيات يتظاهرن ضد «طالبان» (الإعلام الأفغاني)

ودافع المتحدث باسم «الأمم المتحدة»، ستيفان دوغاريك، في نيويورك، عن بعثة المنظمة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان «UNAMA»، ورئيستها روزا أوتونباييفا، التي قالت إن القوانين الجديدة قدمت «رؤية مزعجة» لمستقبل كابل، وفق تقرير لوكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، الأحد.

وكانت أوتونباييفا قد صرّحت، الأسبوع الماضي، قائلة إن «القوانين الجديدة تُوسع القيود غير المقبولة بالفعل» على حقوق النساء والفتيات، حيث بات يُنظَر حتى إلى صوت المرأة خارج المنزل على أنه يمثل انتهاكاً أخلاقياً، على ما يبدو».

وجرى إصدار القوانين بعد أن وافق عليها زعيم الحركة، هبة الله أخوندزاده، وكانت «طالبان» قد أنشأت وزارة «للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، بعد الاستيلاء على السُّلطة في عام 2021.

امرأة أفغانية تمشي على إحدى الطرق في كابل (إ.ب.أ)

ودعت الوزارة المنظمات الدولية والدول والأفراد إلى احترام القيم الدينية للمسلمين، وأعلنت، يوم الجمعة، أنها لن تتعاون، بعد الآن، مع بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان بسبب انتقاداتها للقوانين.

وقال دوغاريك، في مؤتمر صحافي: «أعتقد أننا كنا صريحين جداً بشأن هذا القانون، الذي يجعل وجود المرأة يختفي تقريباً في أفغانستان. وفيما يتعلق بالتواصل مع السلطات الفعلية في البلاد، فإننا سنواصل الانخراط مع جميع أصحاب المصلحة في أفغانستان، بمن في ذلك (طالبان)».

وأضاف: «لطالما قمنا بذلك وفقاً للتفويض الموكَل إلينا، وذلك بحيادية وبحسن نُية، مع الحفاظ دائماً على معايير الأمم المتحدة، وتعزيز رسائل حقوق الإنسان والمساواة، وسنواصل عملنا وفقاً لتفويض مجلس الأمن».


مقالات ذات صلة

6 قتلى و13 جريحاً بهجوم انتحاري في العاصمة الأفغانية كابل

آسيا انفجار سابق في العاصمة الأفغانية كابل (متداولة)

6 قتلى و13 جريحاً بهجوم انتحاري في العاصمة الأفغانية كابل

قُتل ستة أشخاص وأصيب 13 آخرون، اليوم الاثنين، في جنوب غرب كابل بعدما فجّر رجل حزاماً ناسفاً، وفق ما أفادت شرطة العاصمة الأفغانية.

«الشرق الأوسط» (كابل )
آسيا حارس أمن من «طالبان» يقف في ساحة أحمد شاه مسعود بينما يحتفل الناس بالذكرى الثالثة لاستيلاء الحركة على أفغانستان بكابل 14 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

تقرير : «القاعدة» توسّع وجودها في أفغانستان

أقام تنظيم «القاعدة» تسعة معسكرات إرهابية جديدة في أفغانستان في عام 2024، وهو دليل على زيادة تقبل حركة «طالبان» لوجود الجماعات الإرهابية في فنائها الخلفي

آسيا مسؤولون أمنيون باكستانيون يقفون على أهبة الاستعداد بالقرب من موقع انفجار في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في 1 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل 37 إرهابياً وإصابة 14 في عمليات عسكرية

أعلنت باكستان مقتل 37 إرهابياً حتى الآن وإصابة 14، في العمليات الاستخباراتية المستمرة التي يشنها الجيش الباكستاني، في إقليم خيبر بختونخوا.

«الشرق الأوسط» (روالبندي (باكستان))
أفريقيا الرئيس التونسي في زيارة سابقة لزنازين سجن المرناقية (موقع الرئاسة التونسية)

تونس: «عملية بيضاء» حول سجن يضم آلاف السجناء بينهم «إرهابيون»

كشفت مصادر رسمية من وزارة الداخلية التونسية، أن قوات الأمن أوقفت مؤخراً أكثر من 300 من بين «المفتش عنهم» في قضايا أمنية مختلفة، بينها الإرهاب وتهريب البشر.

كمال بن يونس (تونس)
آسيا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرحب بعضو وفد «طالبان» الحاج محمد سهيل شاينا خلال محادثات سابقة (إعلام أفغاني)

«طالبان» تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية

كشف مسؤولون رفيعو المستوى في وزارة الدفاع الأفغانية عن عزم حركة «طالبان» على الحصول في المستقبل «عندما تكون الظروف مواتية» على أنظمة دفاع جوي روسية.

عمر فاروق (آسلام آباد)

تقرير : «القاعدة» توسّع وجودها في أفغانستان

حارس أمن من «طالبان» يقف في ساحة أحمد شاه مسعود بينما يحتفل الناس بالذكرى الثالثة لاستيلاء الحركة على أفغانستان بكابل 14 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
حارس أمن من «طالبان» يقف في ساحة أحمد شاه مسعود بينما يحتفل الناس بالذكرى الثالثة لاستيلاء الحركة على أفغانستان بكابل 14 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
TT

تقرير : «القاعدة» توسّع وجودها في أفغانستان

حارس أمن من «طالبان» يقف في ساحة أحمد شاه مسعود بينما يحتفل الناس بالذكرى الثالثة لاستيلاء الحركة على أفغانستان بكابل 14 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
حارس أمن من «طالبان» يقف في ساحة أحمد شاه مسعود بينما يحتفل الناس بالذكرى الثالثة لاستيلاء الحركة على أفغانستان بكابل 14 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

أقام تنظيم «القاعدة» تسعة معسكرات إرهابية جديدة في أفغانستان في عام 2024، وهو دليل على زيادة تقبل حركة «طالبان» لوجود الجماعات الإرهابية في فنائها الخلفي، وذلك على الرغم من تعهداتها السابقة بفرض قيود صارمة على وجود مثل هذه الجماعات، وفقاً لما ذكره زعيم مقاومة أفغاني يزور واشنطن الأسبوع الحالي.

جنود باكستانيون يقفون حراساً عند نقطة إكرام الحدودية بين باكستان وأفغانستان في تشامان 30 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

وقال علي ميسام ناظري، وهو كبير الدبلوماسيين في جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، التي تتخذ من وادي بانشير، شمال كابل، مقراً لها: «هذه مراكز تدريب وتجنيد، وقد سمحت حركة (طالبان) لتنظيم (القاعدة) ببناء قواعد ومستودعات ذخيرة في قلب وادي بانشير، وهو أمر غير مسبوق؛ إذ كان من المستحيل لـ(القاعدة) تحقيقه حتى في حقبة التسعينيات»، بحسب تقرير لمجلة «فورين بوليسي» الأميركية الأحد.

جندي باكستاني يقف حارساً عند نقطة إكرام الحدودية بين باكستان وأفغانستان في تشامان 30 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

وأضاف نظري أنه منذ سقوط أفغانستان في يد حركة «طالبان» في أغسطس (آب) 2021، قبل الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من البلاد، تفجّرت الجماعات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم «القاعدة»، وفرع تنظيم «داعش في خراسان»، وحركة «طالبان الباكستانية»، والحركة المتطرفة في أوزبكستان، من حيث الحجم ونطاق عملها، حيث سمحت حدود البلاد غير الخاضعة للحراسة للمقاتلين الأجانب من الدول العربية، والجيران من وسط آسيا، وأوروبا، بالتدفق إلى أفغانستان، ويشير ناظري إلى أن هناك 21 جماعة إرهابية معروفة باتت تعمل الآن داخل البلاد.

وقال دوغ ليفرمور، وهو مسؤول سابق في البحرية الأميركية وعضو في جمعية العمليات الخاصة الأميركية: «نرى جميع الأضواء تومض باللون الأحمر، وتعتقد الأمم المتحدة أن تنظيم (القاعدة) بات لديه معسكرات تدريب في ما لا يقل عن 10 من أصل 34 محافظة في أفغانستان، وذلك على الرغم من حركة (طالبان) تنكر علناً وجود الجماعة الإرهابية في البلاد».

«القاعدة» إلى وادي بانشير

وكان انتقال قوات تنظيم «القاعدة» إلى وادي بانشير، الذي لطالما كان معقلاً لجبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، بمثابة صدمة للمقاومة، التي لا تزال تسيطر على نحو 60 في المائة من المنطقة مقابل 40 في المائة تخضع لسيطرة حركة «طالبان»، وفقاً لناظري.

مقاتلو «طالبان» يقومون بدوريات في كابول الخميس 19 أغسطس 2021 وهو اليوم الذي احتفلت فيه الحركة بيوم استقلال أفغانستان بإعلانها هزيمة الولايات المتحدة (أ.ب)

وكان زعيم «القاعدة»، سيف العدل، قد دعا المقاتلين الأجانب، بشكل علني، إلى الهجرة إلى أفغانستان والاستعداد لشنّ هجمات على الغرب، وقالت هيئة التفتيش الخاصة بإعادة إعمار أفغانستان، وهي مجموعة مراقبة تابعة للحكومة الأميركية، في تقريرها الصادر في يوليو (تموز) الماضي إنه على الرغم من استهداف حركة «طالبان» لتنظيم «داعش» وبعض الجماعات الأخرى، فإنها تتسامح مع وجود تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان الباكستانية».

وقال ناظري إن الجماعات الإرهابية باتت الآن تسيطر على الكثير، إن لم يكن على كل، من حدود أفغانستان، وأضاف: «لم يكن لـ(القاعدة) أي وجود في شمال أفغانستان في عام 2001، أما اليوم، فقد بات للتنظيم، وغيره من القوى الإرهابية، وجود في جميع أنحاء البلاد».

سوق سوداء مفتوحة للأسلحة

وتابع ناظري قائلاً إن «البلاد أصبحت بمثابة سوق سوداء مفتوحة للأسلحة المتبقية، والتي عادةً ما يكون الكثير منها أميركية». وقال ليفرمور: «تعاني حركة (طالبان) المشكلة نفسها التي واجهناها على مدى 20 عاماً؛ إذ إنه من الممكن السيطرة على المركز، أو السيطرة على الطريق الدائرية، إلى حد ما، ولكن بمجرد أن تبدأ في النظر من هناك إلى الخارج، خصوصاً في الاتجاه الشرقي من البلاد، وبعض تلك التضاريس الوعرة هناك، فإنك ستجد أن هذا هو المكان الذي تمكنوا فيه (تنظيم داعش) من إقامة قاعدة عمليات قوية للغاية».

ووصف ناظري العلاقة بين حركة «طالبان» والجماعات الإرهابية في كابل بأنها «صلبة»، مشيراً إلى أن الحركة حتى قدمت جوازات سفر للمقاتلين الإرهابيين الأجانب للسماح لهم بدخول البلاد.

دورية أمنية لـ«طالبان» في كابول 25 أغسطس 2024. فرضت الحركة مؤخراً قوانين جديدة تلزم النساء بتغطية أجسادهن ووجوههن في الأماكن العامة (إ.ب.أ)

تنظيم «داعش خراسان»

وذكر تقرير الأمم المتحدة نفسه الذي صدر في يوليو الماضي أن مقاتلي فرع «داعش» في خراسان لديهم وسطاء في كل من أفغانستان وتركيا يمكنهم من نقل المقاتلين الإرهابيين إلى أوروبا لتنفيذ هجمات.

لكن بعض الخبراء يشككون في أن رسالة جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية ستلقى صدى في واشنطن، حيث قال مايكل كوغلمان، وهو مدير معهد جنوب آسيا التابع لمركز ويلسون في واشنطن: «إنهم يرفضون الاعتراف بأننا لم نعد في عام 2001، فهم لا يدركون، بصراحة تامة، أن الولايات المتحدة وغيرها من العواصم الغربية الأخرى ليست مهتمة بالانخراط في أي صراع في أفغانستان، فلا يوجد اهتمام بتوفير الأسلحة أو الأموال للجماعات المناهضة لحركة (طالبان)».

ويشكك مسؤولو الاستخبارات الأميركية، بشكل علني على الأقل، في مدى إمكانية أن تصبح أفغانستان قاعدة انطلاق للإرهاب، وكان نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، ديفيد كوهين، قد صرَّح في مؤتمر في ميريلاند، الأربعاء، بأن الوكالة لا تزال على اتصال بحركة «طالبان» في محاولة لوقف الأنشطة الإرهابية، قائلاً إن «الاستخبارات الأميركية تمكنت من تحذير السلطات النمساوية من تهديد تنظيم (داعش) ضد حفل المغنية الأميركية تايلور سويفت الذي كان من المقرر إقامته في العاصمة النمساوية، فيينا، في شهر أغسطس (آب) الماضي».