«شرطة الأخلاق» التابعة لـ«طالبان» تعلن وقف «تعاونها» مع بعثة الأمم المتحدة

عشرات النساء الأفغانيات شاركن في حركة احتجاج ضد قانون جديد

أفراد أمن من «طالبان» يقفون خارج مطعم في قندهار في 25 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
أفراد أمن من «طالبان» يقفون خارج مطعم في قندهار في 25 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
TT

«شرطة الأخلاق» التابعة لـ«طالبان» تعلن وقف «تعاونها» مع بعثة الأمم المتحدة

أفراد أمن من «طالبان» يقفون خارج مطعم في قندهار في 25 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
أفراد أمن من «طالبان» يقفون خارج مطعم في قندهار في 25 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

قالت «شرطة الأخلاق»، التابعة لحكومة «طالبان»، إنها ستوقف تعاونها مع بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، واصفة إياها بأنها «طرف معارض».

يأتي ذلك بعدما حذّرت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (أوناما) من أن قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الجديد، الذي يعزّز السياسات التي تقيّد حرية المرأة، من شأنه أن يضر بآفاق المشارَكة مع المجتمع الدولي.

وقالت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الخميس، «بسبب دعايتها المستمرة، لن تقدّم الوزارة بعد الآن أي دعم أو تتعاون مع بعثة الأمم المتحدة التي ستُعدّ طرفاً معارضاً».

وأضاف: «نريد من المنظمات الدولية والدول والأفراد الذين انتقدوا القانون المذكور أن يحترموا القيم الدينية للمسلمين، وأن يمتنعوا عن الانتقادات والتصريحات التي تسيء إلى القيم والمقدسات الإسلامية».

ونُشر القانون الجديد، المؤلف من 35 مادة والذي ينص خصوصاً على «وجوب تغطية وجه المرأة، وإخفاء صوتها وبدنها»، في الجريدة الرسمية في 31 يوليو (تموز).

مقاتلو «طالبان» يقومون بدورية في كابل بأفغانستان... الخميس 19 أغسطس 2021 وهو اليوم الذي احتفلت فيه «طالبان» بيوم استقلال أفغانستان بإعلانها هزيمة الولايات المتحدة (أ.ب)

وشاركت عشرات النساء الأفغانيات في حركة احتجاج افتراضية ضد قانون جديد يحظر على النساء إسماع أصواتهن في الأماكن العامة، عبر تصوير أنفسهن وهن يغنين ولا يظهرن سوى جزء صغير من وجوههن. وأعلنت حكومة حركة «طالبان»، الأسبوع الماضي، أنها أصدرت في نهاية يوليو قانوناً «للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في أفغانستان، «طبقاً لما تقتضيه الشريعة». وينصّ القانون المؤلف من 35 مادة بشكل خاص على «وجوب ستر المرأة جسدها بالكامل في حضور الرجال الذين لا ينتمون إلى أسرتها»، وإخفاء وجهها «خوفاً من الفتنة». والأمر نفسه إذا «اضطرت المرأة إلى مغادرة المنزل للضرورة». كما يوجب على النساء عدم إسماع أصواتهن في الأماكن العامة. وردّت النساء الأفغانيات داخل البلاد وخارجها بنشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهرن فيها وهن يغنين، مع تعليقات مثل «صوتي ليس ممنوعاً» و«ليس لطالبان». وأظهر مقطع فيديو يُعتقد بأن تصويره تم في أفغانستان امرأة ترتدي ملابس سوداء من رأسها إلى أخمص قدميها، وهي تغني. وتقول: «لقد حكمتم علي بالصمت لسنوات مقبلة... وبالسجن في منزلي بسبب جريمتي الوحيدة المتمثلة في كوني امرأة».

أفغانيتان ترتدينان البرقع تسيران على طريق في قندهار في أفغانستان في 22 أغسطس 2024. قالت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن حركة «طالبان» فرضت قوانين جديدة تلزم النساء بتغطية أجسادهن ووجوههن في الأماكن العامة (إ.ب.أ)

كما نشرت ناشطات مقاطع فيديو يظهرن فيها وهنّ يرفعن قبضاتهن أو يمزقن صور المرشد الأعلى لـ«طالبان» هبة الله أخوند زاده الذي يحكم أفغانستان من معقله في قندهار (جنوب). وفي فيديو آخر، هتفت مجموعة من الناشطات «صوت المرأة هو صوت العدالة». وعلى منصة «إكس» ظهرت طيبة السليماني وهي تعدّل حجابها أمام المرآة قائلة إن «صوت المرأة هو هويتها، وليس شيئاً يجب إخفاؤه». وبالمثل، يتم فرض محظورات على سائقي المركبات. فالموسيقى ممنوعة، وكذلك المخدرات ونقل النساء غير المحجبات أو أولئك اللواتي يرافقهن رجال لا ينتمون إلى أسرهن، أو النساء دون محرم.

وتشمل المحظورات الأخرى: الزنا، والمثلية الجنسية، والقمار، ونزالات الحيوانات، وإنشاء أو عرض صور لكائنات حية على جهاز كومبيوتر أو جوال، وعدم إطالة اللحية أو جعلها قصيرة جداً، وقصّات الشعر «المخالفة للشريعة». و«الصداقة» مع «الكافر» محرمة، في حين أن الصلوات الخمس واجبة. وخلال السنوات الثلاث التي أعقبت عودتها إلى السلطة بعد خوضها تمرداً استمر 20 عاماً، عزّزت حكومة «طالبان» قبضتها على البلاد، وفرضت قوانين تستند إلى تفسيرها الصارم للشريعة. وأعربت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية عن قلقها من القيود على الحرية الدينية وحرية الصحافة في القانون الذي طُبق عدد من أحكامه بشكل غير رسمي بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في أغسطس (آب) 2021. وقال المتحدث باسم حكومة «طالبان» حمد الله فطرت في رسالة صوتية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، (الاثنين)، إن القانون الجديد سيتم تطبيقه «برفق».


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن يواجه مهمة صعبة في إعادة المحتجزين الأميركيين لدى «طالبان» قبل مغادرة منصبه (أ.ب)

محتجز أميركي في أفغانستان يُعقِّد صفقة تبادل مع «طالبان»

تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع ذوي ثلاثة أميركيين محتجزين تسعى إدارته إلى استعادتهم من أفغانستان بالتفاوض مع «طالبان» مقابل إطلاق سجين غوانتانامو محمد رحيم

علي بردى (واشنطن ) علي بردى (واشنطن )
آسيا يقف مسؤولون أمنيون باكستانيون حراساً عند نقطة تفتيش في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان بباكستان يوم 6 يناير 2025 حيث تشهد باكستان موجة من عنف المتمردين خصوصاً في المقاطعات الغربية في إقليم خيبر بختونخوا (إ.ب.أ)

الشرطة الباكستانية: اختطاف 17 موظفاً على يد عناصر إرهابية شمال غربي البلاد

أعلنت الشرطة الباكستانية أن مسلحين من العناصر الإرهابية اختطفوا 17 موظفاً مدنياً في منطقة قبول خيل، الواقعة على الحدود بين إقليم البنجاب وإقليم خيبر بختونخوا.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)
الولايات المتحدة​ أفغاني يترجم لجندي أميركي خلال حديثه مع عجوز في كابول (أرشيفية)

قدامى المحاربين يطالبون ترمب بإعادة توطين الأفغان المعرضين للخطر

تحث الرسالة ترمب وقادة الكونغرس على مواصلة تمويل إعادة توطين الأفغان المعرضين للخطر وأسرهم، كما تدعو الكونغرس إلى الموافقة على 50 ألف تأشيرة هجرة خاصة إضافية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

سلطات كوريا الجنوبية تقبض على الرئيس المعزول يون

موكب من السيارات يصطحب الرئيس المعزول يون سوك-يول تنفيذا لمذكرة التوقيف الصادرة بحقّه (أ.ف.ب)
موكب من السيارات يصطحب الرئيس المعزول يون سوك-يول تنفيذا لمذكرة التوقيف الصادرة بحقّه (أ.ف.ب)
TT

سلطات كوريا الجنوبية تقبض على الرئيس المعزول يون

موكب من السيارات يصطحب الرئيس المعزول يون سوك-يول تنفيذا لمذكرة التوقيف الصادرة بحقّه (أ.ف.ب)
موكب من السيارات يصطحب الرئيس المعزول يون سوك-يول تنفيذا لمذكرة التوقيف الصادرة بحقّه (أ.ف.ب)

دخل الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك-يول الأربعاء مقر هيئة التحقيق بفساد كبار المسؤولين بعد أن اعتُقل تنفيذا لمذكرة توقيف صدرت بحقّه في قضية محاولته الفاشلة قبل شهر ونصف فرض الأحكام العرفية في البلاد.

واقتيد يون من مقرّ إقامته الرسمي المحصّن بشدّة في وسط سيول ضمن موكب أمني إلى مقرّ هيئة التحقيق بفساد كبار المسؤولين بعد أن أعلن فريق مشترك من المحقّقين والشرطة أنّهم نفذوا مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه.

وأعلن الرئيس الكوري الجنوبي المعزول أنّه وافق «حقنا للدماء» على الرضوخ لأوامر المحقّقين بالمثول أمامهم لاستجوابه بشأن محاولته الفاشلة قبل شهر ونصف فرض الأحكام العرفية في البلاد، على الرغم من أنه يعتبر هذا التحقيق غير قانوني. وقال يون في رسالة مصوّرة نشرت بعد أن أوقفته سلطات التحقيق واقتادته إلى مقرّها «لقد قررتُ الردّ على مكتب التحقيق بقضايا الفساد»، مؤكّدا في الوقت نفسه أنّه لا يعترف بشرعية التحقيق لكنه يخضع له «من أجل تجنّب أيّ إراقة مؤسفة للدماء».

وكانت سلطات التحقيق في كوريا الجنوبية أعلنت في وقت سابق أنّها اعتقلت الرئيس المعزول لاستجوابه بشأن محاولته فرض الأحكام العرفية في البلاد، ليصبح بذلك أول رئيس في تاريخ البلاد يتم توقيفه أثناء وجوده في السلطة. وقالت السلطات التي تحقّق مع يون بتهمة التمرّد إنّ «مقرّ التحقيقات المشترك نفّذ مذكرة توقيف بحقّ الرئيس يون سوك-يول اليوم (الأربعاء) في الساعة 10:33 صباحا (01,30 ت غ)».