رئيس تايوان يدعو إلى تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الصين

جنود تايوانيون بجانب شواهد قبور الجنود الساقطين خلال الحفل الذي أقيم لإحياء الذكرى السادسة والستين لمعركة المدفعية بين تايوان والصين في كينمن بتايوان في 23 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
جنود تايوانيون بجانب شواهد قبور الجنود الساقطين خلال الحفل الذي أقيم لإحياء الذكرى السادسة والستين لمعركة المدفعية بين تايوان والصين في كينمن بتايوان في 23 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
TT

رئيس تايوان يدعو إلى تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الصين

جنود تايوانيون بجانب شواهد قبور الجنود الساقطين خلال الحفل الذي أقيم لإحياء الذكرى السادسة والستين لمعركة المدفعية بين تايوان والصين في كينمن بتايوان في 23 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
جنود تايوانيون بجانب شواهد قبور الجنود الساقطين خلال الحفل الذي أقيم لإحياء الذكرى السادسة والستين لمعركة المدفعية بين تايوان والصين في كينمن بتايوان في 23 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

قال الرئيس التايواني لاي تشينغ تي، اليوم (الجمعة)، إن على التايوانيين أن يتّحدوا في مواجهة التهديد الصيني، وذلك في الذكرى السادسة والستين للهجوم الصيني الدامي الذي استهدف جزيرة في الأرخبيل وجزراً صغيرة قريبة من الصين القارية.

ووضع لاي إكليلاً من الزهر في ذكرى ضحايا الهجوم على جزر كينمن في مقبرة بكينمن زارها للمرة الأولى منذ توليه السلطة في مايو (أيار).

وأعلن خلال مأدبة شارك فيها قدامى المحاربين وعائلاتهم «يجب أن نكون مصممين على حماية تايوان» وأن نحذو حذو الجنود الذين واجهوا القصف.

الرئيس التايواني ويليام لاي يشارك في مراسم وضع إكليل الزهور التي أقيمت بمناسبة الذكرى السادسة والستين لمعركة المدفعية بين تايوان والصين في كينمن بتايوان في 23 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

في عام 1958، أطلق جيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني) 470 ألف قذيفة على كينمن والجزر المجاورة ما أسفر عن مقتل 618 جندياً ومدنياً. واستمر الهجوم 44 يوماً.

وقال الرئيس التايواني: «حالياً التهديد الذي تطرحه الصين على تايوان وبنغهو وكينمن وماتسو (الجزر الخاضعة لسيطرة تايبيه) لا يقل عما كان عليه في السنوات السابقة».

وأضاف: «إذا أردنا التصدي للتهديد الصيني في المستقبل علينا أن نتحد... لدينا هدف واحد فقط هو الدفاع عن السيادة الوطنية وحماية الديمقراطية».

جندي تايواني خلال إحياء ذكرى الحرب ضد القوات الصينية على جزيرة الخط الأمامي في كينمن بتايوان في 23 أغسطس 2024 (رويترز)

تعتبر الصين تايوان إحدى مقاطعاتها وتؤكد أنها ستستعيد السيطرة عليها. وقالت إنها لا تستبعد استخدام القوة لإخضاعها وكثفت الضغوط العسكرية والسياسية على الجزيرة الديمقراطية في السنوات الأخيرة.

ووصفت الصين لاي بأنه «انفصالي خطير» لدفاعه عن سيادة تايوان وأجرت بكين مناورات عسكرية واسعة النطاق حول الجزيرة بعد أيام من تنصيبه.

وأعلن الجيش التايواني عن انتشار شبه يومي لسفن حربية صينية في مياه الأرخبيل، فضلاً عن طلعات جوية لمقاتلات وإطلاق مسيرات حول الجزيرة.

وقالت وزارة الدفاع، الجمعة، إنه تم رصد 41 طائرة عسكرية و7 سفن حربية صينية خلال 24 ساعة.


مقالات ذات صلة

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ يحضران اجتماعاً في موسكو (رويترز)

بوتين: التوقيع على وثائق مع الصين تهدف إلى تعاون متبادَل المنفعة

عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، محادثات مع رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية (رئيس الوزراء)، لي تشيانغ، في الكرملين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح نظيره الصيني شي جين بينغ أثناء لقائهما على هامش قمة زعماء مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا 14 نوفمبر 2022 (أرشيفية - رويترز)

بكين: الولايات المتحدة تُروّج لرواية التهديد النووي الصيني

عبّرت وزارة الخارجية الصينية، الأربعاء، عن قلق بكين البالغ إزاء تقرير أفاد بأن الولايات المتحدة وافقت على خطة استراتيجية نووية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا العلمان الصيني والتايواني يظهران في صورة مركبة (رويترز)

مسؤول صيني يؤكد ثقته بـ«إعادة توحيد كاملة» مع تايوان

أكد مسؤول كبير في الحزب الشيوعي الصيني، الثلاثاء، خلال مؤتمر عُقد في هونغ كونغ، أن بلاده واثقة بتحقيق «إعادة توحيد كاملة» مع تايوان.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا جزء من محطة تايشان للطاقة النووية في تايشان بالصين في 17 أكتوبر 2013 (رويترز)

الصين توافق على بناء 11 مفاعلاً نووياً

أقرّت الصين بناء 11 مفاعلاً نووياً جديداً في 5 مواقع، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي، في وقت تواصل فيه البلاد سعيها لزيادة الاعتماد على الطاقة النووية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

باكستان وأفغانستان تدشنان حملة تطعيم ضد شلل الأطفال الشهر المقبل

عاملة صحية تسكب قطرات لقاح شلل الأطفال في فم طفل رضيع في مدينة بيشاور (يونيسيف)
عاملة صحية تسكب قطرات لقاح شلل الأطفال في فم طفل رضيع في مدينة بيشاور (يونيسيف)
TT

باكستان وأفغانستان تدشنان حملة تطعيم ضد شلل الأطفال الشهر المقبل

عاملة صحية تسكب قطرات لقاح شلل الأطفال في فم طفل رضيع في مدينة بيشاور (يونيسيف)
عاملة صحية تسكب قطرات لقاح شلل الأطفال في فم طفل رضيع في مدينة بيشاور (يونيسيف)

لا يزال فيروس شلل الأطفال نشطاً ومنتشراً في المجتمعَين الباكستاني والأفغاني، وهي حقيقة أظهرتها حالات شلل الأطفال النشطة التي تم الإبلاغ عنها خلال العام الماضي. وقررت حكومتا باكستان وأفغانستان تدشين حملة تطعيم بشكل متزامن على جانبَي الحدود الباكستانية - الأفغانية خلال الشهر المقبل بهدف القضاء على الفيروس، رغم تعرض فرق الرعاية الصحية لهجمات إرهابية قرب الشريط الحدودي.

ويُلقي المسؤولون الباكستانيون باللائمة في ظهور عشرات الحالات من الفيروس، التي تم الإبلاغ عنها في إقليم بلوشستان خلال العام الحالي، على حركة «طالبان» العابرة للحدود. منذ يناير (كانون الثاني) 2024، أبلغت باكستان عن 16 حالة لفيروس شلل الأطفال، 12 منها من بلوشستان، التي تحد 5 مقاطعات أفغانية.

زيادة الحالات في بلوشستان

من المقرر أن تغطي حملة التطعيم 36 منطقة في إقليم بلوشستان، في حين سيتم تدشين حملة متزامنة في أفغانستان في اليوم نفسه، وفقاً لمسؤول باكستاني. وتعزو السلطات ازدياد الحالات في بلوشستان إلى حركة «طالبان» العابرة للحدود.

وقال مسؤولون باكستانيون إن السلطات الباكستانية كانت على اتصال بسلطات أفغانستان في قندهار للتنسيق بشأن وضع الفيروس.

عاملة صحية تعطي جرعة من لقاح شلل الأطفال لطفل خلال حملة تطعيم ضد المرض في كابل في 19 سبتمبر 2022 (يونيسيف)

في باكستان، عارض بعض رجال الدين حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، التي أجرتها وزارة الصحة التابعة لحكومة باكستان، بحجة أنها غير إسلامية نظراً لأن الأطفال يشربون قطرات من لقاح شلل الأطفال التي تقدمها عاملات في مجال الرعاية الصحية للطفل في إطار الحملة.

في تطور إيجابي، تخلّت حركة «طالبان» الأفغانية عن معارضتها لحملة التطعيم ضد شلل الأطفال، وقررت التعاون مع المسؤولين الباكستانيين لإطلاق متزامن للحملة.

وقال مسؤولون باكستانيون إنه قد تم تشخيص إصابة 12 طفلاً بفيروس شلل الأطفال في بلوشستان خلال العام الحالي، وتُوفي 3 منهم، مما يشير إلى أن الفيروس «مهدد للحياة».

عاملة صحية تعطي جرعة تطعيم ضد شلل الأطفال في كابل 2023 (وزارة الصحة الأفغانية)

وعزا مسؤولون باكستانيون العدد المتزايد من الحالات في بلوشستان، والزيادة المقابلة في حالات شلل الأطفال في أفغانستان إلى عوامل، هي: حركة السكان التي تؤدي إلى انتشار الفيروس، ورفض بعض الآباء تطعيم أطفالهم، ونقص التغذية، وضعف المناعة لدى الأطفال.

وقال مسؤولون باكستانيون إنه لم يتم الإبلاغ عن أي حالات شلل أطفال في بلوشستان على مدار الأشهر الـ28 الماضية.

مثير للقلق

وبحسب المسؤول، «تُظهر عينات مياه الصرف الصحي من العام الماضي وجود فيروس شلل الأطفال في 17 منطقة في بلوشستان». وأوضح أن الوضع الحالي للفيروس «مثير للقلق»، خصوصاً بعد وفاة 3 أطفال؛ بسبب الفيروس خلال الـ4 أشهر الماضية.

وأضاف المسؤول أن الأطفال عانوا من أمراض أخرى منذ فقدانهم المناعة بعد أن أعاقهم فيروس شلل الأطفال. وأشار إلى أن تغطية عملية التطعيم غير الكاملة، والتنقل عبر الحدود كانا يمثلان عقبتَين أمام القضاء على فيروس شلل الأطفال. لمعالجة هذين التحديَّين، تم وضع استراتيجية، تحثّ وسائل الإعلام والآباء على التعاون من أجل حماية الأطفال من هذا المرض.

طفل في لاهور يتناول قطرات لقاح شلل الأطفال (يونيسيف)

يذكر أن الحكومة الباكستانية قد أنفقت مليارات الروبيات على الحملات الإعلانية والدعائية لتوعية الناس في المناطق النائية من باكستان بمرض شلل الأطفال، حيث تبثّ قنوات الأخبار الخاصة الباكستانية الأربعين إعلانات باللغات المحلية لإقناع الناس بأنه من المقبول دينياً أن يشرب أطفالهم قطرات لقاح التطعيم ضد شلل الأطفال.

رغم ذلك، فإن فرق العاملات في مجال الرعاية الصحية، اللواتي ينفّذن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، تتعرض للهجوم من مقاتلي حركة «طالبان» الباكستانية في كثير من الأحيان. لذلك، عادة ما ترافق فرق العاملات في مجال الرعاية الصحية في بلوشستان وخيبرا ختكونخوا فرق من الشرطة.

وقد تم القضاء على مرض شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم من خلال حملة التطعيم التي استمرّت عقوداً.

مع ذلك في باكستان وأفغانستان، كثيراً ما يظهر رجال الدين عقبةً رئيسيةً في طريق القضاء التام على فيروس شلل الأطفال، إذ لا يمكن للعاملات في مجال الرعاية الصحية دخول أجزاء من باكستان وأفغانستان، وقد تسبب الخوف من التدخل الخارجي في إلحاق الضرر بحملات التطعيم. واتخذت حكومة «طالبان» في أفغانستان قراراً بطلب المساعدة من منظمة تابعة للأمم المتحدة في حملة التطعيم.