أعرب رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال سيد عاصم منير عن عزمه الراسخ على الانتصار في الحرب على الإرهاب.
جاء ذلك في خطاب بمؤتمر الشباب الوطني في إسلام آباد بحضور رئيس الوزراء شهباز شريف، حسبما ذكرت قناة «جيو نيوز». وقال رئيس الأركان في الفعالية إن «مستقبل باكستان في أياد أمينة»، مضيفاً أن الرابطة القوية بين الأمة والحكومة والجيش تضمن رخاء البلاد. وأوضح أن حماية الأمة من الآثار الضارة لوسائل التواصل الاجتماعي من مسؤولية الدولة.
وأضاف أن الشباب هو أهم وأثمن ثروة لدى باكستان، وأنه لن يسمح لأي أحد بإهدارها مهما كان الثمن.
جاءت تصريحات رئيس أركان الجيش، بعدما أطلقت الحكومة عملية «عزم الاستحكام» الجديدة لمكافحة الإرهاب، مشيرة إلى زيادة الهجمات الإرهابية في شتى أرجاء البلاد.
جدير بالذكر أن حركة طالبان الباكستانية تشن هجمات تستهدف قوات الأمن في البلاد، وتشير تقديرات إلى أنها قتلت نحو 80 ألف باكستاني خلال عقود من أعمال العنف. كما تشن جماعة جول بهادور المحظورة أيضاً هجمات في البلاد. وتتهم إسلام آباد كابل بمساعدة الجماعات المتشدّدة التي تشن هجمات دامية عبر الحدود ضد قوات الأمن والمدنيين في باكستان من مخابئهم المزعومة في أفغانستان. وتنفي حركة طالبان التي تحكم أفغانستان هذه الاتهامات. وتوترت العلاقات بين باكستان وأفغانستان بشدة، وتم إغلاق أحد المعبرَيْن الحدوديين الرئيسيين بين البلدين في وقت سابق من الشهر الحالي بعد تبادل إطلاق نار مميت بين قوات من الجانبين.
في غضون ذلك، لقي ثلاثة مسلحين من العناصر الإرهابية مصرعهم، وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح، خلال عملية نفَّذتها قوات الأمن في إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان. وأوضحت الإدارة الإعلامية للجيش الباكستاني، في بيان، الخميس، أن العملية تم تنفيذها في ضوء معلومات استخباراتية رصدت تحركات لعناصر إرهابية في منطقة مستونغ بإقليم بلوشستان.
وأشارت إلى أن الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم خلال تبادل إطلاق النار ينتمون إلى تنظيم «جيش تحرير بلوشستان» الإرهابي المحظور، وكانوا متورطين في اغتيال نائب مفوض الأمن والإدارة في منطقة بنجغور بالإقليم، ذاكر علي، قبل أيام. وأكد الجيش عزمه على إحباط جميع مخططات زعزعة الاستقرار والأمن والتنمية والتقدُّم في إقليم بلوشستان.
من جهة أخرى، مثل باكستاني أمام محكمة لاهور حيث يواجه اتهامات بالإرهاب الإلكتروني بعد نشر معلومات مضلّلة على موقعه الإلكتروني، يُعتقد أنّها أثارت أعمال شغب مناهضة للهجرة في بريطانيا.
واتُهم فرحان آصف بنشر تقرير على موقعه يدّعي فيه كذباً أنّ طالب لجوء مسلماً يُشتبه في أنّه الشخص الذي نفَّذ هجوماً بسكين أسفر عن مقتل 3 فتيات في المملكة المتحدة.
وكانت السلطات البريطانية أفادت بأنّ معلومات مضلّلة نُشرت عبر الإنترنت تسببت باندلاع أعمال شغب استمرّت أياماً واستهدفت مساجد وفنادق تؤوي طالبي لجوء، بالإضافة إلى عناصر أمن وممتلكات أخرى. وقال مسؤول باكستاني كبير في وكالة التحقيق الفيدرالية الباكستانية لوكالة الصحافة الفرنسية مشترطاً عدم الكشف عن هويته: «إنه مهندس برمجيات يبلغ 31 عاماً، ولا يملك أي مؤهلات صحافية باستثناء إدارة موقع كان بمثابة مصدر دخل له».
وأضاف أنّ «التحقيقات الأولية تشير إلى أن هدفه الوحيد كان جني الأموال من خلال المحتوى»، الذي ينتشر بسرعة. وأشار المسؤول إلى أن آصف مَثُل أمام محكمة منطقة لاهور الأربعاء بتهمة الإرهاب الإلكتروني، وتمّ احتجازه ليوم واحد. ونُشر التقرير الذي يتضمن معلومات كاذبة بعد ساعات من الهجوم، وتمّت الإشارة إليه على نطاق واسع في منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي. وشهدت أكثر من 12 بلدة ومدينة بريطانية اضطرابات وأعمال شغب بعد الهجوم بسكين في 29 يوليو (تموز)، الذي أسفر عن مقتل 3 فتيات أثناء درس للرقص في مدينة ساوثبورت. والمتهم ألكس روداكوبانا مولود في بريطانيا من والدَيْن من رواندا ذات الغالبية المسيحية. واتهم المسؤولون يمينيين متطرّفين بالمساعدة في إثارة الفوضى
في غضون ذلك، قالت الشرطة إن مسلحين أطلقوا النار على حافلة مدرسية في باكستان، الخميس، مما أسفر عن مقتل فتاتَيْن وإصابة 5 أطفال آخرين بجروح.
وقال مسؤول الشرطة عثمان حيدر، لوكالة الأنباء الألمانية، إن الهجوم وقع في بلدة أتوك بإقليم البنجاب في وسط باكستان عندما كان الأطفال متجهين لحضور الفصول الدراسية في الصباح. وأضاف حيدر أن جميع الأطفال القتلى والجرحى تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات. وقال حيدر إنه لم يُعرَف على الفور دوافع ارتكاب الجريمة، إلا أن التحقيقات الأولية أشارت إلى وجود نزاع بين عائلتين. وأضاف حيدر: «نبحث أيضاً احتمال وجود عمل إرهابي».
وقال مكتب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، في بيان، إن الرئيس أدان الحادث وأمر الشرطة بالقبض على المسلحين.
وهاجم متشددون الطلاب في المدارس والكليات والجامعات في الماضي. وقتل مسلحون من طالبان نحو 150 طفلاً في هجوم مروِّع على مدرسة يديرها الجيش في شمال غربي باكستان في عام 2014. كما أطلق أحد أعضاء طالبان النار على حافلة مدرسية في سوات عام 2012، ما أسفر عن إصابة ملالا يوسفزاي، التي فازت بجائزة نوبل للسلام في عام 2014.