أعلنت وزارة الخارجية الهندية، اليوم الاثنين، أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي سيزور أوكرانيا، بعد أسابيع من تنديد كييف به؛ لمعانقته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارة إلى روسيا؛ الحليف التقليدي للهند. ولم تحدد وزارة الخارجية موعداً لـ«الزيارة إلى بولندا وأوكرانيا»، لكن وسائل إعلام هندية أوردت أنها قد تجري لاحقاً، هذا الأسبوع.
وسعى مودي للحفاظ على توازن دقيق بين علاقات بلاده الوثيقة مع موسكو، مع سعيه إلى تعاون أمني وثيق مع الدول الغربية في منافسة الصين. وعزّزت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون العلاقات مع الهند، في السنوات الأخيرة، في مواجهة نفوذ الصين المتزايد بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع الضغط على نيودلهي للابتعاد عن موسكو، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». ومع ذلك، رفضت نيودلهي اتخاذ موقف واضح، من خلال عدم إدانتها صراحةً الهجوم الروسي على أوكرانيا، والامتناع عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة ضد موسكو.
وزار مودي، في يوليو (تموز) الماضي، موسكو، بعد ساعات على وابل من الضربات الصاروخية الروسية، استهدفت مدناً في أنحاء أوكرانيا، وأودت بحياة 38 شخصاً على الأقل، وألحقت دماراً كبيراً بمستشفى للأطفال في كييف. والتُقطت صور لمودي معانقاً فلاديمير بوتين في المقر الريفي للرئيس الروسي، ما أثار تنديداً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وتجمع موسكو ونيودلهي علاقة وثيقة منذ الحرب الباردة. ولفترة طويلة، كانت روسيا المُورِّد الرئيسي للأسلحة للهند، لكن حصة واردات الأسلحة الروسية انخفضت بشكل حادّ في السنوات الأخيرة، فقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى استنزاف مخزون الأسلحة الروسية، وهو ما دفع الهند إلى البحث عن مورّدين آخرين وتطوير صناعتها العسكرية الخاصة. في الوقت نفسه، وفي أعقاب الهجوم الروسي، خلال فبراير (شباط) 2022، اشترت الهند، وبسعر منخفض، كميات كبيرة من النفط أعادت روسيا توجيهها إلى السوق الهندية بسبب العقوبات. على هذا النحو، تقتصد نيودلهي في المال، بينما تغذي الاقتصاد وآلة الحرب الروسيين، وهو ما تنتقده الحكومات الغربية. لكن الحرب الروسية في أوكرانيا جاءت على حساب كلفة بشرية بالنسبة إلى الهند. وقالت نيودلهي، في فبراير، إنها تضغط على موسكو لإعادة كثير من مواطنيها ممن سجلوا لدى الجيش الروسي للقيام بـ«وظائف دعم»، بعد تقارير عن مقتل عدد منهم أو إرغامهم على القتال في أوكرانيا.
وقُتل ما لا يقل عن خمسة جنود من الهند في الصراع. وقبلها، زار ناريندرا مودي روسيا في عام 2019، وبعد ذلك بعامين، في نهاية عام 2021، استقبل بوتين، في نيودلهي، قبل أسابيع من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وعمدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، في السنوات الماضية، إلى تعزيز العلاقات مع الهند؛ لمواجهة نفوذ الصين المتزايد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع الضغط عليها للابتعاد عن موسكو. وتُواصل الهند المؤيدة لعالم متعدد الأقطاب، في موازاة ذلك، تطوير علاقاتها في المجال الأمني مع الولايات المتحدة.