«طالبان» تُلزم موظفي الحكومة بالصلاة في المسجد أو مواجهة عقوبة

أعضاء من حركة «طالبان» خلال عرض عسكري في كابل (رويترز)
أعضاء من حركة «طالبان» خلال عرض عسكري في كابل (رويترز)
TT

«طالبان» تُلزم موظفي الحكومة بالصلاة في المسجد أو مواجهة عقوبة

أعضاء من حركة «طالبان» خلال عرض عسكري في كابل (رويترز)
أعضاء من حركة «طالبان» خلال عرض عسكري في كابل (رويترز)

أصدر زعيم حركة «طالبان»، هبة الله أخوندزاده، اليوم الخميس، مرسوماً يُلزم موظفي الحكومة الأفغانية بأداء الصلاة في المسجد خمس مرات يومياً، أو مواجهة عقوبة، في أحدث مرسوم يعكس التشدد الكبير في فِكر الحركة.

ومنذ عودة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021، أشرف أخوندزاده على فرض قيود شاملة على المجتمع، بحيث منع كثيراً من النساء والفتيات من التعليم، وأمر بمرافقين من الذكور للإناث، وحظر الموسيقى فعلياً.

وجاء في أحدث مرسوم وقَّعه أخوندزاده: «إن مسؤولي الوزارات والمؤسسات (في حكومة طالبان) مُلزَمون، بموجب الشريعة، بالصلاة جماعة في أوقاتها المحددة».

وأضاف أن الموظف، الذي يفوِّت الصلاة «دون عذر معقول»، يجب أن يتلقى تحذيراً، وإذا كرَّر المخالفة «يلتزم المسؤول المعنيُّ بمعاقبته بشكل مناسب».

ولم يستجب متحدث باسم حكومة «طالبان» لاستفسار من «وكالة الصحافة الفرنسية» حول العقوبة التي قد يجري فرضها.

كما لم يتضح، على الفور، كيف ستجري مراقبة التزام الموظفين بأداء الصلاة في المسجد خارج ساعات العمل.

ويدير أخوندزاده الحكومة من مدينة قندهار في جنوب أفغانستان، المعقل الروحي لـ«طالبان» التي حكمت البلاد للمرة الأولى بين عاميْ 1996 و2001 حين أطاح بها الاجتياح الأميركي للبلاد.

ونادراً ما يظهر في الأماكن العامة، ومتى قام بذلك، يمنع حراسُه المتفرجين من التقاط صور أو مقاطع فيديو للرجل الذي يتزعم «طالبان» منذ عام 2016.


مقالات ذات صلة

«طالبان» تغلق المعاهد الطبية أمام النساء في أحدث القيود

آسيا فتيات أفغانيات في الطريق إلى المدرسة في كابل (متداولة)

«طالبان» تغلق المعاهد الطبية أمام النساء في أحدث القيود

أصدر بشكل فعال زعيم «طالبان» الملا هبة الله آخوندزاده توجيهاً جديداً يمنع النساء من الالتحاق بالمعاهد الطبية؛ ما يقطع فرص التعليم الأخيرة المتاحة أمام النساء.

«الشرق الأوسط» (كابل (أفغانستان))
آسيا خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس 2021.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا نيلا إبراهيمي ناشطة في مجال حقوق الفتيات الأفغانيات تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال (أ.ف.ب)

فرت وعائلتها هرباً من «طالبان»... أفغانية تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال

فازت فتاة مراهقة فرت مع عائلتها من أفغانستان بعد عودة «طالبان» إلى السلطة قبل ثلاث سنوات، بجائزة «كيدز رايتس» المرموقة لنضالها من أجل حقوق المرأة.

«الشرق الأوسط» (كابل - أمستردام)
آسيا حركة طالبان الباكستانية تحرس نقطة التفتيش التابعة لها في مكان ما بالمناطق القبلية (وسائل الإعلام الباكستانية والحكومة الباكستانية)

مقتل ثمانية جنود واختطاف سبعة شرطيين في باكستان

قتل ثمانية جنود واختطف سبعة شرطيين في هجومين وقعا مساء الإثنين في شمال غرب باكستان وتبّنت حركة طالبان باكستان مسؤولية أحدهما.

«الشرق الأوسط» (بيشاور)
آسيا مقاتل من «طالبان» يحرس موقع إعدام عام بالقرب من كابل (وسائل إعلام أفغانية)

أفغانستان ستشارك في مؤتمر كوب 29 للمرة الأولى منذ عودة طالبان إلى الحكم

ستشارك أفغانستان في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29) الذي يفتتح الاثنين في أذربيجان، وذلك للمرة الأولى منذ عودة طالبان.

«الشرق الأوسط» (كابل)

رئيس كوريا الجنوبية يتراجع: سأرفع الأحكام العرفية

موظفون يزيلون أثاثاً استعملوه لمنع دخول المحتجين مبنى البرلمان بعد قرار الرئيس الكوري الجنوبي رفع الأحكام العرفية (رويترز)
موظفون يزيلون أثاثاً استعملوه لمنع دخول المحتجين مبنى البرلمان بعد قرار الرئيس الكوري الجنوبي رفع الأحكام العرفية (رويترز)
TT

رئيس كوريا الجنوبية يتراجع: سأرفع الأحكام العرفية

موظفون يزيلون أثاثاً استعملوه لمنع دخول المحتجين مبنى البرلمان بعد قرار الرئيس الكوري الجنوبي رفع الأحكام العرفية (رويترز)
موظفون يزيلون أثاثاً استعملوه لمنع دخول المحتجين مبنى البرلمان بعد قرار الرئيس الكوري الجنوبي رفع الأحكام العرفية (رويترز)

أعلن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، اليوم الثلاثاء، أنه سيتحرك لرفع الأحكام العرفية التي أعلنها قبل ساعات قليلة وسحب القوات العسكرية من الشوارع، بعد تصويت البرلمان ضد الإجراء وتصاعد الاحتجاجات الشعبية.

وقال في خطاب عبر التلفزيون: «قبل قليل، كان هناك طلب من الجمعية الوطنية برفع حالة الطوارئ، قمنا بسحب الجيش الذي نشر لتطبيق عمليات الأحكام العرفية. سنقبل طلب الجمعية الوطنية ونرفع الأحكام العرفية» رسميا بعد اجتماع لمجلس الوزراء يُعقد «بمجرد وصول الأعضاء».

وكان يون سوك يول قد فرض الأحكام العرفية الطارئة وحظر جميع الأنشطة السياسية وإغلاق البرلمان، متهما المعارضة في البلاد بالتحكم في البرلمان، والتعاطف مع كوريا الشمالية، وتعطيل أعمال الحكومة من خلال الأنشطة المناهضة للدولة.

وأعلن يون قراره عبر التلفزيون، مؤكدا عزمه على «القضاء على القوى المؤيدة لكوريا الشمالية وحماية النظام الديمقراطي الدستوري».

إلا أن البرلمان رفض القرار عبر المسارعة إلى التصويت على قانون يوقف الأحكام العرفية، في جلسة طارئة بحضور 190 من أعضائه البالغ عددهم 300.

الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يعلن فرض الأحكام العرفية (رويترز)

ردّ المعارضة

وندد زعيم المعارضة لي جاي-ميونغ بفرض الأحكام العرفية، مؤكداً أن الخطوة «غير قانونية»، وداعياً المواطنين الى التجمع في البرلمان احتجاجا.

وقال لي إن «قرار الرئيس يون سوك يول غير القانوني بفرض الأحكام العرفية هو باطل»، مضيفا في خطاب تمّ بثه عبر الانترنت بشكل مباشر «رجاء، توجهوا الآن الى الجمعية الوطنية. أنا ذاهب الى هناك أيضاً».

ويواجه يون، الذي تراجعت شعبيته في الأشهر الأخيرة، صعوبة في دفع أجندته أمام البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة منذ توليه منصبه في عام 2022.

ووصل حزب سلطة الشعب المحافظ الذي ينتمي إليه يون إلى طريق مسدود مع الحزب الديمقراطي المعارض بشأن مشروع قانون الميزانية للسنة المقبلة.

كما رفض يون الدعوات لإجراء تحقيقات مستقلة في الفضائح التي تشمل زوجته ومسؤولين كباراً، ما أدى إلى انتقادات حادة من خصومه السياسيين، وفق ما أوردته وكالة«أسوشيتد برس».

اضطراب اقتصادي

وفي سياق التداعيات، انخفضت قيمة الأصول المالية الكورية الجنوبية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء.وتراجع مؤشر «آي شيرز إم.إس.سي.آي» بنسبة 5.1 % في التعاملات الأميركية، وهو أكبر تراجع يومي له منذ 5 أغسطس (آب) الماضي.كما تراجع الوون الكوري الجنوبي أمام الدولار إلى أقل مستوياته منذ أكثر من عامين.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن سهم شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة سامسونغ إلكترونيكس المسجل في بورصة لندن للأوراق المالية تراجع 5 % اليوم.

قوة من الشرطة تحرس مدخل البرلمان في سيول (أ.ف.ب)

 

ردود فعل

وفي إطار ردود الفعل، أكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن تتابع الأوضاع في كوريا الجنوبية «عن كثب». وقال إن الإدارة «على تواصل مع حكومة الجمهورية الكورية وتراقب الوضع عن كثب».

كما قال نائب وزير الخارجية كورت كامبل «نحن نتابع عن قرب التطورات الراهنة في جمهورية كوريا بقلق عميق»، مضيفا «لدينا كل أمل ونتوقع أن أي خلافات سياسية سيتم حلّها سلميا وبما يتلاءم مع سيادة القانون»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

أفراد من الشرطة خارج مبنى البرلمان الكوري الجنوبي في سيول (رويترز)

ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل السلطات في كوريا الجنوبية الى التزام تصويت البرلمان لصالح رفع الأحكام العرفية التي فرضها الرئيس. وقال «بالطبع ما نأمله ونتوقعه هو أن يتم التزام القوانين والقواعد المرعية في بلد ما. هذا يشمل تصويت الجمعية الوطنية» في كوريا الجنوبية.

وتعد سيول من الحلفاء الأساسيين لواشنطن، وتستضيف الآلاف من الجنود الأميركيين.

من جهتها، دعت الصين مواطنيها في كوريا الجنوبية إلى توخي «الحذر» بعد فرض الاحكام العرفية. وجاء في بيان للسفارة الصينية في سيول إنها «تنصح المواطنين الصينيين في كوريا الجنوبية بالتزام الهدوء وتعزيز يقظتهم في مجال السلامة والحد من التحركات غير الضرورية وتوخي الحذر عند التعبير عن آرائهم السياسية».

محتجون خارج مبنى البرلمان في سيول (رويترز)

وأكدت الرئاسة الروسية أنها تتابع عن كثب الوضع «المقلق». وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن «الوضع مقلق. نحن نتابعه عن كثب»، وفق ما نقلت عنه وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء.

وأثارت الأوضاع في كوريا الجنوبية قلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك «نحن نتابع الوضع عن كثب وبقلق»، لافتاً إلى أن «الوضع يتطور بشكل سريع».

من جهتها، أعلنت السفارة الألمانية في سيول أنه لا يوجد في الوقت الحالي خطر مباشر على الأجانب. وجاء في بيان للسفارة موجه إلى الألمان المقيمين في كوريا الجنوبية: «وفقا للوضع الحالي، لا يمكن حتى الآن تحديد القيود التي قد ترتبط بهذا القرار بالنسبة للمواطنين الأجانب في جمهورية كوريا. وحسب تقديراتنا، لا يوجد خطر مباشر على السلامة الشخصية للمواطنين الأجانب أو ممتلكاتهم».

ومع ذلك، أوصت السفارة رعاياها بالابتعاد عن الأماكن الحساسة مثل المباني الحكومية، أو محيط البرللمان، أو أماكن التظاهر.