تحول مفاجئ... إعلان قادة «الجماعة الإسلامية» بجنوب شرقي آسيا تفكيك هياكلها

متهمة بالوقوف وراء تفجيرات دامية في بالي بإندونيسيا عام 2002

عناصر «الجماعة الإسلامية» في إندونيسيا
عناصر «الجماعة الإسلامية» في إندونيسيا
TT

تحول مفاجئ... إعلان قادة «الجماعة الإسلامية» بجنوب شرقي آسيا تفكيك هياكلها

عناصر «الجماعة الإسلامية» في إندونيسيا
عناصر «الجماعة الإسلامية» في إندونيسيا

ذكر تقرير صادر عن معهد «تحليل سياسات الصراع»، ومقره جاكرتا، الخميس، أن كبار أعضاء «(الجماعة الإسلامية) المسلحة في جنوب شرقي آسيا، المتهمة بالوقوف وراء تفجيرات دامية في بالي بإندونيسيا، أعلنوا تفكيك جماعتهم».

وأكد التقرير صحة مقطع مصور بتاريخ 30 يونيو (حزيران) أصدره 16 من قادة «الجماعة الإسلامية» يعلنون فيه تفكيك الشبكة المسلحة.

وفي البيان، الذي سُجّل في مقطع مصور ونُشر على الإنترنت، أكد القادة امتثالهم للدولة والقانون في إندونيسيا، وقالوا إن جميع المواد التي ستُدرّس في المدارس الداخلية التابعة لـ«الجماعة» ستكون متوافقة مع الإسلام القويم.

وقالت سيدني جونز، التي كتبت التحليل التمهيدي في معهد «تحليل سياسات الصراع»: «لا يزال من المبكر جداً التكهن بتداعيات هذا الإعلان، لكنّ الموقعين عليه لديهم قدر كافٍ من النفوذ والتأثير داخل (الجماعة)؛ ما سيضمن قبول القرار على نطاق واسع بين أعضائها».

تفجيرات بالي عام 2002

وتسببت تفجيرات بالي عام 2002 في مقتل 202 شخص، معظمهم من السياح الأجانب.

وتُتهم «الجماعة» المتشددة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» بتدبير بعض الهجمات التي أسقطت قتلى في إندونيسيا، من بينها تفجير ملهى ليلي عام 2022، أسفر عن مقتل ما يزيد على 200 شخص.

وامتنعت «الوكالة الوطنية لمكافحة الإرهاب» في إندونيسيا عن التعقيب على هذا الإعلان، لكنها قالت إنها تخطّط لعقد مؤتمر صحافي في وقت قريب.

دعوة المعتدلين إلى التخلي عن العنف

وقالت جونز، إن قرار تفكيك «الجماعة» كان على الأرجح مدعوماً بعدة عوامل؛ منها: دعوة بعض المعتدلين داخلها إلى التخلي عن العنف، والتوصل فيما بينهم إلى أن هذا القرار سيحمي عائدات شبكة مدارس «الجماعة» التي تمثّل أكبر أصولها.

وجاء في التقرير أيضاً، أن الحوار المكثف مع مسؤولي «مكافحة الإرهاب» كان له كذلك دور في تفكيكها.

وقال معهد «تحليل سياسات الصراع»، إن «(الجماعة) لديها تاريخ من الانشقاقات، وعلى الرغم من أنها تضم شخصيات بارزة وذات نفوذ كبير داخلها، فإن إمكانية ظهور خلية منشقة عنها في المستقبل مرجحة، لكن ليس في القريب العاجل».

وأضاف المعهد: «في الوقت الراهن، من المرجح أن نشهد ازدهار المدارس التابعة لــ(الجماعة الإسلامية)، وزيادة مشاركة القادة الذين أصدروا البيان في الحياة العامة، لكن مصير باقي الأعضاء لم يتضح بعد».

ويُعدّ باعشير (82 عاماً) الأب الروحي لتنظيم «الجماعة الإسلامية»، المسؤول عن الاعتداءات في بالي في أكتوبر (تشرين الأول) 2002، التي أودت بحياة 202 شخص، بينهم عشرات الأستراليين، وأُفرج عن باعشير في عام 2021.

على الرغم من ذلك فقد أصر دوماً الرجل الإندونيسي من أصول يمنية على نفي أي تورط له في هذه الاعتداءات، التي تُعد الأعنف في تاريخ إندونيسيا، وتراجع القضاء عن إدانته بها عند استئناف الحكم لعدم كفاية الأدلة، وحُكم عليه في 2011 بالسجن 15 عاماً في قضية أخرى، تتمثّل في إسهامه بتمويل معسكرات تدريب لمتطرفين في إقليم آتشيه الإندونيسي.

وحُكم عليه في 2011 بالسجن 15 عاماً في قضية أخرى، تتمثّل في إسهامه بتمويل معسكرات تدريب لمتطرفين في إقليم آتشيه الإندونيسي.


مقالات ذات صلة

خلال موسم الحج... «اعتدال» و«تلغرام» يُزيلان أكثر من مليونَي محتوى متطرف

الخليج «اعتدال» و«تلغرام» يتعاونان منذ عام 2022 على الوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف (الشرق الأوسط)

خلال موسم الحج... «اعتدال» و«تلغرام» يُزيلان أكثر من مليونَي محتوى متطرف

نجحت شراكة «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)»، ومنصة «تلغرام» خلال موسم الحج للعام الحالي، في إزالة أكثر من مليونَي محتوى متطرف.

غازي الحارثي (الرياض)
أفريقيا معتقلون في عملية مكافحة الإرهاب في النيجر (صور نشرها جيش النيجر من عمليته العسكرية ضد الإرهابيين)

«الإرهاب» يضربُ النيجر... والجيش يتعقبه في معاقله

وجّه جيش النيجر ضربة موجعة لمجموعة إرهابية يعتقدُ أنها تابعة لتنظيم «القاعدة»، سبق أن نفذت هجوماً مسلحاً، استهدف كتيبة من الجيش وقُتل فيه 20 جندياً.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا متنزه وطني على حدود نيجيريا وبنين مغلق منذ عام بسبب الإرهاب (التقرير)

تقرير يحذر من «أفغانستان جديدة» في خليج غينيا

أصبح تنظيم «القاعدة» قريباً جداً من تحقيق هدفه بالوصول إلى خليج غينيا الحيوي، بعد أن أقام معسكرات في غابات على الحدود بين نيجيريا وبنين.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي لافتة مكتوب عليها «أوقفوا قصف الأطفال» خلال مظاهرة دعم لفلسطين في وسط لندن السبت (أ.ف.ب)

«السلطة»: حان الوقت لحماية الأطفال الفلسطينيين  

رأت السلطة الفلسطينية أنه مع قرار إدراج إسرائيل على القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، فإن الوقت حان لتكاتف الجهود الدولية نحو توفير الحماية لأطفال فلسطين.

أوروبا مصرف «ستاندرد تشارترد» (أرشيفية - رويترز)

اتهام بنك بريطاني بالمساعدة في تمويل الإرهاب

تجنب بنك «ستاندرد تشارترد» أحد أكبر البنوك في المملكة المتحدة الملاحقة القضائية من قبل وزارة العدل الأميركية بعد تدخل حكومة ديفيد كاميرون نيابة عنه في عام 2012.

«الشرق الأوسط» (لندن)

امرأتان تتنافسان على منصب حاكم طوكيو

رجل يمر أمام لافتة تحمل صور المرشحين لانتخابات حاكم طوكيو (أ.ف.ب)
رجل يمر أمام لافتة تحمل صور المرشحين لانتخابات حاكم طوكيو (أ.ف.ب)
TT

امرأتان تتنافسان على منصب حاكم طوكيو

رجل يمر أمام لافتة تحمل صور المرشحين لانتخابات حاكم طوكيو (أ.ف.ب)
رجل يمر أمام لافتة تحمل صور المرشحين لانتخابات حاكم طوكيو (أ.ف.ب)

يدلي سكان طوكيو بأصواتهم، اليوم (الأحد)، لانتخاب حاكم جديد للعاصمة اليابانية، في انتخابات تتنافس فيها يوريكو كويكي الحاكمة الحالية مع الشخصية المعارضة رينهو سايتو، وهما امرأتان بارزتان في المجال السياسي الذي يهيمن عليه الرجال بالبلاد.

ولم يسبق أن شهدت اليابان تولي امرأة منصب رئيس الوزراء، كما أن الغالبية العظمى من المشرعين من الرجال. لكن طوكيو التي تمثل عُشر سكان البلاد وخُمس الاقتصاد، تديرها منذ عام 2016 المذيعة التلفزيونية السابقة كويكي (71 عاماً).

حاكمة طوكيو الحالية يوريكو كويكي (أ.ف.ب)

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن كويكي المتمرسة في الإعلام ستفوز بولاية ثالثة على التوالي بالعاصمة البالغ عدد سكانها 14 مليون نسمة، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وسيوفر ذلك بعض الارتياح قبل الانتخابات الوطنية المقررة بحلول أواخر عام 2025 للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، بزعامة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، الذي لا يحظى بشعبية كبيرة والذي يدعم كويكي، رغم أنها انفصلت عن الحزب عام 2017.

وتأتي الانتخابات بعد أن أظهرت بيانات حكومية جديدة أن متوسط عدد الأطفال المتوقع أن تنجبهم المرأة بلغ مستوى قياسياً منخفضاً عند 1.20 العام الماضي، وكان الرقم في طوكيو 0.99، وهو أول رقم أقل من واحد في أي منطقة يابانية. وتعهدت كل من كويكي وأقرب منافسيها رينهو التي تدعمها أحزاب المعارضة الرئيسية في اليابان، بتوسيع الدعم لتربية الأطفال.

المُنافسة المدعومة من المعارضة رينهو سايتو (أ.ف.ب)

وقالت كويكي وفقاً لوسائل إعلام محلية: «بعد إنجاب أول طفل، أسمع الناس يقولون إنهم لا يريدون تجربة هذا الألم مرة أخرى. أريد أن ينظر الناس إلى الولادة وتربية الأطفال على أنها سعادة وليست مخاطرة».

من جهتها، قالت رينهو البالغة 56 عاماً: «سأطبق تدابير حقيقية طويلة الأمد للخصوبة وأدعم الشباب بشكل كامل وأوسع خياراتهم. سأحقق أيضاً إصلاحات مالية شفافة».

وقد يشكل المرشح المستقل شينجي إيشيمارو (41 عاماً)، وهو عمدة سابق لأكيتاكاتا في غرب اليابان، مفاجأة في السباق، إذ أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن بعض الناخبين المترددين يفضلونه على كويكي ورينهو.