ندّدت كوريا الشماليّة الأحد بالمناورات العسكريّة المشتركة بين كوريا الجنوبيّة واليابان والولايات المتحدة، واصفة إيّاها بأنّها «النسخة الآسيويّة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)»، محذّرةً من «عواقب وخيمة».
وبدأت الدول الثلاث يوم الخميس مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق شاركت فيها مدمّرات بحرية وطائرات مقاتلة وحاملة الطائرات الأميركية «ثيودور روزفلت» التي تعمل بالطاقة النووية، وذلك بهدف تعزيز الدفاع ضد الصواريخ والغواصات والهجمات الجوية. والمناورات التي أُطلق عليها اسم «حافة الحرية» تم الاتفاق عليها في القمة الثلاثية التي عُقدت العام الماضي في كامب ديفيد لتعزيز التعاون العسكري وسط أجواء مشوبة بالتوتر في شبه الجزيرة الكورية جراء تجارب الأسلحة التي تجريها كوريا الشمالية.
«استفزازات عسكرية»
وقالت وزارة الخارجيّة الكوريّة الشماليّة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسميّة الأحد: «ندين بشدّة (...) الاستفزازات العسكريّة» ضدّ كوريا الشماليّة. وأضافت أن «العلاقات بين الولايات المتحدة واليابان وجمهوريّة كوريا اتّخذت مظهر النسخة الآسيويّة من حلف شمال الأطلسي»، محذّرةً من «عواقب وخيمة». وشدّدت على أنّ بيونغ يانغ لن تتجاهل «أبداً الإجراءات التي اتّخذتها الولايات المتحدة ومؤيّدوها لتعزيز الكتلة العسكريّة».
ونُشرت حاملة الطائرات الأميركيّة «ثيودور روزفلت» والمدمّرة اليابانيّة «جاي إس أتاغو» والطائرة المقاتلة الكوريّة الجنوبيّة «KF-16» من أجل إجراء المناورات. ولطالما شجبت بيونغ يانغ التدريبات المشتركة المماثلة ووصفتها بأنّها تدريبات على الغزو.
انتقادات «سخيفة»
ورفضت سيول الأحد الاتهامات الكورية الشمالية، مؤكدة أن التدريبات الأخيرة هي استمرار للتدريبات الدفاعية التي تجري بانتظام منذ سنوات بين الحلفاء الثلاثة. وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان: «من السخيف أن تنتقد كوريا الشمالية، وهي المصدر الرئيسي للتوتر في شبه الجزيرة الكورية، تدريبات (حافة الحرّية) وتصفها بأنها (نسخة آسيوية لحلف شمال الأطلسي)».
ووسّعت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبيّة واليابان مناوراتها التدريبيّة المشتركة وعزّزت ظهور المعدّات العسكريّة الأميركيّة الاستراتيجيّة في المنطقة لردع كوريا الشماليّة التي أعلنت نفسها قوّة نوويّة «لا رجعة فيها».
وتتصاعد التوتّرات في شبه الجزيرة الكوريّة مع انزعاج كوريا الجنوبيّة من احتضان موسكو لجارتها الشماليّة التي لا يمكن التنبؤ بتصرّفاتها. وتراجعت العلاقات بين الكوريّتين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، مع تعثّر الدبلوماسية منذ فترة طويلة وتكثيف بيونغ يانغ اختبارات الأسلحة وإطلاقها بالونات محمّلة بنفايات في إطار ما تقول إنّه ردّ على بالونات محمّلة بشعارات دعائيّة مناهضة لنظامها يُرسلها ناشطون كوريّون جنوبيّون باتّجاه أراضيها. وفي العام الماضي، أجرت الدول الثلاث تدريبات مشتركة للدفاع الصاروخي البحري والحرب المضادة للغواصات لتحسين الاستجابة المشتركة لتهديدات كوريا الشمالية.