حكومة «طالبان» تؤكد مشاركتها في الجولة الثالثة من محادثات الدوحة

وفد من حركة «طالبان» لدى حضوره للمشاركة في منتدى اقتصادي بسان بطرسبرغ في روسيا يوم 6 يونيو (أ.ب)
وفد من حركة «طالبان» لدى حضوره للمشاركة في منتدى اقتصادي بسان بطرسبرغ في روسيا يوم 6 يونيو (أ.ب)
TT

حكومة «طالبان» تؤكد مشاركتها في الجولة الثالثة من محادثات الدوحة

وفد من حركة «طالبان» لدى حضوره للمشاركة في منتدى اقتصادي بسان بطرسبرغ في روسيا يوم 6 يونيو (أ.ب)
وفد من حركة «طالبان» لدى حضوره للمشاركة في منتدى اقتصادي بسان بطرسبرغ في روسيا يوم 6 يونيو (أ.ب)

أكد متحدث باسم الحكومة الأفغانية، الأحد، أن سلطات «طالبان» ستشارك في الجولة الثالثة من المحادثات حول أفغانستان التي تجري في الدوحة برعاية الأمم المتحدة، بعدما امتنعت عن المشاركة في الجولة السابقة.

وقال المتحدث ذبيح الله مجاهد إن «وفداً من الإمارة الإسلامية سيشارك في مؤتمر الدوحة المقبل» المقرر عقده بداية من نهاية يونيو (حزيران) الحالي، مضيفاً أن الوفد «سيمثل أفغانستان هناك، ويعبر عن موقفها»، وفق ما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكان موفدون إلى أفغانستان قد اجتمعوا منتصف فبراير (شباط) في الدوحة، وناقشوا على مدى يومين تعزيز التزام المجتمع الدولي في شكل منسق أكثر في أفغانستان برعاية الأمم المتحدة، وفي حضور ممثلين للمجتمع المدني الأفغاني بينهم نساء.

وعلى قائمة المشاركين في اجتماع فبراير (شباط) التي أعلنتها الأمم المتحدة، حضر ممثلون للولايات المتحدة والصين وباكستان والاتحاد الأوروبي، في غياب سلطات «طالبان». وكانت الأمم المتحدة قد وجهت دعوة إلى «طالبان» التي عادت إلى السلطة في أفغانستان عام 2021، بعد استبعادها من جولة محادثات أولى في الدوحة جرت في مايو (أيار) 2023، من دون دعوة أي أفغاني إليها.


مقالات ذات صلة

إسلام آباد تعتقل اثنين من كبار قادة حركة «طالبان باكستان»

آسيا عناصر من حركة طالبان الباكساتية (أرشيفية)

إسلام آباد تعتقل اثنين من كبار قادة حركة «طالبان باكستان»

قالت السلطات الباكستانية إن قوات الأمن ألقت القبض على اثنين من كبار قادة حركة «طالبان» الباكستانية جنوب غربي البلاد المضطرب.

«الشرق الأوسط» (كويتا)
آسيا قوات من «طالبان» في كابل (أ.ب)

الأمم المتحدة: اجتماع الدوحة مع «طالبان» ليس لمناقشة الاعتراف بها

سيكون الاجتماع، الذي سيحضره ممثلون عن نحو 25 دولة، هو الثالث من نوعه في الدوحة لكنه الأول الذي تشارك فيه حركة «طالبان».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ روزا أوتونباييفا المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة (الأمم المتحدة)

مبعوثة أممية تدافع عن عدم إشراك أفغانيات في اجتماع مع «طالبان»

دافعت مسؤولة رفيعة المستوى في الأمم المتحدة بأفغانستان عن عدم إشراك نساء أفغانيات في الاجتماع الأول المقبل بين حركة «طالبان» ومبعوثين من 22 دولة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا قوات الجيش الباكستاني في مناطق العمليات بالمنطقة الباكستانية - الأفغانية ( الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني)

الجيش الباكستاني يعلن مقتل خمسة من جنوده بانفجار عبوة ناسفة

أعلن الجيش الباكستاني مقتل خمسة من جنوده بانفجار عبوة ناسفة لدى مرور آلية كانت تقلّهم في منطقة تقع في شمال غربي باكستان عند الحدود مع أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا أحد أفراد أمن «طالبان» يقف حارساً بينما يستعد الناس لصلاة عيد الأضحى في مسجد في قندهار في 17 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

زعيم «طالبان» يحذّر الأفغان من كسب المال أو الحصول على «شرف دنيوي»

حذّر زعيم «طالبان» المنعزل، الشعب الأفغاني، اليوم (الاثنين)، من كسب المال أو الحصول على «شرف دنيوي»، في وقت تعيش فيه البلاد أزمة خانقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

شي: لا يجب السماح لصاحب العضلات باحتكار القرار

الرئيس الصيني لدى وصوله إلى قاعة الشعب الكبرى في بكين الجمعة (أ.ب)
الرئيس الصيني لدى وصوله إلى قاعة الشعب الكبرى في بكين الجمعة (أ.ب)
TT

شي: لا يجب السماح لصاحب العضلات باحتكار القرار

الرئيس الصيني لدى وصوله إلى قاعة الشعب الكبرى في بكين الجمعة (أ.ب)
الرئيس الصيني لدى وصوله إلى قاعة الشعب الكبرى في بكين الجمعة (أ.ب)

شدّد الرئيس الصيني شي جينبينغ على ضرورة «عدم السماح لصاحب العضلات باحتكار القرار» العالمي، في إشارة إلى الولايات المتحدة. وندّد بسياسة «المواجهة بين المعسكرات» و«التكتلات الضيقة»، داعياً إلى «المساواة في السيادة بين الدول».

وأعلن شي العمل على مجموعة من الإصلاحات لزيادة انفتاح بلاده على العالم «أكثر فأكثر»، متعهداً بألا تغلق الصين أبوابها أبداً. كما أطلق عدداً من المبادرات لتوسيع تحالف الدول النامية أو «الجنوب العالمي» الذي بدا أن بكين تراهن عليه في مواجهة جهود واشنطن لتطويقها.

تصريحات شي جاءت في كلمة مطولة ألقاها أمام احتفال بالذكرى السبعين لإطلاق «المبادئ الخمسة للتعايش السلمي»، حضره مسؤولون سابقون، بينهم رؤساء وقادة حكومات من دول حليفة للصين، اكتظت بهم قاعة الشعب الكبرى في وسط بكين، الجمعة.

«الفيل الغائب من الغرفة»

لكن كان لافتاً غياب أي تمثيل هندي رسمي، خلافاً لاحتفال الذكرى الستين في 2014 الذي حضره نائب رئيس الهند آنذاك إلى جوار شي، خصوصاً أن المبادئ الخمسة التي تقول الصين إنها عماد سياستها الخارجية، ولدت من رحم اتفاق بين بكين ودلهي عام 1954.

شي جينبينغ مرحباً بمشاركين في الذكرى الجمعة (أ.ب)

ويعد الغياب الهندي مؤشراً إضافياً على تدهور علاقات البلدين اللذين خاضا مواجهة حدودية نهاية 2022، بعد عامين من مواجهة أخرى أدت إلى مقتل 20 جندياً هندياً وأربعة جنود صينيين. كما يعزز تموضع الهند في طليعة المحور الأميركي الساعي لاحتواء الصين.

حقائق

ما المبادئ الخمسة للتعايش السلمي؟

  1. الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي
  2. عدم الاعتداء المتبادل
  3. عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر
  4. المساواة والمنفعة المتبادلة
  5. التعايش السلمي

«الجسور» بدل «الستار الحديدي»

وكرر الرئيس الصيني بعبارات مختلفة تمسك بلاده بـ«العولمة الاقتصادية المتسمة بالنفع للجميع» وخيار التنمية، مشيراً إلى أن «بناء فناء صغير محاط بالأسوار يعاكس تيار التاريخ ويضر بالمصالح». وقال: «في ظل عصر العولمة الاقتصادية، ما نحتاج إليه هو بناء جسر التواصل وتمهيد طريق التعاون بدلاً من خلق هوة الانقسام وإسدال الستار الحديدي للمواجهة».

امتلأت قاعة الشعب الكبرى بمشاركين بينهم قادة سابقون لدول حليفة للصين (أ.ف.ب)

وأكد أنه «يمكن للدول، حتى ولو كانت تختلف من حيث النظام الاجتماعي والآيديولوجيا والتاريخ والثقافة والدين والمعتقدات ومستوى التنمية والحجم، أن تقيم وتطور علاقات من الثقة المتبادلة والصداقة والتعاون»، بعيداً من «المفاهيم العتيقة والضيقة مثل سياسة التكتلات ونطاق النفوذ وعقلية الاستقطاب والمواجهة».
ودعا شي إلى «الالتزام بمبدأ المساواة في السيادة لجميع الدول... ولا يجوز استئساد الدول الكبيرة والقوية والغنية على الدول الصغيرة والضعيفة والفقيرة». وشدد على رفض «اللجوء إلى المواجهة بين المعسكرات أو تشكيل الدوائر الضيقة بمختلف أنواعها، ورفض إجبار الدول الأخرى على الاصطفاف» في محاور.
وطالب بـ«تعزيز مصداقية الأمم المتحدة ومكانتها الجوهرية بدلاً من إضعافها... (عبر) مشاركة جميع الدول في صياغة القواعد الدولية والحفاظ عليها، والتعامل مع شؤون العالم عبر التشاور بين الدول، ولا يمكن السماح لصاحب العضلات باحتكار القرار». ورأى أن «السعي إلى الانفراد بالأمن طريق مسدود».

إصلاحات... وتذكير بضخامة السوق

واستغل الرئيس الصيني المناسبة لإعلان «تخطيط وتنفيذ إجراءات مهمة لزيادة تعميق الإصلاح على نحو شامل، لمواصلة توسيع الانفتاح المؤسسي، وخلق بيئة أعمال تحكمها بشكل أكثر قواعد السوق وسيادة القانون والمعايير الدولية».

شي مخاطباً المشاركين في الذكرى السبعين لإطلاق المبادئ الخمسة (أ.ف.ب)

ويترقب محللون اقتصاديون اجتماعاً للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، منتصف الشهر المقبل، ينتظر أن يتضمن إعلاناً يخص التوجه الاقتصادي للبلاد، في ظل تراجع النمو. 
لكن شي لم يأتِ على ذكر التباطؤ الاقتصادي، بل ذكّر بأن السوق الصينية «سوق ضخمة يتجاوز حجمها إجمالي الحجم الراهن لأسواق الدول المتقدمة». 

كسب «الجنوب العالمي»

وأشار الرئيس الصيني إلى أن «زخم الجنوب العالمي يتعاظم اليوم بشكل ملحوظ... وعند نقطة انطلاق جديدة من التاريخ، ينبغي أن يمضي الجنوب العالمي قدماً يداً بيد بموقف أكثر انفتاحاً وشمولاً، وأن نكون قوة مستقرة تسهم في الحفاظ على السلام والانفتاح والتنمية، وقوة فعالة في جعل الحوكمة العالمية أكثر توازناً».
وفيما بدا مسعى لبناء رصيد من القوة الناعمة للصين في المجتمعات النامية، أعلن شي إنشاء مركز دراسات لـ«الجنوب العالمي» سيقدم ألف منحة دراسية باسم «المبادئ الخمسة للتعايش السلمي»، و100 ألف فرصة للدراسة والتدريب في السنوات الخمس المقبلة.
وإضافة إلى ذلك، أعلن تفعيل عدد من الصناديق والمراكز الاقتصادية والتنموية لدعم التنمية الاقتصادية لدول «الجنوب العالمي»، وصولاً إلى رفع واردات الصين من الدول النامية إلى أكثر من 8 تريليونات دولار بحلول عام 2030.
ووعد بأن بلاده «لن تسلك أبداً الطريق القديم من الاستعمار والنهب، أو الطريق المنحرف من حتمية الهيمنة للدول التي أصبحت قوية، بل سنسلك الطريق المستقيم من التنمية السلمية»، مطمئناً إلى أن «ازدياد القوة الصينية يعني زيادة الأمل للسلام في العالم».

بدت الذكرى بمثابة إعلان وراثة مبادرة شي لوثيقة المبادئ الخمسة التاريخية (أ.ب)

وداع «لائق» لوثيقة تاريخية

وفي حين شدد الرئيس الصيني على تمسك بلاده بالمبادئ الخمسة التي وصفها بأنها «جواب تاريخي» على أسئلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن المناسبة بدت أشبه بوداع «لائق» للوثيقة التاريخية لتُستبدل بها مبادرة شي للسياسة الخارجية التي يطلق عليها اسم «بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية».
واعتبر شي أن مبادرته هي «جواب الصين في هذا العصر» على ما عدّه «أهم سؤال يواجهنا: ما العالم الذي يجب بناؤه وكيف نبني هذا العالم؟». وأضاف أنها «خير وراثة وتكريس وترقية للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي في ظل الأوضاع الجديدة».
وسعى الرئيس الصيني إلى توضيح معالم مبادرته التي قال إنها تقوم «على أساس الواقع الموضوعي المتمثل في تشارك الدول في المصير والمستقبل والسراء والضراء، والحاجة للمساواة والتعايش».

وأوضح أن جوهرها «أخذ مستقبل البشرية ورفاهية الشعوب بعين الاعتبار، والتمسك بالمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي باعتبارها الغاية الأصلية، وتكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وتدعيم الحوكمة العالمية القائمة على التشاور والتعاون والنفع للجميع، وإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، والتعاون في بناء (الحزام والطريق) بجودة عالية، بما يزيد من المصالح المشتركة لشعوب العالم».