القائد الأعلى لـ«طالبان» يجري زيارة نادرة لكابل

الملا هبة الله أخوند زاده زعيم حركة «طالبان» (أ.ب)
الملا هبة الله أخوند زاده زعيم حركة «طالبان» (أ.ب)
TT

القائد الأعلى لـ«طالبان» يجري زيارة نادرة لكابل

الملا هبة الله أخوند زاده زعيم حركة «طالبان» (أ.ب)
الملا هبة الله أخوند زاده زعيم حركة «طالبان» (أ.ب)

أجرى القائد الأعلى لـ«طالبان» الملّا هبة الله أخوند زاده الذي يندر ظهوره في الأماكن العامة ويقيم في معقله قندهار بجنوب أفغانستان، زيارة نادرة إلى العاصمة كابل للقاء كبار المسؤولين في البلاد، على ما أورد الجمعة موقع تابع للحركة.

ونشر موقع «الإمارة» التابع لحركة «طالبان» مقتطفات من كلمة ألقاها أخوند زاده الخميس في مقرّ وزارة الداخلية بحضور مسؤولين كبار بينهم حكّام الولايات الـ34 في أفغانستان.

وأكّد قائد الحركة الذي لم تُنشر له سوى صورة واحدة في السابق، على أهمية «إعلاء الدين فوق كل شؤون العالم» و«تعزيز الإيمان والصلاة بين السكان»، وذلك خلال الزيارة التي أحيطت بسرية كبيرة.

وشدّد على أن الطاعة «فريضة»، داعياً إلى «الوحدة والوئام»، وفق الموقع الإلكتروني.

وقال إن «دور (الإمارة) هو توحيد الشعب» فيما دور الحكّام «هو خدمة الشعب».

طاجيك وأفغان يبيعون ويشترون المواد الغذائية والسلع المنزلية في سوق في بلدة كاليخوم الطاجيكية على الحدود مع أفغانستان في 30 مارس 2024 (أ.ف.ب)

وحثّ المسؤولين على «إعطاء الأولوية للشريعة الإسلامية بدلاً من مصالحهم الشخصية» ومحاربة «المحسوبية».

وقال مصدر دبلوماسي غربي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «الدافع وراء زيارة» القائد الأعلى لكابل «هو على ما يبدو التذكير بالانضباط وخصوصاً الانضباط المالي»، مضيفاً: «يتعلق الأمر هنا بتعزيز الانضباط والوحدة».

ورجّح المصدر أن يكون هناك دافع آخر وراء الزيارة هو ربما «القلق بشأن الاضطرابات في بدخشان وطريقة التعامل معها».

ففي ولاية بدخشان شمال شرقي أفغانستان، قتلت وحدات مكافحة المخدرات تابعة لـ«طالبان» مطلع هذا الشهر مزارعين منخرطين في زراعة الخشخاش التي تحظرها «طالبان» منذ عام 2022.

وقمعت السلطات الأفغانية كذلك مظاهرات نظمها الكوشيون وهم مجموعة عرقية من البدو البشتون، في ولاية ننغرهار (شرق). وتشهد البلاد بانتظام هجمات دامية يتبناها تنظيم «داعش» خصوصاً في كابل.

فتيات يحضرن حصة تعليمية في مدرسة مقامة بالهواء الطلق في كابل (إ.ب.أ)

ويرى خبراء أنّ أخوند زاده يثير خلافاً بين معسكرَي «طالبان» الرئيسيين الموجودَين في السلطة: معسكر قندهار التي تعدّ معقل الحركة في الجنوب حيث يدير القائد الأعلى البلاد بمرسوم، ومعسكر كابل حيث مقر الحكومة التي من المفترض أن تكون أقل صرامة.

وتابع المصدر الدبلوماسي الغربي: «في كلّ مرة تحدث تصدّعات أو خلافات، تتدخّل قندهار وتذكّر الجميع بضرورة تعزيز الوحدة».

ولم يزر القائد الأعلى كابل إلّا مرة واحدة منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في منتصف أغسطس (آب) 2021 ونادراً ما يُدلي بكلمات مذ تولّى منصبه في عام 2016.

وأعلن الزعيم الأعلى لحركة «طالبان»، هبة الله أخوند زاده، في مارس (آذار) 2024، أن الحركة ستبدأ في تطبيق تفسيرها للشريعة في أفغانستان، بما في ذلك إعادة الجَلد العلني ورجم النساء بتهمة الزنا. وقال أخوند زاده، في بثّ صوتي على «إذاعة أفغانستان» التي تسيطر عليها حركة «طالبان»، يوم السبت الماضي: «سنجلد النساء... وسنرجمهن علناً حتى الموت (بتهمة الزنا)». وقال هبة الله أخوند زاده: «لم ينتهِ عمل حركة (طالبان) بالسيطرة على كابل، بل بدأ لتوه».


مقالات ذات صلة

تركيا: تحقيق ضد زعيم المعارضة لانتقاده اعتقال رئيس بلدية في إسطنبول

شؤون إقليمية زعيم المعارضة التركية رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال (من حسابه في «إكس»)

تركيا: تحقيق ضد زعيم المعارضة لانتقاده اعتقال رئيس بلدية في إسطنبول

فتح مكتب المدعي العام لمدينة إسطنبول تحقيقاً ضد زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال يتهمه بـ«إهانة موظف عمومي علناً بسبب أداء واجبه».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية المقاتلة الأميركية «إف - 16 بلوك 70» (موقع شركة لوكهيد مارتن)

تركيا تقلص صفقة «إف - 16» مع أميركا وتتحدث عن تطور يخص «إف - 35»

قرَّرت تركيا تقليص صفقة شراء مقاتلات «إف - 16» الأميركية في الوقت الذي أعلنت فيه أن أميركا أعادت تقييم موقفها من حصولها على مقاتلات «إف - 35» الشبحية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

تُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز الجماعات اليسارية بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (برلين)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)
خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)
TT

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)
خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، منددةً بـ«الرقابة» و«القيود الصارمة للوصول إلى المعلومات».

وأكدت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، أنهما اطّلعا على «256 حالة توقيف واحتجاز تعسفي، و130 حالة تعذيب وسوء معاملة، و75 حالة تهديد أو ترهيب».

وفي التقرير المعنون «حرية وسائل الإعلام في أفغانستان»، نددت الأمم المتحدة بـ«التحديات المتزايدة التي يواجهها الصحافيون والموظفون في مجال الإعلام والمؤسسات الإعلامية في أفغانستان، الذين يعملون في بيئة من الرقابة والقيود الصارمة للوصول إلى المعلومات»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضافت روزا أوتونباييفا، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، أنه يتعيّن على الصحافيين التعامل مع «قواعد غير واضحة بشأن ما يمكنهم وما لا يمكنهم تغطيته، ويتعرضون للترهيب أو الاحتجاز التعسفي بسبب ما يُعدُّ انتقاداً».

من جهته، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى حماية الصحافيين الذين «يُطلعون الجمهور على الأحداث التي تؤثر في حياتهم اليومية» و«يضمنون شفافية السلطات وتحملها مسؤوليتها».

وقال حياة الله مهاجر فراحي، نائب وزير الإعلام: «إن كل وسائل الإعلام يمكن أن تعمل» في أفغانستان، ما دامت تحترم «القيم الإسلامية ومصالح البلاد وثقافتها وتقاليدها».

مع ذلك، فإن القانون الجديد بشأن «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، الذي يهدف إلى التطبيق الصارم للشريعة الإسلامية، يثير قلقاً لدى الصحافيين، ويخشون من أن يؤدي هذا القانون إلى اختفاء صور الكائنات الحية وأصوات النساء من وسائل الإعلام.

عندما عادت حكومة طالبان إلى السلطة، كان لدى أفغانستان 8400 موظف في مجال الإعلام، من بينهم 1700 امرأة. أما الآن فلا يوجد سوى 5100 موظف، من بينهم 560 امرأة، وفق مصادر من القطاع.

وأُغلقت عشرات وسائل الإعلام، وتراجعت أفغانستان خلال 3 سنوات من المركز 122 إلى المركز 178 من أصل 180، في مؤشر حرية الصحافة، الذي تصدره منظمة «مراسلون بلا حدود».