كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً متوسطاً

سيول وواشنطن وطوكيو تجري تدريبات جوية مشتركة

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يشرف على تدريبات عسكرية (أرشيفية - أ.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يشرف على تدريبات عسكرية (أرشيفية - أ.ب)
TT

كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً متوسطاً

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يشرف على تدريبات عسكرية (أرشيفية - أ.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يشرف على تدريبات عسكرية (أرشيفية - أ.ب)

أطلقت كوريا الشمالية، الثلاثاء، صاروخاً باليستياً متوسط المدى باتّجاه بحر اليابان الذي يسمّى أيضاً بحر الشرق، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، في أحدث تجربة ضمن سلسلة من اختبارات الأسلحة المحظورة التي أجرتها بيونغ يانغ هذا العام.

وبعد ساعات من ذلك، أجرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان مناورة جوية مشتركة شملت قاذفات ذات قدرات نووية.

وقال الجيش الكوري الجنوبي، في بيان، إنه «رصد ما يُعتقد أنه صاروخ باليستي متوسط المدى أُطلق من منطقة بيونغ يانغ باتجاه بحر الشرق» في إشارة إلى المسطح المائي المعروف أيضاً باسم بحر اليابان.

أضاف: «لقد عزّزنا المراقبة وتبادلنا المعلومات ذات الصلة عن كثب مع الولايات المتحدة واليابان».

وهذه ثالث تجربة تجريها بيونغ يانغ على صاروخ باليستي منذ مطلع العام بعد اختبارها في مارس (آذار) صاروخاً يعمل بالوقود الصلب أشرف على إطلاقه كيم شخصياً، وإطلاقها في يناير (كانون الثاني) صاروخاً مزوّداً برأس حربي فرط صوتي يتمتّع بالقدرة على المناورة.

كوري جنوبي يتابع تقريراً عن الصاروخ الكوري الشمالي على شاشة كبيرة الثلاثاء (إ.ب.أ)

بدورها، أعلنت طوكيو أنّها رصدت إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ الباليستي، مشيرة إلى أن خفر السواحل الياباني طلب من السفن توخّي الحذر، والإبلاغ عن أيّ جسم يسقط لكن من دون الاقتراب منه.

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن إتش كيه)، نقلاً عن مصادر حكومية لم تسمّها، إن الصاروخ «سقط على ما يبدو في مياه تقع خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان».

وقال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، للصحافيين، إن كوريا الشمالية «أطلقت صواريخ باليستية مراراً» هذا العام، مضيفاً أن هذه التجارب الصاروخية تشكل تهديداً للأمن الإقليمي، و«غير مقبولة على الإطلاق».

وبعد وقت قصير من الإعلان عن الإطلاق، أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنها أجرت مناورة جوية مشتركة مع واشنطن وطوكيو، بالقرب من شبه الجزيرة الكورية، شملت قاذفات قنابل من طراز B52 - H ذات قدرة نووية ومقاتلات من طراز F - 15K. وتهدف العملية إلى «تحسين الرد المشترك ضد التهديدات النووية والصاروخية القادمة من الشمال»، بحسب المصدر نفسه.

وتأتي هذه التجربة الصاروخية الجديدة بعد أقل من أسبوعين من إعلان وسائل الإعلام الرسمية في بيونغ يانغ أن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، أشرف على اختبار ناجح لمحرّك يعمل بالوقود الصلب لـ«صاروخ متوسط المدى فرط صوتي من نوع جديد».

كوري جنوبي يتابع تقريراً عن التجارب الصاروخية لبيونغ يانغ عبر شاشة كبيرة في محطة للسكك الحديدية في سيول الثلاثاء (أ.ب)

وتأتي التجربة الصاروخية الكورية الشمالية الجديدة بعد أيام من استخدام روسيا حقّ الفيتو في مجلس الأمن الدولي لتعطيل تجديد تفويض لجنة خبراء مكلفة بمراقبة تطبيق العقوبات الدولية على كوريا الشمالية، وسط تحقيق بشأن نقل مفترض لأسلحة بين موسكو وبيونغ يانغ.

ويأتي ذلك أيضاً قبل أكثر من أسبوع على قيام كوريا الجنوبية بإجراء انتخاباتها التشريعية، والتي سيسعى خلالها حزب الرئيس يون سوك يول، الذي يفضل اتخاذ موقف متشدد ضد بيونغ يانغ، إلى استعادة السيطرة على البرلمان.

تعزيز العلاقات مع موسكو

وتخضع بيونغ يانغ لسلسلة من العقوبات منذ تجربتها النووية الثانية في عام 2009، لكنها مع ذلك واصلت تطوير برامجها النووية وأسلحتها.

ومنذ مطلع العام، حدّدت بيونغ يانغ كوريا الجنوبية على أنّها «عدوها الرئيسي»، وأغلقت الوكالات المناطة بها شؤون إعادة التوحيد والحوار بين البلدين، وهدّدت بشن حرب إذا ما انتُهك ملليمتر واحد من أراضيها.

وأجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في مارس واحدة من مناوراتهما العسكرية السنوية المشتركة الرئيسية، الأمر الذي أثار حفيظة بيونغ يانغ التي تدين هذه التدريبات بشكل منهجي باعتبارها تدريبات على الغزو.

وتعد سيول حليفاً رئيسياً لواشنطن في المنطقة. وتنشر الولايات المتحدة 27 ألف جندي أميركي في كوريا الجنوبية للمساعدة في حماية نفسها من كوريا الشمالية المسلحة نووياً.

في المقابل، عززت بيونغ يانغ مؤخراً علاقاتها مع روسيا، حليفتها التقليدية.

وعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكيم جونغ أون قمة في الشرق الأقصى الروسي في سبتمبر (أيلول) الماضي، قال خلالها كيم إن العلاقات مع موسكو هي «الأولوية الأولى» لبلاده.

وقالت الولايات المتحدة، في وقت لاحق، إن بيونغ يانغ بدأت بتزويد موسكو بالأسلحة.

وقالت كوريا الجنوبية، في أوائل مارس، إن كوريا الشمالية شحنت نحو 7000 حاوية أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا منذ بدء عمليات النقل في يوليو (تموز).


مقالات ذات صلة

روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبل اجتماع الحلفاء في رامشتاين

أوروبا عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد نيران ناجمة بعد هجوي جوي في كوستيانتينيفكا بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)

روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبل اجتماع الحلفاء في رامشتاين

أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيَّرة، ليل السبت - الأحد، على العاصمة الأوكرانية كييف والبنية التحتية لميناء أوديسا.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن - واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

كشف تقرير صحافي أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب طلب نصيحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تسليح الولايات المتحدة لأوكرانيا في عام 2017.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش (من حسابه في «إكس»)

رئيس البرلمان التركي: لا مفاوضات لحل أزمة أوكرانيا من دون روسيا

أكد رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش ضرورة إدراك أميركا وبعض الدول الأوروبية استحالة نجاح أي مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا من دون روسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في 25 سبتمبر (أ.ف.ب)

زيلينسكي يستعدّ لطرح «خطة النصر» في اجتماع الحلفاء الأسبوع المقبل

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ستطرح «خطة النصر» في اجتماع دوري لحلفائها في رامشتاين بألمانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
يوميات الشرق المراهقة تواجه تهمة القتل غير العمد وهي حالياً قيد الاحتجاز الوقائي (رويترز)

صدمة في الرأس وكدمات ونزيف... مراهقة عائدة من أوكرانيا تضرب جدتها حتى الموت

وُجهت اتهامات لفتاة أوكرانية تبلغ من العمر 14 عاماً انتقلت مؤخراً إلى ولاية فلوريدا الأميركية بصفتها شخصاً بالغاً بعدما ضربت جدتها البالغة من العمر 79 عاماً حتى

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أفغانستان تؤكد أنها اعتقلت المسؤولين عن اعتداءات تبناها تنظيم «داعش»

أفراد أمن مسلحون من «طالبان» يركبون دراجات نارية على طول طريق في خوست في 30 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
أفراد أمن مسلحون من «طالبان» يركبون دراجات نارية على طول طريق في خوست في 30 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

أفغانستان تؤكد أنها اعتقلت المسؤولين عن اعتداءات تبناها تنظيم «داعش»

أفراد أمن مسلحون من «طالبان» يركبون دراجات نارية على طول طريق في خوست في 30 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
أفراد أمن مسلحون من «طالبان» يركبون دراجات نارية على طول طريق في خوست في 30 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

أعلن المتحدث باسم حكومة «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، الاثنين، أنه تم اعتقال «الأعضاء الرئيسيين» المسؤولين عن الهجمات التي أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنها في أفغانستان.

وأعلن ذبيح الله مجاهد على منصة «إكس» أن «القوات الخاصة للإمارة اعتقلت أعضاء رئيسيين في جماعة متمردة مسؤولة عن الهجوم على موظفي المديرية المسؤولة عن مراقبة تنفيذ المراسيم في الثاني من سبتمبر (أيلول)».

وكان تنظيم «داعش» أعلن مسؤوليته عن العملية الانتحارية على المديرية التي أدت إلى مقتل ستة أشخاص، بحسب مصادر رسمية.

أفراد أمن مسلحون من «طالبان» يركبون دراجات نارية على طول طريق في خوست في 30 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

وتابع المتحدث أن هؤلاء الأشخاص الذين اعتقلوا في كابل وفي مقاطعتي فارياب (غرب) ونانغارهار (شرق) «كانوا متورطين في هجمات أخرى في العاصمة وضد سياح أجانب في باميان» (وسط) في مايو (أيار).

وأدى هذا الهجوم الذي تبناه تنظيم «داعش» إلى مقتل ستة أشخاص بينهم ثلاثة سياح إسبان.

وأكد المتحدث أن الانتحاري المسؤول عن الهجوم على المديرية في سبتمبر «دخل أفغانستان من معسكر تدريب تابع لـ(تنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان)» ببلوشستان)، الإقليم الباكستاني الحدودي؛ في إشارة إلى الفرع الإقليمي للتنظيم المتطرف.

وتتبادل كابل وإسلام آباد الاتهامات بعدم التحرك ضد المقاتلين الموجودين على أراضيهما الذين ينفذون هجمات في كلا البلدين.

«داعش ولاية خراسان»

وأوضح المتحدث أن «قادة وأعضاء العمليات في تنظيم (داعش ولاية خراسان) بدعم أجهزة استخبارات أجنبية، استقروا في بلوشستان وخيبر بختونخوا» شمال غربي باكستان.

وتابع: «يواصلون تنسيق الهجمات في أفغانستان ودول أخرى». ورداً على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» لم يصدر تعليق عن إسلام آباد على الفور.

أفراد أمن مسلحون من «طالبان» يركبون دراجات نارية على طول طريق في خوست في 30 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

واتهمت باكستان والصين وإيران وروسيا في بيان مشترك نشر الجمعة «الجماعات الإرهابية في أفغانستان» مثل تنظيمي «داعش» و«القاعدة» أو «حركة طالبان» الباكستانية بأنها تمثل «تهديداً خطيراً».

وأضاف مجاهد أن طاجيكياً «كان يخطط لهجوم انتحاري» اعتقل أثناء عملية القوات الخاصة الأفغانية.

وفي مارس (آذار) شهدت موسكو أعنف هجوم نفذه تنظيم «داعش ولاية خراسان»، حيث قُتل 145 شخصاً في قاعة للحفلات الموسيقية على يد أربعة مسلحين جميعهم من طاجيكستان.

في أغسطس (آب) أكد مجاهد أن كابل «سحقت تنظيم (داعش)، وهو تأكيد يكرره قادة (طالبان) بانتظام». وأكد أنه «لم تعد هناك أي جماعة من هذا النوع تشكل تهديداً لأي شخص في أفغانستان».

رغم استتباب الأمن عموماً منذ عودة «طالبان» إلى السلطة عام 2021، فإن أفغانستان لا تزال تشهد من حين لآخر هجمات لتنظيم «داعش» أو لتنظيم «داعش ولاية خراسان».

بعد وقت قصير من إعلان تنظيم «داعش» ما يسمى بـ«الخلافة» في العراق وسوريا عام 2014، أعلن أعضاء سابقون في «حركة طالبان باكستان» ولاءهم لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وانضم إليهم لاحقاً أفغان محبطون ومنشقون من «طالبان».

وفي أوائل عام 2015، اعترف تنظيم «داعش» بتأسيس «ولاية» في «خراسان»، وهو الاسم القديم الذي يطلق على منطقة تضم أجزاء من أفغانستان الحالية وباكستان وإيران وآسيا الوسطى.

ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حكومة «طالبان» خلال إحاطة في كابل أفغانستان 3 يوليو 2024 (إ.ب.أ)

وأسس التنظيم عام 2015 بمنطقة أشين الجبلية في مقاطعة ننجارهار شرق أفغانستان، وهي الوحيدة التي تمكنت من إقامة وجود ثابت وكذلك في منطقة كونار المجاورة.

وفي كل المناطق الأخرى اشتبك التنظيم مع «طالبان» رغم أنه تمكن من تشكيل خلايا نائمة في أماكن أخرى بأفغانستان، خصوصاً في العاصمة، وباكستان المجاورة، وفقاً للأمم المتحدة.

وتفيد أحدث التقديرات بأن أعداد مقاتلي التنظيم تتراوح بين 500 وبضعة آلاف، بحسب تقرير لمجلس الأمن الدولي صدر، في يوليو الماضي.