أكد وزير الدفاع الباكستاني، خواجه آصف، أهمية تطبيق القوانين الدولية على الحدود؛ لمنع تدفق العناصر الإرهابية على باكستان، خصوصاً من أفغانستان، وذلك في ظل موجة الإرهاب الجديدة التي تشهدها البلاد.
وذكرت قناة «جيو» الباكستانية أن آصف دعا في منشور عبر منصة «إكس» لإجراء بعض التغييرات الأساسية اللازمة إزاء الوضع على الحدود في ظل ارتفاع الهجمات الإرهابية.
وقال إن الحدود بين باكستان وأفغانستان مختلفة عن أي حدود أخرى في العالم، واصفاً أفغانستان بأنها «مصدر الإرهاب» لباكستان.
وأضاف أن الحكومة الأفغانية لا تحرز أي تقدم إزاء القضاء على العناصر الإرهابية التي تستخدم الأراضي الأفغانية لتنفيذ هجمات على باكستان، على الرغم من جهود إسلام آباد.
وأشار إلى أن السلطات الأفغانية تعرف جميع مخابئ الإرهابيين لديها. وجاءت تصريحات آصف بعد الهجوم الانتحاري الذي وقع (الثلاثاء)، وأودى بحياة 5 صينيين، وباكستاني في مدينة بيشام.
وتتهم باكستان السلطات الأفغانية بعدم اتخاذ إجراءات ضد الجماعات الإرهابية بما فيها «حركة طالبان باكستان»، التي تعمل على أراضيها، وتورّطت في هجمات عبر الحدود ضد القوات الأمنية والمدنيين.
في غضون ذلك، عقد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف اجتماعاً أمنياً طارئاً في مكتبه بإسلام آباد؛ لمراجعة البروتوكولات الأمنية الخاصة بالمواطنين الصينيين في باكستان، بعد يوم من مقتل 5 مهندسين صينيين يعملون في مشروع سد مائي جراء هجوم إرهابي. وأوضح بيان حكومي عقب الاجتماع أن شهباز شريف أمر بإجراء تحقيق شامل في الهجوم الإرهابي الذي استهدف المهندسين الصينيين العاملين على مشروع سد «داسو» للطاقة الكهرمائية شمال غربي باكستان. وأكد استخدام الوسائل الممكنة كافة؛ للوصول إلى الجناة، وتقديمهم إلى العدالة، مضيفاً أن الإرهاب يشكّل تهديداً دولياً، وقد استغله أعداء باكستان لعرقلة تقدمها وتنميتها. وقال إن مثل هذه الأعمال التي تستهدف الصداقة الباكستانية - الصينية تهدف بشكل خاص إلى خلق حالة من عدم الثقة بين الشريكتين الاستراتيجيتين؛ باكستان والصين.
وعزّزت باكستان الإجراءات الأمنية للصينيين العاملين في مشروعات بنى تحتية في شمال غربي البلاد بعد يوم من مقتل 5 منهم في تفجير انتحاري، وفق ما أفاد مسؤول إقليمي.
ومنذ فترة طويلة، يشكّل أمن الطواقم الصينية العاملة في مشروعات منشآت في باكستان مصدر قلق لبكين التي استثمرت مليارات الدولارات في البلد خلال السنوات الأخيرة.
وقُتل 5 صينيين يعملون في موقع بناء سدّ «داسو» الكهرمائي في ولاية خيبر بختنخوا وسائقهم الباكستاني في تفجير انتحاري استهدف مركبتهم في شمال غربي باكستان.
وأفاد مسؤول كبير في وزارة الداخلية في خيبر بختنخوا «وكالة الصحافة الفرنسية» بأنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية في المواقع التي يعمل فيها موظفون صينيون في هذه الولاية.
وأضاف، طالباً عدم كشف اسمه، «أُصدرت توجيهات إلى كل وكالات إنفاذ القانون من أجل تعزيز الإجراءات الأمنية المحيطة بالمواطنين الصينيين وجميع الأجانب».
وتابع: «كما صدرت تعليمات للمواطنين الأجانب بتقييد تحركاتهم».
من جهته، أعلن وزير الإعلام في باكستان عطا الله ترار في مؤتمر صحافي في إسلام آباد، أن كل الإجراءات الأمنية سيُعاد النظر فيها «لتحديد الثغرات وإصلاحها».
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، في حين نفت «حركة طالبان باكستان»، التي تنشط في هذه المنطقة، والتي استهدفت مصالح صينية في السابق، ضلوعها فيه. وقال بخت ظاهر من الشرطة المحلية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن ضحايا الهجوم هم 4 رجال وامرأة كانوا يسافرون في قافلة مؤلفة من 12 مركبة.
وأشار إلى أن «الانتحاري انطلق بسيارته إلى وسط القافلة مفجّراً نفسه»؛ مما أدى إلى سقوط السيارة التي كانت تقل المهندسين الصينيين في وادٍ واشتعال النيران فيها.
ودانت بكين «بشدة» الهجوم الانتحاري. وقالت السفارة الصينية، في بيان، «إن السفارة والقنصليات الصينية في باكستان تدين بشدة هذا العمل الإرهابي، وتعرب عن خالص تعازيها للضحايا في كلا البلدين، وتعرب عن خالص تعاطفها مع أسر الضحايا».
وتتعرّض مؤسسات صينية بانتظام لهجمات يشنّها انفصاليون في مقاطعة بلوشستان، وهي مقاطعة كبيرة وفقيرة وذات كثافة سكانية منخفضة في جنوب غربي باكستان، على الحدود مع أفغانستان وإيران.
والمنطقة غنية بالمحروقات والمعادن، لكن سكانها يشكون من التهميش وعدم استفادتهم من مواردها الطبيعية.
والأسبوع الماضي، نفّذ جيش تحرير بلوشستان الانفصالي هجوماً على مرافق في ميناء غوادر الاستراتيجي الذي يشكّل حجر الزاوية في مشروع صيني ضخم في الإقليم.