القوات الأمنية الباكستانية تصد هجوماً إرهابياً على ميناء جوادر

مقتل المسلحين السبعة... و«جيش تحرير بلوشستان» أعلن مسؤوليته

جندي باكستاني يفتش شخصاً أثناء الدخول عند الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان باكستان الثلاثاء (إ.ب.أ)
جندي باكستاني يفتش شخصاً أثناء الدخول عند الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان باكستان الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

القوات الأمنية الباكستانية تصد هجوماً إرهابياً على ميناء جوادر

جندي باكستاني يفتش شخصاً أثناء الدخول عند الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان باكستان الثلاثاء (إ.ب.أ)
جندي باكستاني يفتش شخصاً أثناء الدخول عند الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان باكستان الثلاثاء (إ.ب.أ)

أحبطت قوات الأمن الباكستانية الأربعاء هجوماً شنّه ما لا يقل عن 7 مسلحين على منشأة ميناء جوادر الاستراتيجي في المناطق الساحلية الجنوبية من البلاد، وهي منطقة ينخرط فيها الانفصاليون البلوش في تمرد مسلح منخفض المستوى ضد الجيش والحكومة الباكستانيين.

منشأة ميناء جوادر الاستراتيجي في المناطق الساحلية الجنوبية من البلاد حيث تعرض لهجوم إرهابي من قبل مسلحين من طائقة البلوش (الإعلام الباكستاني)

وبحسب مسؤولين، شن مسلحون هجوماً عنيفاً على منشأة ميناء تديرها شركة صينية للموانئ والشحن.

أفراد عسكريون يشاركون في تدريب قبل عرض العيد الوطني الباكستاني، في إسلام آباد الخميس (أ.ف.ب)

وأعلن «جيش تحرير بلوشستان»، وهي منظمة مسلحة يقودها زعيم قبلي منفيّ، مسؤوليته عن الهجوم. وحاول المهاجمون باستماتة اختراق الأسوار الخارجية لمنشأة الميناء، وهي منشأة شديدة الحراسة.

جدير بالذكر أن الانفصاليين البلوش يشنون تمرداً منخفض المستوى ضد الجيش والحكومة الباكستانيين منذ عام 2006، عندما قُتِل زعيم قبلي في عملية عسكرية. ويتهم الانفصاليون البلوش الحكومة الباكستانية وشركة الموانئ الصينية باستغلال الموارد الطبيعية لإقليم بلوشستان.

مروحيات تابعة للقوات الجوية الباكستانية تحلق خلال تدريب قبل العرض الوطني الباكستاني في إسلام آباد يوم 21 مارس 2024 (أ.ف.ب)

وأبلغ مسؤولون «الشرق الأوسط» أن القوات الأمنية الباكستانية المتمركزة على الأسوار الخارجية لمنشأة الميناء حالت دون دخول المسلحين إلى الميناء.

وأكد مسؤولون عسكريون باكستانيون مقتل جميع المسلحين السبعة في العملية العسكرية التي نُفّذت بعد الهجوم.

جنود باكستانيون يتحققون من الوثائق عند دخول الأشخاص إلى باكستان عند الحدود الباكستانية - الأفغانية بتشامان (باكستان) في 19 مارس 2024 (إ.ب.أ)

ومع ذلك، فقد استمر تبادل إطلاق النار بين المسلحين والقوات الأمنية الباكستانية لأكثر من ساعتين. وأضاف المصدر قائلاً: «هاجم الإرهابيون بالقنابل اليدوية وقاذفات الصواريخ وبنادق الكلاشنيكوف»، مضيفاً أن الهجوم انتهى وباتت المنطقة آمنة. يُعدّ ميناء غوادار بمياهه العميقة مشروعاً رئيسياً للممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، وتتوقع بكين أن تنفق عليه أكثر من 50 مليار دولار. يهدف المشروع إلى ربط غرب الصين بالمحيط الهندي عبر باكستان، وهو أحد محاور «مبادرة الحزام والطريق» الصينية الواسعة التي تهدف إلى تحسين الروابط التجارية بين آسيا وأوروبا وأفريقيا وحتى أبعد من ذلك ببناء الموانئ والسكك الحديدية والمطارات والمدن الصناعية.

وفيما أعلن «جيش تحرير بلوشستان» مسؤوليته عن الهجوم، قال إنه استهدف مكاتب الاستخبارات العسكرية الواقعة بالقرب من منشأة الميناء. وتُعدّ بلوشستان أكبر مقاطعة في باكستان تقع في الجنوب الغربي الفقير والمكتظ بالسكان وتطل على أفغانستان وإيران.

والمنطقة غنية بالوقود والمعادن، لكن سكانها يشكون من التهميش وعدم الاستفادة من مواردها الطبيعية.

وتواجه باكستان تمردَيْن زاد نشاطهما المتشدد منذ سيطرة «طالبان» على كابل في أغسطس (آب) 2021. وشكَّل انفصاليو البلوش منظمات مسلحة علمانية تعود أصولها إلى تمرد البلوش عام 1976 ضد الدولة الباكستانية.

مسلحون بلوش في باكستان (أرشيفية - رويترز)

وجرى إحياء التمرد البلوشي في عام 2006، بعد مقتل الزعيم القبلي البلوشي أكبر بوغتي في عملية عسكرية. يعمل المسلحون البلوش انطلاقاً من أفغانستان منذ الغزو الأميركي لأفغانستان في عام 2001، حيث كانت معسكراتهم في جنوب أفغانستان بمناطق الحدود الباكستانية الأفغانية. بعد سيطرة «طالبان» على كابل؛ ما أجبر الانفصاليين البلوش على نقل معسكراتهم إلى الأراضي الإيرانية، حيث يعملون الآن ضد القوات الأمنية الباكستانية. وفي الماضي، أعلن «جيش تحرير بلوشستان» مسؤوليته عن عدة هجمات إرهابية ضد قوات الأمن والحكومة الباكستانية.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

32 قتيلاً في أعمال عنف طائفية بباكستان

عناصر من الشرطة الباكستانية (أرشيفية - إ.ب.أ)
عناصر من الشرطة الباكستانية (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

32 قتيلاً في أعمال عنف طائفية بباكستان

عناصر من الشرطة الباكستانية (أرشيفية - إ.ب.أ)
عناصر من الشرطة الباكستانية (أرشيفية - إ.ب.أ)

قتل 32 شخصاً على الأقل في أعمال عنف طائفية جديدة في شمال غربي باكستان، وفق ما أفاد مسؤول محلي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (السبت) بأنه بعد يومين من هجمات استهدفت أفراداً من الطائفة الشيعية أسفرت عن مقتل 43 شخصاً.

ومنذ الصيف، خلفت أعمال العنف بين السنة والشيعة في إقليم كورام الواقع في ولاية خيبر بختونخوا الواقعة على الحدود مع أفغانستان، نحو 150 قتيلاً.

والخميس، أطلق نحو عشرة مهاجمين النار على قافلتين تقلان عشرات العائلات الشيعية بمواكبة الشرطة في هذه المنطقة الجبلية. وقتل ما لا يقل عن 43 شخصاً ولا يزال «11 مصابا» في حالة «حرجة»، بحسب السلطات.

ومساء أمس (الجمعة)، بعد يوم طويل شيع خلاله الضحايا وساده التوتر في كورام على وقع مسيرات للشيعة نددت بـ«حمام دماء»، قال ضابط كبير في الشرطة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «الوضع تدهور». وأضاف «هاجم شيعة غاضبون مساء سوق باغان المحسوب خصوصاً على السنة» موضحاً أن «المهاجمين المزودين بأسلحة خفيفة ورشاشة وقذائف هاون أطلقوا النار» طوال ثلاث ساعات و«قام سنّة بالرد» عليهم.

من جهته، قال مسؤول محلي لم يشأ كشف هويته للوكالة إن «أعمال العنف بين المجموعتين الشيعية والسنية تواصلت (السبت) في أماكن مختلفة، وسجل مقتل 32 شخصاً في آخر حصيلة هم 14 من السنة و18 من الشيعة».

وذكر مسؤول محلي آخر هو جواد الله محسود أن «مئات المتاجر والمنازل تم إحراقها» في منطقة سوق باغان، لافتاً إلى «بذل جهود من أجل إعادة الهدوء، وتم نشر قوات أمنية والتأمت مجالس قبلية (جيرغا)».

ومحور النزاعات بين القبائل ذات المعتقدات المختلفة هو مسألة الأراضي في المنطقة، حيث تتقدم قواعد الشرف القبلية غالباً على النظام الذي تسعى قوات الأمن إلى إرسائه.