تقرير أممي: «طالبان» تنقسم حول قضايا الحكم... ولا يوجد تقدم في تشكيل حكومة أفغانية شاملة

دعوة عامة إلى فتح المجال أمام النساء في مجالات التعليم والصحة

تجمع النساء للمطالبة بحقوقهن في ظل حكم «طالبان» خلال احتجاج في كابول بأفغانستان في 3 سبتمبر (أ.ف.ب)
تجمع النساء للمطالبة بحقوقهن في ظل حكم «طالبان» خلال احتجاج في كابول بأفغانستان في 3 سبتمبر (أ.ف.ب)
TT

تقرير أممي: «طالبان» تنقسم حول قضايا الحكم... ولا يوجد تقدم في تشكيل حكومة أفغانية شاملة

تجمع النساء للمطالبة بحقوقهن في ظل حكم «طالبان» خلال احتجاج في كابول بأفغانستان في 3 سبتمبر (أ.ف.ب)
تجمع النساء للمطالبة بحقوقهن في ظل حكم «طالبان» خلال احتجاج في كابول بأفغانستان في 3 سبتمبر (أ.ف.ب)

كشفت «الأمم المتحدة» مؤخراً عن نشوب خلافات سياسية حادة بين مختلف الفصائل التابعة لحركة «طالبان» في أفغانستان، ما أدى إلى عدم إحراز أي تقدم نحو تشكيل حكومة شاملة في كابل.

وأشارت «الأمم المتحدة»، في تقريرها ربع السنوي المقدم إلى مجلس الأمن الدولي، إلى وجود خلافات بين فصائل «طالبان» حول مسألة الحكم.

وتدعو الفصائل المتشددة والمعتدلة إلى وضع قواعد أخلاقية صارمة للنساء من جهة، كما يدعون إلى فتح المجال أمامهن في مجالات التعليم والصحة وغيرها من جهة أخرى.

ويريد المعتدلون داخل «طالبان» من الحكومة في كابول أن تمنح مزيداً من الفرص للمرأة ومحاولة تلبية مطالب المجتمع الدولي، خاصةً ما يتعلق بقضايا المرأة، فيما يعارض المتشددون في الحركة بشدة تقديم أي تنازل لمطالب المجتمع الدولي.

نساء أفغانيات ينظمن احتجاجاً من أجل حقوقهن في صالون تجميل بمنطقة شهر نو في كابل (أ.ف.ب)

وفي الوقت الحالي، يبدو أن المتشددين قد باتوا في موقف ضعيف، وأن المعتدلين الذين يستخدمون دعوات المجتمع الدولي لتوفير مزيد من الحقوق للمرأة في أفغانستان، باتوا يهيمنون على النقاش العام في المجتمع الأفغاني.

فتيات أفغانيات يذهبن إلى المدرسة الابتدائية بينما تحتفل كابل بالذكرى السنوية الثانية لحظر ذهاب الفتيات إلى المدارس الثانوية في قندهار 18 سبتمبر 2023 (إ.ب.أ)

وسلّطت الدبلوماسية الأميركية البارزة رينا أميري، وهي الممثلة الأميركية الخاصة لشؤون المرأة الأفغانية، الضوء على شهر مارس (آذار) باعتباره «شهر المرأة تاريخياً».

وشدّدت أميري على أهمية المشاركة الكاملة للمرأة الأفغانية في جميع المجالات في المجتمع من أجل وقف مزيد من المشكلات الاقتصادية والتطرف والحرب الدائرة في البلاد.

ويعتقد الخبراء أن هذه المناشدات الدولية لا تلقى آذاناً صماء، وأن هذه الضغوط باتت تؤثر على النقاش السياسي داخل صفوف «طالبان».

فتيات أفغانيات يذهبن إلى المدرسة الابتدائية قبل حرمانهن من التعليم في عموم أفغانستان (إ.ب.أ)

وبحسب وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء، أكدت أميري في يوم المرأة العالمي مجدداً أنه لا يمكن تهميش معالجة وضع المرأة في أفغانستان، مشددة على أهمية الأمر.

وأضافت أميري: «خلال شهر المرأة العالمي، يجب التأكيد على ضرورة دمجها في مجالات الحياة وحقوقها، فلا يمكن عزل أو التقليل من شأن مشاركة المرأة الكاملة في المجتمع، والتأكيد على أهمية ذلك وضرورته لمنع مزيد من عدم الاستقرار الاقتصادي والتطرف والحرب في أفغانستان».

وتابعت أنه على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه، فإنه ما زالت هناك سياسات قمعية، كما تتواصل هجمات «طالبان» ضد النساء الأفغانيات، ولا تزال الحركة تعيق حصولهن على حقوقهن في العمل والتعليم.

في غضون ذلك، تسبب انفجار قوي وقع بالقرب من قاعدة عسكرية في «فايز آباد»، عاصمة ولاية «بدخشان» شمال شرقي أفغانستان، في حالة من الذعر بالمدينة، ورغم قوة القنبلة، وهي عبوة ناسفة محلية الصنع، التي سمع دوي انفجارها على بُعد كيلومترين، بحسب السكان المحليين، فإنها لم تسفر عن وفيات.


مقالات ذات صلة

تونس: إيقافات ومحاكمات لتونسيين وأفارقة متهمين بتهريب البشر

شمال افريقيا الرئيس التونسي قيس سعيّد في اجتماع قبل أيام حول ملف الهجرة غير النظامية مع وزير الداخلية خالد النوري وكاتب الدولة للأمن سفيان بالصادق (من موقع الرئاسة التونسية)

تونس: إيقافات ومحاكمات لتونسيين وأفارقة متهمين بتهريب البشر

كشفت مصادر أمنية وقضائية رسمية تونسية أن الأيام الماضية شهدت حوادث عديدة في ملف «تهريب البشر» من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نحو تونس.

كمال بن يونس (تونس)
شؤون إقليمية مجلس الأمن القومي التركي برئاسة إردوغان أكد استمرار العمليات العسكرية ودعم الحل في سوريا (الرئاسة التركية)

تركيا ستواصل عملياتها ضد «الإرهاب» ودعم الحل السياسي في سوريا

أكدت تركيا أنها ستواصل عملياتها الهادفة إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا إلى جانب تكثيف جهود الحل السياسي بما يتوافق مع تطلعات ومصالح الشعب السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

استمر العنف في الارتفاع بمقاطعتين مضطربتين في باكستان مع مواصلة الجيش المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في شمال غربي وجنوب غربي البلاد

عمر فاروق (إسلام آباد )
أوروبا من أمام السفارة الإسرائيلية في استوكهولم (إ.ب.أ)

السويد تلمّح لتورط إيران في هجمات قرب سفارتين إسرائيليتين

أعلنت وكالة الاستخبارات السويدية، الخميس، أن إيران قد تكون متورطة في الانفجارات وإطلاق النار قرب السفارتين الإسرائيليتين في السويد والدنمارك هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الولايات المتحدة​ عافية صديقي (متداولة)

«سيدة القاعدة» السجينة تقاضي الولايات المتحدة لتعرُّضها لاعتداءات جسدية وجنسية

رفعت سيدة باكستانية سجينة في سجن فورت وورث الفيدرالي دعوى قضائية ضد المكتب الفيدرالي للسجون والإدارة الأميركية، قالت فيها إنها تعرَّضت لاعتداءات جسدية وجنسية

«الشرق الأوسط» (تكساس)

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)
قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)
TT

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)
قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)

استمر العنف في الارتفاع في مقاطعتين مضطربتين في باكستان مع مواصلة الجيش المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في شمال غربي وجنوب غربي البلاد. غير أن الغارات والعمليات العسكرية فشلت على ما يبدو في منع الجماعات الإرهابية من تنفيذ هجمات مميتة على قوات الأمن.

يُذكر أن قوات الأمن الباكستانية تقوم بعمليات مكافحة تمرد منخفضة الكثافة في جنوب غربي وشمال غربي البلاد. بيد أن العنف آخذ في الارتفاع في هذه المناطق، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة بحثية مقرها إسلام آباد.

القوات الباكستانية بعد اعتقالها لمسلحين في جنوب البلاد (الجيش الباكستاني)

وقد تجاوز الآن مجموع عدد الوفيات الناجمة عن أعمال العنف الإرهابية في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024 الأرقام المسجلة في عام 2023 بأكمله. فقد قُتل ما لا يقل عن 1534 شخصاً خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، بالمقارنة مع 1523 حالة وفاة مسجلة طوال السنة الماضية. ويبدو أن الحكومة الباكستانية عاجزة عن منع تصاعد أعمال العنف في البلاد في مواجهة استمرار وتيرة المصادمات بين قوات الأمن والجماعات الإرهابية الباكستانية قرب الشريط القبلي. وبحسب تقرير صادر عن مركز البحوث والدراسات الأمنية، فقد سجلت الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) زيادة مذهلة في عدد الوفيات بنسبة بلغت 90 بالمائة مقارنة بالربع السابق. وقد وقعت جميع الوفيات تقريباً المسجلة خلال هذه الفترة - نحو 97 بالمائة - في خيبر بختونخوا وبلوشستان، وهو ما يمثل أعلى عدد من الضحايا في المنطقة خلال عقد من الزمن. وفي شهر سبتمبر، نفذت قوات الأمن الباكستانية عدة عمليات قائمة على الاستخبارات في مناطق الحدود الباكستانية - الأفغانية جرى خلالها تبادل كثيف لإطلاق النار بين قواتها والمسلحين، مما أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثين مسلحاً.

مركبات محترقة بعد هجوم شنه الانفصاليون البلوش بمنطقة مساخيل في بلوشستان (وسائل إعلام باكستانية)

وتكمن المشكلة في أنه كلما زاد عدد المسلحين الذين يُقتلون على أيدي قوات الأمن الباكستانية، زاد عدد المسلحين الذين يشقون طريقهم عائدين إلى الأراضي الباكستانية من المدن والبلدات الحدودية في أفغانستان. وفي بعض الأحيان ينجح الجيش الباكستاني في منع هؤلاء الإرهابيين من دخول باكستان. ولكن في أغلب الأحيان، وبسبب طبيعة الحدود التي يسهل اختراقها، ينجح المسلحون في دخول الأراضي الباكستانية من دون أي مانع أو عائق.

فرقة من القوات الخاصة العسكرية الباكستانية خلال عرض اليوم الوطني (الجيش الباكستاني)

وكما يقول مسؤول عسكري باكستاني في 19 سبتمبر، اكتشفت قوات الأمن في منطقة سبينووام العامة، في إقليم وزيرستان الشمالي، حركة لمجموعة من سبعة إرهابيين، كانوا يحاولون التسلل عبر الحدود الباكستانية - الأفغانية.

وشهدت باكستان أكثر الفترات عنفاً في العام حتى الآن، حيث شهد الربع الثالث من عام 2024 زيادة حادة في الإرهاب؛ إذ قُتل نحو 722 شخصاً، من بينهم مدنيون وأفراد أمن ومسلحون، في حين أصيب 615 آخرون في 328 حادثة مسجلة.

وتشير تقارير المراكز البحثية الباكستانية إلى أن عدد الفصائل المتحالفة مع حركة «طالبان» الباكستانية المحظورة قد ارتفع إلى 60 فصيلاً، وكان فصيل «نعيم بخاري» من جماعة «عسكر جنجوي» أحدث إضافة إرهابية.

«جيش تحرير بلوشستان»

ورغم أن العديد من الهجمات الإرهابية خلال هذه الفترة لم تتبنَّ أي جهة مسؤوليتها، فقد أعلنت عدة جماعات، بما في ذلك «جيش تحرير بلوشستان»، و«جيش بلوشستان المتحد»، وحركة «طالبان» الباكستانية، وجماعة «غول باهادور»، مسؤوليتها عن حوادث محددة بارزة.

إضافة إلى ذلك، يشتبه في أن جماعة «جيش العدل» المسلحة، التي تتخذ من إيران مقراً لها، متورطة في هجمات معينة في بلوشستان، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني. وأفاد التقرير بأنه «في حين شهدت منطقة خيبر بختونخوا زيادة كبيرة في العنف؛ إذ سجلت 77 بالمائة و159 بالمائة زيادة في الهجمات على التوالي، شهدت مقاطعات أخرى مثل البنجاب والسند انخفاضاً نسبياً في النشاط الإرهابي».

قوات عسكرية باكستانية خلال مسيرة في جبال وزيرستان الشمالية المغطاة بالثلوج (وسائل إعلام باكستانية)

وأضاف: «الزيادة في قوة شرطة خيبر بختونخوا وبلوشستان تشير إلى وجود جهد مركز من جانب الجماعات المسلحة لزعزعة استقرار هذه المناطق. وقد تحمل المدنيون وطأة هذا العنف؛ إذ يمثلون 66 بالمائة من الوفيات، يليهم أفراد الأمن والمسؤولون الحكوميون».

وشكلت الهجمات التي استهدفت المدنيين وأفراد الأمن وممثلي الحكومة نسبة 82 بالمائة من جميع الحوادث، مما يعكس اتجاهاً مقلقاً يتمثل في تحويل المتمردين تركيزهم بعيداً عن المواجهات المباشرة مع قوات الأمن إلى استهداف أكثر المجموعات ضعفاً.