كشفت «الأمم المتحدة» مؤخراً عن نشوب خلافات سياسية حادة بين مختلف الفصائل التابعة لحركة «طالبان» في أفغانستان، ما أدى إلى عدم إحراز أي تقدم نحو تشكيل حكومة شاملة في كابل.
وأشارت «الأمم المتحدة»، في تقريرها ربع السنوي المقدم إلى مجلس الأمن الدولي، إلى وجود خلافات بين فصائل «طالبان» حول مسألة الحكم.
وتدعو الفصائل المتشددة والمعتدلة إلى وضع قواعد أخلاقية صارمة للنساء من جهة، كما يدعون إلى فتح المجال أمامهن في مجالات التعليم والصحة وغيرها من جهة أخرى.
ويريد المعتدلون داخل «طالبان» من الحكومة في كابول أن تمنح مزيداً من الفرص للمرأة ومحاولة تلبية مطالب المجتمع الدولي، خاصةً ما يتعلق بقضايا المرأة، فيما يعارض المتشددون في الحركة بشدة تقديم أي تنازل لمطالب المجتمع الدولي.
وفي الوقت الحالي، يبدو أن المتشددين قد باتوا في موقف ضعيف، وأن المعتدلين الذين يستخدمون دعوات المجتمع الدولي لتوفير مزيد من الحقوق للمرأة في أفغانستان، باتوا يهيمنون على النقاش العام في المجتمع الأفغاني.
وسلّطت الدبلوماسية الأميركية البارزة رينا أميري، وهي الممثلة الأميركية الخاصة لشؤون المرأة الأفغانية، الضوء على شهر مارس (آذار) باعتباره «شهر المرأة تاريخياً».
وشدّدت أميري على أهمية المشاركة الكاملة للمرأة الأفغانية في جميع المجالات في المجتمع من أجل وقف مزيد من المشكلات الاقتصادية والتطرف والحرب الدائرة في البلاد.
ويعتقد الخبراء أن هذه المناشدات الدولية لا تلقى آذاناً صماء، وأن هذه الضغوط باتت تؤثر على النقاش السياسي داخل صفوف «طالبان».
وبحسب وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء، أكدت أميري في يوم المرأة العالمي مجدداً أنه لا يمكن تهميش معالجة وضع المرأة في أفغانستان، مشددة على أهمية الأمر.
وأضافت أميري: «خلال شهر المرأة العالمي، يجب التأكيد على ضرورة دمجها في مجالات الحياة وحقوقها، فلا يمكن عزل أو التقليل من شأن مشاركة المرأة الكاملة في المجتمع، والتأكيد على أهمية ذلك وضرورته لمنع مزيد من عدم الاستقرار الاقتصادي والتطرف والحرب في أفغانستان».
وتابعت أنه على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه، فإنه ما زالت هناك سياسات قمعية، كما تتواصل هجمات «طالبان» ضد النساء الأفغانيات، ولا تزال الحركة تعيق حصولهن على حقوقهن في العمل والتعليم.
في غضون ذلك، تسبب انفجار قوي وقع بالقرب من قاعدة عسكرية في «فايز آباد»، عاصمة ولاية «بدخشان» شمال شرقي أفغانستان، في حالة من الذعر بالمدينة، ورغم قوة القنبلة، وهي عبوة ناسفة محلية الصنع، التي سمع دوي انفجارها على بُعد كيلومترين، بحسب السكان المحليين، فإنها لم تسفر عن وفيات.