إردوغان يرهن انضمام السويد للناتو بـ«إف 16»... ورفع حظر أسلحة

شدّد على أهمية الانتخابات المحلية... وأكشنار تتحدث عن حرب على «حزبها»

إردوغان يتحدث للصحافيين في بودابست الاثنين (رويترز)
إردوغان يتحدث للصحافيين في بودابست الاثنين (رويترز)
TT

إردوغان يرهن انضمام السويد للناتو بـ«إف 16»... ورفع حظر أسلحة

إردوغان يتحدث للصحافيين في بودابست الاثنين (رويترز)
إردوغان يتحدث للصحافيين في بودابست الاثنين (رويترز)

رهن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مصادقة تركيا على بروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) بموافقة الولايات المتحدة على بيعها مقاتلات «إف 16»، ورفع كندا حظر تزويدها ببعض معدات التصنيع العسكري الذي تفرضه منذ عام 2019.

وفي شأن آخر، أكد إردوغان أن الانتخابات المحلية المقررة في 31 مارس (آذار) المقبل هي عملية مهمة بالنسبة لحزبه، مركزا بشكل أساسي على استعادة بلدية إسطنبول من حزب «الشعب الجمهوري» المعارض. وبدورها قالت رئيسة حزب «الجيد» ميرال أكشنار، إن حزبها يتعرض لعملية هجوم منظم لتفتيته من الداخل، وإنها تعد ذلك «حربا».

السويد و«الناتو»

وقال إردوغان إن «الرئيس الأميركي، جو بايدن طلب مني تمرير عضوية السويد بـ(الناتو) من برلمان تركيا، وإنه سيقوم بتمرير ملف شراء مقاتلات (إف 16) من الكونغرس». وبالإشارة إلى الاتصال الهاتفي مع بايدن، الأسبوع الماضي، قال إردوغان في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من المجر، الثلاثاء: «أعتقد أن التطورات الإيجابية التي نتوقعها فيما يتعلق بالمقاتلات الأميركية، ووفاء كندا بوعودها (رفع الحظر عن تزويد تركيا ببعض المنتجات العسكرية الذي فرض بسبب العملية العسكرية التركية ضد القوات الكردية في شمال سوريا في 2019) ستؤدي إلى تسريع وجهة النظر الإيجابية لبرلماننا بشأن عضوية السويد في (الناتو)».

أضاف «الموقف السلبي لكندا وبعض الحلفاء بشأن المشتريات الدفاعية التركية، هو عقبة أخرى أمام العملية البرلمانية الخاصة بالسويد، كلها مترابطة، إذا قمنا بذلك في وقت واحد، فسوف تتاح لنا الفرصة لتمرير هذا عبر البرلمان بسهولة أكبر بكثير».

ولفت إردوغان إلى أن السويد أعطت تركيا ضمانات في قمة «الناتو» التي عقدت في فيلنيوس في يوليو (تموز) الماضي، مضيفاً «نتوقع الوفاء بهذه الضمانات، ونراقب التطورات عن كثب».

تركيا والاتحاد الأوروبي

وعن ملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، دعا إردوغان الاتحاد إلى تقييم وضع تركيا بشكل جيد. وعدّ أن بلاده جاهزة للانضمام إلى التكتل أكثر من بلدان كثيرة مرشحة لعضويته.

وأكد أنه من الخطأ جعل تركيا تنتظر على أبواب الاتحاد منذ سنوات طويلة من أجل الحصول على العضوية، بسبب عراقيل سياسية، قائلا: «رغم الإمكانات الاستراتيجية والاقتصادية التي تتمتع بها تركيا، فقد شغلونا بأعذار مختلفة لسنوات كثيرة، ويتعين على الاتحاد الأوروبي الآن أن يتخلى عن هذا الخطأ».

أكشنار رفضت عرض رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل للتعاون في الانتخابات المحلية (من حساب أوزيل على إكس)

الانتخابات المحلية

وعن الانتخابات المحلية في تركيا، أشار إردوغان إلى الاجتماعات مع مسؤولي حزب «العدالة والتنمية» ونوابه بالبرلمان عن ولايات أنقرة وإسطنبول وإزمير في إسطنبول الأحد. وقال: «سنواصل العمل اعتبارا من الغد من حيث توقفنا، وفي نهاية الشهر الحالي سنبدأ الإعلان عن نتائج هذه التوجهات التي اتخذناها تدريجياً، إلى جانب كل هذا، سنعلن من سننضم إليه في بعض المناطق ضمن تحالف الشعب».

وبينما صرح إردوغان بأنه لن يتم ترشيح نواب من حزبه بالبرلمان في الانتخابات المحلية التي ستجرى في 31 مارس، كشفت مصادر من الحزب عن أن إسطنبول قد تكون الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة.

وقال إردوغان: «ندخل في عملية مهمة للغاية، نحن بحاجة إلى تحقيق أقصى استفادة من هذه العملية، سنكون دائماً في الميدان، ونتفاعل مع المواطنين، هدفنا الوحيد هو إعادة مدننا إلى الخدمة والبقاء على قيد الحياة... سنفوز بالانتخابات، من أجل هذا، سنفوز بشكل خاص بإسطنبول وسنستعد وفقا لذلك».

في السياق، عدت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، أن حزبها «يتعرض لعملية منظمة تستهدفه من الداخل»، على خلفية موجة استقالات ضربت الحزب في الفترة الأخيرة، وشملت النواب بالبرلمان ومسؤولي أفرع ومئات الأعضاء.

وقالت أكشنار، في فعالية حزبية في غرب تركيا، الثلاثاء: «أقبل ذلك بوصفه إعلان حرب... أنا ميرال أكشنار، ورغم أنني لا أؤمن بمثل هذه المؤامرات، فإن هناك عملية مؤسسية ضد حزبنا، هذا هو الأكثر إثارة للاهتمام».

ووجهت أكشنار انتقادات إلى كل من رئيسي بلديتي أنقرة وإسطنبول من حزب «الشعب الجمهوري»، منصور ياواش وأكرم إمام أوغلو، ووصفتهما بالجبن، قائلة إنهما خافا من الترشح للانتخابات الرئاسية عندما عرضت عليهما ذلك قبل الانتخابات التي أجريت في مايو (أيار) الماضي.

ورد إمام أوغلو على أكشنار، من دون أن يسميها، قائلا: «بعض الأصدقاء، على الرغم من قلة عددهم، يتعرضون للخداع، وفي بعض الأحيان يمكنهم إصدار عبارات يتجاوزون بها حدودهم، ما قلناه منذ البداية هو أن الصديق القديم لا يمكن أن يصبح عدوا»، عاداً أن هناك محاولات للوقيعة مع أكشنار.

ورفضت أكشنار مؤخرا التعاون مع «الشعب الجمهوري» في الانتخابات المحلية المقبلة، وأكدت أن حزبها سيقدم مرشحين في كل الولايات والمناطق بما فيها أنقرة وإسطنبول.


مقالات ذات صلة

«الناتو» يؤكد وجود قوات كورية شمالية في كورسك الروسية

أوروبا دبابة روسية تطلق قذيفة باتجاه مواقع أوكرانية على الجبهة (أ.ب)

«الناتو» يؤكد وجود قوات كورية شمالية في كورسك الروسية

تلقى مسؤولون ودبلوماسيون من حلف شمال الأطلسي إحاطة من وفد كوري جنوبي بخصوص إرسال كوريا الشمالية قوات إلى روسيا.

العالم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» مارك روته (أ.ب)

«الناتو»: نشر قوات كورية شمالية في روسيا يعكس «يأس» بوتين

رأى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» مارك روته، اليوم الاثنين، أن تعميق التعاون بين موسكو وبيونغ يانغ يهدد الأمن.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
الولايات المتحدة​ تمثال ذهبي لترمب على هيئة بطل خارق خلال تجمع لأنصاره بفلوريدا في 27 أكتوبر 2024 (رويترز)

السياسة الخارجية في عهد ترمب... هز الثوابت في العالم مجدداً؟

في ظل احتمالات فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات، فإن المخاوف تزداد من قدرته على هز الثوابت والقواعد في السياسة الخارجية الأميركية.

هبة القدسي (واشنطن)
أوروبا علم الناتو (رويترز)

الناتو يملك «أدلة» على انتشار جنود كوريين شماليين في روسيا

أعلن حلف شمال الأطلسي، الأربعاء، أنه تأكّد من نشر جنود كوريين شماليين في روسيا، متحدثاً عن خطر تصعيد الحرب في أوكرانيا بدعم من حلفاء موسكو.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل بدء المحادثات بينهما في كييف الاثنين (أ.ف.ب)

أوستن يعلن من كييف تقديم أسلحة بقيمة 400 مليون دولار لأوكرانيا

أعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، خلال زيارة لكييف، الاثنين، إرسال حزمة أسلحة جديدة بقيمة 400 مليون دولار لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (سيول)

كوريا الشمالية تطلق صواريخ باليستية قصيرة المدى باتجاه بحر اليابان

أرشيفية لتجربة أجرتها كوريا الشمالية لصاروخ باليستي (أ.ب)
أرشيفية لتجربة أجرتها كوريا الشمالية لصاروخ باليستي (أ.ب)
TT

كوريا الشمالية تطلق صواريخ باليستية قصيرة المدى باتجاه بحر اليابان

أرشيفية لتجربة أجرتها كوريا الشمالية لصاروخ باليستي (أ.ب)
أرشيفية لتجربة أجرتها كوريا الشمالية لصاروخ باليستي (أ.ب)

أعلن الجيش الكوري الجنوبي أنّ كوريا الشمالية أطلقت صباح اليوم (الثلاثاء)، صواريخ باليستية قصيرة المدى باتجاه بحر الشرق المعروف أيضاً باسم بحر اليابان.

وتأتي هذه التجربة الصاروخية بعيد أيام من إعلان بيونغ يانغ أنها اختبرت صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، في تطوّر ندّدت به كوريا الجنوبية والولايات المتّحدة واليابان، وردّت عليه الدول الثلاث بمناورات عسكرية مشتركة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية في بيان، إنّ «كوريا الشمالية أطلقت عدداً من الصواريخ الباليستية القصيرة المدى» نحو الساعة السابعة والنصف من صباح الثلاثاء (الاثنين 22:30 ت غ) باتجاه المياه الواقعة قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية.

وأضافت أنّه «تحسّباً لعمليات إطلاق جديدة، عزّزت قواتنا المسلّحة مراقبتها ويقظتها»، مشيرة إلى أنّها تتبادل المعلومات المتّصلة بهذه التجربة مع كل من واشنطن وطوكيو.

وفي طوكيو، أكّد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، أنّ بلاده رصدت إطلاق كوريا الشمالية «صواريخ باليستية عدّة»، مشيراً إلى أنّ هذه الصواريخ «سقطت على ما نعتقد خارج» المنطقة الاقتصادية الخالصة اليابانية.

وأطلقت هذه الصلية الصاروخية قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية. وتطلق سيول على هذا المسطّح المائي اسم بحر الشرق، بينما تسمّيه طوكيو بحر اليابان.

وتأتي هذه التجربة غداة إجراء كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة الأحد، مناورات جوية مشتركة، وذلك ردّاً على اختبار كوريا الشمالية صاروخاً بعيد المدى. وجرت المناورات بعد 3 أيام على إطلاق بيونغ يانغ صاروخاً باليستياً عابراً للقارات يعمل بالوقود الصلب.

وبحسب خبراء، فإنّ هذا الصاروخ يعدّ من الأقوى والأبعد مدى في ترسانة بيونغ يانغ، وبإمكانه بلوغ البرّ الرئيسي للولايات المتحدة. ويُعتقد أنّ الصاروخ الكوري الشمالي العابر للقارات حلّق على ارتفاع أعلى، ولمسافة أطول من أيّ صاروخ سابق، بحسب ما أعلنت كوريا الجنوبية واليابان اللتين تتبّعتاه بالوقت الحقيقي. وتأتي التجربة الكورية الشمالية الجديدة قبيل ساعات من الانتخابات الرئاسية الأميركية.