بوادر انفراجة في أزمة «مياه فوكوشيما» بين بكين وطوكيو

واشنطن توافق على بيع اليابان 400 صاروخ توماهوك

مختص من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتفقد سمكاً في ميناء شمال غربي الصين في 19 أكتوبر (أ.ب)
مختص من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتفقد سمكاً في ميناء شمال غربي الصين في 19 أكتوبر (أ.ب)
TT

بوادر انفراجة في أزمة «مياه فوكوشيما» بين بكين وطوكيو

مختص من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتفقد سمكاً في ميناء شمال غربي الصين في 19 أكتوبر (أ.ب)
مختص من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتفقد سمكاً في ميناء شمال غربي الصين في 19 أكتوبر (أ.ب)

في مؤشر على انفراجة قريبة في الأزمة اليابانية-الصينية، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الجمعة إن الصين وافقت على إجراء محادثات على مستوى الخبراء بشأن الحظر الذي فرضته بكين على ثمار البحر اليابانية، بعد تصريف مياه معالجة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية في البحر.

كيشيدا لدى إلقائه خطاباً على هامش قمة «أبيك» الجمعة (رويترز)

والتقى كيشيدا الخميس الرئيس الصيني شي جينبينغ للمرة الأولى منذ عام، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) التي عقدت في سان فرنسيسكو. وقال كيشيدا إنه طالب بكين برفع هذا الحظر فورا. وأكّد رئيس الوزراء الياباني أنهما اتفقا على «إيجاد حل من خلال التشاور والحوار على أساس موقف بنّاء». وأوضح في مؤتمر صحافي: «في الأيام المقبلة، ستجري مناقشات على أساس علمي على مستوى الخبراء»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

أسس الخلاف

وعلّقت الصين كل وارداتها من الأسماك وثمار البحر من اليابان في أغسطس (آب) الماضي، ردا على بدء هذه الأخيرة تصريف ما يعادل أكثر من 500 حوض سباحة أولمبية من المياه المعالجة من فوكوشيما في المحيط الهادي، بعد 12 عاما من اجتياح تسونامي مفاعلات المنشأة في واحد من أسوأ الحوادث النووية في العالم.

رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا (يسار) والرئيس الصيني شي جينبينغ يتصافحان قبل محادثاتهما الثنائية على هامش قمة في سان فرنسيسكو الخميس (أ.ب)

وتؤكّد اليابان أن المياه التي تصرف آمنة، وهو موقف تدعمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة. ودعا كيشيدا الصين إلى إصدار «حكم موضوعي» بشأن سلامة المأكولات البحرية اليابانية، التي تعد قطاعا صناعيا رئيسيا في البلاد. وأوضح: «بصراحة، لا يمكننا في هذه المرحلة توقع موعد رفع القيود على استيراد» هذه المنتجات. وأشار إلى أن «الحكومة ستضغط على الحكومة الصينية وستتخذ إجراءات لدعم الصيادين اليابانيين».

في المقابل، حذر الرئيس الصيني رئيس الوزراء الياباني من أن إلقاء المياه المعالجة من محطة فوكوشيما يؤثر «على صحة البشرية بكاملها»، حسبما أفادت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ.

صفقة جديدة مع واشنطن

وافقت الولايات المتحدة على تلبية طلب اليابان شراء 400 صاروخ «توماهوك»، وذلك في إطار سعي طوكيو لتعزيز دفاعاتها على الرغم من إطلاق حوار مع الصين.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها وافقت على صفقة بقيمة 2.35 مليار دولار تشمل تزويد اليابان نوعين من صواريخ «توماهوك» بمدى يبلغ 1600 كيلومتر. وقالت الوزارة إن الصفقة ترمي إلى «تعزيز أمن حليف كبير يشكّل قوة استقرار سياسي وتقدّم اقتصادي في منطقة المحيطين الهندي والهادي». وجاء في بيان الخارجية الأميركية أن الصفقة «ستعزّز قدرات اليابان للتصدي لتهديدات حالية ومستقبلية من خلال توفير صاروخ أرض-أرض تقليدي طويل المدى (...) قادر على تحييد تهديدات متزايدة».

متظاهرون ضد تصريف المياه المعالجة من فوكوشيما في المحيط الهادي في 24 أغسطس (أ.ب)

وفي فبراير (شباط)، شدّد رئيس الوزراء الياباني أمام لجنة برلمانية على أن حكومته تسعى لشراء 400 صاروخ توماهوك في إطار تعزيز قدراتها الدفاعية. وتتوجّس اليابان من اتّساع نطاق الهيمنة العسكرية للصين بما في ذلك مناوراتها حول تايوان وأيضا التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية التي تمتلك سلاحا نوويا. وستمضي صفقة الصواريخ قدما على الرغم من الحوار الدائر بين اليابان والصين والرامي إلى احتواء التوترات. وفي لقاء الخميس،

أعرب كيشيدا للرئيس الصيني شي جينبينغ عن «مخاوفه الكبيرة» بشأن نشاط الصين العسكري في منطقة آسيا - المحيط الهادي. وتفاقمت التوترات في منطقة المحيط الهادي، خصوصاً مع التحركات الصينية ببحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، والتدريبات العسكرية الصينية حول جزيرة تايوان التي تطالب الصين بالسيادة عليها.


مقالات ذات صلة

ترمب: يتعين على إيران التخلص من فكرة امتلاك سلاح نووي

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب) play-circle 00:26

ترمب: يتعين على إيران التخلص من فكرة امتلاك سلاح نووي

حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب من إجبار بلاده على «فعل أمر قاسٍ» ضد إيران، مجدِّداً تعهده بحرمان طهران من امتلاك سلاح نووي.

هبة القدسي (واشنطن)
أوروبا أحد المفاعلات في محطة تشيرنوبل النووية (رويترز)

أوكرانيا تسعى لإصلاح أضرار في حاجز منع تسرب الملوثات المشعة بـ«تشيرنوبل»

أعلنت أوكرانيا، السبت، أنها تسعى إلى إيجاد حلول لإصلاح الأضرار التي سببها هجوم بمسيرات روسية على الحاجز الآمن الجديد لمنع تسرب الملوثات المشعة في محطة تشيرنوبل.

«الشرق الأوسط» (تشيرنوبل (أوكرانيا))
شمال افريقيا أعمال تركيب المستوى الثاني لمفاعل الوحدة الثانية بمحطة «الضبعة» النووية (هيئة المحطات النووية بمصر)

مصر: قرار رئاسي بالموافقة على قرض من روسيا لإنشاء محطة طاقة نووية

نشرت الجريدة الرسمية المصرية الخميس قراراً رئاسياً بالموافقة على قرض من روسيا لإنشاء محطة طاقة نووية

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يدفع حلفاء واشنطن لإعادة فتح النقاش بشأن الأسلحة النووية

يرى خبراء أن هجمات الرئيس الأميركي دونالد ترمب على حلف «شمال الأطلسي» والنظام العالمي القائم، تقوض ثقة حلفائه تحت المظلة الأمنية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ صاروخ «سارمات» في مناورة تجريبية (رويترز)

محلل عسكري أميركي: صاروخ «سارمات» الروسي النووي قادر على تدمير العالم

ترسانة الأسلحة النووية الروسية ليست الأكبر في العالم فحسب، بل هي الأكثر تقدماً أيضاً بفضل القيود المفروضة على الولايات المتحدة بموجب «معاهدة ستارت».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الصين تندّد في الأمم المتحدة بممارسات أميركية تنطوي على «ترهيب»

الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة فو كونغ خلال جلسة لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (رويترز)
الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة فو كونغ خلال جلسة لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (رويترز)
TT

الصين تندّد في الأمم المتحدة بممارسات أميركية تنطوي على «ترهيب»

الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة فو كونغ خلال جلسة لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (رويترز)
الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة فو كونغ خلال جلسة لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (رويترز)

وجّهت الصين، الأربعاء، انتقادات حادة لممارسات أميركية تنطوي على «ابتزاز» و«ترهيب» على المستوى التجاري، في اتّهامات رفضتها بشدّة الولايات المتحدة التي ندّدت بسياسات بكين.

وقال السفير الصيني فو كونغ في اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن الدولي عقد للتباحث في «ممارسات التنمّر في العلاقات الدولية»، إنّ «الأحادية آخذة في الازدياد، وممارسات الترهيب أصبحت متفشية على نطاق واسع».

وهاجم السفير بشكل مباشر الولايات المتحدة التي ومن خلال فرضها تعريفات جمركية «بذرائع مختلفة على كل شركائها التجاريين (...) تُحدث اضطرابات خطيرة في النظام الاقتصادي العالمي».

وقال إنه «بذريعة +المعاملة بالمثل+ و+العدالة+»، تضع الولايات المتحدة مصالحها «فوق المصلحة العامة للمجتمع الدولي»، ليضع السفير الصيني بعد ذلك العالم أمام خيار من اثنين: إما احترام «القواعد الأساسية» للعلاقات الدولية، وإما العودة إلى «شريعة الغاب، حيث القوي يهاجم الضعيف».

وشدّد السفير الصيني على أن «كل أشكال الضغط أو التهديد أو الابتزاز ليست الطريقة الصحيحة لمخاطبة الصين».

وردّت ممثلة الولايات المتحدة تينغ وو، عادّة أن «فرضية» هذا الاجتماع «فارغة من أي مضمون أو صدقية».

وأضافت: «يجب على العالم أن ينظر إلى ممارسات الصين، وليس اتهاماتها الفارغة، عند الحكم على مساهماتها في النظام الدولي»، متّهمة بكين بأنها منخرطة منذ «زمن طويل جداً» في «ممارسات تجارية أحادية الجانب وغير عادلة»، وبأنها تستخدم مساعداتها الدولية «سلاحاً» لـ«ترهيب» الدول النامية.