عسكريو ميانمار يفقدون السيطرة على ممر تجاري استراتيجي مع الصين

بكين دعت لوقف إطلاق النار بعد سقوط المنطقة في أيدي جماعات مسلحة معارضة

مواطنون يدفنون ضحايا العنف في ميانمار خلال مارس الماضي (أ.ب)
مواطنون يدفنون ضحايا العنف في ميانمار خلال مارس الماضي (أ.ب)
TT

عسكريو ميانمار يفقدون السيطرة على ممر تجاري استراتيجي مع الصين

مواطنون يدفنون ضحايا العنف في ميانمار خلال مارس الماضي (أ.ب)
مواطنون يدفنون ضحايا العنف في ميانمار خلال مارس الماضي (أ.ب)

أكّدت المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار خسارتها السيطرة على بلدة استراتيجية على الحدود مع الصين، بعد اشتباكات ضد تحالف من ثلاث مجموعات إثنية مسلّحة، وفق ما أفاد ناطق باسم الحكومة العسكرية، فيما دعت بكين إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقال الناطق باسم الحكومة العسكرية في ميانمار، زاو مين تون، الأربعاء، إن «الحكومة والمنظمات الإدارية وقوات الأمن لم تعد موجودة» في تشينشويهاو المتاخمة لمقاطعة يونان الصينية، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. واتّهم المسؤول المعارضين المسلحين بـ«تفجير مصادر الكهرباء والجسور وتدمير طرق النقل».

واندلعت اشتباكات عنيفة الأسبوع الماضي في إقليم شان (شمال)، الذي يُفترض أن يقام فيه مشروع قطار فائق السرعة بمليارات الدولارات كجزء من خطة «طرق الحرير الجديدة» التي تدعمها بكين. وأشار الناطق إلى أن الاشتباكات وقعت في عشرة مواقع مختلفة في إقليم شان (شمال) خلال الأيام الستة الماضية، دون تحديد عدد الضحايا.

منطقة استراتيجية

واندلع القتال الأسبوع الماضي في هذه المنطقة الاستراتيجية، التي تضم خطوط أنابيب غاز ونفط تزوّد الصين المجاورة. ويصعّب الوصولُ المحدود إلى وسائل الاتصال في منطقة مغطاة بالغابات، جهودَ التحقق من عدد الضحايا، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وشكّل «جيش التحرير الوطني» في تاونغ وجيش «أراكان» و«التحالف الديمقراطي الوطني البورمي» تحالفاً معارضاً للقيادة العسكرية يمكن أن يحشد 15 ألف رجل على الأقل، حسب محلّلين.

وأعلن التحالف سيطرته على تشينشويهاو، الخميس، بالإضافة إلى هباونغ سنغ وكيوكوك وهسينوي، حيث يحتدم القتال. وفي وقت سابق، أعلن سيطرته على الكثير من نقاط التفتيش العسكرية، بالإضافة إلى طرق استراتيجية للتجارة مع الصين، الشريك التجاري الرئيسي لميانمار. من جهتها، شنّت المجموعة العسكرية قصفاً جوياً، حسب ناطق باسم مجموعة إثنية مسلحة.

ومرّ أكثر من ربع التجارة بين ميانمار والصين في الفترة الممتدة من أبريل (نيسان) إلى سبتمبر (أيلول) والبالغة قيمتها 1.7 مليار يورو عبر تشينشويهاو، وفق بيانات رسمية نشرتها صحيفة حكومية في سبتمبر.

آلاف النازحين

وحذّرت الأمم المتحدة، الاثنين، من أن أكثر من ستة آلاف شخص ربما نزحوا بعد الاشتباكات، ويُعتقد أن مئات فرّوا إلى الصين. وتحدثت المجموعات المسلحة الثلاث عن سقوط عشرات الجرحى والقتلى والأسرى في صفوف مقاتلي المجموعة العسكرية. لكنّ الخبراء حذّروا من الوثوق في البيانات الواردة من المعسكرات المتحاربة، إذ ربما جرى التلاعب بها.

وقال ديفيد ماثيسون، المحلل المستقل المتخصص في القضايا المتعلقة بميانمار، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم يواجه الجيش هجمات بهذه الكثافة منذ الانقلاب»، معتبراً التطور «فشلاً ذريعاً للجيش وأجهزة الاستخبارات». وتقاتل المجموعات المسلحة في المناطق الحدودية السلطة المركزية منذ عقود من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية والحصول على الحكم الذاتي لإقليم شان.

قلق صيني

تثير أعمال العنف قلق الصين المجاورة، وهي واحدة من آخر الدول التي حافظت على علاقات مستدامة مع المجموعة العسكرية، وتزوّدها بالأسلحة. وأصبحت ميانمار معزولة على الساحة الدولية، بعد الانقلاب العسكري. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، وانغ وينبين، في مؤتمر صحافي الخميس، إن بكين «تحض جميع الأطراف على وقف إطلاق النار فوراً ووقف القتال»، داعياً الأطراف المتحاربة إلى حلّ «الخلافات بوسائل سلمية عبر الحوار والتشاور». وحافظت الصين على علاقات مع بعض المجموعات الإثنية المسلحة في المنطقة الحدودية البورمية، حيث تعيش مجموعات إثنية صينية.

وكان وزير الأمن العام الصيني قد التقى رئيس المجموعة العسكرية مين أونغ هلاينغ، في العاصمة نايبيداو، الثلاثاء. وناقش المسؤولان الهجمات التي يشنها معارضون مسلحون والتي تشكّل «محاولات لتقويض السلام والاستقرار في المنطقة»، حسب صحيفة رسمية. وتشهد البلاد الواقعة في جنوب شرقي آسيا صراعاً منذ انقلاب فبراير (شباط) 2021، الذي أطاح الزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي، من السلطة.


مقالات ذات صلة

محاولة انقلابية فاشلة في دولة بنين

أفريقيا صورة أرشيفية لمتظاهرة تحمل علم بنين خارج البرلمان في العاصمة بورتو نوفو أبريل 2017 (أ.ف.ب)

محاولة انقلابية فاشلة في دولة بنين

أعلنت السلطات في دولة بنين اعتقال قائد الحرس الجمهوري ورجل أعمال مُقرّب من رئيس البلاد ووزير سابق في الحكومة، إثر تورّطهم في مخطط لقلب نظام الحكم بالقوة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا المواطن الأميركي بنجامين ريوبين زالمان بولن خلال محاكمته في قضية «محاولة الانقلاب» بالكونغو (إ.ب.أ)

حكم بإعدام 37 شخصاً بينهم 3 أميركيين في «محاولة الانقلاب» بالكونغو الديمقراطية

أصدرت محكمة عسكرية بكينشاسا حكماً بإعدام 37 متهماً، بينهم 3 أميركيين، في قضية «محاولة الانقلاب» التي شهدتها جمهورية الكونغو الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)
آسيا الشيخة حسينة (رويترز)

بنغلاديش تلغي حظراً مفروضاً على حزب إسلامي بعد رحيل الشيخة حسينة

ألغت الحكومة المؤقتة في بنغلاديش حظراً على أكبر حزب إسلامي في البلاد، وهو حزب الجماعة الإسلامية، ملغية بذلك قراراً اتخذه نظام رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة

«الشرق الأوسط» (دكا)
آسيا متظاهرون يحتفلون بالقرب من صورة مشوهة لرئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة بعد أنباء استقالتها في دكا يوم 5 أغسطس 2024 (أسوشييتد برس)

قضاء بنغلاديش يفتح تحقيقاً بتهمة القتل في حق الشيخة حسينة

فتحت محكمة في بنغلاديش تحقيقاً في جريمة قتل، يطول رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة و6 شخصيات بارزة في إدارتها، على خلفية قتل الشرطة رجلاً خلال الاضطرابات.

«الشرق الأوسط» (دكا)
أوروبا أوكرانيات مدنيات لدى حضورهن تدريباً على استخدام الأسلحة القتالية والمعدات الطبية في كييف (أ.ف.ب)

أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم

أعلنت السلطات الأوكرانية عن إحباط مخطط لانقلاب مزعوم كان يستهدف الاستيلاء على السلطة في العاصمة كييف.

«الشرق الأوسط» (كييف)

رئيس كوريا الجنوبية يتدرب على الغولف استعدادا للقاء ترمب

أرشيفية لترمب يمارس لعبة الغولف (رويترز)
أرشيفية لترمب يمارس لعبة الغولف (رويترز)
TT

رئيس كوريا الجنوبية يتدرب على الغولف استعدادا للقاء ترمب

أرشيفية لترمب يمارس لعبة الغولف (رويترز)
أرشيفية لترمب يمارس لعبة الغولف (رويترز)

قال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، اليوم الثلاثاء، إنه بدأ ممارسة لعبة الغولف لأول مرة منذ ثماني سنوات استعدادا لاجتماعات مستقبلية مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية أن يون زار ملعبا للجولف يوم السبت للتدرب. وأشار مكتبه إلى أنه مارسها آخر مرة في عام 2016. وقال يون في مؤتمر صحفي يوم الخميس بعد أن هنأ ترمب عبر الهاتف على فوزه "كثير من الأشخاص المقربين من الرئيس ترمب... أخبروني بأنني وترمب ستربطنا علاقة جيدة".

وأضاف أن مسؤولين سابقين في إدارة ترمب وجمهوريين بارزين عرضوا المساعدة في بناء العلاقات مع الرئيس المنتخب.

ويتوقع محللون أن يسعى يون إلى إيجاد طريقة للاستفادة من الصداقة الشخصية مع ترمب لتعزيز مصالح سيول بينما يمضي الرئيس الجمهوري في سياسته الخارجية القائمة على مبدأ "أميركا أولا" مع أسلوبه غير المتوقع في ولايته الثانية.

وتعتمد الشركات الكورية الجنوبية بشكل كبير على التجارة مع الولايات المتحدة. وخلال ولاية ترمب الأولى، اصطدمت الدولتان بشأن تقاسم تكلفة استضافة نحو 28500 جندي أميركي متمركزين في الدولة الآسيوية.