وزير الدفاع الروسي يحذر من «صدام مباشر» بين القوى النووية

انتقد نهج التصعيد الغربي ضد موسكو... واتهم الولايات المتحدة بتدمير أسس الأمن الدولي

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال مشاركته في النسخة العاشرة من فعاليات «منتدى شيانجشان الأمني» المنعقد في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال مشاركته في النسخة العاشرة من فعاليات «منتدى شيانجشان الأمني» المنعقد في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)
TT

وزير الدفاع الروسي يحذر من «صدام مباشر» بين القوى النووية

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال مشاركته في النسخة العاشرة من فعاليات «منتدى شيانجشان الأمني» المنعقد في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال مشاركته في النسخة العاشرة من فعاليات «منتدى شيانجشان الأمني» المنعقد في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال مشاركته في النسخة العاشرة من فعاليات «منتدى شيانجشان الأمني»، المنعقد في العاصمة الصينية بكين، إن الولايات المتحدة عكفت، خلال السنوات الماضية، عبر تحقيقها تفوقاً جيوسياسياً وعسكرياً واستراتيجياً ساحقاً، على تقويض وتدمير أسس الأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي، بما في ذلك نظام اتفاقيات الحد من التسلح.

وأضاف شويغو أن «الدول التي تُعارض الديكتاتورية الاستعمارية الغربية الجديدة وتدافع عن مبادئ المساواة، واللامركزية والأمن غير القابل للتجزئة، تتعرض لضغوط شديدة، اقتصادياً وسياسياً»، وفقاً لما أوردته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، اليوم الاثنين.

وقال شويغو إن «خط التصعيد المستمر الذي يتبعه الغرب في الصراع مع روسيا يحمل في طياته تهديداً بحدوث صدام عسكري مباشر بين القوى النووية، وهو أمر محفوف بعواقب كارثية».

وأضاف شويغو، وفق ما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية»، أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يتطلعان بجدية إلى أن يتمكنا من تقويض أمن روسيا، مشيراً إلى أن «الوضع في منطقة العملية العسكرية الخاصة يكشف عدم جدوى هذه الخطط».

وقال وزير الدفاع الروسي إن الغرب يستخدم أوكرانيا أداة لإلحاق «هزيمة استراتيجية» بروسيا، بعد أن اتخذت موسكو إجراءات مضادة للحيلولة دون توسع حلف شمال الأطلسي «الناتو» إلى الشرق بقيادة الولايات المتحدة.

وأضاف شويغو: «على الرغم من حقوق روسيا المشروعة في ضمان أمنها، واصل البيت الأبيض توسيع حلف شمال الأطلسي الذي تسيطر عليه نحو الشرق. وقد أجبرتنا هذه الأعمال العدوانية على الرد»، وفق ما أوردته وكالة «تاس» الروسية للأنباء.

وقال: «وردّاً على ذلك، اتخذ الغرب علناً مساراً نحو إلحاق (هزيمة استراتيجية) بروسيا في الحرب الهجينة التي اندلعت ضدّنا»، وأضاف شويغو: «لقد جرى اختيار أوكرانيا بشكل خبيث لتكون قوة ضاربة». وقال إن الولايات المتحدة «بعد أن أخضعت الدول الغربية بالكامل لسيطرتها، ركزت مواردها العسكرية والسياسية على الحفاظ على الهيمنة العالمية بعيدة المنال بأية وسيلة».

كما أعلن وزير الدفاع الروسي أن بلاده ما زالت مستعدّة لإجراء مناقشات بشأن سبل تسوية الأزمة الأوكرانية والتعايش مع الغرب، بعد انتهاء الحرب، وفقاً لما أوردته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، اليوم الاثنين.

وقال شويغو: في حال تهيئة الظروف الملائمة، سنظل مستعدّين لإجراء مناقشات سياسية على أسس واقعية، سواء بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية بعد انتهاء الصراع، أم معايير التعايش مع الغرب ككل، مستقبلاً».

وأشار شويغو إلى أهمية وجود علاقات متساوية بين جميع القوى النووية، والأعضاء الدائمين في «مجلس الأمن الدولي»، الذين يتحملون مسؤولية خاصة في الحفاظ على السلام والاستقرار العالمي.

وتابع شويغو: «يجب تحديث هيكل الأمن الدولي ومنحه قدراً أكبر من الاستقرار لتشكيل نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب... ولهذا من الضروري توحيد جهود جميع الدول المعنية».

وأضاف وزير الدفاع الروسي أن إلغاء روسيا التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لا يعني انهيار هذه المعاهدة، التي تمثل نظام التوازن العسكري الاستراتيجي.

وقال: «فيما يتعلق بسحب دولتنا التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، فهذا يأتي فقط في إطار الرغبة بتحقيق التوازن مع الولايات المتحدة الأميركية التي لم تصدّق على هذه المعاهدة، ولا يوجد حديث عن انهيارها».


مقالات ذات صلة

الكرملين «يدرس الخيارات» وسط تعهد بمواصلة دعم الأسد في سوريا

أوروبا صورة تجمع ألكسندر تشايكو مع رئيس الأركان السوري علي محمود عباس أثناء الإشراف على تدريبات مشتركة يونيو 2022 (جريدة كراسنايا فيسنا المختصة بالشؤون العسكرية)

الكرملين «يدرس الخيارات» وسط تعهد بمواصلة دعم الأسد في سوريا

وسَّعت موسكو انخراطها السياسي والعسكري في مواجهة تقدم قوات المعارضة السورية في حلب وإدلب، تزامناً مع قرار استبدال قائد مجموعة القوات الروسية في سوريا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)

رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

انتقدت رئيسة المحكمة الجنائية الدولية، الولايات المتحدة وروسيا، بسبب تدخلهما في تحقيقات المحكمة، ووصفت التهديدات والهجمات على المحكمة بأنها «مروعة».

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
المشرق العربي صورة دمار من موقع غارة في إدلب بسوريا نُشرت في 2 ديسمبر 2024 (رويترز)

بوتين وبزشكيان يؤكدان دعمهما «غير المشروط» لسوريا

تعهّد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان بتقديم «دعم غير مشروط» للرئيس بشار الأسد في ظلّ الهجوم المباغت الذي تشنّه فصائل مسلحة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي حرائق بعد غارات استهدفت مدينة إدلب بشمال سوريا (أ.ف.ب) play-circle 01:27

مئات القتلى في شمال سوريا... والجيش يعلن تحرير بلدات في حماة

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن حصيلة قتلى المعارك والقصف في شمال سوريا منذ بدأت الفصائل المسلحة هجوماً مباغتاً في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) بلغت 514 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يوافق على موازنة ترفع الإنفاق العسكري إلى مستويات قياسية

وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خطط موازنة ترفع الإنفاق العسكري لعام 2025 إلى مستويات قياسية، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو للانتصار في الحرب ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

نزوح عشرات الآلاف ومقتل 13 في أسوأ فيضانات تشهدها تايلاند وماليزيا منذ عقود

شرطيون ماليزيون يساعدون في إجلاء أشخاص بولاية كلنتن (إ.ب.أ)
شرطيون ماليزيون يساعدون في إجلاء أشخاص بولاية كلنتن (إ.ب.أ)
TT

نزوح عشرات الآلاف ومقتل 13 في أسوأ فيضانات تشهدها تايلاند وماليزيا منذ عقود

شرطيون ماليزيون يساعدون في إجلاء أشخاص بولاية كلنتن (إ.ب.أ)
شرطيون ماليزيون يساعدون في إجلاء أشخاص بولاية كلنتن (إ.ب.أ)

قالت السلطات إن عدد القتلى بسبب أسوأ سيول تضرب منذ عقود جنوب تايلاند وشمال ماليزيا ارتفع إلى 13 على الأقل، اليوم السبت.

وقد أُجبر أكثر من 122 ألف شخص على مغادرة منازلهم هربا من الفيضانات الناجمة عن الأمطار في الولايات الشمالية لماليزيا، وفق ما أفاد مسؤولون في إدارة الكوارث. ويتجاوز هذا الرقم الـ118 ألف شخص الذين تم إجلاؤهم في أحد أسوأ الفيضانات التي شهدتها البلاد عام 2014، ويخشى المسؤولون من احتمال ارتفاع العدد أكثر في ظل تواصل هطول الأمطار.

وبقيت حصيلة القتلى أربعة في ولايات كلنتن وترغكانو وساراواك.

رجل يعبر بواسطة قارب شارعاً غمرته المياه في ولاية كلنتن الماليزية (إ.ب.أ)

وتعد ولاية كلنتن الأكثر تضررا إذ يشكّل سكانها 63 في المئة من عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم والبالغ 122 ألفاً و631.

وتم إجلاء حوالى 35 ألف شخص في ترغكانو فيما سجّلت بقية حالات النزوح من سبع ولايات أخرى.

وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية الماليزية من أن الأمطار الغزيرة ستتواصل حتى الأحد في كلنتن وترغكانو وبيراك، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وانتشر آلاف عناصر أجهزة الطوارئ في الولايات المعرضة للفيضانات إلى جانب قوارب إنقاذ ومركبات ومروحيات، بحسب نائب رئيس الوزراء أحمد زاهد حميدي الذي يرأس اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث.

عمال إنقاذ يحملون مؤناً لأشخاص حاصرتهم المياه في مقاطعة يالا التايلاندية (رويترز)

وفي جنوب تايلاند أثرت السيول على ما يقرب من 534 ألف أسرة وارتفع عدد القتلى إلى تسعة ونزح الآلاف إلى 200 مأوى أقيمت في المناطق المتضررة، وفقا لما نقلته وكالة «رويترز» عن إدارة الوقاية من الكوارث والتخفيف من آثارها.

واجتاحت ستة أعاصير الفلبين المجاورة في شهر واحد فقط على مدار نوفمبر تشرين الثاني، مما أدى إلى دمار واسع النطاق.