وقّع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، على بروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأحاله إلى البرلمان وفق ما أعلنت الرئاسة التركية، الاثنين.
وستناقش لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي البروتوكول تمهيداً لتصديق البرلمان عليه. وأعطى إردوغان الضوء الأخضر خلال قمة «الناتو» في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا في يوليو (تموز) الماضي، لموافقة بلاده على طلب السويد، الذي تقدمت به إلى «الناتو» في مايو (أيار) العام الماضي بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير (شباط)، تزامناً مع طلب مماثل لفنلندا، قائلاً إنه سيحيل الطلب إلى البرلمان عند بدء دورته الجديدة التي انطلقت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
ورهن إردوغان الخطوة بتحريك الاتحاد الأوروبي مفاوضات انضمام بلاده إليه المجمدة تماماً منذ عام 2018.
ووافقت تركيا على طلب فنلندا في نهاية مارس (آذار) الماضي، بعد أن أقرت تعديلات قانونية لمكافحة الإرهاب بموجب مذكرة التفاهم الثلاثية مع تركيا والسويد الموقّعة على هامش قمة «الناتو» في مدريد في 2022 والتي شملت تعهدات من البلدين الإسكندنافيين (فنلندا والسويد) باتخاذ خطوات ضد التنظيمات التي تهدد أمن تركيا، ورفع حظر السلاح الذي فرضتاه ضمن دول أخرى بسبب العملية العسكرية التركية «نبع السلام» ضد القوات الكردية في شمال سوريا في 2019.
وأرجأت أنقرة التصديق على طلب السويد بسبب اتهامها بعد العمل بجدية من أجل إزالة المخاوف الأمنية لها، والسماح لعناصر إرهابية تعمل ضدها، في إشارة إلى أتباع «حزب العمال الكردستاني»، بحرية الحركة على أراضيها، وعدم تلبية طلباتها بتسليم عشرات من عناصره، وكذلك من عناصر «حركة فتح الله غولن»، التي تتهمها أنقرة بالوقوف وراء محاولة انقلاب فاشلة في 15 يوليو 2016، وذلك على الرغم من إقرار تعديلات على قانون مكافحة الإرهاب دخلت حيز التنفيذ في أول يونيو (حزيران) الماضي، لتهدئة مخاوف تركيا.
وبقي ملف انضمام السويد محوراً للجدل بسبب ربطه من جانب الولايات المتحدة بالموافقة على طلب تركيا الحصول على مقاتلات «إف - 16»، وكذلك مطالبة تركيا الاتحاد الأوروبي بتحريك مفاوضات عضويتها في مقابل الموافقة على انضمام السويد.
وأعلنت استوكهولم عقب قمة «الناتو» الأخيرة في يوليو الماضي أنها ستدعم جهود إحياء عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي مقابل التصديق على انضمامها للحلف.
وجاء إرسال إردوغان بروتوكول انضمام السويد إلى «الناتو»، على الرغم من عدم ظهور مؤشرات على استئناف الاتحاد الأوروبي مفاوضات انضمام تركيا، ومطالبته أنقرة بالموافقة على انضمام السويد دون تأخير.
واتفق الجانبان مؤخراً على البدء في مفاوضات تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي الموقّعة بين تركيا والاتحاد عام 1995، إلا أن التكتل لا يزال يصر على أنه لا بد من البحث عن بديل لمفاوضات الانضمام بسبب وضع الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير في تركيا، كما ورد في تقرير «تركيا 2022» الذي أعدته المفوضية الأوروبية، ووافق البرلمان الأوروبي عليه الشهر الماضي ما أثار غضب أنقرة.
كما شهدت الأسابيع الأخيرة تصريحات متشددة من جانب الرئيس التركي لوّح فيها بتأجيل الموافقة على طلب السويد، وبأنه لن يستطيع أن يحرك ساكناً في هذا الشأن دون موافقة البرلمان، رداً على موقف الكونغرس الأميركي، الذي ظل يرفض الموافقة على بيع مقاتلات «إف - 16» إلى تركيا بذرائع مختلفة، كان آخرها مصادقة تركيا على طلب السويد للالتحاق بـ«الناتو».