واشنطن تدين «أعمال ترهيب» للطيران الصيني في المحيط الهادئ

قاذفة من طراز «إتش 6» تابعة لسلاح الجو الصيني تحلق بالقرب من طائرة من طراز «إف 16» تايوانية في 10 فبراير 2020 (أرشيفية - رويترز)
قاذفة من طراز «إتش 6» تابعة لسلاح الجو الصيني تحلق بالقرب من طائرة من طراز «إف 16» تايوانية في 10 فبراير 2020 (أرشيفية - رويترز)
TT

واشنطن تدين «أعمال ترهيب» للطيران الصيني في المحيط الهادئ

قاذفة من طراز «إتش 6» تابعة لسلاح الجو الصيني تحلق بالقرب من طائرة من طراز «إف 16» تايوانية في 10 فبراير 2020 (أرشيفية - رويترز)
قاذفة من طراز «إتش 6» تابعة لسلاح الجو الصيني تحلق بالقرب من طائرة من طراز «إف 16» تايوانية في 10 فبراير 2020 (أرشيفية - رويترز)

اتهمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الصين «بممارسة أعمال ترهيب غير مسبوقة» في المجال الجوي لآسيا والمحيط الهادئ، حيث تضاعف المقاتلات الصينية «المناورات المحفوفة بالمخاطر حول طائرات أميركية تقوم بعمليات أو بمهام استطلاعية».

وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون آسيا إيلي راتنر لصحافيين، إن بكين تقود «حملة مركزة ومنسقة تسمح بهذه التحركات المحفوفة بالمخاطر من أجل إجبار الولايات المتحدة على تعديل أنشطتها العملياتية» في المنطقة.

ويتعلق معظم الحوادث في المجال الجوي الدولي بعمليات اعتراض غير آمنة في الجو، أو مناورات ترهيبية، أو اقتراب طائرات مقاتلة صينية بشكل كبير جداً أو بسرعة كبيرة جداً، من طائرات أميركية، أو إلقاء قنابل مضيئة، كما ذكر «البنتاغون».

نيات الصين تجاه تايوان... هاجس الجميع (أ.ب)

وأشار المسؤول إلى «أكثر من 180 حادثة» منذ خريف 2021، موضحاً أنه «عدد أكبر مما كانت عليه في العقد الماضي، مما يدل على تنامي عدوانية الجيش الصيني». وأضاف أنه «إذا أخذت حوادث مقاتلات دول شريكة في الاعتبار، فإن عدد الحوادث يصل إلى نحو 300».

وقال راتنر: «في نهاية المطاف، هذا النوع من السلوك خلال تنفيذ عمليات يمكن أن يسبب حوادث، ويمكن أن يؤدي إلى نزاعات غير مقصودة».

في الوقت نفسه، قال «البنتاغون»، إنه سيرفع السرية عن صور ومقاطع فيديو لنحو 15 حادثاً من هذا النوع، يعود آخرها إلى سبتمبر (أيلول) الماضي.

قبل ذلك، في يونيو (حزيران) الماضي، وقع حادث يتعلق خصوصاً بمقاتلة صينية وطائرة استطلاع أميركية فوق بحر الصين الجنوبي. وقالت قيادة الجيش الأميركي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إن الطائرة الصينية حلقت مباشرة أمام مقدمة الطائرة الأميركية وهي من طراز آر سي - 135، وعلى مسافة 120 متراً منها.

وتأتي هذه الحوادث المتكررة على خلفية توتر شديد بين بكين وواشنطن، لا سيما بشأن تايوان، وبعد تحليق منطاد صيني فوق الأراضي الأميركية مطلع العام الجاري، مع أن البلدين استأنفا الحوار في الأشهر الأخيرة عبر سلسلة من الزيارات قام بها مسؤولون أميركيون كبار إلى بكين.

لكن واشنطن تأسف لأن بكين لا تزال ترفض الاتصالات المباشرة رفيعة المستوى بين جيشي البلدين.

جانب من مناورات صينية حول تايوان في 7 أغسطس الماضي (أ.ب)

من جهتها، قالت وزارة الدفاع المدني الصينية في بيان إن بكين أعربت عن استيائها من كندا على خلفية تصريحات مسؤول كندي بأن اعتراض الصين لطائرة كندية كان عملاً «غير آمن وغير مهني». وأكدت أن طائرة تابعة للقوات الجوية الكندية دخلت مضيق تايوان عدة مرات، وأن ما قامت به الصين لتعقب الطائرة وردعها كان أمراً «منطقياً وقانونياً للغاية».

وكانت كندا قالت، الاثنين الماضي، إن طائرة صينية اعترضت أخرى كندية تقوم بمهمة تتعلق بكوريا الشمالية في المجال الجوي الدولي.

وقال قائد الفرقة الجوية الأولى في السلاح الجوي الكندي الملكي إين هادلستون لموقع «غلوبال نيوز»، إنه تم اعتراض طائرة القوات المسلحة الكندية «بأسلوب عدواني».


مقالات ذات صلة

حاول فتح بابها أثناء التحليق... تقييد راكب بشريط لاصق في طائرة بأميركا

يوميات الشرق طائرة (أرشيفية - رويترز)

حاول فتح بابها أثناء التحليق... تقييد راكب بشريط لاصق في طائرة بأميركا

قالت شبكة «سي إن إن» إن مشاجرة حدثت هذا الأسبوع خلال تحليق طائرة من ميلووكي إلى دالاس فورت وورث في الولايات المتحدة بسبب محاولة راكب فتح باب الطائرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية (أ.ب)

إخلاء طارئ لطائرة بعد اشتعال النيران في هاتف أحد الركاب واحتراق مقعد

تمكن طاقم طائرة من إجلاء أكثر من 100 راكب بعد أن اشتعلت النيران في هاتف أحد المسافرين على متن طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية السفينة الحربية الأوكرانية التركية «كورفيت آضا» (موقع ديفينس تورك نت)

أوكرانيا أجرت تجارب على سفينة حربية أنتجتها بشكل مشترك مع تركيا

أكملت البحرية الأوكرانية بنجاح الاختبارات على السفن الحربية «هيتمان إيفان مازيبا» من نوع «كورفيت» فئة «آضا» التي تشارك تركيا في تصنيعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد كامل العوضي نائب رئيس «أياتا» للشرق الأوسط وأفريقيا (الشرق الأوسط)

«أياتا»: شركات الطيران الخليجية الأسرع تعافياً عالمياً

صرّح مسؤول رفيع في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا)، بأن شركات الطيران الخليجية أظهرت قدرة فائقة على تجاوز آثار جائحة كورونا.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال افتتاح النسخة السابقة للمعرض (الموقع الرسمي)

معرض البحرين الدولي للطيران 2024 نحو تطوير الشراكات ودفع الابتكار

تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ينطلق الأربعاء معرض البحرين الدولي للطيران 2024، بمشاركة كبريات شركات الطيران والدفاع والفضاء العالمية.

عبد الهادي حبتور (المنامة)

ميانمار في مقدمة الدول الأكثر تضرراً من الألغام المضادة للأفراد

مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
TT

ميانمار في مقدمة الدول الأكثر تضرراً من الألغام المضادة للأفراد

مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)

تصدرت ميانمار خلال عام 2023 قائمة الدول التي تسببت فيها الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في أكبر عدد من الوفيات والإصابات، وسط زيادة في عدد الضحايا في شتى أنحاء العالم، على ما كشف مرصد الألغام الأرضية، الأربعاء.

تسببت الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات في مقتل أو إصابة ما لا يقل عن 5.757 شخصاً في العام الفائت (مقارنة بـ4.710 ضحايا في عام 2022)، 84 في المائة من بينهم من المدنيين، في نحو خمسين دولة، وفقاً للتقرير السنوي للمنظمة.

وتشمل الحصيلة التي ارتفعت بنسبة 20 في المائة خلال عام واحد، 1983 قتيلاً و3663 جريحاً، يضاف إليهم 111 ضحية أخرى، لا تشير إحصائيات التقرير إلى ما إذا كانوا قد نجوا أم لا.

كما تسببت الألغام المضادة للأفراد وحدها في سقوط 833 ضحية، مقارنة بـ628 في عام 2022.

وتأتي ميانمار في المركز الأول من حيث ضحايا الألغام والقنابل غير المنفجرة (1003)، متقدمة على سوريا (933) التي تصدرت الترتيب خلال السنوات الثلاث الماضية، ثم أفغانستان (651) وأوكرانيا (580)، بحسب ما جاء في التقرير.

وتم زرع العبوات الناسفة في كامل الأراضي في ميانمار التي شهدت عقوداً من الاشتباكات بين الجيش والجماعات المتمردة العرقية.

وازدادت أعمال العنف إثر الانقلاب العسكري في فبراير (شباط) 2021 ضد حكومة أونغ سان سو تشي، ما تسبب في ظهور عشرات الجماعات الجديدة المعادية للمجلس العسكري العائد إلى السلطة.

لم توقّع ميانمار على اتفاقية أوتاوا بشأن حظر وإزالة الألغام المضادة للأفراد، والتي انضمت إليها 164 دولة ومنطقة.

ويشير يشوا موسر بوانغسوان، الذي عمل على إعداد التقرير، إلى أن العدد الإجمالي للضحايا قد يكون أعلى بكثير مما تم الإعلان عنه؛ لأن جمع البيانات الميدانية يعد أمراً مستحيلاً؛ بسبب الاشتباكات، فضلاً عن وجود قيود أخرى.

وأوضح خلال مؤتمر صحافي في بانكوك: «لا يوجد نظام مراقبة طبي في البلاد يمكنه تقديم بيانات رسمية بأي شكل من الأشكال».

وأضاف: «نحن نعلم استناداً إلى الأدلة التي لم يتم التحقق منها أنها هائلة».

ويشير التقرير إلى «زيادة كبيرة» في استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل الجيش في ميانمار، لا سيما بالقرب من أعمدة الهواتف المحمولة وخطوط الأنابيب، والبنية التحتية».

وتقول المجموعة التي أعدت التقرير إنها عثرت على أدلة تثبت أن قوات المجلس العسكري واصلت استخدام المدنيين «لإرشاد» الجنود إلى المناطق الملغومة، على الرغم من أن القانون الدولي يجرّم هذا السلوك.

ويُتهم الجيش في ميانمار بانتظام من قبل القنصليات الغربية والمدافعين عن حقوق الإنسان بارتكاب فظائع وجرائم حرب.

وصادر معارضو المجلس العسكري الألغام «في كل شهر بين يناير (كانون الثاني) 2022 وسبتمبر (أيلول) 2024، في جميع أنحاء البلاد تقريباً»، بحسب التقرير الذي يستند إلى دراسة للصور الفوتوغرافية.

وقالت منظمة «اليونيسيف» في أبريل (نيسان) إن «كل الأطراف» استخدمت الألغام الأرضية «دون تمييز».

وأكدت جماعات متمردة أيضاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنها تزرع ألغاماً.

ومرصد الألغام الأرضية هو القسم البحثي للحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL)، وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية.

والألغام المضادة للأفراد هي أجهزة متفجرة تستمر في قتل وتشويه الناس بعد فترة طويلة من انتهاء الصراعات والحروب.

وهي مدفونة أو مخبأة في الأرض، وتنفجر عندما يقترب منها شخص ما أو يلامسها.

وعدّت الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، الأربعاء، قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا «بالألغام المضادة للأفراد غير الدائمة» المجهزة بجهاز تدمير ذاتي أو إبطال ذاتي، لتعزيز دفاعات كييف ضد الغزو الروسي، «كارثياً».

وأوضحت المنظمة، في بيان: «يجب على أوكرانيا أن تعلن بوضوح أنها لا تستطيع قبول هذه الأسلحة ولن تقبلها».