«طالبان الأفغانية» حائرة في طريقة التعامل مع «طالبان الباكستانية»

مخاوف من انضمام عناصر الحركة الأصولية إلى تنظيم «داعش - خراسان»

أفراد أمن «طالبان» يقفون حراساً وآخرون يغلقون الطريق بينما يسير المعزون خلال موكب في اليوم العاشر من عاشوراء (أ.ف.ب)
أفراد أمن «طالبان» يقفون حراساً وآخرون يغلقون الطريق بينما يسير المعزون خلال موكب في اليوم العاشر من عاشوراء (أ.ف.ب)
TT

«طالبان الأفغانية» حائرة في طريقة التعامل مع «طالبان الباكستانية»

أفراد أمن «طالبان» يقفون حراساً وآخرون يغلقون الطريق بينما يسير المعزون خلال موكب في اليوم العاشر من عاشوراء (أ.ف.ب)
أفراد أمن «طالبان» يقفون حراساً وآخرون يغلقون الطريق بينما يسير المعزون خلال موكب في اليوم العاشر من عاشوراء (أ.ف.ب)

أصبحت حركة «طالبان» الأفغانية مقتنعة بضرورة الوقوف إلى جانب باكستان في حربها ضد حركة «طالبان» الباكستانية. لكن ما لا يعرفونه هو كيفية التعامل مع «طالبان» الباكستانية إذا ما بدأوا علناً دعم باكستان عسكرياً ضد «طالبان» الباكستانية.

أمن «طالبان» عند نقطة تفتيش في قندهار بأفغانستان 30 يوليو 2023 (إ.ب.أ)

يقيم معظم مقاتلي «طالبان» الباكستانية في مدن وبلدات أفغانستان القريبة من الحدود الباكستانية. وفي البداية، بعد التعرض لضغوط من الحكومة الباكستانية، حاولت «طالبان» الأفغانية نقل هؤلاء المقاتلين بعيداً عن الحدود الباكستانية، لكن حركة «طالبان» الأفغانية فشلت في العمل بفاعلية على ذلك؛ إذ انتقل عدد قليل فقط من هؤلاء المقاتلين طوعاً إلى شمال أفغانستان وغربها.

مقاتلو «طالبان» يقومون بدورية في قندهار خلال احتفال بمناسبة الذكرى الثانية لانسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من أفغانستان (أ.ب)

وحركة «طالبان» الباكستانية مقربة بشكل خاص من حركة «طالبان» الأفغانية التي أصبح زعيمها سراج الدين حقاني الآن وزيراً للداخلية.

سراج الدين حقاني (في الوسط) خلال احتفال تخرّج طلاب في أكاديمية الشرطة (أ.ف.ب)

كما أن زعيم شبكة «حقاني»، سراج الدين حقاني هو أيضاً مقرب من المؤسسة الأمنية الباكستانية. وقالت مصادر من داخل «طالبان» لـ«الشرق الأوسط» إنهم مقتنعون بضرورة دعم الحكومة الباكستانية في جهودها ضد حركة «طالبان» الباكستانية. وأكد القائد الأعلى لحركة «طالبان» أن «طالبان» الأفغانية لا تدعم حركة «طالبان» الباكستانية في حربها ضد باكستان.

ويقول خبراء مكافحة الإرهاب في العاصمة إسلام آباد إن القادة المركزيين لحركة «طالبان» الأفغانية يتمتعون بعلاقات وثيقة مع المؤسسة الأمنية الباكستانية.

عنصر أمني من طالبان في كابل يوم 28 أغسطس 2023 (إ.ب.أ)

ولا يزال معظم القادة المركزيين لـ«طالبان» لديهم أسرهم ومنازلهم في البلدات والمدن الحدودية في باكستان. ويقول الخبراء إن حركة «طالبان» الأفغانية لا تمتلك مع ذلك خطة حول كيفية التعامل مع حركة «طالبان» الباكستانية في حال بدأت بدعم باكستان علناً.

ويشير الخبراء إلى احتمالين مرجحين إذا بدأت حركة «طالبان» الأفغانية بدعم باكستان علناً: أولاً، انضمام «طالبان» الباكستانية إلى تنظيم «داعش - خراسان». وثانياً، دخول حركة «طالبان» الباكستانية تحت مظلة الاستخبارات الهندية، التي لا تزال نشطة في أفغانستان. وفي كلتا الحالتين، تنظر حركة «طالبان» الأفغانية إلى حركة «طالبان» الباكستانية على أنها تحد عسكري.

وقد زودت «طالبان» الباكستانية في الماضي القريب تنظيم «داعش - خراسان» بأسلحة أميركية. ويشير الخبراء إلى أنه بإمكان حركة «طالبان» الباكستانية الدخول في تحالف مع تنظيم «داعش - خراسان» إذا شرعت حركة «طالبان» الأفغانية بدعم باكستان عسكرياً. وفي داخل منظمة «طالبان» الأفغانية، نُقلت مسؤولية التعامل مع المقاتلين الأجانب المقيمين في أفغانستان إلى سراج الدين حقاني الذي يشغل منصب وزير الداخلية ورئيس الاستخبارات.

وحاول حقاني أولاً التوسط في اتفاق بين الحكومة الباكستانية وحركة «طالبان» الباكستانية. لكن هذه المحاولة باءت بالفشل. وعلم أن حقاني أكد للدبلوماسيين الباكستانيين المتمركزين في كابل أنه سوف يضمن توقف هجمات حركة «طالبان» الباكستانية على قوات الأمن الباكستانية. وليس من الصعب الحكم على كيفية استجابة حركة «طالبان» الباكستانية في مثل هذا الموقف.


مقالات ذات صلة

آسيا هذه الصورة التي نشرها مكتب المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد كبير المتحدثين باسم حكومة «طالبان» الذي يقود وفد «طالبان» (يمين الوسط) حيث يتحدث مع المبعوث الرئاسي الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف خلال اجتماع بالدوحة (أ.ب)

حكومة «طالبان» أُبلغت بـ«ضرورة إشراك النساء» في الحياة العامة خلال محادثات الدوحة

قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو إن حكومة «طالبان» أُبلغت بضرورة إشراك النساء في الحياة العامة.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الخليج المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» و«تلغرام» يزيلان أكثر من 18 مليون محتوى متطرف

تمكّن «اعتدال»، ومنصة «تلغرام»، عبر مواصلة جهودهما في مكافحة المحتوى المتطرف والنشاط الدعائي للتنظيمات الإرهابية، من إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
آسيا هناك مدنيون بين القتلى (أ.ف.ب)

رئيس منطقة داغستان الروسية يحمّل «إرهابيين دوليين» مسؤولية هجمات الشهر الماضي

قال سيرغي ميليكوف، رئيس منطقة داغستان الروسية، حيث شن مسلحون الشهر الماضي هجمات مميتة في مدينتين، الاثنين، إن التهديد الأمني يأتي من «منظمات إرهابية دولية».

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أفريقيا جيش بوركينا فاسو يعرض أسلحة ووسائل نقل كانت بحوزة الإرهابيين (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

جيش بوركينا فاسو يقضي على 150 إرهابياً

أعلن جيش بوركينا فاسو الاثنين أنه نجح في القضاء على أكثر من 150 إرهابياً خلال معارك وقعت الأسبوع الماضي، في منطقة غورما، شرقي البلاد.

الشيخ محمد (نواكشوط )

داغستان الروسية تعلن حصيلة جديدة لضحايا هجمات إرهابية طالت كنيستين ومعبدين يهوديين

لقطة من فيديو نشرته لجنة مكافحة الإرهاب الروسية تظهر عناصر من أمن الدولة خلال عملية «مكافحة الإرهاب» في داغستان (أ.ف.ب)
لقطة من فيديو نشرته لجنة مكافحة الإرهاب الروسية تظهر عناصر من أمن الدولة خلال عملية «مكافحة الإرهاب» في داغستان (أ.ف.ب)
TT

داغستان الروسية تعلن حصيلة جديدة لضحايا هجمات إرهابية طالت كنيستين ومعبدين يهوديين

لقطة من فيديو نشرته لجنة مكافحة الإرهاب الروسية تظهر عناصر من أمن الدولة خلال عملية «مكافحة الإرهاب» في داغستان (أ.ف.ب)
لقطة من فيديو نشرته لجنة مكافحة الإرهاب الروسية تظهر عناصر من أمن الدولة خلال عملية «مكافحة الإرهاب» في داغستان (أ.ف.ب)

خلّفت هجمات استهدفت كنيستين أرثوذكسيتين ومعبدين يهوديين في داغستان أواخر يونيو (حزيران) 22 قتيلاً، معظمهم من عناصر الشرطة، بحسب حصيلة جديدة أعلنها زعيم المنطقة الواقعة في القوقاز الروسي، بعد مرور أكثر من أسبوع على الأحداث.

رئيس جمهورية داغستان الروسية سيرغي ميليكوف يزور كنيسة تعرضت للهجوم (إ.ب.أ)

وفي 23 يونيو، هاجم مسلحون هذه المواقع الدينية ونقطة تفتيش للشرطة في وقت متزامن في محج قلعة عاصمة داغستان وفي مدينة ديربنت الساحلية، ولم تتبنّ أيّ جهة الهجمات بعد.

وقال الزعيم سيرغي ميليكوف «للأسف الشديد، قُتل 22 شخصاً نتيجة الهجمات الإرهابية»، مضيفاً أنهم 17 عنصراً من الشرطة وخمسة مدنيين.

وأكد المحقّقون في نهاية يونيو أن قساً أرثوذكسياً من بين القتلى. وكانت حصيلة سابقة أفادت بسقوط 20 قتيلاً.

وأتت سلسلة الهجمات بعد ثلاثة أشهر من الهجوم على قاعة «كروكوس سيتي هول» في ضواحي موسكو الذي تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية، وأسفر عن مقتل 145 شخصاً.

الهجوم الإرهابي في جمهورية داغستان الروسية (متداولة)

ولم تُعلن سوى تفاصيل قليلة حول هويات المهاجمين ودوافعهم في داغستان، وهي منطقة غير مستقرة ذات غالبية مسلمة. وقُتل العديد منهم بحسب السلطات.

وقال سيرغي ميليكوف الاثنين إن أحدهم كان «مشاركاً» في احتجاجات مناهضة لإسرائيل تخللتها أعمال شغب في مطار محج قلعة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

حينها، اقتحم حشد من الرجال مدرج المطار عندما هبطت طائرة آتية من إسرائيل، وذلك وسط توتّرات في جميع أنحاء العالم مرتبطة بالنزاع بين الدولة العبرية وحركة «حماس» في غزة.

كما أشار سيرغي ميليكوف بأصابع الاتهام إلى الغرب، من دون تقديم أدلة على اتهاماته. وقال إن الغربيين «يمكنهم التأثير على تحضير الأشخاص القادرين على ارتكاب مثل هذه الجرائم وحالتهم الآيديولوجية».

وكانت السلطات الروسية قد اتهمت كييف بتأدية دور في الهجوم على قاعة «كروكوس سيتي هول»، رغم عدم وجود أدلة وإعلان تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه.

رئيس جمهورية داغستان الروسية سيرغي ميليكوف يزور كنيسة تعرضت للهجوم (إ.ب.أ)

«إرهابيون دوليون»

إلى ذلك، قال سيرغي ميليكوف، رئيس منطقة داغستان الروسية، حيث شن مسلحون الشهر الماضي هجمات مميتة في مدينتين، إن التهديد الأمني يأتي من «منظمات إرهابية دولية».

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن ميليكوف، رئيس المنطقة ذات الأغلبية المسلمة، قوله إن 22 شخصاً لقوا حتفهم في الهجمات التي وقعت يوم 23 يونيو واستهدفت كنائس ومعابد يهودية ضمن أهداف أخرى.

وقال خبراء أمنيون غربيون إن الهجمات دليل آخر على أن روسيا، المنشغلة بحربها في أوكرانيا، تواجه مشكلة متنامية مع عنف المتشددين الإسلاميين في الداخل. لكن ميليكوف أصر على أن التهديد خارجي.

وقال فيما نقلته وكالات الإعلام الروسية «النشاط المتزايد لمنظمات إرهابية دولية ما زال يمثل عنصر التهديد الرئيسي الذي يؤثر على الوضع في الجمهورية (داغستان)».

وأضاف «وبغض النظر عن كيفية محاولتهم إقناعنا بأن الأحداث في داغستان وقعت لأسباب داخلية، فأنا، عن نفسي، لن أصدق هذا أبداً».

وأوضح أن هناك أدلة مباشرة وغير مباشرة تشير إلى دور «أعدائنا المباشرين» في الهجمات، لكنه لم يحدد من هم ولا ما هي الأدلة».

وأردف ميليكوف قائلاً «وفي هذا الصدد، ليس من الضروري أن يتواجد مدربون غربيون أو غيرهم على أراضي داغستان، لأن هذه الأجهزة الخاصة وزعماء المنظمات الإرهابية اليوم يستخدمون الإنترنت والشبكات الاجتماعية، وقد يؤثرون على كل من التدريب والحالة الآيديولوجية للأشخاص القادرين على ارتكاب مثل هذه الجرائم».

وجاءت الهجمات في داغستان بعد ثلاثة أشهر من اقتحام مسلحين قاعة للحفلات الموسيقية قرب موسكو بأسلحة آلية وإضرام النار فيها، مما أسفر عن مقتل 145 شخصاً في مذبحة أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنها.

ووجهت روسيا أصابع الاتهام إلى أوكرانيا بالمسؤولية عن هذا الهجوم، دون تقديم أدلة. ورفضت أوكرانيا الادعاء ووصفته بأنه سخيف.

ونقلت وكالات الإعلام الروسية عن الشيخ أحمد عبد اللاييف، مفتي داغستان، قوله خلال اجتماع مع ميليكوف إنه سيتم قريباً إصدار فتوى بحظر النقاب. وذكرت تقارير أعقبت هجمات 23 يونيو أن أحد المسلحين خطط للفرار واضعاً نقاباً.

ونُقل عن عبد اللاييف قوله إنه سيتم حظر النقاب إلى حين إقرار السلام والهدوء في المنطقة، موضحاً أن على الرجال الذين لا يريدون كشف وجوه زوجاتهم في أماكن عامة إبقاءهن في البيوت».